مجلة الفنون المسرحية
إعداد القصص والروايات في المسرح العراقي / فيصل ابراهيم المقدادي
فيصل ابراهيم المقدادي
إعداد القصص والروايات في المسرح العراقي / فيصل ابراهيم المقدادي
فيصل ابراهيم المقدادي
هناك مسرحيات وتمثيليات روائية مأخوذة عن قصص أو روايات جرى مسرحتها اوتطويعها لهذه المجالات، الا ان هذا يتطلب جوابا واضحا على الاسئلة الهامة التالية بعد قراءة النص وهي :
1. كم عدد المشاهد المختلفة في الرواية التي تحولت الى مسرحية اوتمثيلية في مشهد واحد؟
2. هل يشمل العمل الابداعي المسرحي المعد على مشاهد واحداث لم تكن موجودة في الرواية؟
3. هل الذروة واحدة في كل من العمل المسرحي اوالقصة؟
4. هل من رأيك ان العمل المسرحي المعد (مبني) اساسا على الاصل الذي اعدت منه؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا؟
واولى خصائص قدرة المؤلف على استكشاف المادة الدرامية ذخيرته من المعرفة بالجمهور (الناس) وسلوكه وبصيرته القوية بكل ما يحيط به وبهم ثم خياله الحي .
وعلى الكاتب المسرحي ان يتذكر وعلى الدوام بانه يكتب عن قوم معينين وعن تجاربهم لجمهور من الناس لهم تجاربهم الخاصة وعمل الكاتب الدرامي هوان يزاوج بحيوية بين تجارب شخصياته المسرحية وبين تجارب جمهوره وان يربط بين هذه وتلك برابطة السمات المشاركة العامة التي يخضع لها كلا الطرفين، جاء في كتاب البصائر والذخائر :
(ينبغي ان تعلم ان من اراد خطابه البلغاء على طريقة الادباء ومجاراة الحكماء على عادة الفضلاء، احتاج ضرورة الى تقديم العناية باصول الاساس وحفظ فصول هي الاركان، ولن ينفعها تقديمها دون احكامها، كما لا يجدي عليه حفظها دون عرفانها، فمن اوائل تلك العناية جمع برد الكلام، ثم الصبر على دراسة محاسنه، ثم الرياضة بتاليف ما شاكل كثيرا منه اووقع قريبا اليه، وتنزيل ذلك على شرح الحال الا يقتصر على معرفة التاليف دون معرفة حسن التاليف، ثم لا يقف مع اللفظ وان كان بارعا وشيقا حتى يغلي المعنى غليا، ويتصفح المغزى تصفحا ويقضي من حقه ما يلزم في جكم العقل ليبرأ من عارض سقم، ويسلم من ظاهرة استحالة ويعتمد حقيقته اولا ثم يوشيه ثانيا، ليترقرق عليه ماء الصدق ويبدومنه لألاء الحقيقة، ولن يتم ذلك حتى يتجنب غريب اللفظ ووحشيه ومستكرهه وبدويه، وينزل عن ربوة ذي العنجهية واصحاب اللوثة وارباب العظمة بعد ان يرتقي عن مساقط العامة في هجر كلامها ومرذول تاليفها) حيث يضع شروطا محددة لتحقيق الاسلوب البليغ والحكيم تتلخص في :
1. العناية باصول واركان البلاغة وتقديمها محكمة عميق الدراية بها .
2. التدقيق في الالفاظ واختيار الجميل منها .
3. تنزيل اللفظ على المعنى المقصود دون ان يغريه اللفظ الجميل ويقف عنده فيقع في سقم وشكلية لا قيمة منها .
4. وبعد التاكد من مطابقة الصورة للمضمونة، يعود لتشويه ماابدعه فيحذف اللفظ الغريب المستكره، كي لاينعزل في اسلوبه مع ذوي العنجهية والترفع الكاذب، وهم المتحذلقون، ولا ينغملر في اساليب التاليف الرخيص الذي يمارسه العامة والمتطفلون على البلاغة .
ان الحذر ضروري جدا خاصة من الايغال العفوي في موسيقى الكلمات خاصة تلك التي تجعلها شديدة الطنين والجرس، وبعدها عن جدية المعنى وجلال الحكمة والفلسفة المقصودة احيانا والانتباه الى ان لغة المسرحيات يجب ان تتميز في تنويع العبارات رغبة في استعمال اقصى مالدى المؤلف من مخزون الكلمة. و(سلاسة الطبع لاتعني التلقائية العفوية، بل لابد من ثقافة ودراية لجميع القواعد والاصول، والبلاغة هي (الصدق في المعاني مع ائتلاف الاسماء والافعال والحروف واصابة اللغة وتحري الملاحة المشاكلة برفض الاستكراه ومجانية التعسف) وبلاغة النص حسب: (الامتناع والمؤانسة ج 1 ص9) هومركب من اللفظ اللغوي والصوغ الطباعي والاستعمال الاصطلاحي ).
أهمية إعداد وعرض المسرحية الجيدة
(ان عددا من قصص وروايات: جليل القيسي ومحمد خضير ومحي الدين زنكنه جديرة بالمسرحة)
اهمية المسرحية الجيدة :
1. التأثير الايجابي في افكار الجمهور .
2. التأثير الايجابي في قناعة الجمهور .
3. ماتضيفه المسرحية من خبرة حياتية جديدة وتعميق مفاهيمها للحياة .
4. اغناء تفكير الجمهور واثارة الشعور لديه عن طريق الصورة اللغوية الخاصة ويرتبط هذا بالالهام والعبقرية الفنية الخاصة بالمؤلف والمخرج .
5. يعبر المسرحي عن تجربته وفهمه العام للحياة بصدق عن احوال المجتمع وبهذا يحقق ذاته في الجماعة سعيا للتاثير فيهم وكسب رضاهم ووسيلته الى التاثير وهذا الكسب يحدث فيما يعنيهم يتاثر بالمجتمع ثم يحاول التاثير فيه كما بالنسبة لغالب مسرحيات : ( طه سالم ونور الدين فارس ) وبذلك يختلف عن (المسرح التجاري) الذى يخضع للارادة الانية للناس و(لمردود شباك التذاكر) ويترك المجتمع يدور في نطاق ذاته دون ان يضيف اليه اية قيمة جديدة. وهذا ماحصل في العراق (ايام الحرب العراقية الايرانية) حيث قدمت المسرحيات التجارية التي نقلت ثقافة الغجر والمتعة الرخيصة للمسرح والتاليب (ضد الفرس).
6. تظهر اثار المسرح في المجتمع بما يقدمه اليه من قيم جديدة تساعد على تغييره وتشكيله، ومثالها مسرحيات :
1 - فرقة المسرح الفني الحديث وعروض مسرحيات :
1-اني امك يا شاكر
2 - ماكوشغل
3 - ست دراهم
4 - انا ضمير المتكلم
5 - الشريعة
6 - الخان
7 - النخلة والجيران
وما قدمة اساتذة معهد وكلية الفنون- في الستينيات والسبعينيات من قرننا الماضي :
1 - هملت
2 - يوليوس قيصر لشكسبير
3 - القرد كثيف الشعر ليوجين اونيل
4 - كلكامش وغيرها ..
2 – ما قدمته فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم :
1 - اشجار الطاعون
2 - الغريب
3 - العطش والقضية
4 - البيت الجديد
5 - فيتروك ... وغيرها
7. موقف المؤلف المسرحي والمخرج من المجتمع بالتأكيد ان للمسرحي فرديته لكنها تتحقق ايضا بوجود المجموعة وله عبقريته المبدعة وما يبدعه المسرحي ويخلقه لا تكون له قيمة الا بما ستتركه من اثر في المجموعة فالمسرحي بشكل عام قيمة انسانية اجتماعية حتى لوتقاطعت مع ارادة الانظمة الظالمة وهناك امثلة عديدة في تاريخ المسرح الروسي (بوشكين وعدم رضا القيصر على مسرحياته منع العديد من مسرحيات فرق المسرح الفني الحديث بالعهد الملكي وحكم حزب البعث.. الخ. محاولة الانظمة الظالمة شراء مسرحيين ومحاولة توضيب عروض مسرحية ومخرجين لصالح الحاكم.....الخ) كما حصل مع مسرحيات: الفرس وزبيبة والملك.... وغيرها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق