مجلة الفنون المسرحية
مسرحية تصحيح ألوان على خشبة القباني… عمل يرسخ مقولة إن ذاكرة الإنسان من صنعه هو
دمشق-سانا
مسرحية تصحيح ألوان على خشبة القباني… عمل يرسخ مقولة إن ذاكرة الإنسان من صنعه هو
دمشق-سانا
مسرح الديودراما القائم على ثنائية الرجل والمرأة وعرض الفصل الواحد خيار عاد إليه مجددا الكاتب سامر محمد إسماعيل في عرضه الجديد الذي ألفه وأخرجه بعنوان “تصحيح ألوان” والجاري عرضه حاليا على خشبة مسرح القباني.
العرض الذي أنتجته مديرية المسارح والموسيقا “المسرح القومي في وزارة الثقافة يعتمد على توليفة من الفنون البصرية التي أراد إسماعيل استخدامها لتحقيق أكبر قدر من التفاعل والتأثير لدى جمهور الصالة مثل استحضار أغان معينة ووضع موسيقا خاصة بالعرض واستخدام شاشة إسقاط في قلب الخشبة واستثمار الإضاءة إلى أقصى حد ممكن كما كان الفن التشكيلي حاضرا كجزء من الديكور الأساسي للعرض وحتى الرقص الحركي كما في المشهد الأخير.
وتلعب الموسيقا دورا محوريا في “تصحيح ألوان” منذ البداية فالعرض يبدأ بمقطع من قصيدة معاذ الله للشاعر السوري الكبير نزيه أبو عفش التي غناها في ثمانينيات القرن الماضي الفنان المعتزل فهد يكن وأراد من توظيفها مؤلف ومخرج المسرحية وضع نخبة ثقافية ظهرت في تلك الحقبة ضمن سهام نقده.
إضافة فضاءات جديدة إلى العرض لم تتوقف على توسيع خشبة القباني فحسب بل تعداه إلى استثمار قطع صغيرة مثل صناديق الكرتون المقوى المحشوة بالأغراض الشخصية والكتب لتكون جزءا من مقولة العرض ككل في إدانة مثقفين حملوا متاعهم وسافروا خارج البلاد في ظل الأزمة الراهنة.
وقصة العرض التي تدور حول الصحفية “رشا.. مايا” والكاتب الانتهازي جابر ابراهيم تخرج من نطاق الحوار الصحفي المفترض مع كاتب حصل على جائزة من دولة خليجية لروايته الأخيرة إلى مكاشفة حادة تدفع الكاتب للاعتراف بسرقة رواية والد الصحفية والتسبب في سجنه.
وكان الحوار المكتوب الذي بدا عفويا لأبعد الحدود واداء الممثلين في العرض “يوسف المقبل ومريانا معلولي” هما العلامة الفارقة في تصحيح ألوان وساعد على ذلك النمط المتسارع في تقلبات الشخصيتين تناسبا مع سير الأحداث وتنامي الحوار ولا سيما أن المسرحية هي عرض ممثل بالدرجة الأولى.
النهاية المأساوية غير المتوقعة بدءا من كشف رسائل الحب بين والدة الصحفية والكاتب لنكون أمام خيانة مزدوجة بحق الصديق والزوج أظهرت مقولة العرض بأن ذاكرة الإنسان هي من صنعه هو لا مرآة حقيقية عن الماضي الذي سيدفنه الكاتب عندما يضع جسد الصحفية المنهارة في حقيبة سفر.
يشار إلى أن عرض “تصحيح ألوان” هو ثاني تعاون لمديرية المسارح والموسيقا مع الكاتب اسماعيل بعد عرض ليلي داخلي الذي قدم لأول مرة عام 2013.
ويضم فريق العمل في مسرحية “تصحيح ألوان” تأليف وإخراج.. سامر محمد إسماعيل وتمثيل.. يوسف المقبل ومريانا معلولي وحضور خاص للفنان أيمن زيدان ولوحة العرض.. الفنان بديع جحجاح وأغنية سليمى بصوت الفنان وضاح إسماعيل ودراماتورج.. لؤي ماجد سلمان ومخرج مساعد.. بسام البدر وسينوغرافيا.. أدهم سفر وديكور.. زهير العربي وتصميم إضاءة .. نصر الله سفر وموسيقا.. رامي الضللي ورسم حركي.. محمد شباط ومشرف تقنيات.. بسام حميدي ومساعد مخرج.. رامي سمان وأزياء ومكياج.. سهى العلي ومديرة منصة .. إيفا إسماعيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق