تصنيفات مسرحية

الخميس، 22 يونيو 2017

اختتام تظاهرة «مسرح في المقهى وفنون للفرجة» بالكاف: دورة أوفت بوعودها، وأسعدت الجماهير ...

مجلة الفنون المسرحية

اختتام تظاهرة «مسرح في المقهى وفنون للفرجة» بالكاف: دورة أوفت بوعودها، وأسعدت الجماهير ...


محمود الاحمدي  

مدينة الكاف الضاربة في القدم، والتي تجل مختلف الفنون، عاشت طيلة أيام 16 /17/ 18 جوان، على ايقاع فعاليات الدورة الاولى التاسيسية، لتظاهرة مسرح في المقهى وفنون للفرجة، بتنظيم من مركز الفنون الدرامية والركحية وبدعم من

وزارة الشؤون الثقافية، وهي تظاهرة تجمع بين المسرح وفنون الفرجة، تجسيدا لثقافة القرب وتمكين المواطنين من متابعة عروض مبرمجة، ضمن البرنامج العام للدورة، وفي اطار انفتاح مركز الفنون الدرامية على الفضاءات الخارجية المفتوحة، التي تستقطب اعدادا هامة من المواطنين، لا سيما العائلات التي تخرج خلال شهر رمضان بحثا عن فضاءات للترفيه.
وقد تم التركيز خلال هذه التظاهرة، على جملة من العروض الفرجوية والتنشيطية، التي تتماهى وخصوصيات الشهر الكريم، حيث كان الافتتاح بعرض فرقة الديوان «البنقة» ذات الجذور الافريقية، والتي تترجم حركاتها وايقاعاتها معاناة السود والعبيد في السابق، وهي صرخة في وجه الظلم والعبودية، وقد استقطب العرض اعدادا هامة من الجماهير التي توافدت على فضاء العروض بساحة بنعينين، وتفاعلت مع الايقاعات والرقصات، لا سيما وان الطقس كان باردا والنسائم كافية تشرح الصدور وتبعث الراحة في النفوس بعد الصيام وحرارة الطقس في النهار، اما العرض الفرجوي الثاني، فكان بامضاء فرقة علوية نفطة القادمة من ربوع سيدي ابي علي السني، الى رحاب سيدي بوخلوف بالكاف، فكان التزاوج بين الموسيقى الصوفية والانشاد الديني والابتهالات، ورائحة البخور والزغاريد في اجواء جد منعشة، والتي تعرف بها فرقة العلوية اصيلة مدينة نفطة «الكوفة الصغرى» التي عرفت منذ القدم بالتصوف السني بعيدا عن المغالاة، والتطرف الديني وذلك بفضل اعتناقها المذهب المالكي، حبث كانت ترتبط بالمغرب والمشرق عن طريق الصحراء، فتاثرت بالافكار الواردة عليها. وخلال السهرة الثالثة اختلف المشهد وتنوعت الفرجة، التي وفرتها فرقة شمس الجنوب للفنون الشعبية، فكانت الايقاعات والرقص بالجرار والاغاني الفولكلورية.

وبدورها احتضنت بعض مقاهي المدينة، عروض الحكواتي، فكان الاول بعنوان: جرديات للفنان عروسي الزبيدي، والعرض الثاني للحكواتي خالد شوشان، وهي عروض تندرج في اطار القص الشعبي الغنائي، او الروائية الشفاهية الغنائية، التي يلعب فيها الحكواتي وراوي السيرة دور الراوي الحقيقي، لاداء روايتها، وتميزت هذه العروض بامتلاك الحكواتي القدرة على ابتداع الرواية الخاصة به، وايضا امتلاك لحنها واداءها الخاص، والقدرة على الالتحام المباشر مع الجمهور والتاثير فيه.

وفي السياق ذاته احتضن مركز الفنون الدرامية والركحية، وفي السهرة الاولى عرض المسرحية الجديدة «قم» بقاعة المنصف السويسي، للمخرج محمد الطاهر خيرات بمساعدة نسيبة بن يوسف وتمثيل كل من عبد الرحمان الشيخاوي ومنير الخزري ونور الدين الهمامي و سهام التليلي عن رواية في بلاد الحد الأدنى لنور الدين العلوي دراماتولوجيا نور الدين الهمامي وعبد الرؤوف الهداوي. في هذه المسرحية اسقاطات على واقعنا المعيشي اليوم، وكشف للمستور، وفضح لعديد الممارسات التي تفشت في مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة. حيث ينتفي الطّموح و تموت الرّغبة في بلاد الحد الأدنى التي تدور فيها احداث المسرحية، ولا تحصد الذات أكثر من داء يصيح بالرّأس و يفلقها نصفين أو أكثر. في بلاد الحد الأدنى تكثر الطّرق و المنعطفات وخير النّاس من سلك «القصّة العربي». في بلاد الحد الأدنى : لا يهمّ أن تجتهد في إنجاز عملك فأجرك في بلاد «رزق البيليك» مضمون بالجهد الأدنى أمّا سلّم التّرقيات فيقتضي منك ما قد لا تملك إليه سبيلا أو يمنعك عنه تعفّف بالنّفس أو انعدام الكفاية أو الكفاءة أمّا غيرك فقد خبر المسالك وأدواتها فيتخطّاك بوشاية أو قفّة أو قهوة أو كتف مكنوز أو ما تيسّر من الأرداف و الأثداء. في بلاد الحد الأدنى: كن مستقيما تصفعك الرّياح الأربع. في بلاد الحد الأدنى: يصعدون ظهر المعلّم و يتركونه أرضا فإمّا أن يقبل بمنطق السّوق و سعر السّوق وإمّا أن يسلك الهامش. علي الدّنيوي معلّم ينتهي مجرما لأنّه تشبّث بالعفاف و آمن بالأخلاق ما بقيت فلم يجن أكثر من الشّقيقة التّي زالت –كما جاءت- بغتة إثر طلقة عفويّة تلقّفها صدر شرطيّ بعد ارتطامها بالجدار ذنبه في ذلك هو الاقتراب المفرط من المظنون فيه تعاطفا وإعجابا ورهبة وإجلالا. وباحدى المقاهي عرض مسرحية المستلبس، في حين اقدم العرض المسرحي الثالث، نوار الملح لمسرح الحمراء، بقاعة المنصف السويسي، واثثت مسرحية نوار اللوز، لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، السهرة الختامية.

وقد اوفت هذه التظاهرة بوعودها، بعد ان وفر لها مركز الفنون الدرامية والركحية بادارة الاستاذ عماد المديوني، كل ممهدات النجاح، والامكانيات المادية واللوجستية، رغم الوضع المادي الصعب الذي يمر به المركز، وكانت منسجمة مع الزمان، ليالي رمضان المعظم التي يحلو فيها السهر، والمكان ساحة بنعينين، حيث تجتمع العائلات باعداد هامة بحثا عن الترفيه، وراحة البال، وايضا فضاءات المقاهي، في محاولة جادة لارساء تقاليد ثابتة في مجال الترويج الثقافي داخل هذه الفضاءات، واستعادة جمهور المسرح والانشطة الثقافية، والارتقاء بالذوق العام بعد استفحال ظاهرة الفوضى والتهريج، والخروج عن حدود اللياقة والاخلاق الحميدة داخل هذه الفضاءات، وبالتالي ايجاد فضاءات ثقافية جديدة، يتوفر بها جمهور مستعد لتلقي مثل هذه الانشطة، وادخال حركية مسرحية وثقافية وتنشيطية على هذه الفضاءات.

من جهة اخرى تواصلت انشطة مركز الفنون الدرامية على اثر اختتام هذه التظاهرة، بتنظيم حفل اختتام المختبرات التكوينية للاطفال والشباب، من خلال عرض حكايات مهرجين، تاطير معين عيدودي، وبمشاركة عدد هام من الاطفال ثم عرض مسرحية بيت الثلج، تاطير واخراج الزين العبيدي، ضمن المختبر التكويني للشباب.

------------------------------------------
المصدر : جريدة المغرب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق