مجلة الفنون المسرحية
«مانيكانات» بأسلوب المونودراما التعاقبية
بغداد / الصباح
محاولة الكشف عن الصراع الأزلي بين الضحية والجلاد وبين الجمال والقبح والحياة والموت، وتسليط الضوء عليهم بأسلوب مختلف، هذا ما استبينه المخرج فاروق صبري من خلال عرض مسرحيته» مانيكانات» التي أعدها عن نص مسرحية (أسئلة الضحية والجلاد) للكاتب صباح الأنباري، وقدمها على خشبة مسرح الرافدين مساء الأربعاء الماضي، ضمن منهاج الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح.
شارك في العمل الفنانون طه المشهداني وميلاد سري، ديكور محمد النقاش، اختيار الموسيقى محمد الربيعي وتنفيذ علاء قحطان والإدارة المسرحية علي عادل ومساعده علي الجريح ولمسات الماكير كريم فاضل، إضافة إلى مشاركة نخبة من الشباب الذين ساهموا بإنجاز العمل.
مونودراما تعاقبية
اكد المخرج فاروق صبري، خلال حديثه : إن مضمون العمل يوجه رسالة مفادها: «أيها البشر ساهموا في خلق حياة أمنة، تملؤها المحبة، ولا تساهموا في صناعة المزيد من الجلادين»، مبينا انه اشتغل على مشروع المونودراما التعاقبية في محاولة لتغيير العروض السائدة (الراكدة)، لافتا إلى انه أعاد قراءة نص (أسئلة الجلاد والضحية ) لصباح الأنباري بشكل جديد على المستويين الجمالي والمعرفي عبر معالجات بصرية فنتازية وتأويلات متباينة لبناء شخصيتي (الجلاد والضحية) التي تمتد عبر سلسلة متتابعة منذ القدم وليومنا هذا، مؤكدا انه لم يجزّئ الشخصيات.. فالحكاية لديه هي الأساس، تروى من شخصين، كلاهما يتباينان عن الآخر، دائرين حول المحور ذاته، الجلاد والضحية.
أما طه المشهداني، تحدث عن شخصيته، قائلا: «الجلاد» أنموذج لكثيرين، ينبعون من الماضي، ليصبوا في المستقبل، بما في ذلك من جلد الذات "مؤكداً انه اشتغل مع المخرج صبري في البحث عن مفردات تتجانس فيها المتناقضات داخل النفس البشرية" الأسود والأبيض والصح والخطأ ... إلى آخره، ستبقى الضحية تستمتع بتأنيب الجلاد، في جدلية لا تنتظر إجابة، إنما تظل عالقة بين الفن والواقع».
فيما أشارت الممثلة ميلاد سري، إلى أنها تسعى دائما لانتقاء أدوار مسرحية تجسدها، تختلف واحدة عن الأخرى، فمنذ اليوم الأول للتمرين أحببت فكرة العمل وعشقت الشخصية (الضحية) بكل محاورها، وهذا ما كنت أتمناه لي أن أعمل دور امرأة تكون ضحية من ضحايا قسوة العالم، لافتة إلى أنها تفتخر بمشاركتها مع ممثلين رواد وشباب ومخرجين لهم بصمة في الساحة الفنية.
بدون مجاملة
كيف نستطيع أن نعالج أعمالنا المسرحية لترتقي ونحن نرفض تشخيص الخطأ وامتداح الصواب دون مجاملة، فالعديد من الفنانين والحاضرين من المختصين بالمسرح، رفضوا إبداء آرائهم، على الرغم من وجود جدل واضح يخص العرض، جدل انحصر بين عدم القناعة التي ارتسم على وجوههم وحديثهم في الكواليس بعيدا عن الإعلام، فيما ابدى المخرج كاظم نصار رايه، قائلا: اعتقد كان يجب على فاروق صبري أن يقدم عدة توجهات غابت في أسلوبه الإخراجي، علما أن صبري اشتغل في تنظيره الفكري للعمل منذ فترة طويلة في الدراما التعاقبية، لكنه استطاع أن يقدم مع فريقه خلاصة فكرة الضحية والجلاد باجتهاد رغم أن الفكرة ملتبسة ومعقدة، بأسلوب قد نسميه (السهل الممتنع)، وهذه الطريقة فيها مزاج ذهني أوروبي سيطر بشكل كبير على أسلوب المخرج الذي عاش فترة طويلة هناك، مؤكدا أنها سلاح ذات حدين، أما النجاح أو العكس، مختتما حديثه أن لكل مخرج معالجته الخاصة، وعلينا احترامها.
الطابع الهادئ
أما الممثل أياد الطائي، بين، إن العمل سيطر عليه جو البيئة، بمعنى اخذ الطابع الهادئ منذ بدايته حتى الختام، حتى انه شعر بالملل في بعض الأحيان، مشيرا إلى إن الشخصية الدرامية التعاقبية تطلب من الممثل أن يؤدي بنمط واحد، وبالتالي يقع الممثل بالمونوتون مهما حاول أن يجتهد، عكس المتعارف عليه في الموندراما التي تعتمد على التنقلات والتحولات، ويبقى لكل متلق رأيه الخاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق