مجلة الفنون المسرحية
غنام غنام بالفن ينتشر و ينتصر لقضايا أمته
غنام غنام بالفن ينتشر و ينتصر لقضايا أمته
*د. محمد نصار - شبكة ميديا نيوز
الابداعات الفنية التي تزاوج الفن بالسياسة ولد من رحمها عظماء خالدين منذ الإغريق ولغاية كتابة هذه السطور .
ولعل غنام غنام من أولئك المبدعين الذين سطروا حكاية إبداعية رائعة قل مثيلها في تاريخ الفن المسرحي العربي المعاصر ، إذ قاد بمعنى الكلمة نهضة فنية مسرحية مؤسسية وأطلق العنان لحرية الفكر والرأي والمعتقد وألهم الكثير من فناني المسرح العربي والسياسيين والمثقفين ورسخ أهمية الفن وقيمته الذهنية من خلال تجاربه التي خطها بيده وفسرها بعروض درامية حازت على اعجاب الجماهير العربية و أقرانه من المبدعين الأردنيين والعرب .
واليوم ينطلق بهذه التجربة ( ليلك ضحى الموت في زمن داعش ) نحو العالمية الى اليابان ويترجمها إلى مشاعر انسانيه وهموم عالمية .
هكذا هو الفن هو إرث الانسان الى الانسان بعيدا عن الجغرافيا والتاريخ والحدود والأسلاك الشائكة .
فن المسرح عند غنام أدب وفن حوار ومناظرة إنسانية ( وسياسية واجتماعية وعبر ودروس و تاريخ وخيال وهموم كانت وما زالت ترجمها جميعها إلى الواقع المعاش ) تجارب يعقبها نقاش يؤثر في جمهوره ومن خلاله كأنه يقول : “إذا أصلح الفنان اختياراته ويختار موضوعاته من رحم هم البشر صلح فانه كله “. وعلى هكذا نهج سار غنام في ابداعاته الإنسانية التي امتدت وتخطت المساحة العروبية وتجهت الى العالمية . وتجارب غنام الإبداعية وإبداعاته المسرحية قد تجاوزت الخمس والعشرين عاما تقريبا
ترعرع غنام الفنان خلالها في حضن الإبداع والمبدعين الاردنيين والعرب وتوج مسيرته في الهيئة العربية للمسرح مولد ابداعاته الفنية فكأنها هديةً إلهية مكسية بحسن الفأل.
والد هناك في الهيئة فاحتضنته كل دوائر الابداعات العربية المتنورة وساهم هو الآخر في رعايتها وعهد وتعليمها وتربيتها لأجّل الفن والفنان العربي .
نعم هو عاش في عمان متجولا بين ومسارحها وساحاتها ومقاهيها قادة ثورة فنية جريئة تمخض عنها إنتاج فكري متنور، أثرت بالفنان الاردني والعربي .
عمل مع معظم فنانينا وشجعهم واستعان بهم في عروضه مخرجا وممثلا. ولولا نخبوية غنام واختياراته الإنسانية ربما كان مصيره مصير الكثيرين من المبدعين العرب الذين تلاشت ابداعاتهم وأثرهم التدريجي في التاريخ الفني العربي .
أخذ غنام مساراً أكثر تألقاً وبوحاً وانفتاحاً مع الهيئة العربية فأصبح غنام أحد نجوم الفن العربي الساطع .
فأضحى الفنانين العرب يحجون الى ابداعاته المقروءة والمرئية في حين كان هو يزود نفسه بالعلم والثقافة العامة والثقافة الفنية وأصبح أكثر انفتاحا على الآخر العربي والعالمي ويحصن نفسه بالتجربة والخبرة والممارسة حتى أصبحت ابداعاته توزن بالذهب وأصر على الإبداع ودعم المبدعين العرب .
اسس اكثر من فرقة مسرحية وقدم عشرات العروض المسرحية محليا وعربيا سواء أكان مخرجا وممثلا او اداريا يرعى الإبداع والمبدعين العرب .
قاد حركة فنية عربية وبها منح التاج المسرحي العربي الذي مكانه إلى دخول الصفوف العالميةً مرموقاً فأصبحت لغة فنية عالمية .
غنام لا زال يجوب عواصم بلاد العرب اوطاني من البحر الى النهر وله من العمر 63 عاما، فكأنما اختار المنفى في حياته رحالا بين عواصم الفنية العربية .
غنام قصة تأمل وشجون لأمة أركان التقليد والنقل والخمول ومنحت للإبداع إجازة مرضية طال أمدها فقاربت على الاستيداع الاختياري وربما التقاعد.
غنام قصة يجب أن تروى لأجيالنا القادمة وظاهرة فريدة تستحق من مدارسنا وجامعاتنا دراستها وتحليلها من منظور فني إبداعي عصري .
*أستاذ التمثيل والإخراج /جامعة اليرموك _ عضو نقابة الفنانين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق