مجلة الفنون المسرحية
مسرح نسائي في السعودية خالٍ من الرجال.. ملحة عبدالله تكشف التفاصيل
رغم ما يبدو من أن مصطلح «المسرح السعودى» غريب على الأذهان، بحكم العادات والتقاليد المتوارثة فى المملكة، والحياة الدينية المميزة لمجتمعها، فإن «أبوالفنون» قد وجد طريقه إلى «أرض الحرمين».
ولعل أجدر من يحدثنا عن بدايات المسرح السعودى، وحقيقته الحالية على أرض الواقع، هى الدكتورة ملحة عبدالله، الكاتبة السعودية، التى أبدعت أكثر من ٥٠ نصًا مسرحيًا، و٣٠ كتابًا فى النقد، فضلًا عن موسوعة فى نقد النقد.
■ بداية.. لكل مسرح خصائصه المميزة.. ماذا عن خصائص المسرح السعودى؟
- المسرح السعودى مر بـ٣ مراحل، أولها ما قبل ثلاثينيات القرن الماضى، التى شهدت وجود المسرح المدرسى، الذى مهد لظهور المسرح الحقيقى، وتميزت تلك الفترة بمسرحيات الرواد العمالقة فى المسرح الشعرى ومسرح الطفل، وامتدت حتى ١٩٨٠، وازدهرت فى أواخرها، بملمح أساسى اعتمد على الواقعى واللهجة المحلية والكوميديا والشخصيات النمطية.
أما ما يميز المسرح السعودى، فقد قلت فى كتابى «أثر البداوة» أنه يمتاز بشخصيات غير منحوتة، وليست نمطية بل ثرية وغنية، وهذا شىء فريد.
■ هل يمكن أن نرى ممثلات مسرح سعوديات؟
- وجدان الشعب السعودى ليس تحت سيطرة أحد بعينه، سواء تيارًا دينيًا أو غيره، نحن شعب متحضر ومتسق، العامة من الشعب متسقون مع ذواتهم وسلطتهم ودينهم، وبالتالى إذا قلت: «ممثلة» سيكون أول الرافضين هو الجمهور.
أنت تفعل ما يرضى شارعك وجمهورك ودينك، وبالتالى ما يهم الجمهور هو الرسالة الموجودة فى العرض المسرحى، صدقنى لن تجد أحدًا يقتنع بك أو يسمعك إذا كسرت «تابوه» داخل البيت.
■ لكن كثيرين توقعوا انفتاحًا فى ظل تقلد الشيخ محمد بن سلمان ولاية العهد وقرار إنشاء «هيئة الترفيه»؟
- أنا لا أنافق أحدًا، فى يوم سأمشى وسيظل قلمى، لكنى أرى أن سمو الأمير نموذج للشاب المغروس من أخمص قدمه فى عادات وتقاليد وقيم حقيقية، وهو دارس، ويحاول أن يفعل ما يقدر فى إطار الدين والتقاليد والعرف.
أما إذا كنت تقصد «العولمة»، فهو مصطلح كبير جدًا، وهو غير «العالمية»، العولمة فلسفة قائمة على فكرة أن يكون الإنسان فردًا فى العالم، لا ينتمى إلى أى مكان أو عرف أو غيره، والعالم من يحتويه ويحميه، وهذا خطر مبطن بمحو الهوية والقومية والانتماء، وبه مغزى سياسى، فى ظاهره الجنة وباطنه الجحيم، لكنه فى الأخير يشعرك بأنك تنتمى للعالم، فلا حدود ولا هوية ولا قومية.
■ كتبتِ ٥٣ عملًا مسرحيًا.. كم عملًا منها تجسد على خشبة المسرح؟
- ٤٥ عرضًا فى الوطن العربى، فى السودان وليبيا وتونس والسعودية والعراق وغيرها، وفى السعودية تم تجسيد «بائع الأحلام فى المدينة»، و«حالة اختبار»، و«أم الفاس» و«أبها»، وغيرها الكثير.
وأحيانًا تجسد الفتيات مسرحيات خاصة بهن، ويقلبن الاسم ويؤنثن المسرحية، وهذا فعل جيد، لأنه يوافق رؤيتك.. لدينا مسرح نسائى ليس به رجل واحد، وهذه خاصية فى المسرح العالمى، فمثلًا المسرحية التى أخرجها الدكتور مخلد الزيوى فى الأردن، وكانت بها شخصيات رجالًا ونساء، لكنه قلبها للنساء فقط، وتلك رؤية.
■ ألا تضعين ضوابط للكتابة؟
- أبدًا لم أضع ضوابط لكتابتى، هذا إبداع، وأنا أكتب للمكتبة العربية، ومن يكتب لها لا يتقيد بضوابط، فأنا أحب أن أنتج نصًا يليق بى.
■ فزتِ بجائزتين من منظمتى «اليونسكو» و«الأمم المتحدة»، وغيرهما الكثير.. ماذا تفعل الجوائز للمبدع؟
- تبهجه وتمنحه وضعًا جيدًا، حصلت أيضًا على جائزة الأزهر، نحن نريد أن نعبر الحدود ونلتصق بالعالم.
----------------------------------------------------
المصدر : الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق