تصنيفات مسرحية

الاثنين، 4 سبتمبر 2017

عادل حكيم يغادر مسرح الحياة قبل عرض مسرحيته الأخيرة

مجلة الفنون المسرحية
  

عادل حكيم يغادر مسرح الحياة قبل عرض مسرحيته الأخيرة

محمد يوسف - العرب 

حياة عادل حكيم مدير مسرح 'إيفري كانت حافلة بعدة تواريخ وأمكنة بين قارات العالم ترك إرثا عريقا من خلال موهبته والتزامه بقضايا العدالة والمساواة.

 نعت الأوساط الثقافية والفنية الفرنسية رحيل مدير مسرح “إيفري” الكاتب والمخرج المسرحي الفرنسي المصري عادل حكيم عن عمر ناهز الرابعة والستين، عقب معاناة من المرض استمرت ثلاث سنوات.

حياة حكيم حافلة بعدة تواريخ وأمكنة بين قارات العالم، فقد ولد في القاهرة سنة 1963 من أب لبناني مصري وأم إيطالية، عاش بعد ذلك في لبنان قبل أن يصل إلى فرنسا من أجل متابعة دراسته وتحضير رسالة الدكتوراه في الفلسفة.

أثناء عمله مطلع الثمانينات من القرن الماضي في “مسرح الشمس” الذي تديره أريانا منوشكين التقى بإليزابيث شايلوك وأسسا سوية مسرح “لا بالانس” عام 1984، ليتم تسميتهما فيما بعد لإدارة مسرح “إيفري” صاحب الإرث العريق لا سيما عقب إداراته من قبل المخرج المسرحي الفرنسي الشهير أنطوان فيتيز بين عامي 1972 و1981.

مع مسرح مدينة إيفري بدأ اسم حكيم في الانتشار وأصبح المكان محط اهتمام بالغ بتجربته، فاستطاع أن يجتذب تجارب مسرحية عديدة من الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.

منذ البدايات استطاع حكيم أن يحظى بسمعة طيبة مبرزاً موهبته وسعة إطلاعه والتزامه بقضايا العدالة والمساواة، فقدم عمله الأول “لعبة الحب والمصادفة” لـ ماريفو في “لابالانس” العرض الذي جال فيه مسارح عديدة حول العالم. كما أنه قدم كلاسيكيات شكسبير وراسين وغولدوني وأسخيلوس وبيرانديلو وغيرهم برؤية معاصرة وبروح زمنه وصراعاته وتناقضاته.

ومن الأعمال المسرحية التي نفذها مع مسارح عربية كان نص سوفوكليس “أنتيجون” الذي أنتجه مع المسرح الوطني الفلسطيني، فقدمه باللغة العربية وحصل على جائزة النقد لأفضل عرض مسرحي أجنبي سنة 2012. كذلك سبق له أن عمل مع العديد من المسرحيين الشباب في اليمن وتونس وأميركا اللاتينية.

كتب الفنان الراحل عدداً من النصوص المسرحية التي قدمت على مسارح فرنسية عديدة بواسطة مسرحيين شباب، من هذه الأعمال نذكر “أغنية الليل”(1994)، و”أم”(2001)، و”آلة في الخوف”(2016). كما درّس مادة الفن الدرامي في مدارس الفن المسرحي في فرنسا وتونس والتشيلي والأرجنتين.

ظل حكيم حتى آخر أنفاسه مؤمناً بأهمية خشبة المسرح وبدورها في الدفاع عن قضية العدالة والحقوق، لكنه غادرها قبل أن يشاهد بأم عينيه عروض “ورد وياسمين” التي من المقرر عرضها في مارس العام المقبل.

“ورد وياسمين” هي الإنتاج الثاني للتعاون بين المسرح الوطني الفلسطيني ومسرح “إيفري”، يحاول فيها المخرج والكاتب الفرنسي المصري الأصل عادل حكيم كتابة تاريخ إنشاء دولة الاحتلال مستعرضاً تطورها وتغولها ومعاناة الفلسطينيين بسببها في الداخل وفي دول الشتات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق