تصنيفات مسرحية

الاثنين، 25 سبتمبر 2017

"ناشئة الشارقة" يبدعون في فن الإيماء وصناعة المشهد

مجلة الفنون المسرحية


شارك 27 ناشئاً من المنتسبين لمراكز ناشئة الشارقة في فعاليات ورشة فن الإيماء وصناعة المشهد"البانتومايم"، التي قدمها الفنان الفلسطيني سعيد سلامة، ضمن المرحلة الثانية من برنامج الفنون المسرحية الذي تنظمه الناشئة على مدار العام الجاري.

أقيمت في مركز ناشئة واسط، فعاليات ورشة  فن الإيماء وصناعة المشهد"البانتومايم"، التي قدمها الفنان الفلسطيني سعيد سلامة، ضمن المرحلة الثانية من برنامج الفنون المسرحية الذي تنظمه ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، على مدار العام الجاري، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، وجمعية المسرحيين الإماراتيين، بهدف تأهيل الناشئة لإتقان مختلف ألوان الفنون الخاصة بهذا المجال، وتعزيز وعيهم الفني وإكسابهم خبرات المختصين من مختلف الأقطار العربية، فضلاً عن اطلاعهم على المناهج النظرية والتطبيقات العملية الخاصة بالمدارس الفنية المختلفة.

شارك في فعاليات الورشة التي استمرت على مدار أسبوع 27 ناشئاً من المنتسبين لمراكز ناشئة الشارقة المنتشرة في ربوع الإمارة الباسمة.

وقال الفنان سعيد سلامة: "يُعد فن الإيماء، العمود الفقري لفن التمثيل المسرحي، الذي يسهم في ضبط حركة الممثل على المسرح، مشيراً إلى أن النص الدرامي لا يمكن أن يُقدم على المسرح بدقة متناهية من دون حركة جيدة للجسد، ولا تتم الحركة من دون إحساس، فالعملية الدرامية منظومة متكاملة تتم وفقاً للحركة والإحساس".

وتوجه الفنان سعيد سلامة بالشكر والتقدير إلى القائمين على العمل في ناشئة الشارقة والهيئة العربية للمسرح على الدعوة الكريمة لتقديم هذه الورشة للشباب، موضحاً أن هدفه من هذه الورشة يتجسد في زرع بذرة صغيرة لهذا الفن الذي ابتعدنا عنه لأنه ليس ضمن موروثنا الشعبي.

وقدم سلامة نبذة تاريخية عن فن الإيماء المأخوذ عن المدرسة الفنية اليونانية، مروراً بالمدارس الرومانية، والإيطالية، والفرنسية وإسهامات إتيان دوكرو و جان لي وبرو، والنهج المسرحي الخاص بكل منهما، حتى أتى الفنان العالمي الفرنسي الأصل مارسيل مارسو، الذي درس تقنية "إتيان دوكرو" واتخذ لنفسه أسلوباً خاصاً يعتمد على نفس التقنية بحركة إنسيابية مختلفة قريبة إلى القلب، إلى أن ظهرت حركة نشطة للمسرح الإيمائي في ستينيات القرن الماضي بالمعسكر الشرقي للاتحاد السوفيتي، وبولاندا، وبروز المسرح البولندي على يد الفنان هنريك توماشوفسكي الذي أسس مدرسة تشبه المدرسة الفرنسية في التقنية وتختلف معها في الشكل، وأدخل الديكورات والملابس والأدوات، خلافاً للمدرسة الفرنسية التي اعتمدت في الأساس على حركة الجسد.

وتدرب الناشئة المشاركون في الورشة على بناء الفراغ وكيفية تخيله، وكيف نبحر في الخيال، إضافة إلى تعلم أنواع المشي، وكيف يتحرك الجسد؟، فضلاً عن كيفية تشكيل ملامح الوجه في التعبير عن النص وفقاً للإحساس، حتى يصل المعنى بكل سهولة للمشاهد.

وأكد سلامة أن الأداء والإحساس من أهم التقنيات التي تسهم في تأسيس ممثل مسرحي إيمائي، وبناء المشهد المسرحي المتميز، مشيراً إلى أنه تم تدريب الناشئة على توظيف مفردات لغة الطبيعة البشرية في المشهد الدرامي من خلال المسرح الإيمائي.

من جهته، أشار غنّام غنّام مسؤول التحرير والنشر في الهيئة العربية للمسرح إلى الالتفات الواعي من ناشئة الشارقة بأهمية المسرح والدراما في حياة أبنائها من الفتيان واليافعين، الذين سيكونوا في المستقبل القريب من العناصر الشابة البارزة والمنتجة في المجتمع الإماراتي ومن الكوادر الوطنية القيادية، موضحاً أن تدريبهم على الفنون المسرحية المختلفة ليس بالضرورة أن ينتج لنا ممثلاً أو مخرجاً، إنما سيؤسس جيلاً يستطيع أن يحترم المسرح ويعبر عن ذاته وعن الآخرين بشكل صحيح، ومن كان لديه موهبة بارزة، فإن الشارقة كفيلة أن تؤهله ليصبح فناناً مبدعاً كونها بيئة صحية بامتياز.

وأضاف غنّام: "أن مستقبل المسرح مرتبط بمستقبل هؤلاء الشباب، لذلك فإن آفاق التعاون مستقبلاً تشمل أكثر مما يحدث الآن، وعلى هذا الأساس فإن الهيئة العربية للمسرح تعتبر التعاون مع ناشئة الشارقة نموذجاً يحتذى أمام المؤسسات المماثلة في العالم العربي في مجال التعاون مع مسارح الشباب".

وفي ختام الورشة، قدم الناشئة مشهدين بفن الإيماء، كان المشهد الأول بعنوان "صراع" جسد الناشئة من خلاله الصراع بين الإخوة بلغة الجسد، فيما عبر المشهد الثاني عن السعي بحثاً عن لقمة العيش وكان بعنوان "الفقير"، حيث نال المشهدان استحسان الحضور. 

وكرم شهاب العوضي رئيس قسم شؤون المراكز في ناشئة الشارقة، الفنان سعيد سلامة تقديراً لجهوده المثمرة في تدريب الناشئة على تقنيات فن الإيماء وصناعة المشهد.

--------------------------------------------------
المصدر : الشارقة 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق