مجلة الفنون المسرحية
«ليس إلا» مزيج بين التراجيديا والكوميديا ... و«بينوكيو» أثارت الجدل
سابع وثامن عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي
سابع وثامن عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي
حسين خليل - الرأي
«بينوكيو» ما هو إلا عرض مسرحي، وما سبقه «ليس إلا» عرض آخر، والاثنان اجتمعا ليستكملا عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، لتزداد المنافسة بين الفرق المسرحية المشاركة من دول عربية عدة.
في البداية، شهد مسرح التحرير بمنطقة كيفان، مساء أول من أمس، سابع عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، من المملكة العربية السعودية وهو بعنوان «ليس إلا»، للكاتب الإماراتي عبدالله صالح الرميثي وإعداد وإخراج وسينوغرافيا علي الغوينم. والمسرحية حققت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الفرق المسرحية الشبابية بمدينة الرياض في شهر يناير الماضي.
تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي - تراجيدي، حول أشخاص جمعهم القدر في مكان ما تحت الأرض، حيث يتوارون عن الأنظار، وأحداث المسرحية تتطور للكشف عن الأسباب التي جعلتهم يقومون بذلك.
ويحسب للغوينم، التنويع في مستويات الإخراج واستغلال كل المسرح، مع مراعاة لأهم عناصر المسرح من إضاءة ومؤثرات وديكور، أما الممثلون فجميعهم قدموا أدوارهم في أبهى صورة، وتجلى ذلك عبر تفاعل الجمهور مع الأداء، خصوصاً مع الممثل عبدالله الفهيد، عندما لعب دور الثمل، الذي يسخر من الحياة بشكل عام، إلى جانب الممثل شهاب الشهاب، وأيضاً الممثل حسن الحرز، الذي قام بدورين معاً، الأول دور الشاب الواقع في مأزق، ثم دور أم مغلوب على أمرها، ومن ثم العودة لدوره الأول مرة أخرى.
يذكر أن مسرحية «ليس إلا» من تمثيل شهاب الشهاب، عبدالله الفهيد، حسن الحرز، خالد الهويدي، عبدالله الشمري، عبدالإله المذن، عبدالرحمن العلي، إضاءة عبدالله الغوينم، تسجيل موسيقي ومؤثرات صوتية محمد الحمد، أشعار وإدارة مسرحية سلطان النوه، ديكور وتقنيات فنية محمد الشافعي، ألحان عمر الخميس، إشراف إداري نوح الجمعان وإشراف عام يوسف الخميس.
في مكان آخر، وضمن المسابقة نفسها، قدمت فرقة مسرح كلية الآداب - جامعة حلوان من جمهورية مصر ثامن عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، على مسرح الدسمة، بعرض «بينوكيو» من تأليف عمر رضا، إخـراج محمد أحمد، سينوغرافيا محمد أحمد، تمثيل محمد ممدوح، محمود صقر، هند الضوي، نورا عثمان، محمد سامح، عبدالكريم أحمد، منة الله منتصر، مونيكا وحيد، هدى هاني، مارينا رشدي، يوسف اللولي، سعيد محمد، انسام حاتم، محمود عصام، محمود رضا، إسراء حسام، حسني عاطف، سعد سعيد، أحمد يسري ومحمد يحيي حسن، وموسيقـى طارق أبو هنيدي.
«بينوكيو» كتبها الصحافي الإيطالي كارلو لورنزيني باسم مستعار كارلو كالودي في العام 1883، وهي تتحدث عن دمية خشبية متحركة تحولت إلى شخصية طفل، كلما روى كذبة يزداد أنفه طولاً. وقد أصبحت هذه الكلاسيكية من أدب الأطفال الأكثر تداولاً بين جيل الصغار.
وفي العام 1892 أصبحت قصة «بينوكيو» من الأشهر بين قصص الأطفال وحققت نجاحاً عالمياً، كما أن العديد من الأفلام الكارتونية التي أنتجت في حقبة الثلاثينات من القرن الفائت استلهمت أحداثها من قصة بينوكيو الإيطالية. لذلك، كانت هذه القصة ولاتزال عملاً مؤثراً في نفوس المشاهدين سواء كانت رواية أو فيلماً كارتونياً.
«بينوكيو» العجيب جاء على يد فنان يدعى «غيبتو»، يعيش وحيداً في بيت خشبي صغير حيث كان يصنع دمى من الخشب للأطفال، صنع ذات يوم دمية من خشب الصنوبر وزودها بخيطين ليتمكن من تحريكها. كانت الدمية رائعة الجمال، فأطلق عليها «بينوكيو»، ورفض أن يبيعها، وتمنى أن يتحول «بينوكيو» إلى صبي حقيقي، لأنه ليس عنده أولاد، وفي آخر ليلة من شهر ديسمبر جاءته إحدى جنيات مدينة الزجاج تحقق أمنيته وتصبح الدمى التي صنعها نابضة بالحياة، ثم «بينوكيو» ورحلة الأحلام تبدأ، بيد أن الصراع يبدأ بين الدمية الشريرة و«بينوكيو»، صراع بين الشر والخير حيث إن الدمية الشريرة لم تلق حباً واهتماماً كافيين من صانعها، فتعمل على خطة محكمة كي يفقد «بينوكيو» الذي يحزن عليه كثيراً، ثم يعود بينوكيو الذي يقع فى حب «سيسيليا» وتكون كلمة الحب هى سر الحياة والسعادة بينهما.
أعقب العرضين ندوتان تطبيقيتان، الأولى أدارها الدكتور محمد بلال، وعقب عليها علي العليان، بحضور مؤلف المسرحية عبدالله الرميثي والمخرج علي الغوينم، وعدد من النقاد والجمهور، في حين أدار الثانية الكاتب جمال الصقر.
البداية كانت مع الدكتور محمد مبارك بلال الذي علّق على مسرحية «ليس إلا»، قائلاً: «إن النص استوجب على المخرج أن يجد الكثير من الحلول لكسر رتابة مسرحيات الفصل الواحد، وهو مسرح ذو طبيعة خاصة لناحية محدودية المكان والزمان».
بدوره، تحدث المؤلف عبدالله صالح الرميثي قائلاً: «النص يحمل قصص الضياع الذي يعيشه الشباب في عالمنا العربي، سواء في السعودية أو غيرها من الدول العربية، ويحاول سرد الأسباب المختلفة لها وتعريفها للجمهور، سعياً لإيجاد الحلول والمخرج لها، وهو بالفعل نص يحمل الكثير من الصعوبة».
في جهة أخرى، أثار عرض «بينوكيو» جدلاً واسعاً في الندوة التطبيقية، حيث صنفه البعض على أنه ينتمي إلى مسرح الطفل، في حين أن عريف الندوة الكاتب جمال الصقر ومخرج العرض وآخرون أكدوا على أنه ليس موجها للأطفال، ثم جاء الرد الحاسم من المخرج حسين المفيدي من اللجنة الفنية للمهرجان، والذي شدد بدوره على أن العرض أجازته للمهرجان لجنة من كبار المتخصصين، وهو ليس موجهاً للطفل على الإطلاق.
في بداية الندوة، تحدث الصقر بإيجاز عن العرض، فوصفه بالمختلف في فكرته وألوانه عن كل ما تم تناوله من عروض سابقة.
ثم قدمت معقبة الندوة المخرجة اللبنانية الدكتورة لينا أبيض، والتي استهلت بتساؤلات للمخرج حول سبب اختياره للنص ثم تغييره لأجزاء منه لدى عرضه، حيث كانت اطلعت على النص مكتوباً، ثم تحدثت عن أخطاء وثغرات وقع فيها العرض.
وقالت أبيض: «هناك ثغرات في النص لم تساعد الممثلين في الخروج من حالة لأخرى»، لكنها وصفت أداءهم بالرائع، معتبرة أن الجهد المبذول من المخرج على الجسد كان جميلاً وواضحاً ومفهوماً، وأن الماكياج كان مبهراً.
وفي المداخلات، تحدث الدكتور خالد الشطي فقال: «إن العرض جميل ويعبر عن وجهة نظر المخرج».
على صعيد متصل، أشاد الفنان عبدالعزيز الحداد بقدرة هؤلاء الشباب الهواة على خلق هذه الحالة المسرحية، في حين شدد المخرج رسول صغير إلى ضرورة التدرب على الصوت والإلقاء، وأشاد بالعمل بشكل عام.
وختام التعقيب كان مع مخرج العرض محمد أحمد، الذي رد على بعض الاستفسارات، فقال: «إن الجدل الحاصل حول العرض أمر صحي»، مؤكداً على أن العرض ليس موجهاً للطفل، وإنما هو شكل جديد للعروض المسرحية.
خلال جلستين حواريتين عقدهما المركز الإعلامي
الوفد الفلسطيني يتناول قضيته... وحسن: المسرح السوداني لا يموت
عقد المركز الإعلامي التابع للمهرجان صباح أمس جلستين حواريتين، استضاف في الأولى منها الوفد السوداني المشارك عبر مسرحية «مراكب الموت»، وهم مخرج المسرحية ماهر حسن، والممثلين مرتضى حسن، سلمى محمد، إسراء السهلي ورئيس الوفد والمسؤول الإداري مرتضى عبدالمطلب. أما الجلسة الثانية، فاستضافت الوفد الفلسطيني وفريق عمل مسرحية «مروح على فلسطين»، في حين أدار الجلستين الزميل مفرح الشمري.
في مستهل حديثه، استعرض المخرج ماهر حسن تاريخ المسرح السوداني، مؤكداً أن المسرح في بلاده كان يهدف إلى نشر الوعي إلى جانب كونه نوعاً من الترفيه، كاشفاً عن أن بداية المسرح السوداني انطلقت من نادي الخريجين بعرض مسرحيات وطنية بعنوان «خراب سوبا» وغيرها الكثير.
وحول تجربته في إخراج مسرحيته «مراكب الموت»، قال ماهر: «المسرحية لم يسبق لها أن شاركت في مهرجانات رسمية قط، كما أنها المرة الأولى التي يتم عرضها خارج السودان»، مميطاً اللثام عن أنها تحاكي الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، لافتاً إلى أن العرب عامة والسودانيين خاصة يعانون من هذه المشكلة.
وقال: «المسرحية جرى عرضها قرابة 30 مرة في ولايات الشرق والغرب والوسط السوداني، وفور الانتهاء من هذا المهرجان سنقدمها في ولاية الجنوب».
وألمح إلى أن المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السودانية يعاني من مسألة الإنتاج الفني، وأيضاً من شح نصوص محددة، موضحاً أن الدراما التلفزيونية سحبت كمية من الممثلين والمخرجين من المسرح كون الأجور في الدراما مرتفعة، مقارنة بالأجور الزهيدة التي يتقاضاها الفنان المسرحي، متطرقاً إلى أن المرأة ظهرت على خشبة المسرح في العام 1940، وقبل ذلك كان الرجل هو من يقدم الشخصية النسائية.
ويرى ماهر أن اللهجة السودانية ليست صعبة على الإطلاق، «بل أن هناك عروضاً من دول المغرب العربي لا نفهم لهجتها»، مؤكداً في ختام حديثه: «المسرح السوداني لا يموت ولا ينتهي».
وفي الجلسة الحوارية الثانية، كشف الوفد الفلسطيني الغطاء عن تفاصيل مسرحيته «مروح على فلسطين» بحضور الممثلة رنين عودة والفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي.
في البداية، قالت عودة: «تعبنا في هذا العمل وأرهقتنا القصص الإنسانية المؤثرة التي يحملها في ثناياه، ومنها حكاية لفتاة تحدثت عن استشهاد شقيقها»، مشيرة إلى أن الأسلوب الذي اشتغلوا عليه في العمل كان نابعاً من قناعات الفريق بأكمله، لاسيما وأنه يعتمد على لغة الجسد بديلاً عن الديكور، ما يسهل عملية التنقل بالعمل ما بين دول عدة.
بدوره، قال الفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي: «يجب أن نسجل شكرنا لدولة الكويت على دعمها لهذا التجمع العربي الكبير، فقبل 15 عاماً كان حلمنا كفلسطينيين أن نحمل قضيتنا ونقدمها على مسارح أوروبا، أما الآن فإننا بحاجة للتواصل بصورة أكبر مع الأشقاء العرب، ليعرف الشباب العربي قضيتنا في ظل الأزمات التي تعصف بوحدتنا».
«بينوكيو» ما هو إلا عرض مسرحي، وما سبقه «ليس إلا» عرض آخر، والاثنان اجتمعا ليستكملا عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، لتزداد المنافسة بين الفرق المسرحية المشاركة من دول عربية عدة.
في البداية، شهد مسرح التحرير بمنطقة كيفان، مساء أول من أمس، سابع عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، من المملكة العربية السعودية وهو بعنوان «ليس إلا»، للكاتب الإماراتي عبدالله صالح الرميثي وإعداد وإخراج وسينوغرافيا علي الغوينم. والمسرحية حققت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الفرق المسرحية الشبابية بمدينة الرياض في شهر يناير الماضي.
تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي - تراجيدي، حول أشخاص جمعهم القدر في مكان ما تحت الأرض، حيث يتوارون عن الأنظار، وأحداث المسرحية تتطور للكشف عن الأسباب التي جعلتهم يقومون بذلك.
ويحسب للغوينم، التنويع في مستويات الإخراج واستغلال كل المسرح، مع مراعاة لأهم عناصر المسرح من إضاءة ومؤثرات وديكور، أما الممثلون فجميعهم قدموا أدوارهم في أبهى صورة، وتجلى ذلك عبر تفاعل الجمهور مع الأداء، خصوصاً مع الممثل عبدالله الفهيد، عندما لعب دور الثمل، الذي يسخر من الحياة بشكل عام، إلى جانب الممثل شهاب الشهاب، وأيضاً الممثل حسن الحرز، الذي قام بدورين معاً، الأول دور الشاب الواقع في مأزق، ثم دور أم مغلوب على أمرها، ومن ثم العودة لدوره الأول مرة أخرى.
يذكر أن مسرحية «ليس إلا» من تمثيل شهاب الشهاب، عبدالله الفهيد، حسن الحرز، خالد الهويدي، عبدالله الشمري، عبدالإله المذن، عبدالرحمن العلي، إضاءة عبدالله الغوينم، تسجيل موسيقي ومؤثرات صوتية محمد الحمد، أشعار وإدارة مسرحية سلطان النوه، ديكور وتقنيات فنية محمد الشافعي، ألحان عمر الخميس، إشراف إداري نوح الجمعان وإشراف عام يوسف الخميس.
في مكان آخر، وضمن المسابقة نفسها، قدمت فرقة مسرح كلية الآداب - جامعة حلوان من جمهورية مصر ثامن عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، على مسرح الدسمة، بعرض «بينوكيو» من تأليف عمر رضا، إخـراج محمد أحمد، سينوغرافيا محمد أحمد، تمثيل محمد ممدوح، محمود صقر، هند الضوي، نورا عثمان، محمد سامح، عبدالكريم أحمد، منة الله منتصر، مونيكا وحيد، هدى هاني، مارينا رشدي، يوسف اللولي، سعيد محمد، انسام حاتم، محمود عصام، محمود رضا، إسراء حسام، حسني عاطف، سعد سعيد، أحمد يسري ومحمد يحيي حسن، وموسيقـى طارق أبو هنيدي.
«بينوكيو» كتبها الصحافي الإيطالي كارلو لورنزيني باسم مستعار كارلو كالودي في العام 1883، وهي تتحدث عن دمية خشبية متحركة تحولت إلى شخصية طفل، كلما روى كذبة يزداد أنفه طولاً. وقد أصبحت هذه الكلاسيكية من أدب الأطفال الأكثر تداولاً بين جيل الصغار.
وفي العام 1892 أصبحت قصة «بينوكيو» من الأشهر بين قصص الأطفال وحققت نجاحاً عالمياً، كما أن العديد من الأفلام الكارتونية التي أنتجت في حقبة الثلاثينات من القرن الفائت استلهمت أحداثها من قصة بينوكيو الإيطالية. لذلك، كانت هذه القصة ولاتزال عملاً مؤثراً في نفوس المشاهدين سواء كانت رواية أو فيلماً كارتونياً.
«بينوكيو» العجيب جاء على يد فنان يدعى «غيبتو»، يعيش وحيداً في بيت خشبي صغير حيث كان يصنع دمى من الخشب للأطفال، صنع ذات يوم دمية من خشب الصنوبر وزودها بخيطين ليتمكن من تحريكها. كانت الدمية رائعة الجمال، فأطلق عليها «بينوكيو»، ورفض أن يبيعها، وتمنى أن يتحول «بينوكيو» إلى صبي حقيقي، لأنه ليس عنده أولاد، وفي آخر ليلة من شهر ديسمبر جاءته إحدى جنيات مدينة الزجاج تحقق أمنيته وتصبح الدمى التي صنعها نابضة بالحياة، ثم «بينوكيو» ورحلة الأحلام تبدأ، بيد أن الصراع يبدأ بين الدمية الشريرة و«بينوكيو»، صراع بين الشر والخير حيث إن الدمية الشريرة لم تلق حباً واهتماماً كافيين من صانعها، فتعمل على خطة محكمة كي يفقد «بينوكيو» الذي يحزن عليه كثيراً، ثم يعود بينوكيو الذي يقع فى حب «سيسيليا» وتكون كلمة الحب هى سر الحياة والسعادة بينهما.
أعقب العرضين ندوتان تطبيقيتان، الأولى أدارها الدكتور محمد بلال، وعقب عليها علي العليان، بحضور مؤلف المسرحية عبدالله الرميثي والمخرج علي الغوينم، وعدد من النقاد والجمهور، في حين أدار الثانية الكاتب جمال الصقر.
البداية كانت مع الدكتور محمد مبارك بلال الذي علّق على مسرحية «ليس إلا»، قائلاً: «إن النص استوجب على المخرج أن يجد الكثير من الحلول لكسر رتابة مسرحيات الفصل الواحد، وهو مسرح ذو طبيعة خاصة لناحية محدودية المكان والزمان».
بدوره، تحدث المؤلف عبدالله صالح الرميثي قائلاً: «النص يحمل قصص الضياع الذي يعيشه الشباب في عالمنا العربي، سواء في السعودية أو غيرها من الدول العربية، ويحاول سرد الأسباب المختلفة لها وتعريفها للجمهور، سعياً لإيجاد الحلول والمخرج لها، وهو بالفعل نص يحمل الكثير من الصعوبة».
في جهة أخرى، أثار عرض «بينوكيو» جدلاً واسعاً في الندوة التطبيقية، حيث صنفه البعض على أنه ينتمي إلى مسرح الطفل، في حين أن عريف الندوة الكاتب جمال الصقر ومخرج العرض وآخرون أكدوا على أنه ليس موجها للأطفال، ثم جاء الرد الحاسم من المخرج حسين المفيدي من اللجنة الفنية للمهرجان، والذي شدد بدوره على أن العرض أجازته للمهرجان لجنة من كبار المتخصصين، وهو ليس موجهاً للطفل على الإطلاق.
في بداية الندوة، تحدث الصقر بإيجاز عن العرض، فوصفه بالمختلف في فكرته وألوانه عن كل ما تم تناوله من عروض سابقة.
ثم قدمت معقبة الندوة المخرجة اللبنانية الدكتورة لينا أبيض، والتي استهلت بتساؤلات للمخرج حول سبب اختياره للنص ثم تغييره لأجزاء منه لدى عرضه، حيث كانت اطلعت على النص مكتوباً، ثم تحدثت عن أخطاء وثغرات وقع فيها العرض.
وقالت أبيض: «هناك ثغرات في النص لم تساعد الممثلين في الخروج من حالة لأخرى»، لكنها وصفت أداءهم بالرائع، معتبرة أن الجهد المبذول من المخرج على الجسد كان جميلاً وواضحاً ومفهوماً، وأن الماكياج كان مبهراً.
وفي المداخلات، تحدث الدكتور خالد الشطي فقال: «إن العرض جميل ويعبر عن وجهة نظر المخرج».
على صعيد متصل، أشاد الفنان عبدالعزيز الحداد بقدرة هؤلاء الشباب الهواة على خلق هذه الحالة المسرحية، في حين شدد المخرج رسول صغير إلى ضرورة التدرب على الصوت والإلقاء، وأشاد بالعمل بشكل عام.
وختام التعقيب كان مع مخرج العرض محمد أحمد، الذي رد على بعض الاستفسارات، فقال: «إن الجدل الحاصل حول العرض أمر صحي»، مؤكداً على أن العرض ليس موجهاً للطفل، وإنما هو شكل جديد للعروض المسرحية.
خلال جلستين حواريتين عقدهما المركز الإعلامي
الوفد الفلسطيني يتناول قضيته... وحسن: المسرح السوداني لا يموت
عقد المركز الإعلامي التابع للمهرجان صباح أمس جلستين حواريتين، استضاف في الأولى منها الوفد السوداني المشارك عبر مسرحية «مراكب الموت»، وهم مخرج المسرحية ماهر حسن، والممثلين مرتضى حسن، سلمى محمد، إسراء السهلي ورئيس الوفد والمسؤول الإداري مرتضى عبدالمطلب. أما الجلسة الثانية، فاستضافت الوفد الفلسطيني وفريق عمل مسرحية «مروح على فلسطين»، في حين أدار الجلستين الزميل مفرح الشمري.
في مستهل حديثه، استعرض المخرج ماهر حسن تاريخ المسرح السوداني، مؤكداً أن المسرح في بلاده كان يهدف إلى نشر الوعي إلى جانب كونه نوعاً من الترفيه، كاشفاً عن أن بداية المسرح السوداني انطلقت من نادي الخريجين بعرض مسرحيات وطنية بعنوان «خراب سوبا» وغيرها الكثير.
وحول تجربته في إخراج مسرحيته «مراكب الموت»، قال ماهر: «المسرحية لم يسبق لها أن شاركت في مهرجانات رسمية قط، كما أنها المرة الأولى التي يتم عرضها خارج السودان»، مميطاً اللثام عن أنها تحاكي الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، لافتاً إلى أن العرب عامة والسودانيين خاصة يعانون من هذه المشكلة.
وقال: «المسرحية جرى عرضها قرابة 30 مرة في ولايات الشرق والغرب والوسط السوداني، وفور الانتهاء من هذا المهرجان سنقدمها في ولاية الجنوب».
وألمح إلى أن المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السودانية يعاني من مسألة الإنتاج الفني، وأيضاً من شح نصوص محددة، موضحاً أن الدراما التلفزيونية سحبت كمية من الممثلين والمخرجين من المسرح كون الأجور في الدراما مرتفعة، مقارنة بالأجور الزهيدة التي يتقاضاها الفنان المسرحي، متطرقاً إلى أن المرأة ظهرت على خشبة المسرح في العام 1940، وقبل ذلك كان الرجل هو من يقدم الشخصية النسائية.
ويرى ماهر أن اللهجة السودانية ليست صعبة على الإطلاق، «بل أن هناك عروضاً من دول المغرب العربي لا نفهم لهجتها»، مؤكداً في ختام حديثه: «المسرح السوداني لا يموت ولا ينتهي».
وفي الجلسة الحوارية الثانية، كشف الوفد الفلسطيني الغطاء عن تفاصيل مسرحيته «مروح على فلسطين» بحضور الممثلة رنين عودة والفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي.
في البداية، قالت عودة: «تعبنا في هذا العمل وأرهقتنا القصص الإنسانية المؤثرة التي يحملها في ثناياه، ومنها حكاية لفتاة تحدثت عن استشهاد شقيقها»، مشيرة إلى أن الأسلوب الذي اشتغلوا عليه في العمل كان نابعاً من قناعات الفريق بأكمله، لاسيما وأنه يعتمد على لغة الجسد بديلاً عن الديكور، ما يسهل عملية التنقل بالعمل ما بين دول عدة.
بدوره، قال الفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي: «يجب أن نسجل شكرنا لدولة الكويت على دعمها لهذا التجمع العربي الكبير، فقبل 15 عاماً كان حلمنا كفلسطينيين أن نحمل قضيتنا ونقدمها على مسارح أوروبا، أما الآن فإننا بحاجة للتواصل بصورة أكبر مع الأشقاء العرب، ليعرف الشباب العربي قضيتنا في ظل الأزمات التي تعصف بوحدتنا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق