مجلة الفنون المسرحية
«الذاكرة والخوف» تحصل على أربع جوائز أهمها «أفضل عرض مسرحي» في اختتام فعاليات الطبعة السادسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة
نجيبة صيودة - المحور
أسدل الستار أول أمس، عن فعاليات الطبعة السادسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي تواصلت فعالياته على مدار أسبوع كامل، حاملا معه مختلف الفعاليات المصاحبة لدورة اختتمت لتعلن عن دورات لاحقة ستكون قبلة كغيرها لمختلف الهواة المسرحيين والمحترفين على حد سواء، خصوصا أن التظاهرة تهتم بتنويع نشاطاتها بين التكوين، العروض، الندوات الفكرية والملتقيات العلمية ما يؤهلها للجمع بين مختلف عشاق الفن الرابع بامتياز، أين شهد حفل الاختتام حضور مختلف الفاعلين في الحقل السياسي على رأسهم سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس الحاكم بخور رفقة الأستاذ أحمد بورحيمة مدير إدارة المسارح بدائرة الثقافة والإعلام ومحافظ المهرجان وغيرهم من مثقفين ونجوم بالفن الرابع.
تمكن العرض المعنون «الذاكرة والخوف» لمخرجه سعيد الهرش من نيل حصة الأسد من قائمة التكريمات التي تمنحها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة ضمن فعاليات الطبعة السادسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، كانت أهمها جائزة أفضل عرض مسرحي بعد منافسة شديدة بين 05 أعمال مسرحية متنوعة تمكن خلالها هواة المسرح من تدارك جملة من أخطائهم من جهة واكتساب خبرات جديدة في مجال الفن الرابع من جهة أخرى.
وأسدل الستار على واحدة من طبعات المهرجان لتكون إعلانا عن طبعات مقبلة بالمركز الثقافي لمدينة كلباء الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة برعاية كريمة من الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودارت فعالياته على مدار 06 أيام من المتعة والفرجة صنعتها 10 فرق مشاركة 05 منها تنافست على جائزة أفضل عرض مسرحي أين تمكن العرض المعنون «الذاكرة والخوف» لمخرجه سعيد الهرش من افتكاك أكبر عدد من الجوائز، بلغ عددها 04، تتعلق بأفضل إخراج نالها سعيد الهرش، أفضل سينوغرافيا، أفضل ممثل نالها محمد جمعة، وأفضل ممثلة أخذتها بن حسن، فيما حازت مسرحية 71 درجة لمخرجها مهند كريم على جائزتين عن أفضل ممثل نالها أحمد أبو عرابة وجائزة أفضل ممثلة كانت من نصيب الممثلة ديما بدر، فيما حاز العرض المسرحي المعنون سترة من المخملين على جائزة أفضل ممثلة للصاعدة نهلة حسن، لينال العرض المعنون أغنية طائر التّم جائزة أفضل ممثل عن دور الفنان عبد الله الخديم، وعادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسرحية العميان لمخرجها يوسف القصاب، لتمنح جائزة الجهد المسرحي المتميز للواعد محمد الحنطوبي.
عروض مسرحية، ندوات فكرية وملتقيات علمية تعزز التظاهرة
على مدار ستة أيام مثلت عمر الطبعة السادسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي انطلقت فعالياته منذ 28 سبتمبر الماضي لتتواصل إلى غاية الثالث أكتوبر مستقطبا عديد الفعاليات المصاحبة لصناعة أجواء من الفرجة بمشاركة متنوعة لـ 10 عروض صاحبتها، حيث ضمت برنامجا منوعا بين العروض المسرحية والندوات الفكرية، صنع من خلالها مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي عديد نقاط التواصل بين مسارح العالم مقترحا في ملتقى هذا العام «المسرح العالمي… المصطلح والمفهوم» ليستقطب أهم الأسماء المسرحية من مختلف بقاع العالم العربي لتحليل تجربة هذا المسرح وآفاقه المستقبلية، وشارك في الملتقى كل من الناقد المسرحي رابح هوادف والمخرج المسرحي سفيان عطية من الجزائر وكل من نصار النصار من الكويت، وهبة بركات من مصر، وحمادي الوهايبي من تونس إلى جانب حسين نافع من الأردن.
كما عاش عشاق الفن الرابع أجواء من التميز صنعتها فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى الشارقة للبحث المسرحي المكرس لعرض وإبراز رسائل الماجستير والدكتوراه المنجزة حديثا في كليات الدراسات العليا المختصة بالمسرح في المعاهد والجامعات العربية، الذي استقطب 04 أسماء مسرحية من 04 دول عربية نذكر منها الباحث حبيب سوالمي عن أطروحة الدكتوراه الخاصة به المعنونة بـ «ّالممارسة المسرحية المعاصرة بين الهواية والاحتراف».
كما تشهد الفعاليات تكريم واحد من الأسماء المسرحية المشاركة في العروض والذي يختاره الجمهور المشارك في الفعاليات، كما كرمت التظاهرة جميع المشاركين في العروض المسرحية وبعضا من رجال الخفاء، وتوجت التظاهرة كذلك أفضل ممول للتظاهرة بمنحه جائزة أفضل مؤسسة فعالة، افتكتها دائرة الخدمات الاجتماعية بكلباء، إضافة إلى تكريم جميع المخرجين المشاركين في التظاهرة وأعضاء لجنة التحكيم.
توصيات لجنة التحكيم
رفعت لجنة التحكيم توصياتها إلى إدارة المسرح خلال حفل الاختتام باسم المخرج السوري وليد قوتلي رئيس اللجنة من أجل تحسين مستوى الطبعات المقبلة، وكانت مشددة على ضرورة دراسة النصوص لفكرة المسرحيات وشخصياتها بعمق وطرحها قبل اختيارها، مؤكدة على ضرورة التدريب الكافي لمخارج الحروف والاهتمام أكثر بالنطق باللغة العربية الفصحى، والمطالبة بعدم مشاركة المخرجين في تمثيل الأدوار المسرحية مستقبلا حتى يتمكنوا من التركيز أكثر على تنظيم العمل، ويتفرغوا بشكل كامل للعمل المسرحي، كما طالبت اللجنة بمنع استخدام الشموع والتدخين وأية أداة قد تتسبب بحرائق على خشبة المسرح، موصية بالاهتمام بالتعبير الجسدي والإيجاز في التعبير، مقترحة عدم العمل على النصوص الكلاسيكية نظرا لصعوبتها على هواة لم يكتسبوا الخبرة بعد، مؤكدة على ضرورة تدريب هؤلاء الشباب في فترة زمنية كافية لتهيئتهم بشكل لائق قبل وصولهم لخشبة هذا المهرجان. وأثنت اللجنة في ختام حديث رئيسها على القائمين على المهرجان وحماس المشاركين والمنتجين والفنيين المساهمين في هذه المهرجان الذي يساهم عميقا في اكتشاف المواهب وتشجيعها على العطاء فنيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق