تصنيفات مسرحية

الأحد، 15 أكتوبر 2017

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها..

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عبيدو باشا 

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها.. 

*عبيدو باشا

لا تزال الهيئة العربية للمسرح تجسد أو تحقق ختام الحوارات القديمة، حول نصرة المسرح . بحيث لا تشكل النصرة هذه، اقتحاماً ، لصفاء المسرح ولا صفاء المسرحيين ولا المشاهدين. لا تزال الهيئة، بعد سنوات طويلة، تضخ بالمسرح الحياة، بعيداً من ألعاب الوصاية. سواء على صعيد نشر النصوص النظرية والمسرحية أو على صعيد المساهمة بالإنتاجات المسرحية. جسد واحد بمجموعة من العقول ، من الأمين العام إسماعيل عبد الله إلى غنام غنام وريما الغصين وأحد كبار متصوفي المسرح دكتور يوسف عيدابي . لا تعرف الهيئة ، مهنة غير المسرح. ما لم يوضع بمتناول المسرحيين ، قفزت به الهيئة فوق معاناتهم ، إلى تحقيقه، بعيداً من ألعاب الكلام . 
تتميز الهيئة بطبائعها ، وهي تميز بين الخلاف والإختلاف. كما تتميز بمغامرة مهرجان المسرح العربي ، وليد الحوارات الكثيرة بين الشارقة والمسرحيين العرب، مسبوقة باهتمام شخصي من حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ، أول مسؤول عربي على رأس هيئة مسرحية. ولعله الأول بالعالم. المهرجان مغامرة ، أصل لا فرع. اختبار استمرار الحياة بالبلاد العربية ، بدون ادعاء امتلاك الحلول الأكثر ملاءمة للمشكلات الراهنة في المجتمعات العربية. المهرجان مساحة مشتركة ، آخر المساحات المشتركة بالعالم العربي. المهرجان فضاء مجنون ، باعتماده طرق المداورة بين العواصم العربية. لا بل المدن العربية البعيدة. كما حصل بالدورة الأخيرة . اذ أقيمت في وهران. إثبات على نمو المسرح بعيداً من المركزيات المميتة. 
لا تؤكد الهيئة سوى أن المسرح نموذج مجتمعي يصلح اليوم كما صلح بالماضي. لا تنبذ الهيئة هنا، لا تنبذ إسماً ولا تجربة ولا أي وليد جديد على الساح المسرحية. كل أمر شاق يتطلب الكثير من الجهد والمنافسة. لا تنافس الهيئة إلا نفسها. أما الجهود ، يبذلها الكل باطمئنان مدهش. لأن مكون الهيئة الأساس مكون حوار ثقافات ، في منظومة ثقافية لم تلبث تنفتح على الجميع منذ اللحظات الأولى لَقِيام الهيئة . حكمة وواقعية . ميزتان من ميزات منهج الهيئة. لن يتضاءل النشاط من جراء ذلك. جدل لا خصام . لا تبرؤ ولا وصاية. لا رهاب أمام الحداثة وما بعد الحداثة. كل ذلك بطائل إيجاد الأطر الممكنة لتعايش جميع المسرحيين العرب واندماجهم وانصهارهم في كيفيات التوفيق الجديدة، غير الأصولية. 
الهيئة العربية للمسرح ظاهرة ، بوضعية إنسانية دائمة. لأنها تشد الآخرين إليها على الأبعاد الإجتماعية والثقافية . الهيئة نشيد وسط حال النشاز العربي الراهن . ضرب من جنون راق، جميل ، لم تغرقه بحور الأيديولوجيات ولا التقنيات الغربية.


*شهادة من الحلقة الثالثة من برنامج شهادات إبداعية عن الهيئة العربية للمسرح لمجلة مناهل الفكر. إعداد و إخراج: هايل المذابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق