مجلة الفنون المسرحية
«بروفا» تنتفض وجعا على الواقع المعيش بإبداع ركحي
نجيبة صيودة - المحور
استقطب العرض الشرفي الأول لمسرحية بروفا التي قدمتها جمعية «أس.أو.أس» الثقافية من باب الوادي بالتنسيق مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي أكبر عدد من الجمهور الذواق المشجع لأولى خطوات نجوم المستقبل من هواة الخشبة الذين قدموا كل ما لديهم لترجمة الواقع المعيش محليا ودوليا.
بحضور السفير الفلسطيني بالجزائر ونخب من الوجوه الفنية والثقافية التي عجت بها قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، عُرضت مسرحية «بروفا» لمخرجها حسين كناني سهرة أول أمس، لترسم باحترافية الكبار صورة للواقع المعيش على الصعيدين الوطني والمحلي في مجموعة من الصور المسرحية التي كونت عرضا تداخلت خلاله الأحداث في وصفها لواقع أثقل كواهل العباد عبر البسيطة، من خلال بعث رسائل سامية مفادها لا للعنف، لا للحقرة، ولا للإرهاب.
عبر ساعة من الزمن تقريبا، توقفت مسرحية «بروفا» عند مراحل مختلفة، وتمكن أعضاء جمعية «أس. أو. أس» من إبراز ما تعلموه من الدورة التكوينية التي استفادوا منها سابقا، ليبرزوا مواهبهم ومدى حبهم للمسرح في أول ظهور لهم على الركح أمام الجمهور المتفاعل مع ما قدموه.
يتحدث العرض المسرحي «بروفا» عن عدة قصص على شاكلة تركيب مسرحي مكون من عدة مشاهد تصور الواقع، حيت تتطرق إلى تعنيف المرأة من قبل الزوج الذي من المفروض أنه شريك حياتها، وتتطرق كذلك لقضايا الاغتصاب والانتقام، حيث تقوم شابة لأخذ ثأرها من الجنس الآخر بقتلهم، بعد هتك عرضها من قبل مجموعة من المنحرفين، وهو ما آلمها نفسيا ودفعها للانتقام في ظل محاولاتها المتكررة للهروب من واقع ذكوري مؤلم يحتكم لسلطة الرجل، كما تتطرق كذلك لقضايا الأديان والأطياف، استند خلالها المخرج لسينوغرافيا بسيطة توحي للعيان بغرفة لتغيير الملابس، أو كواليس مسرح أو ما شابه، كما استند إلى بعض الرقصات الكوريغرافية الموحية تارة بالفرح وتارة بالرفض، استعمل خلالها بعضا من الموسيقى العالمية المتحدثة عن الحب والسلم، كأغنية العالمي خالد «هذه الحياة»، ليبعث الكثير من الرسائل عبر مختلف القضايا التي أثقلت كاهل المجتمع العالمي، لتقول إنه حان الوقت للرفض وقول كلمة لا للظلم فعلا لا قولا.
حسين كناني: «العمل يدعو إلى وقف القتل والإرهاب»
عن العمل، قال المخرج حسين كناني في حديثه للمحور اليومي إنه ارتأى ترجمة جوانب عدة من الواقع العربي والعالمي الذي أثقله الكره والحرب خصوصا فيما تعايشه بعض الدول حاليا، لأن الثقافة والفن يوحدان ولا يفرقان، ساعيا من خلال عرضه نحو تغليب روح الأخوّة والإنسانية لرأب الصدع والإبقاء على وحدة الدم واللغة ومواجهة قوى الشر والإرهاب، جميعها تصب في صالح كل الوطن العربي. في سياق آخر، قال المتحدث إنه سعيد بما حققه الشبان المشاركون في العمل المسرحي الذي نتج عن تكوينهم لمدة شهرين في إحدى الورش التكوينية، وهو ما يعد إنجازا في نظره، لأنه يحاول إيصال رسالة سامية مفادها «أوقفوا هذا القتل نحن نريد أن نعيش.»
ناصر مغنين: «العمل ينجح بفضل جهود المسرح الوطني»
من جهته، قال ناصر مغنين رئيس جمعية «s .o.s» إن هذه المبادرة التي تقوم بها جمعيته الجوارية المستقطبة لأطفال باب الوادي وشبانها في إطار نشاطاتها المتعددة القائمة على تدعيم أطفال المدارس قصد مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم من خلال برنامج مكثف ومتنوع بين الرسم، الموسيقى والمسرح، تفتح أبوابها للمشاركة والعمل المشترك الذي يجمعها في عرض مع المسرح الوطني الذي يشجع -حسب المتحدث- ولا يتوانى عن فتح أبوابه أمام مختلف المواهب التي تستحق الدعم. في سياق آخر، قال المتحدث إن «بروفا» سمحت لشبان وأطفال الجمعية بالوقوف لأول مرة على ركح بشطارزي بفضل حرص مدير المسرح محمد يحياوي على الاهتمام ودعم مواهب الذين استفادوا من دورة تكوينية جمعتهم بالمخرج قبل شهرين عن ترجمة العمل ركحيا.
جمال قرمي: «بروفا مشروع لصقل المواهب ركحيا»
في سياق متصل، قال المخرج جمال قرمي عضو الإدارة الفنية للمسرح الوطني إن مشروع «بروفا» يدخل في إطار مسرح الشباب تحت تسيير المسرح الجزائري الذي لم يتوان عن فتح أبوابه أمام الشباب، بهدف إبراز مواهب شابة محبة للمسرح وتتقنه كذلك، لتكوينها وتقريبها من الجمهور وتقريب الجمهور كذلك من المسرح، حيث شارك في العمل شبان من جمعية «أس أو أس» بعد أن أطرهم المخرج السوري حسين كناني الذي أدخلهم في ورشة تكوينية لصقل مواهبهم أكاديميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق