مجلة الفنون المسرحية
المسرح في ليبيا
سماح عادل
يعتبر الكاتب الليبي “عبدالحميد اﻟﻤﺠراب” والشاعرين “أحمد قنابة” و”إبراهيم الأسطى عمر”، في مقدمة الجيل الأول من رجال المسرح في ليبيا، الأول أسهم في العديد من المسرحيات التي كانت تقدمها فرقة إيطالية عرفت باسم “الدبولاكورو”، وكانت تتألف من مجموعة من الهواة وكان أغلبيتهم من الأجانب بينهم عدد قليل جداً من أبناء البلاد، وقد ظلت الفرقة تعمل من ١٩٢٥ حتى ١٩٣٦، وشارك الشاعر “أحمد قنابة” في التمثيل مع الفرقة طيلة هذه الأعوام، ومن ثم أحب المسرح وجاءت الزيارات التي قامت بها الفرق العربية من “مصر وتونس” لتدعم الحس المسرحي عند “قنابة” وغيره، منها فرقة “جورج أبيض” وفرقة “منيرة المهدية” وفرقة “يوسف وهبي”، وقد لاقت هذه الفرق إقبال الكبير مما شجع “قنابة” وزملاءه من مدرسي مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية على المضي على درب المسرح، وبخاصة بعد أن زارت إحدى الفرق الليبية، وهي فرقة درنة “فرقة هواة التمثيل” طرابلس، وقدمت فيها مسرحية (خليفة الصياد)، تشجع “أحمد قنابة” فأسس الفرقة الوطنية الطرابلسية ١٩٣٦، وقدم مسرحيته الأولى (وديعة الحاج فيروز)، وأعقبتها مسرحية (حلم المأمون( من تأليف وإخراج “أحمد قنابة”.
اضطهاد الإستعمار..
كان يساعد “قنابة” في عمله نخبة من الفنانين؛ بينهم “الهادي المشيرقي” و”محمد حمدي” و”الدكتور مصطفى العجيلي” و”فؤاد الكعبازي”، وكان يتولى مهمة إعداد الديكورات، وقدمت الفرقة أعمالها على مسرح “البوليتياما”، وكانت هذه الفرقة وغيرها، ما بين محلية وعربية، تعمل في وجه مقاومة شرسة من سلطات الإستعمار الإيطالي، التي أحست بخطر المسرح فكانت تعمد إلى محاربة فرقة مدرسة الفنون والصنائع، ورغم اضطهاد السلطات الإستعمارية فقد نجحت الفرقة في تقديم مسرحيات اجتماعية، كما قدمت الفن المسرحي لدعم الروح القومية، كان هذا في “طرابلس”.
أما في “درنة” فقد بدأت فرقة هواة التمثيل عملها هناك في ١٩٢٨، وكان إذ ذاك “محمد عبدالهادي”، الذي برع في تمثيل الأدوار الكوميدية وإلقاء المونولوجات الفكاهية، وقد أصطدمت الفرقة بمعوقات كثيرة من عزوف الجمهور ومحاربة السلطات وإنعدام العنصر النسائي وعدم وجود قاعة عرض، وساند الرائد المسرحي “إبراهيم الأسطى عمر” جهود الفرقة وأسهم في تمثيل بعض الأدوار وإخرج عدد من المسرحيات وأختيار النصوص وتعديلها وقدم الدعم المادي.
الكتاب..
في ١٩٦٥ كتب “عبدالله القويري”، أحد أدباء ليبيا، مسرحية (الجانب الوضيء)، وفي ١٩٧٢ كتب مسرحية أخرى هي (الصوت والصدى) وموضوعها رجل أرتكب الخطيئة الكبرى التي تتململ في مواجهتها كثير من الأنظمة السياسية وهي المعرفة، ممن كتبوا للمسرح الليبي أيضاً “المهدي أبو قرين” الذي طبعت مسرحيته الاجتماعية (زريعة الشياطين) في ١٩٧٣، والكاتب “عبدالكريم خليفة الدناع” الذي ساهم في تأسيس الفرقة المسرحية التابعة للنادي الأهلي المصراتي، وقد قام بإعداد بعض المسرحيات العربية والعالمية لعروض الفرقة، وقد مثلت مسرحيته (دوائر الرفض والسقوط) في كل من “مهرجان المسرح الليبي” الأول، الذي أقيم عام١٩٧١، وفي “المهرجان الوطني الجزائري” عام ١٩٧١ كذلك.
وقد كتب “الدناع” مسرحيات: (سعدون)، و(باطل الأباطيل)، و(دوائر الرفض والسقوط)، و(المحنة)، و(العاشق)، وكتب “عبدالحميد الصادق اﻟﻤﺠراب” مسرحية (الإنتهازي) ١٩٧٥، وقد كتب مسرحيات أخرى لم تنشر هي: (الصبر باهي) ١٩٥٧، (المتشرد) ١٩٥٨، (لو تشرق الشمس في الليل) و(من الأرض إلى الأرض)، وللكاتب “الأزهر أبو بكر حميد” مسرحيات كثيرة، منها مسرحيتا: (وتحطمت الأصنام) و(السماسرة)، وقد طبعتا ١٩٧١، ومسرحيتا: (الأرض والناس) و(دولاب الملابس وحجرة المكياج)، وقد طبعتا ١٩٧٣، ومسرحية (إبليس كان هنا) طبعت ١٩٧٥، ومسرحيتا: (يوم الهاني) و(نقابة الخنافس)، وقد نشرتا ١٩٧٦، وقام بإنشاء فرقة المسرح الليبي ثم أصبح مديراً لها.
والكاتب “أحمد إبراهيم الفقيه”، كان عضواً بالمسرح القومي وأسس فرقة مسرحية أهلية ١٩٥٩، وقام بالتأليف والإخراج لها، كما أنه شارك في التمثيل أيضاً، قدمت في ١٩٧١ مسرحية غنائية هي (هندا ومنصور) من تأليفه وإخراجه، ومسرحيتان آخريان من ذوات الفصل الواحد هما: (زائر المساء) و(صحيفة الصباح).
من كتاب المسرح الليبي أيضاً؛ “عبدالرحمن حقيق”، الذي نشرت له في ١٩٧٦ مسرحية (الزنجي الأبيض).
ثورة الفاتح..
بعد أربع سنوات من قيام ثورة الفاتح عام ١٩٦٩، صدر قانون ١٩٧٣، بإنشاء “الهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”، وقد أنجزت الهيئة في غضون ثلاث سنوات (١٩٧٤ – ١٩٧٦):
إنشاء فرقة “محمد حمدي المسرحية”، كأول فرقة مسرحية حكومية متفرغة.
القضاء على ظاهرة تمركز العمل المسرحي في العاصمة والمدن الكبرى، فقررت إنشاء مكاتب لها في مدن: “بنغازي ودرنة وسبها”.
أنشأت المركز الوطني للفنون الشعبية.
بتقرير حدود المكافآت عن المصنفات الأدبية والفنية ومقابل الخدمات.
ثم أصدرت الهيئة لائحة داخلية تحكم أعمال الفرق المسرحية الأهلية.
أنشأت الهيئة كذلك مسرحاً للأطفال والعرائس.
أنشأت الهيئة معهد “جمال الدين الميلادي للتمثيل والموسيقا”، الذي يؤهل طلبته تأهيلاً فنياً متوسطاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق