مجلة الفنون المسرحية
مؤتمر ثقافة الطفل العربي يوصي بإنشاء مجلس أعلى لأدب الطفل
خالصة بنت عبدالله الشيبانية – عمان
أوصى المؤتمر العلمي الدولي الأول حول ثقافة الطفل العربي بين الواقع وتحديات المستقبل بضرورة عقد شراكة مع مختلف المؤسسات التي تعمل في حقل ثقافة الطفل والحرص على مواصلة تنظيم المؤتمر بشكل دوري كل سنتين، وطبع محاضرات الملتقى في كتاب خاص، وتوزيعه على نطاق واسع داخل السلطنة وخارجها بقصد تثمين مشاركات الأساتذة وتعميم الفائدة على كل المهتمين بثقافة الطفل، وتنظيم مسابقة للأطفال في المؤتمر القادم تخصص لموضوع أدب الطفل وتشكل لجنة خاصة لها وقانون أساسي وترصد لها جوائز قيمة تشجيعًا للإبداع الأدبي في مجال الكتابة للأطفال.
كما أوصى المؤتمر الذي اختتم أعماله أمس بفندق شيراتون مسقط تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي بتخصيص جلسات للأطفال المبدعين في المؤتمر القادم لقراءة إبداعاتهم الشعرية والقصصية تشجيعًا لهم على مواصلة الكتابة والإبداع في هذا الفن، ودعوة وزارة التربية والتعليم لإنشاء مجلس أعلى لأدب الطفل يعنى بوضع الاستراتيجيات ورسم الخطط الخاصة بثقافة الطفل، كما أوصت اللجنة العلمية بأن يتناول المؤتمر القادم موضوع «ثقافة الطفل في مجتمع المعلومات»، نظرًا للأهمية الكبيرة التي أصبح يحتلها الإنترنت في حياتنا اليومية ودوره في تشكيل ثقافة الطفل وإعداد الأجيال القادمة.
وكرم المؤتمر في ختام جلساته الشخصيات التي ساهمت في تأسيس ثقافة الطفل في السلطنة وممثلي المنظمات الدولية والعربية المشاركين في المؤتمر مثل المنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم ومنظمة اليونيسكو والمحور العالمي الإنساني للطفولة وأبحاثها وجمعيات تهتم بالأطفال ذوي الإعاقة وتساندهم بالسلطنة ومن بينها معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين ومدرسة الأمل للصم بمسقط إضافة إلى المشاركين بالمؤتمر.
وألقى الشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول أحد المشاركين بالمؤتمر كلمة قال فيها: إننا نسعى إلى أن يستقبل أطفالنا العالم أكثر إشراقًا وأكثر بهجة ومرحا حتى وإن كان الواقع أكثر يأسًا وإحباطًا، مشيرًا إلى أن الكاتب للأطفال لا يزيف الواقع ولكنه يريد أن تتفتح الوردة وتصبح أكثر إشراقًا وجمالًا ويريد مستقبلًا أفضل للبشرية وللعالم.
وتناول المؤتمر في الجلسة العلمية الأخيرة جهود الفرق المسرحية الأهلية العمانية في مجال مسرح الطفل الواقع والتحديات حيث أكدت الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية من جامعة السلطان قابوس أن المسرح يعد أحد الأوجه الثقافية للطفل في السلطنة، وأوضحت جهود الفرق المسرحية الأهلية العمانية في مجال مسرح الطفل والواقع والإمكانيات المتاحة للفرق المشتغلة على هذا المسرح والتحديات والفرص التي يجب العمل عليها للنهوض بمسرح الطفل العماني.
وناقش المؤتمر الأبعاد المعرفية في مجلات الأطفال ودورها في تنمية الثقافة لدى الأطفال، حيث أسفرت دراسة قدمها الدكتور صفا لطفي من كلية الفنون الجميلة ببابل عن نتائج أهمها الأبعاد المعرفية التي اعتمدتها أغلفة المجلات التي تتمثل بأبعاد التعاون، والمحبة، والثقافة العامة، وغيرها من الأبعاد المعرفية. كما تعرّض الملتقى للإشكالات البنيوية والأبعاد التداولية لأدب الأطفال في العالم العربي، وتناول الدكتور الطاهر بن يحيى من كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة بتونس المكانة الهامشية لأدب الأطفال في المؤسسات النقدية سواء تعلق الأمر بالمؤسسات الجامعية المختصة أو بالمؤسسات الثقافية العامة المتمثلة في دور النشر أو الملتقيات النقدية الدورية.
وقد استضاف المؤتمر الدولي الأول حول «ثقافة الطفل العربي بين الواقع وتحديات المستقبل» باحثين في مجال علم نفس الطفل وعلم اجتماع الطفل، وأدب الطفل، ومسرح الطفل، وفلسفة الفن والموسيقى، وباحثين أكاديميين متخصصين في مجال الطفل وعلوم التربية، لمعالجة الإشكاليات المتعلقة بواقع ثقافة الطفل العربي، ومحاولة تلمس سبل تأسيس ثقافة واعية تسهم في صقل شخصيته وتحقق توازنه النفسي في فترات تكونه المختلفة، كما اطلع المؤتمر على مدى ثلاثة أيام على مصادر ثقافة الطفل العربي وواقعها وثقافة الطفل من منظور الدراسات الإنسانية، ومستقبلها، وتطرق إلى تجربة السلطنة في هذا المجال من خلال حلقات عمل تهتم بإبداعات الطفولة العمانية في الرسم والكتابة الشعرية والنثرية دون استثناء الأطفال ذوي الإعاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق