مجلة الفنون المسرحية
الصورة لمسرحية "الأغتصاب " لسعد الله ونوس عرضت في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت |
*تلكماس المنصوري
إذا كانت الدراسات المقارنة التي تتبنى مفهوم الصورلوجيا، تبحث في تكون ونشوء الصور المتقابلة بين الشعوب، أو كما عرفها الأستاذ سعيد علوش:" دراسة صورة شعب عند آخر باعتبارها صورة خاطئة"1.
فإن تحققها على أرض الواقع يجد أمامه العديد من المجالات الخصبة لإغناء هذا التصور ولن يشذ الواقع العربي / الإسرائيلي عن هذه القاعدة، باعتباره واحدا من أهم الصور إنتاجا سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. خاصة وأن الصورة تسهم في تشكيلها العديد من العناصر الثقافية والعاطفية والموضوعية والذاتية مما يجعل الصورة أداة لنقل الأفكار بل والأساطير2.
إن الدارس لمجمل العلاقات والصور بين العربي والإسرائيلي، أو لنقل بين الأنا والآخر، سيجد نفسه يناقش العديد من المجالات السياسية والأنتربولوجية والجمالية والثقافية سواء وعى بذلك أم دون وعي، وذلك نظرا لصعوبة تحديد التأثيرات بين الصور المتداولة بينهما، لأن التحقيق هنا يتغذى بوقائع جد ثابتة. وحتى لا نبتعد كثيرا عن مجال الاشتغال، فإن المتصفح العابر لمختلف التراكمات الأدبية في مختلف الأجناس (شعر، قصة، رواية، مسرحية...) سواء في الأدب الإسرائيلي أو الأدب العربي، سيجد أنها تدور حول نقطتين محوريتين:
-صورة سلبية: ناشئة عن عوامل تاريخية، نفسية، دينية، سياسية، وأبرز تجسيد لها هو الكراهية والعدواة من الطرفين3.
-صورة إيجابية: والمقصود بها هنا تحري أقصى درجات الموضوعية والحياد أثناء معالجة القضايا المشتركة، ولا نعني بالإيجابية بالضرورة نشوء علاقات حب وتفاهم، بل فقط مجرد عقلنة واتخاذ أرض محايدة للنظر إلى الأمور لمحاولة تعقلها.
هكذا، وفي ظل هاتين الصورتين / المحورين، سنحاول أن نناقش ونحاور عمل "سعد الله ونوس"4، في مسرحية "الاغتصاب" الصادرة سنة 1990 في طبعتها الأولى5.
وسنعلنها منذ الآن، إن سعد الله ونوس حاول تبني الصورة الثانية، أي حاول أن يتخذ أكبر قدر من الاحتياط والموضوعية في تقسيم الموضوع والمادة، سيما وأن النص المسرحي يتمايز عن باقي الفنون الأدبية الأخرى بخصيصة ثنائية العرض / النص.
فهو نص قابل لأن يخرج من ثنايا السطور، لتبعث فيه الحياة، في أوصال الممثلين، ويعرض أمام الجمهور، وهنا مكمن الصعوبة/ والخطورة في آن، فالموضوع حساس، له علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والممثلون في الغالب عرب، ومن هنا يتطلب هذا الموضوع قدرا مضاعفا من الحياد والموضوعية لإيصال محتوى النص كما شاء له صاحبه، دون تدخل العواطف والأحاسيس التي تحكم الممثل.
ولذلك "فسعد الله ونوس" واع بخطورة هذه المسألة، ويوجه خطابه صراحة، قبل الشروع في قراءة النص إلى المخرجين والممثلين. قائلا ص: 8" في هذه المسرحية راويان وحكايتان، راو إسرائيلي، وراوية فلسطينية، حكاية اسرائيلية وحكاية فلسطينية، والحكايتان تتداخلان، وتتبادلان النمو، وإني أحلم بأداءين متميزين، أداء يميز الحكاية الإسرائيلية، وآخر يميز الحكاية الفلسطينية ، وكلا الأداءين ينبغي أن يكون جادا ورصينا، وإني أحذر هنا من أي ميل لتقديم الشخصيات الإسرائيلية بصورة مضحكة أو فجة، كما أحذر من المغالاة، أو من عجز الممثل عن ضبط عدائيته للدور الذي يؤديه، إني أريد أداء واعيا ورصينا. أما كيف يمكن تمييز الآداء في هذا المستوى، فإني اعتمد في ذلك على بحث المخرج والفرقة التي تقدم العمل، ربما أسعفت تراتيل المزامير أو أسفار الملوك أو حتى إيقاعية اللغة العبرية في استلهام أسلوبية متميزة في الآداء، أما الجانب الفلسطيني فإنني أتصور الآداء فيه مبنيا على البساطة، ونوع من الغنائية المضمرة، وهنا أرجو ألا يحدث أي خلط بين الغنائية والخطابية، لا مجال في هذه المسرحية للخطابة لأن ذلك يخرب العمل". (الاغتصاب، ص 8) 6.
يطالعنا من هذا النص صوت "سعد الله ونوس" المبدع والناقد المسرحي في آن وهو ما يدخل في إطار الإرشادات المسرحية السينوغرافية. وقد تعمد المبدع، أن يوجه هذا الخطاب للطرفين معا: القارئ والممثل، ضمانا لمسار سليم غير منحرف لمسعاه في تقديم الصورة.
نلاحظ كذلك أنه رفض أي صورة تقدم الإسرائيلي كعدو مكروه، كما رفض أي ميل للخطابة والحماسة الفلسطينية، في النهاية يبقى العمل الأدبي إبداعا جماليا، منفلتا من شروطه التاريخية والواقعية.
يفسح سعد الله ونوس، كما أشار إلى ذلك سالفا، المجال لراويين أحدهما إسرائيلي هو الدكتور "أبراهام منوحين"، وهو طبيب نفساني للأمراض العصبية، وراوية فلسطينية هي "الفارعة" وهي امرأة فلسطينية ذات حضور قوي، وهناك حكايتان: حكاية أسرة فلسطينية مكونة من عروسين حديثي عهد بالزواج (قبل 3 أشهر)، الزوج اسماعيل وعروسه "دلال"، تنسج "الفارعة"، الراوية والشخصية في آن، حكايتهما، ومن خلالهما حكاية كل فلسطيني. اسماعيل شباب ناشط في خلية فلسطينية جهادية اعتقل بعد 3 أشهر من زواجه وترك عروسه "دلال"، حاملا، دون إخبارها بهوية او طبيعة عمله السري، وإلا فإنه لم يكن ليتمكن من الزواج بها.
وفي المقابل هناك حكاية أسرة إسرائيلية "إسحق بنحاس" وزوجته "راحيل بنحاس"، يعيشان في منزل رفقة أم إسحق، ولهما طفل رضيع. إسحق بنعاس رجل أمن يشتغل في الفرع الداخلي الذي يهتم بالسكان المحليين في الأمن القومي، ومن خلاله نتعرف على باقي الشخصيات الأمنية الأخرى كـ: مائير – جدعون – موشي- دافيد-... والدكتور أبراهام هو الذي ينسج خيوط الحكاية في شقها الإسرائيلي باعتباره راويا ومشاركا في آن.
الحكاية باختصار، تدور حول اعتقال اسماعيل وإرغامه هو وباقي عناصر الخلية (شخصيات ثانوية) على الاعتراف بشتى وسائل التعذيب. ولعل أقساها وأصعبها حادثة اغتصاب عروسه الحامل أمام عينيه من قبل كافة عناصر الأمن الإسرائيلي السابقين وتعذيبها لإجباره على الاعتراف.
وفي المقابل يحاول الدكتور أن يعرفنا على مجمل العلاقات المرضية وغير السوية التي تجمع الكيان "الصهيوني"، لأنه يستعمل هذه اللفظة في مواضع عديدة، سنأتي على ذكرها، فيصور لنا حالات الخيانة، والعصاب، والبرود الجنسي والنرجسية ومشاكل نفسية أخرى لها علاقة بما يحدث للطرف الفلسطيني.
الجديد الذي يأتي به سعد الله ونوس في مسرحيته، له جانبان:
1-جانب تقني: يتعلق بطريقة تقديم المشاهد، وهي في جملتها 16 مشهدا، اتخذ لها عناوين دينية تتناص مع التوراة في أسفارها، وكل سفر قسمه إلى مقاطع كما يلي:
- ترتيلية الافتتاح.
-سفر الأحزان اليومية: المقطع I – II –III- IV- V (5 مقاطع).
-سفر النبوءات: 9 مقاطع.
-سفر الخاتمة:
-الملاحظ أنه في كل مرة يكون المشهد عربيا يعنونه "بسفر الأحزان اليومية"، وإذا كان المشهد إسرائيليا فعنوانه "سفر النبوءات".
ب-جانب حكائي: اتخذ فيه أكبر قدر من الموضوعية، ولعل دليلنا على ذلك أن هذه المسرحية تركت المجال مفتوحا لشخصية الدكتور ابراهام منوحين" للكلام بكامل الحرية وللتعبير عن رأيه في ذاته الإسرائيلية، وفي الذات العربية.
الموضوعية هنا: تبرز من خلال جعل الآخر يرسم صورته عن نفسه: وعن العرب داخل إبداع عربي.
ثم إنه قدم شخصية الدكتور، بوصفها أكثر الشخصيات عقلانية وموضوعية في التعاطي مع الأحداث، سيما وأنها أكثر قربا من الآخر الإسرائيلي وأبلغ في التعبير عنه دون اتهام بالعدائية أو المغالاة في تقديم الصورة الإسرئيلية داخل الأعمال العربية، وإلا فكان بإمكان "سعد الله ونوس" أن يقدم تصوره هو عن الآخر، أو تصور شخصية عربية عنه.
لنستمع إلى تحليل الدكتور "أبراهام منوحين" لنفسية بعض الشخصيات. ونشير قبل ذلك إلى أن الصورة التي تصلنا من خلاله عن الكيان الإسرائيلي، أنه كيان مليء بالأمراض النفسية والاختلالات على مستوى الشخصية والسلوك:
*ص 22: "الدكتور: من يفرج عني وجعي، فإن قلبي في كئيب، آه يا مملكة العصاب والجنون، أبناؤك ينزفون وليس من يسعفهم، لان الطبيب نفسه سيقيم ويحتاج من يداويه".
*ص 23: "راحيل: منذ سنتين عالجني من أزمة عصبية حادة.
الدكتور: كانت تصيبها نوبات من الاندفاع يعقبها صمود كئيب".
*ص 39: "الدكتور: ويل لي يا أمي لأنك ولدتني إنسان خصام ونزاع للأرض كلها.
لم تزرعي في قلوب أبنائك إلا الكبر وكراهية الأغيار، كيف ينسى المرء تلك الرهبة المليئة بالفضاء التي تغذى بها طفلا ! وحين يكبر كيف ينقذ روحه من الاعتلال، أو يتفادى القسوة والعدوان".
*ص: 53 "الدكتور: هل أنت نادم على ما فعلت.
اسحق: نادم ! ولم الندم ! كان ذلك جزءا من واجبي.
الدكتور: ولم تتفرز مما فعله (...) الحالة واضحة يا سيد بنحاس. ليتك شعرت بالندم.
لقد اخترت لاشعوريا التعبير عن ندمك بالمرض، إنك تعاقب نفسك على ما فعلتموه بالمرأة وزوجها، وربما بدأ هذا العقاب وأنت في الحفلة.
اسحق: اسمع يا دكتور، لقد قرأت شيئا عن هذه الأمور، ويؤسفني أن أقول لك إنها غير مقنعة.
الدكتور: ركز انتباهك يا سيد بنحاس. هناك صوت في أعماقك الخفية، يقول إن ما فعلتموه، ما كان يجوز أن تفعلوه حتى ولو أكدت أن العمل أو الواجب يقتضيه، ولكي تشفى... عليك إما أن تقر بصورة واعية انك ارتكبت جرما رهيبا لا يمكن تبريره. وإما أن يتوفر لك الاقتناع المطلق بأن هذه الأعمال عادلة وجديرة بالاحترام، ولا أظن أن أحدا يمكن أن يقتنع في أعماقه بشيء كهذا.
إسحق: إني مقتنع بعدالة عملي، وإذا صح تحليلك، فهو يعني أن أعصابي مازالت تخونني (..)
الدكتور: نعم يا سيد بنحاس... في تربيتنا الصهوينية، يعلموننا الكراهية بصورة دؤوبة، لكنهم لا يبالون بالحدود التي يمكن أن تتحملها بنيتنا الإنسانية" إن الكراهية المطلقة هي الحد الذي يمكن أن يسوغ كل شيء، ويمنع الاختلال، ولكن من هو الإنسان الذي يصير كراهية مطلقة ولا يتداعى" (الاغتصاب، ص54).
من خلال هذا المقطع، يبدو أن "سعد الله ونوس من خلال صوت الدكتور يختزل الحالات والكيان الإسرائيلي في حالات مرضية، وأن هذا التحليل النفسي لليهودي كإنسان غير سوي، هو التفسير المنطقي أو التبرير الذي يشفع له ويفسر سلوكاته العدوانية اتجاه العربي. وإلا فلا وجود لإنسان سوي يمكن أن يمارس تلك الأفعال الوحشية اتجاه أي كائن آخر بغض النظر عن انتمائه، هكذا يصرح الدكتور.
في المقابل فإن الصورة التي تأتينا على لسانه أنه كاره للكيان الصهيوني رافض للعدوان ضد العرب، رافض للانتماء أصلا، وهو ما نلاحظه من خلال المقاطع السابقة عندما كان يناجي أمه.
أما على مستوى الشخصيات العربية، فإن الصورة التي تعبر عنها واضحة منذ البداية على لسان الراوية (الفارعة)، وعلى لسان باقي الشخصيات / ومن خلالهم باقي العرب:
*ص 21" الفارعة: ارفعي رأسك... وإذا ضايقوك أبصقي في وجوههم، كلنا ننتظر... الفلسطيني لا بيت له، والخيام والبيوت التي يحيا فيها، ليست بيت الفلسطيني، بيت الفلسطيني يحيا فيه عدو الفلسطيني"، (الاغتصاب، ص 21).
*ص:37 الفارعة: فمع هذا لا تخلو البلد من أهل الخير، ابق هنا. ولا تنس أن العمل عند الإسرائيليين يغذي الاحتلال ويعززه".
إن الصورة التي تأتينا من الجانب العربي واضحة المعالم رافضة لكل وجود إسرائيلي أو بتعبير الفارعة: "إما نحن وإما هم" لا حل ثالث ولا وسط.
إلا أن الجديد في تصور سعد الله ونوس كذلك، نجده في "سفر الخاتمة" حينما يدخل الدكتور في حوار مباشر مع "سعد الله ونوس" ص 104:
" سعد الله: في البدء كانت أمنية، ولكن مواقف وشهادات بعض اليهود الشجعان أكدت لي أنها ممكنة.
الدكتور: وإذن، فأنت مؤمن بأن وجود أمثالي محتمل.
سعد الله: بل مؤكد إذا لم يوجد أمثالك، يصبح التاريخ أفقا مظلما. ولا تبدو ثقتي مفرطة إذا ما تذكر المرء قائمة المفكرين اليهود الذي رفضوا الصهيونية وقاوموها.
الدكتور: الشجاعة وحدها لا تكفي إنك لا تعرف القوة الروحية التي يحتاجها أمثالي كي يكونوا يهودا ومعادين للصهيونية في آن واحد" (الاغتصاب، ص: 105).
à إن النهاية التي اقترحها "سعد الله ونوس" هي هذا الحوار الصريح الذي يجعل يهوديا يعبر عن صورته ورأيه في الصهيونية وهو بذلك يوقع تعاقدا ضمنيا يتفق بموجبه مع العرب المعادين للصهيونية، فهناك أفق للتواصل إذن، وهذا ما يراهن عليه الكاتب. غير أن نهاية الدكتور في مستشفى المجانين تفتح آفاق القراءة على أبعادها وتجعل القارئ يتساءل عن هذه الصورة المقدمة منذ البداية، ومدى مصداقيتها، أم أنها فقط ضرب من المحال والعبث والجنون، وأن من يحلم بوصال حقيقي بين اليهود والعرب لابد وأنه أصيب بمس. ربما تكون هذه قراءة من بين قراءات مختلفة.
ولكن الأهم أن "سعد الله ونوس" جعل من مسرحية "الاغتصاب" نصا تتلاقى فيه الصور وتتشابك وتختلط لتعكس لنا صورة من العداوة والنفور من قبل العرب واليهود اتجاه الصهيونية، ثم من قبل بعضهم البعض،والسؤال الذي يطرح إلى أي حد يمكن أن نسلم بموضوعية وحياد "سعد الله ونوس" في تقديم صورة اليهودي داخل عمله العربي؟
الهـوامـش:
*أستاذة مبرزة في اللغة العربية , حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، المغرب.
* مسرحية "الاغتصاب، لسعد الله ونوس،.، دار الآداب للنشر لبنان، الطبعة الثانية 2005
1-سعيد علوش : مدارس الأدب المقارن : دراسة منهجية، ط 1، المركز الثقافي العربي البيضاء، ص 28.
2-معجم المصلحات العربية في اللغة والأدب: لمجدي وهبة وكامل المهندس، طبعة 1979، دار لبنان.
3-الاستناد هنا إلى الواقع الملموس بعيد نكسة 1948، وخير مثال على ذلك ما تحبل به ثنايا صفحات الجرائد منذ ذلك التاريخ.
4- سعد الله ونوس: كاتب مسرحي سوري، توفي سنة 1997 له العديد من الأعمال المسرحية التي أثارت جدلا كبيرا على المستوى النقدي لعل أهمها : سهرة مع أبي خليل القباني – طقوس الإشارات والتحولات- الحياة أبدا ...
5-يدور موضوع مسرحية " الاغتصاب " حول شاب فلسطيني (اسماعيل) تختطفه آلة الحرب الإسرائيلية تاركا زوجته حاملا في عهدة الفارعة رمز الأم الفلسطينية وتحت وطأة التعذيب يبرز الكيان الصهيوني كراهيته الشديدة للعرب في شخص : دافيد، مائير، اسحاق، جدعون... وهم ضباط المخابرات في الجهاز الإسرائلي. الواضح أن إسحاق سيصاب بأزمة عصبية جراء عدم احتماله لمشهد التعذيب خاصة بعد اغتصاب زوجة اسماعيل أمام عينه، مما سيتسبب له بالعجز الجنسي، ليكشف سعد الله ونوس بذلك عن نفسية إسرائيلية مريضة يعالجها الطبيب اليهودي "ابراهام مانوحين" وهو طبيب متعاطف مع القضية الفلسطينية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق