تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

الحركة المسرحية في الجهات كما يراها أبناؤها نحلم.. نتعب.. لكن نحتاج لقرار سياسي لننجح

مجلة الفنون المسرحية

الحركة المسرحية في الجهات كما يراها أبناؤها نحلم.. نتعب.. لكن نحتاج لقرار سياسي لننجح 

مفيدة خليل -  المغرب 

وضعتهم الجغرافيا بعيدا عن المركز، التاريخ ايضا يدوّن انهم اختاروا مدنهم البعيدة وولاياتهم لينتجوا حركة مسرحية مقاومة،

حركة تتجاوز المركز فهم هناك يكتبون الياذة للتمرد وللحياة بعيدا عن العاصمة والمدن الكبرى، هناك قد تقسو الجغرافيا ولكن ارادة الحياة عندهم كنجم لا يأفل، هم يصنعون من العدم فعلا مسرحيا «حيّ و حيّ» ، فعل لا ترهقه الجبال ولا الصحراء فكلما اشتدت الظروف ابدعوا وولدوا من رحم المأساة عمل فني، متفائلون لأن التفاؤل هو الايمان الذي يؤدي الى الانجاز.

«المغرب» توجهت بالسؤال الى بعض مبدعي الجهات ليتحدثوا عن الحركة المسرحية في جهاتهم تطاوين ومدنين وقفصة والقصرين القيروان والكاف ونابل، من الشمال الى الجنوب كيف يقيمون الحركة المسرحية ما هي مشاكلهم وما هي الحلول التي يقترحونها، بعضهم استجاب للسؤال وأجاب وبعضهم امتنع وبعضهم خير الصمت، ولكن كل من اجابوا اشتركوا في دعوة الى التمسك بالحلم والتشبّث بارادة الابداع فكلما تكاثفت المعيقات كانت الولادة أجمل .

عبد الله الشبلي - تطاوين 
عجلة الإنتاج المسرحي رغم دورانها البطيء إلاّ أنها لم تتوقف
هناط في أقصى الجنوب يعمل مؤمنا بضرورة انجاز المسرح في كل شبر من هذه الارض، الممثل عبد الله الشبلي تحدث إلى «المغرب» وفي تقييمه للفعل المسرحي في جهته يقول بالعودة إلى تاريخ الحركة المسرحية في تونس عموما نلاحظ انها قد مرّت عبر محطات تاريخيّة مختلفة عرفت معها تطوّر وولادة تجــارب وحركــات مسرحيّة جهويّة متنوّعة تنقسم إلى قسمين، أولا تجارب الفرق المسرحيّة القارة بعدد من الولايات وما رافق ذلك من تطور للإنتاج المسرحي ، وثانيا عدد من المهرجانات الوطنيّة للمسرح التي كانت تلعب دورا كبيرا في ترويج الإنتاج المسرحي المحترم ، ومن بين هذه المهرجانات الوطنيّة مهرجان عمر خلفت للمسرح بتطاوين هذه المحطّة الهامة في حلقة المهرجانات بتونس والتي كانت بدورها نتاج حركة مسرحيّة بالجهة عرفت معها نشأة عدد من الفرق المسرحيّة الهاوية اوّلها جمعيّة القناع المسرحي بتطاوين التي ساهمت في انتاج عدد من الأعمال المسرحيّة المهمّة والمتميّزة إلى جانب لعبها دورا كبيرا في نشر الثقافة المسرحية وترغيب عدد من الشباب إلى الالتحاق بعالم ابو الفنون وعليه كان تأسيس عدد آخر من الفرق المسرحيّة ويصل اليوم إلى خمس جمعيات تقريبا تمارس نشاطها بشكل متقطّع نسبيا غير أن عجلة الإنتاج المسرحي رغم دورانها البطيء إلاّ أنها لم تتوقف وبقيت حاضرة في مختلف المحطات والمواعيد الوطنيّة تحديدا بشكل شبه منتظم.

وأكد الشبلي انّه لا يمكن وصف الحركة المسرحيّة بتطاوين إلا بالمقاومة نظرا للكم الكبير من الصعوبات التي رافقت هذه التجربة ويمكن أن نذكر من أهمّها البيئة الاجتماعية والتقاليد التي وإلى تاريخ قريب كانت رافضة للمسرح وكانت مشاركة العنصر النسائي مثلا غير ممكنة وغير متاحة هذا بالإضافة إلى غياب المؤسسات التي يمكن ان تسهم في تطوير التجربة على غرار المسارح البلدية والمؤسسات الوطنية الثقافية والتربوية على خلاف بقية مناطق البلاد ، لكن رغم ذلك وفي ظل هذا التصحّر التام وغياب الدعامات الأساسيّة كان إيمان عدد من رجالات المدينة كبيرا ومساهمتهم اكبر في رسم ملامح هذه التجربة اليوم .

وبخصوص غياب الفضاءات وتثيره على المبدع قال محدثنا ان الفضاء يشكل الحاضنة الرئيسية لنشأة المسرح وتطوّره ، الفضاء المسرحي في تطاوين غائب وبشكل تام ولا يمكن الحديث هنا عن دور الثقافة باعتبار تعدد انشطتها فهي ليست للمسرح فقط وباستثناء ذلك فانه لا وجود لفضاءات وغائب تماما، وهو ما اثر سلبا وبشكل كبير وكان له دور في تقطّع الإنتاج المسرحي تحديدا ، غياب الفضاء كذلك اثر سلبا على تأطير خصوصية الفعل المسرحي بالجهة ولم يساهم في تطوير التجارب المسرحيّة التي كانت في حاجة إلى مساحات لذلك تخرجها من العمل النمطي إلى اشتغال آخر مخبري وبحثي.

أما عن مشاكل المسرحيين فهي عديدة على حدّ تعبيره ومن أبرزها قلّة فرص التكوين في المسرح انطلاقا من الفضاء التربوي بالمعاهد التي لا تتوفر على أساتذة تربية مسرحيّة بالشكل الكافي الذي يسمح بصقل مواهب ونشر مبادئ الفعل المسرحي واستقطاب اكبر عدد ممكن من المولعين برابع الفنون وترغيبهم في مواصلة المشوار المسرحي ، كذلك غياب المؤسسات المسرحيّة يشكل عائق كبير أمام رغبة المسرحيين في تطوير تجاربهم ، من المشاكل الأخرى كذلك فرص الدعم والمساهمة في الإنتاج التي تكاد تكون غائبة تمام باعتبار أنّها لا قنوات واضحة للنشاط المسرحي الهاوي في هذا الصدد.

وأكد محدثنا ان الحل يرتبط بسياسة ثقافية وطنيّة هذا وان وجدت، لكن وفي كل الحالات يمكن آن تكمن هذه السياسة في تطوير آليات الدعم و آليات التكوين والتدريب ويجب على الدولة ان تولي أهمية كبيرة لهذه المناطق بالجنوب وان تعمل على تحقيق توازن جغرافي بتعميم المؤسسات المسرحية على غرار مراكز الفنون الدراميّة ومعاهد الفنون المسرحية .

نزار السعيدي - قفصة
الحركة المسرحية
في قفصة الآن متوقفة ...
في قفصة ابدع وكان صاحب اول فضاء ثقافي خاص، فضاء انفتح على المحيط وفتح ابوابه لكل الحالمين، عن الحركة المسرحية بقفصة يقول نزار السعيدي تعد الممارسة المسرحية في جهة قفصة ممارسة متجذرة في محيطها الثفافي والاجتماعي من خلال تعدد هياكل الانتاج بين الهواة والاحتراف وكذلك كثافة المهرجانات المختصة والمتنوعة وهو ماخلق قاعدة جماهيرية متابعة للعروض وذات ثقافة فرجوية كبيرة كنتاج لتراكمات الفعل المسرحي منذ.ثلاثينات القرن الماضي الى اليوم هذا في جانب الشكل.

نأتي الان الى المضمون وهو الاهم في نظري. هذا المضمون الذي تنوع عبر المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة المسرحية بقفصة والتي انطلقت كغيرها من الحركات في باقي جهات البلاد كفعل مقاومة للاستعمار من خلال الاشتغال على نصوص مهتمة بقضية التحرر خاصة في تجربة جمعية النجم التمثيلي ثم بعد ذلك تطورت أطروحات الأعمال المسرحية لتطرح الشواغل اليومية للمواطن القفصي ثم يكون المنعرج في أول السبعينات مع تأسيس فرقة مسرح الجنوب مع ثلة من المسرحيين القادمين من العاصمة كالفاضل الجعايبي ورجاء فرحات والفاضل الجزيري ... والذين سعوا الى تاثيث الحركة المسرحية بقفصة انطلاقا من البيئة المحيطة والتي يغلب عليها النفس النقابي المعارض فكانت «البرني والعترة» و»محمد علي الحامي» وغيرها من الاعمال المسرحية اضافة الى تغيير الخطاب الجمالي حاول مؤسسو مسرح الجنوب استيعاب الشباب القفصي الموهوب في الفن المسرحي وتكوينهم تكوينا مسرحيا ومنهم لزهر المسعاوي وعبدالقادر مقداد الذي ورث الفرقة بعد ان قرر المؤسسين مغادرة قفصة والعودة الى العاصمة ومنها انطلقت الحركة المسرحية في توجه جديد وجمالية مختلفة عن سابقاتها من خلال تقديم كوميديا اجتماعية تطرح قضايا سكان قفصة في شكل ساخر لقي اهتمام الجمهور التونسي فكانت «حمة الجريدي» و»عمار بالزور» وغيرها وهو ما ستتخلى عنه في مراحل متقدمة خاصة مع تاسيس المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية .
فأصبحت جل الاعمال تتخبط في التكرار والنمطية وبدأت تشهد الانحدار ربما يعود ذلك لاختيارات فرضتها السلطة قي تلك الفترة على المركز كمؤسسة عامة لكن خلال تلك الفترة كانت الحركة المسرحية في قفصة تشهد حراكا كبيرا من خلال نشاط 24 جمعية مسرحية وتأسيس مهرحان قفصة لمسرح الهواة الذي يقدم اعمال الهواة ثم تحول الى مهرجان قفصة

للمسرح موجه للمحترفين تنظم فيه مسابقة وهو ما جعله يشهد اشعاعا كبيرا وصار قبلة جميع المسرحيين والاعلاميبن ومحطة مهمة لكل مخرج او ممثل وذلك اواخر التسعينات.

نأتي الان الى راهن الحركة بعد هذه التراكمات التي تمكن من بناء مشهد مسرحي مشع لكنه صار العكس هنا ساقدم رؤيتي التي ربما تكون قاسية لكنها تبحث عن سبل البناء والتغيير فالحركة المسرحية في قفصة الان متوقفة تتخبط في اختيارات جمالية بالية بل صارت عديد الأعمال يعاد انتاجها فقط بتغيير إسم المسرحية ان كان في قطاع الهواية او الاحتراف. 
كذلك استسهال العملية المسرحية وتقديم اعمال دون بحث او اجتهاد وهو ما جعل لجان الانتقاء الوزارية ترفض العديد منها في السنوات الاخيرة ففي مسرح الطفل مثلا يطغى مسرح العرائس الذي تسجل اصوات الممثلين على قرص ليزري ونشاهد العرائس تتراقص دون قيد او شرط لغياب التكوين او محاولة المعرفة لأصحاب هذه العروض اما اعمال المسرحية الموجهة للكبار فإنها نادرا ما تنتج وان قدمت فانها مازالت تتخبط في كليشيات قديمة اما لمسرح الجنوب او اعمال الثمانينات للفرق والتي لقيت وقتها النجاح.

وان تنوعت اطراف الانتاج بين جمعيات هاوية وشركات خاصة ومركز فنون درامية وركحية الا ان جلها لا يقترح البديل بل يسعى الى ترسيخ شوائب المشهد من اما الحانب الاخر في الحركة المسرحية اضافة الى انتاج الفني هو الجانب الاحتفالي وهو المهرحانات والتي توكل اليها مهمة التعريف بالجماليات الجديدة للجمهور القفصي وتقيم فرص التكوين النظري والتطبيقي لمسرحيي الجهة. فهذه المهرجانات تغيب عليها الاستراتيحيا الواضحة والأهداف المرجوة منها فضلت تكرر نفس الفقرات تقريبا مع نفس الاسماء في تغليب المحاباة و»الصحوبية» على المنفعة الجماعية حيث نجد مثلا فقرة التكريمات القارة تكرم ممثلا ظهر في مسلسل تلفويوني لأول مرة اي لا صلة له بالمسرح فتكون الرسالة عكسية فالمكرم هو نموذج لشباب المواهب المسرحية بالجهة.

حسام الغريبي كاتب عام مركز الفنون الدرامية بالقيروان
بعث مراكز للفنون الركحية بالجهات ضرورة وليس خيارا
من المهدية الى القيروان ، عشق الركح واتخذ المسرح دينه وديدنه عن المسرح في القيروان صرح حسام الغريبيأإن الحركة المسرحية في القيروان هي حركة فاعلة ومنتجة سواء على مستوى الانتاج او التظاهرات المسرحية التي تتميز بكونها تظاهرات جادة تشرف عليها جمعيات ثقافية عموما و مسرحية خاصة منها مهرجان المسرح الحديث و مهرجان المونولوج و قد اسهم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان في مزيد الدفع بهذه التظاهرات و ذلك لكونه شريك فاعل في تاطيرها و الاشراف عليها ويدفع من اجل بقاءها و عدم اندثارها و يساهم ماديا و كذلك تنظيمنا كما ساهم المركز في انتاج اعمال مسرحية سواء في صنف الاحتراف او الهواية و قد قام مركز الفنون الدرامية بالقيروان بتجربة فريدة وتعتبر حدثا.
وهي تنظيم قيروان المسرح في العاصمة و تتمثل في عرض كل انتاجات و لاية القيروان في قاعة الريو و دعوة الصحفيين و الاعلاميين لمشاهدة عروض الشركات الخاصة و الجمعيات التي انتجي اعمالها في ولاية القيروان وقد تم عرض اكثر من ستة اعمال مسرحية.

وأشار محدثنا أن مسرح الجهات يحتاج دعما اعلاميا مثل الذي يتوفر في العاصمة و بذلك نكسر المركزية الثقافية و التدافع الانتاجي الموجود في العاصمة فمشاكل مسرح الجهات تتمثل في عدم و جود ممثلين وتقنيين بالقدر الكافي و ذلك ما يجعل من اصحاب المخرجين العمل بالموجود.

ويضيف الغريبي مسرج الجهات هو فعل مقاومة و هذا ما جعل مثلا مركز الفنون الدرامية بالقيروان ينتج عملا مسرحيا لعبد الفتاح الكامل الذي يعمل في صمت في معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد وكذلك انتجنا عملا مسرحيا لمجموعة من الهواة في سوسة و قريبا سندعم عملا مسرحيا في المنستير وكذلك في القصرين وهذا ما يجعلنا ننفتح على الاقاليم.
إن مسرح الجهات يحتاج تشجيعا من لدن وزارة الشؤون الثقافية وذلك بمزيد دعم الاعمال المسرحية التي تنتج خارج العاصمة.

وبخصوص الحلول قال الغريبي ان حلول مسرح الجهات تتمثل في ضرورة بعث مراكز و طنية للفنون الدرامية فهو الهيكل الوحيد في الجهة القادر على التكوين الخاص بالممثلين والتقنينيين وكذلك الانتاج.
فمثلا على وزارة الشؤون الثقافية الاسراع في فتح مركز الفنون الدرامية في المهدية و قابس وجندوبة مثلما تم في القصرين و قبلي اخيرا حتى يجد الممثلون المحترفون فضاء للابداع و الانتاج.
فمن الموجع و المؤسف ان يجد الممثلون المحترفون في المهدية انفسهم بلا ابداع مسرحي بعدما تم غلق الفرقة المسرحية في أوائل التسعينات و التي كانت تضم خيرة الممثلين الموجودين في الساحة المسرحية اليوم.
ويختم محدثنا تصريحه بالقول ان تأسيس مراكز فنون درامية في الجهات و تنضوي تحت ادارة عامة للفنون الدرامية و الركحية و تكون ميزانيتها خاصة هي الحل الناجع من اجل كسر مركزية المسرح و ضرورة بعث قاعات عروض في الجهات تتميز بامكانيات تقنية و ضرورة بعث ودعم مهرجانات تعنى بالمسرح داخل الجهات هي الحلول التي تم اقتراحها على وزارة الشؤون الثقافية.

ريان القيرواني - الكاف 
في الكاف نراهن على التكوين 
«عموما ان اي حركة مسرحية مرتهنة بالأساس بالوضع العام للبلاد الذي نعتبره حقيقة من اخر مشمولاته الثقافة والصفر فاصل خير دليل.. لكن هذا لا ينفي خصوصية جهة الكاف المتعطشة دوما للابداع المسرحي استهلاكا وانتاجا» هكذا تحدث ريان القيرواني عن الكاف مضيفا انه رغم الصعوبات الحقيقية في الميزانيات المرصودة للإنتاج المسرحي إلاّ أن اصرار مبدعيها وهياكلها دوما علي تطوير هذا الفعل الضارب قدما في التاريخ من خلال الانتاجات المسرحية و التظاهرات الثقافية أحال ركودها وجمودها وهو في حقيقة الأمر اصرار يحمل في طياته رسالة واضحة المعالم مفادها أن للكاف و المسرح علاقة عضوية قديمة متجددة مستمرة وحيوية منذ مطلع الستينات وحتي اليوم.

وأكّد محدثنا ان مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف حقيقة وبكل صدق وموضوعية هو المحرك الأول للمهد المسرحي بالجهة فهو الفضاء الاول الذي فتح ابوابه للطاقات الشابة من طلبة وخريجين للابداع تمثيلا واخراجا وتكوينا وبالتالي فهو فضاؤنا الاول كشباب للقاء والالتقاء والتفكير هو فضاء فتح ابوابه فقط للمتالقين والمتحصنين من سطوة التخلف و الجهل.
فمركز الفنون الدرامية هو المركز الوحيد الذي ينتج في السنة الواحدة أكثر من خمسة أعمال مسرحية متنوعة الرؤى والطروحات هي اعمال ابطالها نحن شباب هذه الجهة من هواة ومحترفين جمعنا الركح ووحدنا الفعل المسرحي.

أيضا اعمال تحاول ان لا تكون عشوائية وإنما تحكمها غائيات أساسها البحث والرهان الحقيقي اعمال صادقة ترنو إلى أن ترتقي بالذوق العام وتصافح الجماهير امام سطوة الاعلامي وتفشي البلادة.
أما من منطلق التكوين فيعتبر المركز اول مركز بتونس يراهن علي مجال تكوين الشباب المسرحي من سن 6 إلى 25 سنة من خلال بعث مختبرات مسرحية يشرف عليها اساتذة مختصون لتكوين جيل جديد يتربي على الحس والذوق الفني وتزرع فيه شحنات الامل والتطلع لمستقبل نقي خال من أدران وشوائب الاجتماعي بعيدا عن شراك العنف والتطرف هذه التجربة متواصلة في عامها الخامس باكثر تجديد.

إلى جانب التظاهرات المسرحية السنوية (24 ساعة مسرح) والمولود الجديد تظاهرة ايام مسرح بن عثمان لمسرح الهواة وهي بادرة تكمن أهميتها في فسح المجال لمسرح الهواة لان يكون موجودا ضمن عرش الظاهرة المسرحية ودحض التصورات المتزمتة نحو اقصائه واقصاء الهاوي المسرحي فالمبدع مبدع اكاديميا كان ام هاويا.
كما لا ننسي الحضور الدائم في التظاهرات الوطنية و عروض في كامل الجمهورية و الانفتاح على الجميع.تظاهرة مسرح المقهى وفنون للفرجة في رمضان.تطوير مضامين 24 ساعة مسرح وتوسيعها جغرافيا ومحاولة التوجه للفئات المحرومة.
عبد الحكيم صويد - مدنين

الحركة المسرحية في الجهات اساسها عزيمة 
و تضحية
اختار الهامش البعيد، هناك بعيدا جدا أسس لحركة مسرحية مقاومة وبديلة، هناك اسس وطنه الصغير وسماه «فضاء وطن» صحبة الفنان ضو حمزة خلف الله ، المسرحي عبد الحكيم صويد في بني خداش تحدث لـ«المغرب» وأشار ان الحركة المسرحية في الجهات اساسها عزيمة و تضحية اصحابها ولا يزال هناك الكثير من التهميش مقارنة بالمركز من حيث الاهتمام المادي والمعنوي رغم جديتها في البحث والطرح.

من تجربتي في بني خداش اكتشفت ان الممارسة الثقافية عند تكرارها تصبح عادة عند العامة والخاصة ثانيا يجب خلق وتكوين جيل ثقافي متكون ومختص في الميدان الثقافي وبالتالي تحقيق استمرارية في الفعل المسرحي والابداعي و ثالثا ركزت على البراعم او «الحضانة الثقافية» اي نهتم بتكوين البراعم باستعمال منهج اللعب الدرامي ثم مرافقتهم في ميولاتهم الفنية.
أهم مشكل هي محاربة العقليات الرجعية و هنا لا اقصد بني خداش تحديدا وإنما اقصد «الآخر» اينما وجد ، الآخر الذي يستنقص انجازك دوما، الآخر الذي ينظر اليك من علياء زد على ذلك غياب الإرادة الفعلية من المركز في الدعم الكافي والتمييز الايجابي الذي بقي مجرد كتابات وشعارات.
الحل هو العمل بمقولة «الدوام ينقب الرخام» يعني نحن في الجهات يجب أن نكثف العمل ونطالب ويجب أن لا نتحجج بغياب الدعم ونكتف الايدي « نحن اخترنا الهامش لنبدع وعلينا تحمل مسؤولية هذا الاختيار ويجب أن نكمل المشوار حتى يصبح عملنا هو خيار الدولة وحتى توضع استراتجية عمل واضحة المعالم».

وليد الخضراوي - القصرين: 
حين تصبح وزارة الثقافة وزارة سيادية سنتحدث عن حلول 
يقاس تقدم الشعوب بتقدمها الثقافي والفكري وفي تونس يبدو ان المسار الثقافي الخاص انجع فنيا وانتاجا من المستوى العام، المسار الثقافي الخاص انطلق في المركز مع التياترو وفاميليا ونجمة الشمال و لرتيستو ومسار وكما انتجت الثورة الفرنسية ثورة فكرية انتجت الثورة التونسية مسارا ثقافيا جديدا في الجهات كانت بدايته مع افتتاح اول فضاء ثقافي خاص هو «المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين» الفضاء كان اول مشروع حقيقي في جهتنا.

مشروع أصبح فيما بعد تجربة لتصبح القصرين خلية ثقافية فبالإضافة الى المركز الدولي للفنون المعاصرة أصبح لسبيطلة فضاءان ثقافيان أولهما فضاء «منيرفا تياتر» لمقداد الصالحي و في سمامة «دار الفنان» لعبد القادر الميساوي و«المركز الثقافي الجبلي» الذي يشرف عليه عدنان الهلالي، في ماجل بلعباس فضاء «فينوس» لبلال علوي، وفي القصرين المدينة فضاء «فن الحياة» لاحمد النصرلي ، من الفضاءات الى الجمعيات لتصبح ولاية القصرين عنوانا لتعدد الجمعيات الثقافية الناشطة.. امتداد عنوانه ارادة التغيير و انشاء مسار ثقافي بديل اساسه الايمان بأهمية الفعل الثقافي في القصرين.

ويضيف محدثنا من الفضاءات الى الجمعيات فالشركات والتكوين ليصبح الطلبة لهم مشاريعهم أيضا نذكر صابرين الشعباني وصالح ظاهري وفارس السعداوي ليقسّم المسار الثقافي الى ثلاثة اقسام اول للفضاءات وثان للجمعيات والشركات وثالث للتكوين خاصة وان القصرين بها 40 أستاذ مسرح وتأتي في المرتبة الثانية بعد قابس، ويتوج هذا المسار بانطلاق مركز الفنون الركحية والدرامية بالقصرين في العمل، المركز سيكون نقطة لقائنا جميعا، وستكون القصرين قطبا ثقافيا بامتياز لن يقتصر دورها انها نقطة عبور بين الكاف وقفصة.

وعن صعوبات الفعل الثقافي في القصرين يقول الخضراوي «السلطة في القصرين لم تتقبّل بعد المشروع الثقافي، البلدية و المجلس الجهوي لازالوا في سباتهم العميق»، واكد الخضراوي ان السلطة تهتم بمقاومة الارهاب غير واعية بأهمية الفعل الثقافي وقدرته على توعية الطفل وتجنيبهم خطر الدمغجة والإرهاب، مشيرا ان الفعل المسرحي والثقافي ضرورة وليس مسالة اختيارية وعلى السلطة أن تعي ذلك، الثقافة هي سلطة المجتمع المدني وسلطة من يدافع عن الحياة، لأن الفعل الثقافي في القصرين بات البديل عن الفضاءات الجميلة التي سكنها الارهاب وبالمسرح ننقد ونكون جيلا واعيا بحقوق المدينة وقادرا على مواجهة الافكار المتطرفة.

وعن الحلول المقترحة التي يمكن ان تُقدّم قال الخضراوي «حين تصبح وزارة الثقافة وزارة سيادية وقتها يمكن ان نتجاوز مشاكلنا» مضيفا أنه يجب على المسؤولين في الثقافة العمل على استراتيجية واضحة تخدم «الفنّان» بعيدا عن السياسة والمحاصصات الحزبية فالقصرين مشروع قطب ثقافي على السلطة في الجهة والمركز دعمه بعيدا عن الاجندات السياسية حتى نضمن نشر الثقافة في ربوع تونس.

وليد بن عبد السلام - نابل
العروض المدعومة ليست رزق البيليك والمطلوب قرار ثوري 
صنع الفارق في نابل، عرف بنقده اللاذع وغيرته غير المحدودة على الحركة المسرحية بجهته فهو يؤمن ان الفن حقّ و الحقوق تفتك ولا تهدى، طيلة الدورتين الاخيرتين من مهرجان «نيابوليس» حقق المهرجان نجاحا منقطع النظير اعلاميا وفنيا وجماهيريا ، عن الحركة المسرحية بنابل قال «للاسف تعيش الحركة المسرحية بنابل ركودا تاما، ماعندنا شيء والجمعيات الأربع التي سبق أن حاولت تغيير المشهد بالجهة هي الاخرى تعاني بعد تغيير قانون الجمعيات» هكذا انطلق وليد بن عبد السلام في تقييمه للحركة المسرحية بجهة نابل، وأشار محدثنا الى صعوبة العمل المسرحي انطلاقا من صعوبة حصول الجمعيات على «باتيندة» و صولا الى اضراب دور الثقافة واقتصارها على العمل الاداري وعدم وجود فضاء

للبرايف والتمارين، مع غياب منظومة التوزيع جميعها عوامل تكاتفت لتقييد الحركة المسرحية.

في نابل قمت بانجاز عمل منذ جوان والى اليوم لم نتحصل على تأشيرة بسبب التزامات ادارة المسرح، ما ينجز في نابل اليوم اعمال بإمكانيات ذاتية متواضعة.

وأكد وليد بن عبد السلام انهم تفاءلوا حين وعدهم الوزير منذ عام بانجاز مركز للفنون الركحية والدرامية بنابل ولكن القرار المرتجل ازهق احلامنا أيضا ومن المشاكل ايضا «سوم العرض» الذي لم يتغير منذ سنوات، فكل ما له علاقة بالفعل المسرحي ارتفع ثمنه باستثناء ثمن العرض، النقل ارتفع ثمنه و الديكور والممثل ولكن ثمن العرض ظلّ على حاله، ممّا يضطر المخرجين والشركات لإلغاء عروضهم في الجهات بسبب «التنقل» و«مايخلصش» لذلك وجبت مراجعة ثمن العروض على حد تعبير وليد بن عبد السلام، مشيرا ان المشاركة في ايام قرطاج المسرحية اصبح الهدف منها «بيع العرض» لا اكثر ليصبح المهرجان وكانه وزارة شؤون اجتماعية فقط يريد الفنان ان يبيع عرضه حتى وان غابت الدعاية والجمهور.

«لا أريد أن أكون سوداويا ولكنها الحقيقة» بألم مسرحي يشاهد عدمية المشهد امامه تحدث الممثل والمخرج وليد بن عبد السلام، متسائلا عن مهرجان قربة لمسرح الهواية، عن الاعمال المدعومة التي يغيب عنها التسويق والتوزيع عن التجهيزات في الفضاءات الثقافية العمومية ومنها المركب الثقافي بنابل الذي تولت جمعية المهرجان جلب معدات صوتية وتجهيزات لانجاح مهرجانهم، مشيرا ان الدولة فقط اصلحت «المراحيض» لتصبح دار الثقافة او المركب وكأنه «ميضة جماعية».
وأمام كومة المشاكل المطروحة اكد وليد بن عبد السلام ان اللجان المعمول بها لن تضيف إلى الحركة المسرحية شيئا ولن تقدم الاضافة لذلك يجب مراجعة قوانين هذه اللجان والاهم ضرورة اتخاذ قرار ثوري لتنمية العروض وسياسة اعادة التوزيع فهل يعقل انجاز عرض دون جمهور؟ هنا على مدير دار الثقافة ايضا ان يتحمل مسؤولية التعريف بالعروض والدعاية لضمان الجمهور، ينقصنا في تونس ثقافة التسويق للعروض واعداد استراتجية لذلك فالمسرح ليس «تكية» والعروض المدعومة ليست «رزق البيليك» لتمر في صمت.
اختلفت أراؤهم، اختلف تحليلهم لما يعيشونه، لكل منهم موقفه الخاص، لكل تقييمه ولكل جهة خصوصيتها، تحدثوا باسم الجماعة لان الفن عمل ابداعي جماعي ولكنهم اشتركوا في موقف واحد هو ضرورة البحث عن حلول وعدم الاكتفاء بالتحسّر على الموجود هم يبنون لفعل مقاوم فهل تستجيب الارادة السياسية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق