تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 23 يناير 2018

" ما بقات هدرة " في المهرجان العربي ؟

مجلة الفنون المسرحية


  محمد شماني- الجمهورية

هل كانت عشر سنوات فاصلة لتحيا الجزائر مسرحيا في مهرجان عربي؟ وهل وجب أن تكون وهران ومستغانم لتتغير الخارطة الجزائرية عربيا وهل و هل ؟ أسئلة وجب طرحها على سادة المسرح بالجزائر ، ممن لم يفقهوا لحد الساعة أن الجزائر المتفردة المتعددة الواحدة المتغيرة المتجددة قادرة على صنع الفرجة بمسرح شعبي اصيل يملك أدوات الفن الرابع بجد، بل و يقبض اللحظة الإبداعية في تجلياتها حتى وهو يسقط في مطبات الإنتاج و شح الميزانيات و غلق البعض للعبة المسرحية وتكريس الأسماء ووو أنتم تعرفون أفضل مني في غياب الفهامة عني أسباب التعاسة بل التعاسات .
عندما دخلت باردو تونس لاستحضر مسار وقصة الفنية لجبهة التحرير الوطني قلت في نفسي ألا يليق بالوطن أن يكون العرض وطنيا درسا في المواطنة الحقة برؤى فنية حقيقية بسيطة و بأدوات امتلكها و اسس لها كبار القوم المسرحي بالجزائر و أخرهم الكبير عبد القادر علولة و حاول الراحل القدير محمد بن قطاف رغم النقد و الانتقاد و النقدة ...حاول الإجتهاد ، فأسس لجيل وهذا الأهم بفتح الفضاءات و الأبواب للجميع إلا لمن سقط في فخ نفاق البعض للبقاء في فناء المسرح لا بعقلية البقاء للأصلح.
عندما ولجت عرض "مابقات هدرة " على الطريقة الجزائرية المجنونة افتخرت بعد النهاية و أنا أتلقى الثناء و التحية من اصدق الناس العرب ، من الممارسين المسرحيين الذين جمعهم هم ومشروع المسرح العربي بتوقيع ورعاية الهيئة العربية ...افتخرت و أنا أمشي في شارع بورقيبة فرحا سعيدا و الأهم مقتنعا بالجمالية في عرض لم يصفق له الجمهور العربي بل اندهش وتماهى وتمادى و تمدد انتظارا للنهاية قبل الإنفجار أو القبض على السعادة ...عندما حلت لحظة الصراخ بحضور جزائري لم يتعدى العشرين فردا من أكاديميين و ممثلين و مخرجين مدعوين و غير مدعوين و للتاريخ الناقد الأكاديمي عبد الكريم غريبي و المخرج المبدع فريمهدي محمد و الربيع قشي و القادم بقوة يوسف سحيري و أسماء أخرى شاركت ورافعت للمسرح الجزائري من دون دعوة مثبتة الانتماء للوطن و لمسرح الحياة مثلما قال الفنان الفلسطيني غنام غنام في لقاء هامشي مع الأحبة .
وبعيدا عن الهامش قريبا من الواقع حضر أكبر وفد جزائري في عاشرة المهرجان، و أنا المسافر بفكرة أخرى غير أن الواقع وصبر السنون ضرب معطياتي على الحائط، مع تسجيل حضور مدير المسرح الوطني محمد حاج يحياوي و الفنان القدير عبد الحق بن معروف رفقة حامل المشروع المسرحي هارون الكيلاني و الدكتور و الممارس لخضر منصوري و أسماء أخرى ..حضر الجميع ليعود السؤال لماذا تأخرنا و أنا أشهد وفدا مغربيا قويا جدا و أخرا مصريا و أخرا و أخرا ، إلا نحن ؟؟؟ ببساطة لأننا نفكر بالأنا و بيننا نفتح شراع النقد و الحسد بين الأنا و الأنا و لربما قد يأتي وقت يحسد فيه الأنا الأنا و تلك الطامة التي نحياها .
الغريب و المريب في مسرحنا أن الممثل يلعب بالهاتف في المسرح وهو يتابع عرض ممثل صديقه لمجرد الزمالة و الغريب أن المخرج ينتقد غيره لمجرد الإنقاص من قيمته و أخذ مكانه و الأغرب أن بعض منظرينا يستغلون سلطة غوغل لبحوثهم و المريب أنهم رافعوا و قد يحدث للمسرح الجزائري فأردفوه قتيلا ..سيسدل الستار دوما مثلما حدث منذ البدايات و لن يتبقى في الواد إلا حجاروا مثلما قالوا في النهايات و بينهما اختارت الهيئة العربية وفدا يليق بالجمع لا الجميع بعيدا عن أسماء عمرت و اليوم غابت مع استحقاق الغياب للبعض و استحقاق الراحة للبعض من أجل النفس الأخر الذي نبتغيه جميعا لمسرحنا الجزائري العربي ...يسدل الستار ليبدأ الفعل بعدما "مابقات هدرة" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق