مجلة الفنون المسرحية
مسرحية “شواهد ليل” دلالات الموت والتفسخ البيولوجي!
تونس - إعلام الهيئة العربية للمسرح
قدم عماد خفاجي دراسة في الندوة النقدية عن مسرحية” شواهد ليل” الأردنية وهي من اخراج خليل نصيرات، عرضت ليلة السبت 13 جانفي، ضمن المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس بحضور مخرج العمل خليل نصيرات بمشاركة كل من سوزان البنوي وثامر خوالدة وعبد الله العلاّن.
وقد هنأ خفاجي المخرج على الجهد المبذول في المسرحية فالمدّ الحكائي بوحدات من السرد المشهدي فيه دلالات الموت والتفسخ البيولوجي لبعضنا وهذا ما جعلنا في المسرحية أمام مستويين من الستر والفضيحة لكبرى.
تلك الجدلية تهيئ المتلقي لوقائع لقاء هامشي أحدث صدمة بين ابن لذة محرمة وفتاة ليل هويتها تقتصر على جسدها مما يحيلنا على موضوع العبودية الجنسية فيه من المحاكمة الأخلاقوية الشيء الكثير وتساؤلات موجهة للذات.
أما على مستوى الملفوظ فالتعبيرات الحادة هي دليل على أزمة إنسانية بين الشخصيات وقد تصاعد الخطاب لكنه بقي محدودا إذ كان من الممكن أن يلامس الإنسانية هنا يفسر خفاجي بأن المخرج سقط في رؤية أحادية ولم يكتشف فجوات النص.
بالنسبة للسينوغرافيا علّق خفاجي وقال إنها كانت محدودة كما كان على المخرج تجنب اللهجة المحلية وهذا ما أضعف البناء اللغوي للعرض.
أما بالنسبة للحضور في هذه الندوة النقدية فقد تباينت الآراء وتنافرت فهناك من اعتبر العرض عادي جدا على الرغم مما فيه من جوانب الدراما النفسية باعتماد مرجعية توماس يونغ وشخوص نمطية في حالة صراع لذلك المسرحية عصية على الفهم ان لم تكن لنا مثل هذه المرجعيات في الفهم.
رأي آخر يرى أن المسرحية دراما اجتماعية أساسا بما أنها تطرح موضوع مجهولي النسب وهو موضوع مسكوت عنه والتطرق له يحسب للمخرج وما العنوان “شواهد ليل” إلا إحالة على الشريحة التي تحال على الغياب.
العرض له هدف ويذهب نحوه مباشرة هكذا كان رأي آخر ويفصح عن أسرار نعيشها في مدن مهترئة ومكتظة بالعتمة والفقر والظلم ومتعبة.
واقتناص ماهو مدهش واللافت من خلال المعادلة بين الشكل والفكرة وما الدوران حول السيارة إلا تدليل على دوران حول المجهول لكن زمن العرض بقي في الماضي مما يؤل على أن الدهشة في العرض لم تتقدم كثيرا فالمسرح هو الآن وهنا.
وعلى كل حال فما يهم في المسرح الأداء المسرحي وليس مدى أهليّة الموضوع ويا حبذا لو يتحول الهامش إلى الأساس وفي “شواهد ليل” وبسينوغرافيا عجائبية دون التخلي عن الانسانية في الطرح وصلنا إلى هذا المستوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق