مجلة الفنون المسرحية
مسرحية "صفر، واحد" للمؤلف دحو فروج. تتألف من سبعة مشاهد، المشهد الثاني متكرر بأحداث مختلفة.
المسرحية تناسب الفئة العمرية من عمر 6- 12سنة.
شخصيات المسرحية : في المسرحية شخصيات إنسانية تمثلت بالطفلين فريد ونور، وهناك شخصيات تقنية.
الموضوع/ الحكاية : المسرحية تدور حول تقنية الحاسوب، ويبرز هدف المسرحية من خلال كلمة المؤلف: " مسرحية (صفر، واحد) تهدف إلى تعليم أساسيات الإعلام الآلي الذي سيكون حتما الطريق إلى المستقبل لكن بطريقة مسلية. معظم الأطفال يستخدمون جهاز الحاسوب لكن بطريقة سطحية من غير فهم القواعد الأساسية التي يمكن أن تفتح لهم مجلات عديدة تنمي طريقة تفكيرهم و تدفعهم إلى التعلم أكثر... لأن رجال الغد هم أطفال اليوم"
تكشف كلمة المؤلف عن مسرحية تعليمية مدرسية منهجية، وهي مسرحية علمية تبنى على وصف وماهية أساسيات الحاسوب.
والموضوع المطروح في نص صفر – واحد مهم، إذ يندرج في إطار العصر التقني، ويتحدث الموضوع عن أساسيات علم الحاسوب وأهميته، ليكون في خدمة الإنسان والمجتمع. والنص يدور حول ذكاء الإنسان، وكيف يستطيع استخدام التقنيات العلمية والحديثة، لتكون في خدمة البشر، وإن الإنسان هو من صنع العلم والتقنية، وهي عمليات ناتجة عن العقل البشري.
الموضوع/ مدرسي : مسرحية صفر، واحد مسرحية مدرسية منهجية، تسرد أحداثا مسرحية مطروحة في الكتب العلمية المنهجية، ويكثر في النص التأكيد على هذه الجزئية، ولا غرو بذلك، فالمسرحية تندرج في إطار مفهوم المسرح المدرسي. ونشير إلى جملة من الأمثلة التي وردت في النص، نور يوجه خطابه إلى فريد : " أعلم أني لا يجب أن أثق بك مرة أخرى.. لكن سأعطيك فرصة أخرى.. لأنك تحتاج مساعدتي وإلاّ سترسب في الدراسة ونهائيا هذه المرة.. ثم هذه ليست لعبة إنّه برنامج رائع للدراسة." هذا الوصف منهجي ومدرسي.
ومثل : " تعود الإنارة على غرفة نور من جديد ويظهر فريد مستلقيا على السرير ونور يجلس إلى جانبه ويقرأ له كتاب تعلم الإعلام الآلي." وهنا إشارة واضحة إلى الكتاب المنهجي.
ومثل قول المجهول : نور يعتقد أنّك لا تستطيع أن تشغل برامج الحاسوب كما يفعل هو بالألعاب وغيرها.. وأنا أستطيع أن أعلمك أشياء كثيرة عن الحاسوب.." ومثل قول المجهول: إنهم يطاردوني لأنهم يعرفون أني هنا.. أما أنت فلا أحد يعلم بوجودك هنا.. إذن من السّهل عليك أن تقوم بإدراج هذا الملف ضمن الملفات الموجهة إلى النّسخ للقرص الصلب.
فريد: و بعد ؟ ماذا سيحدث ؟ وما هو هذا الملف ؟ ومن هو القرص الصلب ؟ كل هذه الأسئلة المطروحة استفسارية حول ماهية الحاسوب، وهي أسئلة تعليمية.
ويستفسر فريد : ولكن ما هو الهدف من كل هذه البيانات وهذا العمل ؟
المعالج: سأخبرك عن ما له علاقة بك انت يا فريد حتى تفهم جيدا، الهدف هو مساعدتك في حياتك اليومية في الأعمال التي تحتاج منك وقتا وجهدا كبيرين داخل البيت أو خارجه.. وفي عدة مجالات كالعلم والتعلّم والإتصال وكذلك في المدرسة وفي مستقبلك المهني" وهنا سرد وظيفة التقنيات العصرية ومساعدتها للإنسان.
ومثل الرؤية المدرسية : "الروبوت: أنا محرك البحث.. أنا لا أؤذي أحدا.. عملي هو الإجابة على كل الأسئلة.. لدي كل المعلومات.. أعرف الكثير"
ومثل التوأمان رام : " نحن التوأمان رام من نوع DDR3 وظيفتنا هي تخزين البيانات مؤقتا.. ليفعلها المعالج.. وينفذها بأقصى سرعة ممكنة وكل هذا بفضلنا " رؤية تعليمية ومنهجية، وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي تشرح أساسيات الحاسوب، مثل المعالج، والقرص الصلب، وكرت الصوت، وشرطة الحماية، والفيروسات، ومثل استفسار فريد حول البيانات: ولكن ما هو الهدف من كل هذه البيانات وهذا العمل ؟
اللوحة الأم : يمكنك التعلّم بسهولة باستخدام الصوت والصورة وتخزين كم هائل من المعلومات بشتى اشكالها.
روبوت : رسومات أفلام فيديو وغيرها واسترجاعها بسرعة فائقة.
اللوحة الأم : وستجدنا مثلا في المستشفيات والمراكز العلاجية.. حيث تكون السرعة والدقة عاملا أساسيا في إنقاذ حياة الإنسان.. والبحوث المعقدة لإيجاد الأدوية للأمـ.......راض......." تعليمية منهجية، والمسرحية تنقل عن كتاب مدرسي.
مدرسية/ الخطاب التقريري : الفعل " يجب "، يبين عن رؤية إلزامية بعيدة عن الحوار والمجادلة: " فريد (مع نفسه) يجب أن أمنعه ". ولكن الحوار الذاتي رؤية جيدة، لأنه يمثل التأمل والتفكير، ولذا يفكر فريد باتخاذ رؤية مخالفة لما يقوم به تروجان، والعبارة التالية تؤكد كيفية تفكير فريد، عندما يقول: " تحرك يا روبوت من فضلك.. أنا أحتاج إلى مساعدتك.. أيها المعالج." في هذه الفقرة يطلب مساعدة الآخرين، وهذه رؤية حوارية.
مدرسية / وعظ : يقول نور: " أمي منعتني من استعمال الانترنيت إلى أن تتحسن نتائجي. "
ويوجه نور خطابه إلى فريد: "تقول هذا دائما ثم تعود مرة أخرى للمشاغبة في المدرسة.. وتستدرجني إلى المشاكل دائما.. ثم أنا سئمت من العقاب، انا لا أستطيع الخروج بسببك لمدة أسبوع ، أمي غاضبة مني.. لم تكن نتيجة الإمتحان السابقة كافية.. إذن إذهب من فضلك واتركني أقوم بواجباتي على الحاسوب.
فريد : لا يا نور.. هذه المرة سأتغير فعلا.. أعدك وأريدك أن تساعدني في الدراسة.. سندرس معا ونحصل على نتائج ممتازة.. هل أنت موافق؟"
هذه رؤية وعظية، وهي تبدو كرؤية وهدف للمسرحية، لتلقين الصغار الالتزام والاحترام والدراسة وحب العلم والمعرفة، وبالتالي يتأكد هذا بقول ر.ش.ح: أكيد.. كلنا بحاجة إلى المزيد من العلم".
الموضوع/ المضامين : النص يتضمن موضوعا علميا رئيسا، إذ يدور حول الحاسوب. وهناك مضامين أخرى في النص، تبين عن الرؤية الاجتماعية، وقد تكشف عن سلوك سلبي، ويبدو واضحا في المشهد الأول " يدخل فريد إلى غرفة صديقه نور وكعادته يبدأ في لمس أشيائه بدون إذن وبدون حذر.. لأنّه طفل غير مسؤول و مغرور.. وغيور من صديقه نور المنظم والنظيف والمتفوق." في هذا الوصف رؤية تعليمية، إذ يجدر بالإنسان أن يتحلى بالصفات الحميدة.
ومثل الرؤية الاجتماعية، التي تحث على المواجهة والمعرفة: "فريد: حقا ؟ أشرار؟ أنا خائف.
المجهول : كن شجاعا فلا داعي للخوف.. أنا أعرف المكان جيدا وسأريك أشياء رائعة لم تسمع بها من قبل.. فقط تعال واختبئ معي." والبعد الاجتماعي يدعو إلى مقاومة الشر ومواجهته، لتستقيم الحياة الإنسانية. وفيما بعد، سنعرف أن المجهول هو الشر، إذ يقول: لقد تعلمت الكثير منذ آخر لقاءاتنا، حسنا تريد ان تعرف من أنا ؟ أنا تروجان.. نوع من أنواع الفيروسات القوية الفتّاكة.. وانت قد ساعدتني لكي نسيطر على هذا النظام...
فريد: لقد خدعتني ايها الكاذب ، قلت لي أنهم أشرار وصدقتك " الكذب والخداع والشر صفات سلبية في المجتمع الإنساني.
ومن الرؤية الاجتماعية الحوار بين فريد والمجهول : " فريد: هل تعني ان لكم نادي أصدقاء وهل سأكون منه ؟
المجهول : بالطبع أنت معنا" الصداقة قيمة إنسانية وتعاونية، ولكن المجهول عضو في نادي الفيروسات، والتي تسبب الضرر للبرامج والتقنيات. وإذا ما كانت الصداقة قيمة إنسانية اجتماعية، فالبعد عن الشر قيمة إنسانية اجتماعية أيضا، وفي النص يبدو بقول فريد: " لا أنا لست مثلكم ، لست مثلكم "
ومن الرؤية الاجتماعية/ قيمة العلم: " فريد: ولكن ما هو الهدف من كل هذه البيانات وهذا العمل ؟
المعالج : سأخبرك عن ما له علاقة بك انت يا فريد حتى تفهم جيدا، الهدف هو مساعدتك في حياتك اليومية في الأعمال التي تحتاج منك وقتا وجهدا كبيرين داخل البيت أو خارجه.. وفي عدة مجالات كالعلم والتعلّم والإتصال وكذلك في المدرسة وفي مستقبلك المهني.
اللوحة الأم : يمكنك التعلّم بسهولة باستخدام الصوت والصورة وتخزين كم هائل من المعلومات بشتى اشكالها.
روبوت : رسومات أفلام فيديو وغيرها واسترجاعها بسرعة فائقة.
اللوحة الأم : وستجدنا مثلا في المستشفيات والمراكز العلاجية.. حيث تكون السرعة والدقة عاملا أساسيا في إنقاذ حياة الإنسان.. والبحوث المعقدة لإيجاد الأدوية للأمـ.......راض......." هذه الرؤية تكشف عن قيمة العلم والمعرفة، والعلم يبني المجتمع، ويخدم الإنسان.
ومن الرؤية الاجتماعية/ تقديم المساعدة: "ر.ش.ح: انتظرا سأفحص نظامكما....(يقوم بذلك) حسنا.. استعدا الطبيب قادم لفحصكما وداعا " الاعتلال حالة مرضية تحتاج إلى المساعدة.
والابتعاد عن الأذى رؤية اجتماعية: " فريد يخاطب الفيروس تروجان: " أنت في قبضتي الآن... لن أسمح لك بإيذاء أصدقائي"
ومن الرؤية الاجتماعية تعزيز الثقة : " كرت الشاشة: شكرا يا فريد أنت حقا شجاع لقد أنقذتنا أنت بطلنا" للثقة أبعاد مجتمعية ونفسية، إذ توثق أواصر المحبة في المجتمع.
ومن الرؤية السلبية الانتقام، ويقول القرصان (منتقم101) : أنا لا أعرفه.. كل ما أريده هو الإنتقام فقط
فريد : الإنتقام ممن ؟
القرصان (منتقم101): من كل من أهملوني وإحتقروا مستواي في البرمجة العلمية للحاسوب.. وكلكم ستدفعون الثمن الآن " هذه الرؤية السلبية تفسد المجتمع، ولكن الثقة بالنفس تبني المجتمع.
ومن الرؤية الاجتماعية : " لن أحكم على شخص أبدا ما دمت لا أعرفه.. ولن أتهور ثانية.. لقد كنت مغرورا.. كنت غبيا." هذه الرؤية تبين عن احترام الآخرين وتقديرهم.
وتتمثل الرؤية الاجتماعية بقول فريد: انتظر يا نور، يجب أن ننظف غرفتك قبل ذلك.. هيا صديقي." الحث على النظافة كحالة اجتماعية صحية، وقد وصف فريد بالإهمال.
***
اللغة : واللغة من بنيات النص المسرحي، والطفل يحتاج إلى لغة جميلة تؤدي وظيفة معرفية؛ لأن اللغة الجميلة تثري قاموس الطفل، وهذا بالتالي هدف تعليمي.
في النص المسرحي "صفر، واحد" كثرت الأخطاء اللغوية، كضبط كتابة الكلمة مثل : خطئ، إنتظر، إلاهي، الإمتحان، ارجوك، إفعل، إسمي، اياه، إرجع، تعالى، انا ، اين ، ان : وردت في فقرة واحدة " انا سعيد جدا.. ترى اين يمكن ان يكون ؟ " وتكتب مضبوطة في تعبير آخر، وهذا يدل على الاضطراب.
ومثل قول فريد : ما معنى هذا؟ أنا لا أفهم شيء ، هلا شرحت لي من فضلك؟
"ويقول أنه ليس جائع مما يحير الجميع".
تروجان : لا تستطيع فأنت لا تعرف شيء ورئيسنا مبرمج ماهر.
المعالج : ( يحاول أن يقول شيء لفريد بصوت تعب).
" يلمس شيء غريب... "
"يذهبان إلى القرص الصلب فيجدونه جامدا ".
(تقل سرعته في الكلام و يكرر نفس الكلمة)
"يقوم رئيس شرطة الحماية بوصل خيطه الضوئي فيبدأ التحويل ونرى أضواء تتحرك بداخله وينتهي من ذلك وفي نفس الوقت نرى صور على الشاشة لما يحدث ثم تظهر اللوحة الأم" . وعلامات الترقيم غير موجودةأيضا.
فريد : أين أنا ؟ ماذا حدث؟ ما هته الأشياء الغريبة ؟
"نحن في أمان الآن بفضل مساعد فريد لنا"
استخدام كلمات أجنبية كتبت بحروف عربية: جيروفار، البيوز. والنص المسرحي عربي، ويفترض أن يكون باللغة العربية الفصحى، وخاصة أنه موجه للأطفال، الذين نرغب أن يتذوقوا لغتهم.
المجهول : أنت فضولي وهذا يدل على ذكائك.. واستطيع أن أثبت لك ذلك ؟ ليست هذه المقولة مقدسة؟
تكرار في ترتيب المشاهد، كما في المشهد الثاني المكرر، هناك مشهدان للمشهد الثاني : أحدهما يبدأ بـ " يسمع صوت فريد... " والثاني يبدأ بـ " تظهر أضواء متحركة..."
علامات الترقيم مفقودة: " يسمع صوت فريد الذي وجد نفسه في عالم غريب مليء بالأضواء والأشياء الغريبة يخاف يكاد يبكي يحادثه المجهول الذي يختبئ وراء شكل من الأشكال الغريبة ويظهر رأسه ويكلّمه ." فقرة طويلة من دون الاهتمام بعلامات الترقيم.
ومثل : " ينظر فريد إلى المخلوق ويتبعه ليرى من اين يأتي بالملفات فيكتشف اين تنقل الملفات من وحدات التخزين المتعددة فيفكر في خطة ثم يهم بالقيام بها.. يبحث عن وقت غفلة ويكاد يفعل حتى يسمع صوت صفارات الإنذار مجددا فيخاف ويختبئ وينتظر حتى يغادر الحراس المكان ويضعه ويفر سعيدا بما أنجز بحثا عن المجهول ليخبره بنجاحه."
ومثل : " في طريقهما إلى المعالج ينتبهون إلى القرص الصلب في يده الملفات التي أعطاها إياه موزع البريد لكن ينظر إليها ويظهر عليه البطء ويقول أنه ليس جائع مما يحير الجميع."
والحوار التالي لا يحفل بعلامات الترقيم: " فريد: نعم
المجهول : لا أعتقد أن لديك الشجاعة الكافية
فريد : بل أنا شجاع.. فقط قل لي وسأثبت لك ذلك
المجهول : حسنا إذن لكي تثبت لي ذلك.. عليك أن تقوم بمهمة صغيرة" لا توضع النقطة بعد نهاية الجملة.
ومثل : " يقوم رئيس شرطة الحماية بوصل خيطه الضوئي فيبدأ التحويل ونرى أضواء تتحرك بداخله وينتهي من ذلك وفي نفس الوقت نرى صور على الشاشة لما يحدث ثم تظهر اللوحة الأم "
ويصبح النص متعبا للمتلقي؛ لأن علامات الترقيم تقوم بتنظيم الفقرة، وتبين عن جماليات النص واللغة، وتقلل من اختناق صوت المتلقي.
تعبير فوق مستوى الطفل فريد : " فريد: فقط من أجل السيطرة يريد تدمير هذه العائلة التي تعمل من أجل راحتنا نحن البشر؟
ومثل قول فريد : " الشر لا يثبت شيئا صدقني " عبارة فوق مستوى لسان الطفل فريد، وهي بحاجة لخبرة وتجربة في الحياة.
***
الأحداث : أحداث المسرحية تدور حول الحاسوب، وتبدأ المسرحية بطرح الموضوع مباشرة، ومن خلال الشخصيات المسرحية، ويصورها النص كحالة حلم في نهاية المسرحية، ولكن الأحداث تسرد قصة التقنيات الحاسوبية، والتي تمثلت برؤيتين: إحداهما تريد تخريب مكونات الحاسوب وبرامجه، وهنا يشار إلى الفيروسات، والأخرى تريد أن تجعل الحاسوب خادما للبشرية، وذلك من خلال استخداماته المتعددة في كل مجالات الحياة الإنسانية. وبالتالي، تفوز رؤية الباحثين عن بناء المجتمع، ويكون ذلك من خلال التحدي ومقاومة الشر، ويضحك الجميع. والأحداث تكشف بصورة جلية عن القيمة التعليمية والمنهجية في النص.
الحدث يكشف عن شخصية فريد الفضولي، ولذا يتعاون مع الفيروس، لتخريب النظام من دون معرفة ما يقوم به، وهذا الفضول يفصح عنه الفيروس تروجان، وهو يوجه خطابه إلى فريد: انا لم اجبرك على فعل اي شيء ضد رغبتك.. لقد ساعدتني لأنك كنت تريد ذلك.. "
والحدث يكشف عن شخصية فريد بعد أن يكتشف خداع الفيروس، فيهب لمساعدة المعالج : فهمت فهمت.. يجب أن أجد شرطة الحماية شكرا أيها المعالج... يمضي فريد للبحث عن شرطة الحماية"
الأحداث/ التشويق : نجد التشويق من خلال الحوار بين فريد ونور، وهما يتحدثان عن تقنية الحاسوب " نور: هذه ليست لعبة إنّه برنامج رائع للدراسة.
فريد : دراسة؟ اووو أنا لا أريد أن أدرس الآن.. مازال الوقت مبكرا.. هيا أخرج لنا لعبة القتال لكي نتسلّى.
نور : لا... أنا أحب هذا البرنامج وأجده مسليا.
فريد : كيف يمكن أن تكون الدراسة مسلية ؟ الجميع يعلم أن هذا مستحيل.
نور : أتعتقد ذلك حقا ؟ حسنا أنظر كيف يمكنني أن أتسلى...اووو لا....
فريد : ماذا... ما هذا؟
نور : إنه برنامج الحماية.. يخبرني أنه لا يستطيع القيام بتحديث.. أترى ماذا يحدث بسببك؟ أمي منعتني من استعمال الانترنيت إلى أن تتحسن نتائجي.
يقوم فريد بلمس الحاسوب ليفهم البرنامج لكنه يفشل فيحاول مرة أخرى فيفشل ثانية فيضرب الجهاز من كل الجوانب حتى يسمع صوتا من الحاسوب."
و" يمضي فريد للبحث عن شرطة الحماية" إن المتلقي ينتظر ماذا سيحدث فيما بعد.
ويكون التشويق باتخاذ قرار التحدي والمواجهة، يقول فريد: " يجب أن أوقف هذا، تحرك يا روبوت من فضلك.. أنا أحتاج إلى مساعدتك.. أيها المعالج."
في هذه العبارة يتحدى فريد الفايروس تروجان، لإعادة نظام الحاسوب، والذي دخلته بيانات تخريبية، والمتلقي يتابع ما سيحدث فيما بعد، والنص يترابط بالتشويق والحوار المدرسي المتتابع.
***
بناء المشهد : البناء المشهدي يتواءم مع الحدث المسرحي " تظهر أضواء متحركة بتسلسل و ملفات منظمة و موزعو البريد يعملون ، تظهر شاشة في أعلى الخشبة و تكلمهم كرت الشاشة" المشهد يتواءم مع طبيعة الحدث تماما، وهو يكشف عن إعادة نظام الحاسوب، ليشتغل بحالة جيدة.
ومن بناء المشهد المتطابق مع حال الشخصية: تعود الإنارة على غرفة نور من جديد ويظهر فريد مستلقيا على السرير ونور يجلس إلى جانبه ويقرأ له كتاب تعلم الإعلام الآلي." إن المشهد يؤكد أن فريد كان في غيبوبة، بعدما قام بضرب جهاز الحاسوب.
ومن بناء المشهد "يسمع صوت فريد الذي وجد نفسه في عالم غريب مليء بالأضواء والأشياء الغريبة يخاف يكاد يبكي يحادثه المجهول الذي يختبئ وراء شكل من الأشكال الغريبة ويظهر رأسه ويكلّمه." هذا المشهد يعبر عن الحالة النفسية لفريد، ويبين المشهد أن الشر يبدو بحالة غريبة ومفزعة، وهنا الإشارة إلى الفيروسات، وخوف فريد يتأتى من رؤية أشياء غريبة لم يكن يعرفها.
بناء المشهد/ الخلل : " يحس فريد بارتفاع درجة الحرارة عند الاقتراب منه ويلاحظ أن مروحته لا تعمل و هو في حالة تعب ويتكلم ببطء" هناك خلل في هذا المشهد، فالحديث عن الاقتراب، ولكن لا نعرف مما؟ وهذا المشهد جديد. والمشهد فضاء تشكل الحدث، ويمثل رؤية توضيحية لمجريات الحدث الذي تفعله الشخصيات. والخلل ببناء المشهد يسبب تشتتا للمتلقي، وهذا يؤثر سلبا على فهم المتلقي ومتابعته للأحداث.
بناء المشهد/ الموسيقى : وفي النص تبدو الموسيقى تعبر عن الحالة النفسية للشخصية" يملي المجهول على فريد الأوامر التي يريده أن يدخلها فيفعل.. تسمع موسيقى غريبة ثم إظلام على الخشبة. " الموسيقى الغريبة توحي بالشر، وهذا المجهول فيروس يدمر برامج الحاسوب.
بناء المشهد في مسرحية " صفر، واحد "، يتحدث عن كيفية الفهم والتقبل، وتمضي المسرحية، لتؤكد أن الأفضلية تبقى بما يترسب في المجتمع كثقافة عملية ، تسيِّر بنى المجتمع الإنساني، وتبقى الرؤية السلبية كنزعة تدميرية، لكنها تواجه باستدعاء رؤية الإنسان الحضارية، والتي تبني المجتمع الأفضل.
***
الشخصيات : الشخصية الطفلية تأخذ دورا مهما في النص، ولها تشارك حواري، وخاصة شخصية فريد، وهو يتواجد في كل النص المسرحي. وشخصية فريد في النص المسرحي شخصية متحولة، وليست نمطية. فقد لعبت شخصية فريد دورا رئيسا في النص المسرحي، ويترك حضوره تأثرا وتأثيرا لدى المتلقي، والشخصيات التقنية الأخرى أدت أدوارها كحالة تلقينية تحفظ الدرس عن ظهر قلب، لتتمثل المسرحية بتأدية أدوار الشخصية المرسومة لها. ولكن، نجد خللا في خطاب المسرحية، كما في قول كارت الصوت: " صحيح شكرا لك مرحبا ايها الصديق ؟ كيف نظامك ؟" لا يعرف المتلقي لمن يوجه خطاب كارت الصوت، وحوار الشخصية يشير إلى شخصية المخاطب، والمخاطب فريد، ولكن ليس من مسؤولية المتلقي في النص المسرحي - وهو خطاب مباشر- أن يخمّن لمن يوجَه الخطاب، وفي النص المسرحي تبدو الشخصيات واضحة وموجودة في الحوار، وهي تنتظر دورها أيضا. وهذا يتكرر كما يقول القرص الصلب : " صحيح وسريع كل شيء على ما يرام.. شكرا.. لكن لازلت جائعا، مرحبا.. أنا القرص الصلب.. كيف نظامك ؟" ويتكرر إغفال الإشارة مرة أخرى، والقرص الصلب يوجه السؤال الى فريد.
وفي نص مسرحية صفر، واحد، نجد وصفا من دون ذكر الشخصية، ويفضل أن تذكر الشخصية ثم توصف: "نرى نفس المخلوق يحضر الملفات للقرص الصلب ينظر إليه بغرابة لبرهة حتى نعتقد أنّه لن يفعل ثم يلتهمه مع باقي الملفات فريد مختبئ يراقبه " ونحن نفترض وجود شخصية حوارية في النص، ثم يأتي بعد الشخصية الوصف، لأن لوصف الشخصية دلالة ومعنى في الحدث المسرحي.
ومثل : " يظهر المعالج فوقه مروحة موصولة به يكلم الجميع بسرعة فائقة وبنفس الوقت يسمع صوت غريب لا يفهم." هذا وصف للشخصية، ويفترض أن تذكر ثم توصف أو تقول، أو توصف وتقول. وما قبل هذه العبارة ذكرت الشخصية ثم وصفت بشكل جيد: " فريد:...(يسرح قليلا ثم يلحق بالروبوت)"
ومثل: " يحس فريد بارتفاع درجة الحرارة عند الاقتراب منه ويلاحظ أن مروحته لا تعمل وهو في حالة تعب ويتكلم ببطء" الفقرة بداية مشهد، والمتلقي لا يعرف المخاطَب، والمشهد السابق انتهى أصلا، وكان يفترض أن يشار إلى المعالج.
وبعدما يجيب نور أمه، يقول : " إذا كسرت شيئا آخر في غرفتي أعدك أنك لن تضع قدمك فيها مجددا." هذا الخطاب موجه لفريد، ولكن من دون الإشارة إلى شخصية المخاطب، لأن هناك انقطاعا في الحوار أصلا.
والأم سارة تظهر في المسرحية أو يسمع صوتها كشخصية مسرحية، لم يشار إليها عندما ذكرت الشخصيات المسرحية، ومنحت اسمين" الأم وسارة "! لماذا لم يكتف بذكر الأم من دون سارة، أهناك أم أخرى؟ لا توجد في النص إشارة إلى أم أخرى كشخصية مسرحية حوارية. والنص المسرحي يتمتع بالدقة ويبتعد عن الاضطراب. وبالتالي، فلا داعي لوجود شخصية الأم سارة، وتبدو في النص شخصية زائدة ، والمسرح ينأى عن الفضلة.
الشخصيات/ التحول : ويتمثل بشخصية فريد الذي يتحول من الفضول – بعدما يقع فريسة سهلة بيد الفيروس تروجان – إلى مساعدة الآخرين بإعادة النظام إلى طبيعته، ويشارك بمقاومة الفيروسات، ويلقي القبض على الفيروس تروجان : أنت في قبضتي الآن... لن أسمح لك بإيذاء أصدقائي.
ر.ش.ح : شكرا يا فريد
فريد : لقد إنتهى كل شيء والكل في أمان الآن
كرت الشاشة : شكرا يا فريد لقد أنقذتنا أنت بطلنا
فريد : كل هذا بفضلكم جميعا يا أصدقائي شكرا لكم على ثقتكم بي فأنا من ورّطكم بهذا"
وفريد يؤكد هذا التحول إذ يقول : " لا يا نور.. هذه المرة سأتغير فعلا.."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق