تصنيفات مسرحية

الخميس، 11 يناير 2018

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، اسماعيل عبد الله، في افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي. تونس

مجلة الفنون المسرحية

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، اسماعيل عبد الله، في افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي. تونس.
".. نكرم اللواتي والذين بذلوا للمسرح حنطة أرواحهم، وخمير خبرتهم، ليكون مسرحهم خبزاً على موائد البسطاء".
" فدقوا دقات الحياة الثلاث وانطلقوا.. هذي الحياة لكم، وهذا مهرجانكم، المسرح مسرحكم"

معالي وزير الشؤون الثقافية د. محمد زين العابدين.
أصحاب المعالي السعادة..
أصحاب المقام من فنانات وفناني المسرح الذين حضروا هنا والذين يتابعون الحدث أينما كانوا
أصحاب المقام الرفيع، جمهورَ المسرح في تونس وفي كل أنحاء المعمورة الذين يتابعوننا من خلال البث المباشر.
مساؤكم مسرح وحياة ومحبة وحرية، جمال وخيال وأمل. مساؤكم مشموم ياسمين تونسي عطر كأرواحكم.
اسمحوا لي بداية أن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، ومعها كل التهاني لكم باليوم العربي للمسرح وانعقاد الدورة العاشرة، وهو الذي تابع كل تفاصيل التحضير بفرح، كما يتابع كعادته كل المجريات، وكل ما سيبدعه جمعكم المبارك، فلا شيء يسعد روحه كمسرحي، كما يسعدها جمال المسرح.
هذا حجيج للمسرح العربي الجديد، حجيج لتونس، حجيج العشاق لأجملِ المواعيد، وفي اليوم العربي للمسرح، هنا، خير موعد، نوقد له مشاعل القلب ويعلو لسدته النشيد، فالليلة تتلو قامة من قامات المسرح العربي رسالتها، إنه الفنان والكاتب العربي السوري الكبير فرحان بلبل، لينضم إلى قافلة من كتبوا الرسائل السابقة، وليسطر بنور بصيرته صفحة جديدة من تراتيل المكتوين بنار التجربة، المتطهرين بنورها.
ما بين العاشر من يناير عام 2008، والعاشر من يناير 2018، تبدو السنون أكثر من عددها، وأقصر من الطموح، وما كان لذلك أن يكون لولا مساعيكم، فهذا البيت الذي أراده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بيتاً لكل المسرحيين العرب، بيتكم، وصدر البيت لكم، بإرادتكم وعملكم، وإذ يعلوا هذا الصرح فإنما يعلو بكم، وإذ يشع نوراً، فهذا نوركم، وإذ يقول للغد نحن قادمون لمسرح جديد ومتجدد، فإنما هو قولكم فالكلمة كلمتكم.
بكم لم يعد هذا الحدث مهرجاناً كما توحي به مفردة المهرجان، صار مؤتمراً، فيه تتباحثون، تقررون مدارات ومسارات، تولد فيه الرؤى والنصوص، تتناسج فيه المعارف، وتنسج غلالة الصباح القادم، هنا لا يغمض جفن إلا على حلم، ولا تتفتح عين إلا على أمل، هنا العملُ، والمسرح الأجملُ.
لا بد اليوم من توجيه الشكر، للشريك الذي لم يألُ جهداً من أجل إنجاح هذه الدورة، وزارةِ الشؤون الثقافية في الجمهورية التونسية، ممثلة بوزيرها الفنان د. محمد زين العابدين، وكلِ الذين عملوا معه ومعنا منذ أكتوبر 2016 وصولاً إلى هذه اللحظة، الذين سهروا وعملوا، الذين زادونا إيماناً بمشروعنا، ولا بد من شكر العديد من المؤسسات والشخصيات على امتداد الأرض التونسية، الذين فتحوا آفاقاً جديدة للتعاون الذي لن يتوقف عند انتهاء المهرجان، بل يمتد مع كل نَفَسٍ مسرحيِ صاعد إلى ذرى العطاء.
هنا وفي عاشرة المهرجان، ينبض المشهد بدقات القلوب، تنفتح ستائر الروح، وتتوهج أنوار العيون، ونرفع راية السيد النبيل المسرح، لنعلن أن الحياة تزهو هنا، وتمضي للإمام من هنا ، كجدول ماء يشق شريعته، يسقي ويروي تربته ويستنبت الزهر على حوافه، هذا هو مسرحنا، وهنا مداه الجديد في تونس الخضراء.
الليلة نكرم عشرة من اللواتي والذين بذلوا للمسرح في تونس والوطن العربي حنطة أرواحهم، وخمير خبرتهم، ليكون مسرحهم خبزاً على موائد البسطاء، كفرح العيد، الليلة يبادلهم المسرح العربي وفاءً بوفاء، هذه الكوكبة التي اختارتها وزارة الشؤون الثقافية مشكورة، نقف اليوم أمام سيداتها وسادتها بكل التقدير، وكأنما بتكريمهم، نكرم جيلاً كاملاً من المسرحيين في تونس، جيلاً ناضل وليس له مبتغى سوى وجه المسرح واضح القسمات، بيّن النظرات، فصيحَ العبارات والصور، فكان. فكم نحتاج من تكريمٍ لنفي من رحل منهم ومن بقي على قيد الإبداع حقه؟ فها نحن في بلد محمد العقربي، علي بن عياد، وفضيلة خيتمي، سمير العيادي، والمنصف السويسي، وعبد الله رواشد، ورجاء بن عمار، والهادي الزغلامي، وعز الدين قنون، وسعيدة السراي، محسن بن عبد الله، محفوظ سليم، حاتم الغانمي، الحبيب بولعراس، عبد المجيد الأكحل، ، الطيب الوسلاتي، محمد المحظي، منية الورتاني، ويحيى يحيى.
الليلة نقف في حضرة الذين ما زالوا على سروج خيلهم، من منى نور الدين وزهيرة بن عمار وجليلة بكار ولطيفة القفصي، وناجية الورغي، وليلى الشابي، وفاطمة بن سعيدان، فاضل الجعايبي وتوفيق الجبالي ومحمد إدريس وعيسى حراث وعبد القادر مقداد، وعز الدين المدني، البشير الدريسي ورجاء فرحات وعبد العزيز المحرزي، والفاضل الجزيري، ولن يكفي المقام لذكر العشرات ممن يستحقون الذكر من سيدات وسادة المسرح، لكن دعوني استحضر روح محمود المسعدي لتطل على هذا المشهد الذي يتجسد بحضوركم في الصالة وعلى الخشبة، أنتم يا شباب المسرح التونسي والعربي، يا غدنا وموعدنا..
يا صاحب السُدِ، سلاماً لروحك من مسرحيين شبابا هنا، وعوا قولك، وعرفوا الذئاب التي تلبست دماء البشر فاعارتهم وحشة وظمأ وجوعاً وأنبتت بافواههم أنيابا حديداً، فراحوا ينزفون عطر أرواحهم على منصات المسارح ومطارح الإبداع، يروون ظمأ الإنسان للجمال، وجوعه للحق، فتيةٌ لا يفسدون ولا يهدمون، بل يرتُقون جراح البسطاء بمراهم الحكمة، فتيةٌ معاولٌ للبناء في زمن الخراب، فسلاماً لروحك فيهم يا محمود المسعدي .
هذا قد أُذن للمسرح من هنا...
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر 
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
أولم يقل شابيُ تونس ذلك؟ 
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ.
فدقوا دقات الحياة الثلاث وانطلقوا.. هذي الحياة لكم، وهذا مهرجانكم، المسرح مسرحكم، عشتم وعاش المسرح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق