تصنيفات مسرحية

الاثنين، 1 يناير 2018

صدر حديثا.. “الدراماتورجيا الجديدة دراسات وبحوث مسرحية”.. من تأليف نخبة من المسرحيين تأليف أ.د. خالد أمين د. محمد سيف د. عمر فرتات د. وسام مهدي وتقديم أ. د. عقيل مهدي يوسف

مجلة الفنون المسرحية

صدر حديثا.. “الدراماتورجيا الجديدة دراسات وبحوث مسرحية”.. من تأليف نخبة من المسرحيين تأليف أ.د. خالد أمين د. محمد سيف د. عمر فرتات د. وسام مهدي وتقديم أ. د. عقيل مهدي يوسف

ليس “الدراماتوج” بطلاً اسطورياً يرى كل شيء، وكان وظيفته باقية منعزلة عن الحياة، ومنفصلة عن تحولات المسرح فيها، إذ تدلّنا التنظيرات الجمالية “للدراماتولوجية” على خلاف ذلك الاختلاف مناهجها، وأساليب تفكيرها، وديمومة تطورها” سواء كانت تخص تأليف النص الدرامي بوصفه جوهراً متحكماً بتجلّياتها الظاهرية، أو اشتراع منظور مستقبلي للعرض، يقدّم مقترحاته، النظرية والتطبيقية، بالتفاعل مع المخرج وكادره الفني، أو بخلق تحضيرات بصرية، وفكرية وسمعية وأسئلة تنشّط من عملية الفرجة، الخاصة بالمتفرجين.
(فالآمر الجمالي)، كما (الآمر الأخلاقي) لدى (كانط)، يقرن السماء المرصعّة بالنجوم، بداخل خطاب القيم الفاضلة التي تحرّك الكينونة البشرية، لدى الفرد، والجماعة أي كما يتراسل العرض المسرحي، بإطلاق لشفراته الفنية، بغرض أن يفككها المتلقي بدوره، ويعيد تفسيرها، وتأويلها وهو يبتكر منها لنفسه عرضاً جمالياً، خاصّاً به. كتاب (الدراماتورجية الجديدة) الممثَّل بنخبة من الاساتذة الاكاديميين، يجسّر علاقة ما بين العقل العربي، في مغربه ومشرقه، مع العقل الفرنسي، بامتداداته العالمية، في فضاء المسرح، الفسيح الارجاء.
وكلّ ما تصدى له الدكتور محمد سيف، سواء ما يخصّ الجذور الأولى (للدراماتورجيا) منذ أرسطو، أو ليسنغ، تراه متكاملاً في منهجه مع المباحث التي يقدمها الأستاذ الدكتور خالد أمين، مع منظورات أكاديمية؛ للدكتور عمر فرتات، والدكتور وسام مهدي، وكل منهم، جعل من (الدراماتورجيا) مشكلة مركزية في اطروحة الكتاب، الموسومة؛ (الدراماتورجيا الجديدة)، وهو ينّم عن سعة إطلاع، وتمحيص ميداني، لتجارب مخرجين عرب، تتفاوت مرجعياتهم الابداعية، مع مبتكرات اخراجية غربية، وتناقش قضايا انثروبولوجية، وتاريخية، حتى ظاهريات ما بعد الحداثة.
تخطّى فهم الدراماتورجيا الحدود بين الشعوب كافة بوساطة المسرح. وسيقارب – القارئ الكريم- مديات الجهد التنظيري في الكتاب، وحلقات تسلسله الفكري، الذي سيوفر له، مصدراً ثميناً، منذ (اورجانون) الآلة المنطقية عند ارسطو، وصولاً إلى تحجيم الفضاء المسرحي، بتوظيف غاز الهليوم! ومن الارستقراطية الأثينية للمسرح بتمركزاتها الرئيسية، وامتداداتها عبر شكسبير، وكورني وراسين ومولير (…)
وحتى رقصة (الهوب هوب) وهي المعبرّة عن هامشيتها عن المقهورين، والمعدمين المقصيين، بتوظيف الحركة القائمة بذاتها، بعيداً عن قداسة الحوار الدرامي الرفيع، بل بالبارادوكس القائم بين الحرية والقمع! إن أوجه الدراماتورجيا التي رسمها المؤلفون، تطرح في الكتاب –بدراية فائقة- جماليات المسرح وتجمع بأساليب مقارنة، ما بين السيمياء، والبنيوية، والتفكيك، وطرائق التلقي، بأدلة إنموذجية لمخرجين، ومنظرين كبار، يصعب أن يجتمعوا في كتاب، كما اجتمعوا عبر صفحات هذا الكتاب، الذي يقترح منهجية راسخة تقنع كل متمرس في الدراما وفنون العرض، وتلهم أجيالاً قادمةٌ أيضاً، على التمكن المعرفي والاجرائي من (الدراماتورجيا الجديدة) لمسرح ما بعد الحداثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق