تصنيفات مسرحية

الجمعة، 12 يناير 2018

قراءة في كتاب "تداخل جماليات الرمز للشخصيه الساميه بين النص الدرامي والقرأن الكريم " تأليف د. عزيز جبر يوسف

مجلة الفنون المسرحية



د. سعدي صبيح سعد

عرض الكتاب  ((. يحتوي الكتاب على (146) صفحةً بالحجم الكبير، ولقد صدر من دار المرتضى، في بغداد، /العراق
     لقد أهتمت دراسات كثيرة بدراسة الشخصية كونها عنصر أساسي في البناء الدرامي ﻭدورها في التأثير على المتلقي بالشكل و المضمون.
فالشخصية الدرامية تظهر من خلال بنية الأحداث عبر شبكة من المكونات الفكرية، ﻭالتاريخية، ﻭالاجتماعية، ﻭالنفسية. فالشخصية تتحرك أفقيا ﻭعموديا من خلال بنية الأحداث والمحيط البيئي الذي يفرضه الواقع المعاش للشخصية، وهذا يخلق علاقة ارتباط وتباعد بين الشخصية، ﻭالبيئة ﻭالمجتمع، ﻭذلك محدد بالعناصر الفكرية، ﻭالتاريخية، ﻭالاجتماعية، ﻭالنفسية.
ﻭهذا كلام عام ينطبق على كل شخصية في النص الدرامي أو القرآني، ولكن الجديد في هذا البحث موضوعه الجديد حيث أهتم بالشخصية الثانوية التي لم تنال حقها في الدراسة والبحث من قبل المتخصصين.
     لقد أهتم المؤلف بنصوص قرآنية ﻭدرامية لها صلة مباشرة بطبيعة الشخصية الثانوية التي يعتقد المؤلف بانها سامية ﻭمؤثرة في البناء الدرامي وحاول ايجاد مقومات معياريه لتقويمها وسلط الضوء على اثرها المباشر وغير المباشر على الشخصيه الرئيسيه , ﻭفي المواقف الحقيقية للشخصية الرئيسية، ﻭهي بذلك تكون متعددة الأساليب والاتجاهات نثراً وشعراً. على هذا أقتصر البحث على:
1 - النص القرآني حيث أهمية دﻭر الشخصية الثانية في بعض سور القرآن ﮐسورة (النساء) التي فيها (النبي إبراهيم ع) شخصية رئيسية، أما الشخصية الثانوية فهي (النبي إسماعيل ع). أما في سورة (الكهف) ففيها (النبي موسى ع) شخصية رئيسية، أما الشخصية الثانوية فهي العبد الصالح (الخضر ع). الشخصيتان الثانيتان في كلتا السورتين معروف دورهما وتأثيرهما من خلال النص القرآني المعروف من قبل أكثر القراء.
2 – أما في المسرح فأختار المؤلف مسرحية (الحر الرياحي) للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، حيث أن (الحر الرياحي) هي الشخصية الرئيسية، ولكن (هاجس الحر الرياحي) هو الشخصية الثانوية، فالهاجس لعب دوراً حيوياً، وسامياً، ومؤثراً في نمو، وتفاعل مواقف شخصية (الحر الرياحي)، بسموها ونقاؤها، على الرغم من أن (الحر) كان رجلا لا تعنيه مسألة البيعة (ليزيد)، ولا الخلافات التي طرفيها (الحسين ع) و(يزيد)، أﻭ (الحسين ع) و(أبن زياد)، فهو رجل وضع نفسه خارج الصراعات السياسية، وبالتالي لن يتأخر فيما يمليه عليه عقله في الوقوف مع الحق.
كذلك أختار المؤلف شخوص ثانوية من مسرح وليم شكسبير(الملك لير وهاملت) و للكاتب سوفوكلس مسرحية (انتيكونا).
كان واضحا ان الرمز الجمالي في النص القرأني والدراما من خلال (مروره على قميص يوسف على عين النبي يعقوب ..فيما يربط المؤلف ايضا بين ( ثيمة المنديل) في مسرحية عطيل لشكسبير ,والكتاب زاخر بمثل هذه الثنائيات الموحيه ل اهمية الشخصيه الثانويه الساميه واثرها على الشخصيه الرئيسيه .
     لقد أعتمد المؤلف على (107) من المصادر والمراجع، لتعزيز هذا البحث أكاديمياً. و الكتاب يُعدّ أضافة جديدة وقيمة للمكتبة العربية لما أحتواه وما طرحه من أفكار.ويستحق القراءة  والاهتمام من ذوي الاختصاص الفني والمؤسسات الدينيه ايضا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق