تصنيفات مسرحية

الأربعاء، 7 فبراير 2018

المخرجة ليلى كلير ربيع تعرض في باريس مسرحية عن "حوليات ثورة يتيمة " في سوريا

مجلة الفنون المسرحية


(أ ف ب)

 باريس: على شاشة كبيرة، تمر صور متلاحقة للتظاهرات سرعان ما تتحول مبهمة، على غرار صورة الثورة السورية في الذاكرة الجماعية. الا ان ليلى-كلير ربيع تطمح للحؤول دون هذا النسيان من خلال عرض تقدمه قرب باريس بعنوان “حوليات ثورة يتيمة”.

وتقول المخرجة التي تقدم مسرحيتها في بوبينيي شمال باريس حتى العاشر من شباط/فبراير في حديث مع وكالة فرانس برس “بدا لي من الضروري للغاية التذكير ببدايات الثورة السورية مع تحول النزاع أكثر فأكثر الى نزاع اقليمي”.

بعد سبع سنوات على خروج تظاهرات سلمية مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ما لبث ان قمعها بالقوة، شهد النزاع المدمر في سوريا فصولا كثيرة، من ظهور جماعات جهادية متطرفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية الى التدخل الاميركي والروسي والمواجهات بين فصائل متعددة.

وتؤكد مخرجة المسرحية “اريد الا ينسى الناس″ ما حصل ولا سيما الاف المعتقلين والقمع الذي طال التظاهرات السلمية. وهي استندت في مسرحيتها الى ثلاثة نصوص للكاتب المسرحي السوري محمد العطار وتبادل رسائل الكترونية بين متظاهر شاب وصديقته في باريس وامرأة شابة تجمع شهادات معتقلين سابقين ورحلة في سوريا المدمرة.

وتوضح المخرجة التي الفت المسرحية العام 2017 “النصوص كتبت في خضم الحدث” ولا سيما في العام 2011 خلال التظاهرات الاولى.

وتتابع قائلة “لكن مع مرور الوقت ارى ان قيمة هذه النصوص تزداد لأنها تشهد على لحظة محددة”.

- خلط -

تطغى قوة النص المؤثرة والمباشرة على الاخراج البسيط مع ديكور يقتصر على بضع طاولات وكاميرا وشاشة تمر عليها صور مدن مدمرة.

ويقول متظاهر شاب “الابشع هو خوفي وعجزي” مضيفا “التفاؤل قرار نأخذه في هذه اللحظة لان لا خيار لدينا” فيما يروي معتقل امام كاميرا نصبت على المسرح كيف ان “حاجز الخوف تحطم” بعد ذلك.

وشعرت المخرجة التي درست في برلين ويتحدر والداها من حماة (وسط) وحلب (شمال)، بحاجة ملحة لتأليف المسرحية.

وتقول “في العام 2013 كنت عاجزة عن النوم وكنت اشعر بالحاجة الى القيام بشيء ما” مؤكدة ان “الفن يسمح بإبعاد الالم”.

وسبق للنزاع السوري ان احتل الشاشات والمسارح بدفع من فنانين اخرين مثل فيلم “عائلة سورية” للمخرج فيليب فان لوف (2017) او الفيلم الوثائقي “ماء الفضة” للمخرج اسامة محمد اللاجئ الى باريس.

وتقول ربيع “انها حاجة ذاتية ونحن نطرح اسئلة مختلفة عن تلك التي يطرحها المؤرخون”.

وكادت المسرحية ألا ترى النور اذ واجهت ليلى-كلير ربيع صعوبة في ايجاد شركاء.

وتقول “سجل بعض التخوف اذ وقعت اعتداءات باريس (التي أعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها) في العام 2015 وهي بدلت المواقف”.

وتضيف “كان لدي شركاء قرروا الانسحاب، وهذا دليل على الخلط الحاصل في فرنسا”.

وتؤكد المخرجة انها مع مسرح “ملتزم وغير متحزب”، الا انها تلقت رسائل تتهمها بالانحياز موضحة “قيل لي إني أقف الى جانب السلفيين والارهابيين فيما كان يسألني بعض الناس ممن اتلقى المال”.

وهي لا تحزن اليوم بالضرورة لرؤية زملائها المخرجين السوريين يعيشون في منفاهم في باريس وبرلين وبيروت.

وتؤكد “الفنانون محظوظون أكثر من غيرهم. انا أحزن لملايين اللاجئين. اما الفنانون فيمكنهم ان يعبّروا بواسطة فنهم”..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق