مجلة الفنون المسرحية
أول فرقة مسرحية جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة بمصر
رويترز
قال أكبر مسؤول عن مسارح الدولة في مصر إن فرقة جديدة ستخرج للنور خلال أسابيع قليلة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة وقضاياهم وسيكون لها مسرحها الخاص المجهز بمعدات للمكفوفين والصم والبكم.
وقال إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، وهو المظلة التي تجمع تحتها معظم مسارح القطاع الحكومي، في مقابلة مع رويترز “قريبا جدا، ربما خلال أقل من 20 يوما، سيتم تدشين أحدث فرقة مسرحية تحمل اسم ‘الشمس‘ وتندرج تحت مسمى المسرح النوعي”.
وأضاف “هي فرقة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو من نفضل تسميتهم ذوي القدرات الخاصة، سيكون مقرها مسرح الحديقة الدولية (في حي مدينة نصر). من خلال هذا المسرح سننتج عروضا عن هموم ومشاكل وقضايا ذوي القدرات الخاصة إضافة إلى عروض أخرى تجمع بين ذوي القدرات الخاصة وممثلين من البيت الفني للمسرح”.
وقبل تأسيس الفرقة كانت للبيت الفني للمسرح بعض التجارب بمجال مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة منها عرض (ورد وياسمين) لمسرح الشباب الذي دمج بين الممثلين وذوي الاحتياجات الخاصة وعرض (العطر) لمسرح الطليعة الذي قدمه فنانون من الصم والبكم وهو ما شجع على تأسيس فرقة دائمة لذوي الاحتياجات الخاصة بهدف دمجهم في المجتمع.
وقال مختار “نخطط لتزويد مسرح الفرقة الجديدة بتجهيزات تساعد ذوي القدرات الخاصة على متابعة العروض بكل يسر، سيكون هناك نحو 30 مقعدا مزودا بسماعات للمكفوفين، وستكون هناك شاشات خاصة بالصم متصلة بكاميرا مسلطة على مترجم متخصص بلغة الإشارة ينقل كل ما يقال على خشبة المسرح للمشاهدين”.
ويضم البيت الفني للمسرح تحت مظلته عدة مسارح من بينها المسرح القومي والمسرح الحديث والمسرح الكوميدي ومسرح الشباب ومسرح الغد ومسرح الطليعة والمسرح القومي للأطفال ومسرح القاهرة للعرائس.
* مسرح جديد
وكشف رئيس البيت الفني للمسرح عن تفاصيل مسرح جديد يجري العمل حاليا على إعداده وتجهيزه ليضاف إلى مسارح الدولة التي لم تشهد أي زيادة في عددها منذ نحو خمسة عقود.
وقال إسماعيل مختار “كانت هناك قطعة أرض مقام عليها مسرح قديم بشارع عماد الدين في وسط القاهرة استولى عليها البعض لكننا استطعنا استردادها وسارعنا بوضع حجر أساس مسرح جديد. انتهينا حاليا من المرحلة الأولى وأصبح الهيكل الخرساني للمبنى جاهزا”.
وأضاف “المسرح الجديد عبارة عن قاعة رئيسية تسع 400 مقعد إضافة إلى قاعة علوية متعددة الأغراض تصلح للمسارح التجريبية والطليعية وغيرها تسع 150 مقعدا وذلك بالطبع بجانب غرف الفنانين والمخازن وطابق لانتظار السيارات أسفل المبنى”.
وتابع قائلا “المبنى مصمم على الطراز المعماري للقاهرة الخديوية وننتظر التمويل اللازم للبدء في أعمال التشطيبات والتجهيز وبعدها يمكن افتتاح المسرح خلال عام واحد”.
ورغم ترحيبه بإضافة هذا المسرح الجديد لمسارح الدولة، يشير مختار إلى أن معظم المسارح التابعة للبيت الفني للمسرح لا تزال تتركز في قلب العاصمة.
وقال مختار “نحتاج لأن تكون لنا مسارح في أكثر من مكان بعيدا عن وسط العاصمة، نحتاج أن يكون لنا مسرح في السادس من أكتوبر (على مشارف القاهرة) وفي القاهرة الجديدة وكذلك في طنطا وأسيوط وغيرها من المدن المصرية”.
وأضاف “نعمل على حل مؤقت لنقص المسارح باستخدام مسارح قصور الثقافة المنتشرة في مدن مصر، لكن هذا الحل يتطلب تنقل الفرق كثيرا وتوفير أماكن لإقامتها ووسائل إعاشة. نحتاج حقيقة لتأسيس فرقة مسرحية في كل مدينة”.
وتشير الإحصاءات إلى أن البيت الفني للمسرح بمختلف فرقه أنتج في عام 2017 نحو 29 عرضا مسرحيا وأعاد تقديم 31 عرضا.
* خطط مستقبلية
ويرى إسماعيل مختار أن مسرح الدولة هو الذي حمل عبء الإنتاج المسرحي خلال السنوات القليلة الماضية التي تراجع فيها إنتاج القطاع الخاص بشكل كبير.
وقال إنه رغم القيود الكثيرة التي تعوق مسرح الدولة فهو يؤدي دوره بشكل رائع وهناك خطط يجري إعدادها لتحديثه وتطويره.
ومضى قائلا “كقطاع حكومي بالتأكيد تواجهنا مشكلات كثيرة تتعلق باللوائح والقوانين التي لا يتناسب بعضها مع النشاط الفني لذلك نعمل حاليا على تعديل بعض هذه القواعد المنظمة للعمل حتى نواكب التطور الجاري حولنا ونقدم مسرحا يليق بالمشاهد المصري”.
وأضاف “لدينا الكثير من الأفكار الخاصة بالحجز الإلكتروني للتذاكر والدعاية وتمويل العروض والشراكة مع القطاع الخاص، هذه مشروعات كانت موجودة منذ فترة لكن بانتظار الإرادة التي تطبقها، ومع تولي الفنانة إيناس عبد الدايم منصب وزيرة الثقافة تتجه الأمور للتحرك بشكل أسرع وأفضل”.
وتولت عازفة الفلوت ورئيسة دار الأوبرا المصرية السابقة إيناس عبد الدايم منصب وزيرة الثقافة في 14 يناير كانون الثاني.
وتشكو فرق مسارح الدولة في مصر من ضعف الإنفاق على الدعاية للعروض والترويج لها خاصة في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية لذا تقتصر الدعاية على لافتات الشوارع والدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وقال مختار إن الفترة القادمة ستشهد أيضا إيجاد حلول لمشكلة تسجيل وبث العروض المسرحية لفرق الدولة وذلك في إطار منظومة جديدة ستعلن تفاصيلها قريبا.
وقال “المشاهد تعود على مستوى معين لعرض المسرحيات على التلفزيون ونحن لا نستطيع أن نقل عن هذا المستوى، وكذلك نحن كفنانين لدينا رؤى وطموح في تقديم منتجنا الثقافي في أفضل صورة، لذلك تطلب الأمر دراسة دقيقة للوصول إلى أفضل الحلول”.
وأضاف “ستشهد الفترة القادمة نقلة كبيرة في هذا المجال حتى تصل عروض المسارح للمشاهد في كل مكان وفي أفضل صورة سواء عن طريق تلفزيون الدولة أو القنوات الفضائية”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق