مجلة الفنون المسرحية
نسرين أحمد زواوي
استمتع جمهور عزابة أول أمس، بمونودراما "العساس" للممثل الواعد صابر عياشي، الذي احتضنته دار الشباب رابح بورغدة في إطار الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح عزابة، لكن خارج منافسة الأيام، وقد تم برمجته بدلا من مسرحية "الشاطرة" للمخرجة سعاد سبكي التي اعتذرت عن المشاركة في أخر لحظة.
مونودراما "العساس" الذي سبق وان شاركت في عدة مهرجانات وطنية على غرار المسرح الفكاهي بالمدية، وأيام "فورة شو" بسطيف، وحصلت من خلالها على جوائز عديدة، هو رصد لحالة اجتماعية لفئة الاحتياجات الخاصة، ودعوة لإعادة النظر في تصرفات المجتمع اتجاها.
محور المونودراما هو "العساس" أو "صابر الحارس" كما كان يقول في بعض الأحيان، تساءل من خلال الممثل صابر عياشي كيف يمكن لمعاق أن يشتغل عون أمن أو ممرض في مجتمع فقد نظرته للأمور، وتطرق أيضا إلى مشكلة المنحة الضعيفة التي تقدر ب 4000دج يتلقها أصحاب هذه الفئة نهاية كل شهر، وهنا طرح الممثل كيفية تقسيم هذا المبلغ على متطلبات العيش البسيطة جدا، من هنا أنطلق لب الحوار حيث سخر صابر عياش من عدة مواقف اجتماعية تصادفهم في يومياتهم أين يجد فيها المعاق نفسه في مواجهة النظرة المجتمع لهم، فضرب عدة أمثلة منها عندما يقرر الارتباط بفتاة أحلامه فما الذي يقدمه لها، وكيف يخطط لمستقبله وهو لا يملك سوا منحة لا تكفي لسد حاجيات بعض الفئات في مجتمعنا ليوم واحد، المقارنة هنا كانت جد صعبة.
أهم ما ميز صابر عياشي في هذا العمل انه اندمج في الشخصية التي قدمها وصدقه على الركح، واستطاع أيضا أن يعوض قدرته الحركية المحدودة على الحركة بخفة الروح التي شدة الجمهور وجعلته يتعاطف معه إلى درجة أنه جعلهم يذرفون الدموع تارة وتارة أخرى يجعلهم يضحكون، صابر عياشي لم يستغل في عرضه سوى مقدمة الخشبة التي كانت منصة ليطلق عنان موهبته، فتحرك فوق الخشبة على قدرته، رقص فوقها على فواصل موسيقية أدرجها في العرض، ما يمكن القول عن عرض عياشي أنه عرض متميز ناجح لفنان واعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق