مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «انتقام الأرنب بيتر» متعة بصرية وفنية
أحمد ناصر - القبس
الجمال والمتعة البصرية من أهم أهداف العمل الفني سواء في المسرح او التلفزيون وحتى الاذاعة، فالرسالة الفنية مطلوبة من الأعمال.. ولكن سننتظر الجمهور أن يمتعوا أبصارهم وبصيرتهم في وقت واحد، في المسرحية الكويتية البريطانية «ريفنج» أو (انتقام الارنب بيتر) التي قدمتها فرقة MBE على مسرح دار الآثار الأميركاني، قدمت للمشاهد هذه التوليفة الجميلة بين الابهار البصري والإمتاع الفكري.
15 لوحة فنية
أربعة قادوا ابداعا فنيا جميلا. هاريت بوشمان صاحب الالحان الجميلة، والمخرج أليسون شان وريتشارد بوشمان صاحب الرؤية الجيوغرافية، ود. ديانا صفير المخرجة المنفذة وصاحبة الابهار البصري والديكور الجميل. هذا الرباعي شكل قاعدة مهمة وجميلة في تقديم عمل فني على المسرح، قدمت الفرقة التي تتكون من اكثر من 70 فنانا وفنانة من جميع الاعمار، 15 لوحة فنية بين أغنية واستعراض فني، هذا الجهد الكبير لم يكن مجرد حركة على الخشبة، بل كان قصة وأحداثا تشابكت خيوطها لتقدم لنا لوحة فنية جميلة احترنا في التصفيق للابهار البصري أم لحلاوة القصة.
تحكي القصة عن بستان او حديقة تحتوي عددا من الحيوانات الأليفة تعيش في أمان وراحة بال، ولكن ارنبا مؤذيا وصاحب المزرعة عاشق الفراء ماك غريغوريز بدآ بمضايقة الحيوانات المسالمة في الحديقة، وقلبا حياتها جحيما، فمن الذي يستطيع ان يخرجهما من المزرعة ويعيد الأمن والأمان والسلام إليها كما كان؟ الكفاح يحتاج إلى بذل الكثير كما يحتاج إلى القوة والدهاء لكي يتمكن أصحابه من مقاومة الأذى.. ولكن أنّى لمجموعة من الدجاج والبقر والخراف أن تقاوم، وطبيعتها الهدوء والراحة وانتاج البيض؟!
إعادة الحق لأهله
سخّر الله للحديقة المسالمة من أنقذها من براثن واحتيال الارنب وصاحبه غريغوريز، بيتر ارنب ناضج قوي وذكي وثعلب مكار استطاعا ان يعيدا الحق إلى اهله، وتعاون الجميع من اجل مقاومة المكر والذلة والمهانة ودفع الأذى.. التكاتف والتخطيط وحدهما اللذان حررا الحديقة من الارنب المؤذي.
ربما كانت الخشبة التي عرضت عليها المسرحية لا تناسب عرضا كهذا، فهي صغيرة والجمهور كان يجلس على اطراف المسرح، ولكن أحيانا يكون القرب من العرض أمرا حسنا، لأنه يزيد من حدة التفاعل بين الجمهور والعرض حتى لَيشعر الجالسون بأنهم جزء من الفنانين، ولكن لو كانت الخشبة أكبر لكان العرض اروع.. اعتمدت المخرجة المنفذة صفير على الحركة الحرة البسيطة للممثلين الصغار والكبار في ابراز القصة، وهذا صعب رغم بساطته، لأنها مغامرة مع ممثلين صغار، ولكن يبدو ان ثقتها بهم كانت في محلها.
وفي العرض المسرحي تألقت الفنانة ديانا صفير على الخشبة في الدور الرئيسي الفكاهي وهي المرة الأولى التي تفاجئنا في مثل هذا الدور، واندمجت الى حد كبير كعادتها في الاعمال التي تقدمها على الخشبة.
الديكور بطل العرض ونجمه الاول بلا منازع، أعتقد أن كل من حضر العرض قال «أوووه» مندهشا من روعته، كان عجيبا وجميلا يستحق الاشادة لانه متميز اعتمد على تنوع الألوان، وكان مناسبا جدا للقصة.. العرض جميل ويستحق التصفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق