تصنيفات مسرحية

الأحد، 24 يونيو 2018

كتابات عن المسرح لبرتولت بريشت (Bertolt Brecht) *

مجلة الفنون المسرحية

كتابات عن المسرح لبرتولت بريشت (Bertolt Brecht)*


ترجمة : د. انتظار علي جبر 


المسرح الواقعي والوهم

تحدث الاديب الالماني يوهان غوته (Johann Goethe) عام ١٨٢٦ عن النقص في العرض المسرحي لشكسبير. اذ يقول في العرض المسرحي لشكسبير: ‹‹لا يوجد اي أثر يدل على ان مسرح شكسبير بحاجة الى الطبيعة التي تم اعمامها شيئًا فشيئا وذلك بفضل آلالية الجيدة، وفن المنظور والأزياء‹‹. و السؤال: ‹‹من سيقبل شيئًا مماثلاً اليوم في هذه الظروف؟. كانت أعمال شكسبير الكوميدية عبارة عن قصص مثيرة للغاية يقصها العديد من الاشخاص يتسببون في ترك أكثر من انطباع كانوا يتميزون بوضع الماكياج وينتقلوا من جانب إلى أخر يدخلون ويخرجون حسب اقتضاء المشهد لكنهم تركوا حرية التخيل الى المشاهد على وفق ذوقه ان يتخيل الجنة أو قصرا″ على المسرح الخالي‹‹.
منذ أن تم عمل هذه الملاحظة، تحسنت آلية مسارحنا على مدى مائة عام وأدى ‹‹الحاجة الى الطبيعة‹‹إلى وهم كامل بأننا نحن السليل ونفضل كثيرا" شكسبير فوق مسرح خال⸗ على مسرح لا يحتاج أي خيال ولا خيال يصنعه أيضًا.
في زمن غوته، لم يكن تحسين آلية إنتاج الوهم إشكالياً للغاية؛ لأنها كانت لا تزال ناقصة إلى حد كبير وكانت في بداياتها لدرجة أن المسرح نفسه بقي واقعيا" سواء في الفنتازيا أو الاختراع مازالوا بإمكانهم عمل فن الطبيعة. ومازالت المسارح ذات عروض مسرحية فيها مواقع بناها المسرحيون بطريقة فنية وشاعرية.
كان المسرح الكلاسيكي البرجوازي في منتصف الطريق السار إلى طريق النزعة الطبيعية - الوهمية، اذ يمكن للآلية أن تخلق العناصر الوهمية التي سمحت بتقديم شئ طبيعي بشكل كامل، ولكن ليس لدرجة أن الجمهور يفكر أنه لم يعد في المسرح، بحيث لا يؤدي هذا الفن الى تدمير الانطباع بأنه كان يعمل. بدون اللمبة الكهربائية وتأثيرات الإضاءة التي كانت بدائية، حيثما كان يعتقد الذوق المريب أن غروب الشمس ضروري، والآلية البدائية أعاقت النشوة الكاملة. الأزياء التاريخية ل Meininger ظهرت في وقت لاحق؛ كان المسرح بشكل عام فخمًا على الرغم من أنه لم يكن دائمًا جميلًا"، وتم تعويضه أيضًا بقصص عفا عليها الزمن.  ويمكن ان نلخص ذلك بكلمة واحدة على الأقل اذ كان هناك فشل في مسألة الخداع كان المسرح ولا يزال يظهر كمسرح 
اليوم أقامت مسرح واقعي هو فرضية للوصول الى عروض مسرحية واقعية للتعايش البشري. وتعزيز كبير للوهم في المواقع المسرحية وطريقة للتمثيل ‹‹ألمغناطيسي›› مما تسبب في الوهم بأن نشارك في حدث خاطف وعشوائي وحقيقي، منح كل هذه الطبيعة التي لم يعد بإمكاننا التدخل فيها بلحقيقة وبالخيال أو بردود الافعال ونعترف ونحن مجرد متفرجون أصبحنا هدف للطبيعة. ينبغي أن يكون وهم المسرح جزئيا" بحيث يمكن التعرف عليه دائمًا على أنه وهم. على الرغم من كماله، الواقع ينبغي ان يكون متحوله من خلال الفن لأجل التعرف عليه ومعالجته على أنه شيء يمكن تغييره. وهذا هو سبب حاجتنا الحالية للطبيعة ونتمنى ان نغير طبيعة تعايشنا.

الفيلسوف في المسرح

قد خصص الفلاسفة منذ زمن بعيد اهتمامهم بالمسرح، كتب ارسطو(Aristotle) الفيلسوف الاغريقي مؤلف كلاسيكي عن المسرح ودرسه باكون (Bacon) من وجهة نظر تربوية. حتى ان لبعض اعتقد انه هذا المؤلف قريبا من مسرح شكسبير فولتير وديدورت (Shakespeare, Voltaire, Diderot)الذين اكتسبوا شهرة لكونهم فلاسفة وكتاب مسرحيين وكذلك ايضا من بين الكتاب الالمان ليسننغ. Lessing)) ومن بين المؤلفين المسرحيين العظماء يقال أنهم كانوا كمعلمين لبعض الفلاسفة مثل شلير (Schiller) الى كانت (Kant).
 في الواقع يتعامل أهل المسرح مع الاشياء التي تخص الفلاسفة كثيرا" والمعرفة مثل (السلوك الإنساني أراء الإنسان وعواقب الأفعال البشرية). 

طريقة الفلسفة 

إذا كنت قد أعلنت كتابة أعمال مسرحية ووضع مشهد من الاعمال المسرحية في المسرح يتناول جوانب من الفلسفة دون قلقي بشأن ما يمكن ان يفهمه الاخرون من المشهد، سيتوجب علي الان تعريف هذه الفلسفة بطريقتي لأن الفلسفة في عصرنا ومنذ مدة طويلة تعني شى جدا محددا لا أهتم به على الإطلاق.
بطبيعة الحال افتقر الى الموهبة في الميتافيزيق، كمية الأشياء التي يمكن التفكير بها وكيف تترافق مع بعضها البعض لتحمل مفاهيم في طبيعتها غير واقعية.
لهذا التزم بالطريقة الفلسفية الحالية لاسيما بين عامة الناس، التي يعتقد بها الناس عندما نقول(أذهب الى فلان ليقدم لك نصيحة، إنه فيلسوف) أو(ذلك يتصرف مثل الفيلسوف الحقيقي).فقط اريد إجراء أستثناء هنا. عندما يعزو الناس موقفا" فلسفيا" الى شخص ما، بصورة عامة يتناول القدرة على تحمل شيئا″ ما.  في الملاكمة نميز بين المصارعين الذين يعرفون كيف يلائمون ومصارعين يعرفون كيف يعطون، أي مصارعين يتحملون الضرب كثيرا ومصارعين يضربون بشكل جيد، يفهم الناس في هذا المعنى الفلاسفة  بوصفهم أناسا" يتلاءمون مع الشئ الذي يعود الى حالتهم. وفي ما يأتي سأفهم التفلسف فن الملائمة والضرب في المبارزة، والباقي تزامني مع الناس في ما يعنيه التفلسف.
ومن ثم ببساطة الاهتمام في سلوك البشر، ومقاضاة فنونهم التي من خلالها يصنعون حياتهم،وأهم ما يميز الفيلسوف من هذا النوع اهتمامه بما هو عملي ومتوجه نحو ما هو مفيد فقط في المقاييس التي تكون فيها المفاهيم الفلسفية الاكاديمية والعلمية هي الادوات التي يمكن تستخدم اشياء وأشياء ليس من المفاهيم التي يمكن أن تتضمن فلسفة الشارع التي هي فلسفة السبابة.
و اذا ما هو عملي لدية شئ مبتذل ينبغي علينا تأمل ما هو مبتذل بعيون جديدة ونستغني عنه ما بما هو سام⸗ وعال″ قبل إعفائه من كونه مفيدا″.

الهوامش :
*كتابات عن مسرح برتولت بريشت(Escritos sobre el teatro،2010، ص29-33

 كانت كلمة Meininger تعني تنفيذ النظريات الجديدة حول المسرح في ألمانيا التي تم تطويرها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اذ تُعطى أهمية للفنون والتقنيات المختلفة التي تتلاقى في التمثيل المسرحي.التي يظهر فيها شكل المخرج كمدافع ومنسق مع نشاطه المكثف الذي دام ما يقرب من خمسين سنة داخل ألمانيا وخارجها،هذه الحركة كان يقودها الدوق خورخا الثاني أثرت في تجديد المسرح الاوربي ومنظمي المسرح الأوروبيين في وقته وبعد ظهوره
 هذه الحركة طورت مسرحًا واقعيًا سلط الضوء فيه على الإخلاص لنص المؤلف ووضع سياق العمل مع مجموعة من الافراد والازياء ودعائم تعكس الزمن والمشهد والممثلين، مما يوفر اتجاهًا للممثلين الذين فروا من شخصية الممثل المنفرد و دمجها في مجموعة  من أجل خدمة الدراما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق