مجلة الفنون المسرحية
اليوم تعلن البيضاء عرس مسرحها الجامعي
أحمد طنيش
وفاء بالعد والوعد الزمني الذي تعاقدت من خلاله كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك مع مدينة الدار البيضاء وجمهورها الجامعي والبيضاوي، تفتتح اليوم الاثنين 2 يوليوز 2018 في الساعة السادسة والنص مساء 18h30 بمسرح مولاي الرشيد بالدار البيضاء، فعاليات الدورة 30 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، هذا الموعد الذي تجتمع فيه شبيبة العالم من خلال مؤتمر مسرحي تواصلي وإنساني فوق العادة، تحضر فيه كل اللغات والثقافات والجنسيات والتجارب التي تتحاور ابداعا وجمالا ممثلة في ستة عشر دولة بشكل مباشر وتحضر باقي الدول من خلال نصوص كتابها ورؤية مبدعيها: من أوروبا (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، روسيا، وجمهورية التشيك) من مريكا وأمريكا اللاتينية (المكسيك) من أسيا (البنغلادش وكوريا الجنوبية)، من إفريقيا (ساحل العاج وغينيا)، من العالم العربي (الجزائر وتونس ومصر)، بالإضافة إلى عدد من الفرق من المغرب البلد المنظم، روعي في هذا الاختيار والتوزيع والبرمجة معايير زمنية وجغرافية ومعايير فنية وتقنية وتعددية للأنماط والتجارب والمدارس المسرحية.
هذه المقترحات الإبداعية للعروض المسرحية الجامعي التي تمثل العالم ستوزع على جغرافية مسارح البيضاء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، (مسرح مولاي رشيد وفضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك وباستوديو الفنون الحية بالحي الحسني، وبالمركب الثقافي الحسن الثاني والمركب الثقافي عين الشق) في انتظار أن تعي الجهات المسؤولة وتستفيد من الحدث وتساهم في توزيعه عبر مسارح جهة الدار البيضاءـ سطات.
اختارت الدورة 30 من المهرجان تيمة محورية تفاعل interactio ويقصد به تفاعل الدورات الثلاثين التي عرج منها المهرجان من مرحلة التأسيس والترسيخ والاستنبات إلى مرحلة النضج والسمو والترسيخ للفعل الثقافي والفني الذي يحتفي بالمسرح باسم الجامعي ويحتفي بالجامعة من خلال المسرح حيث يلد تفاعل الإبداع مع البحث العلمي رؤى وتجارب وتطلعات لكون المسرح فن التفاعل بامتياز، تفاعل يبدأ من النص الذي يتناص ويتفاعل مع مسارات وتجارب إنسانية ومع المجتمع.. إلى أن يقدم بين أيدي صناع العرض المسرحي ليتفاعل مع رؤية مخرج والرؤية السينوغرافية بفضاءها وملابسها وإنارتها ومؤثراتها صوتية وباقي التداخلات الفنية والتقنية الأخرى، لكي يخلق التفاعل الفعل المرجو من المتلقي المحتمل والمنتظر، وبذلك خرج المسرح الجامعي إلى الناس وخلق معتاد فرجته وتواصله الفني الذي حافظ على المنزلة بين المنزلتين، حافظ على الدرس النظري والعلمي واقترح الفرجة وفعل المسرحة..بالإضافة للتفاعل الذي سيحصل بين الممثلين والفنيين والتقنيين بأدواتهم المتعددة ومنها تقنيات التشخيص والبحث في الشخصية ورسم معالمها السينوغرافية ولباسها وشكلها وأدواتها، وصولا إلى رسم فضائها السينيكي بإضاءته ومؤثراته وخلق عوالمه البيئية والتفاعلية، وبالتالي محاورة تلك الإرسالية الإبداعية نحو تواصل الفرجة مع متلقيها بآليات مختلفة.
كما سيحضر تفاعل interaction في المهرجان مع تلاقح وحوار الإبداعات التي تحتفي بالتفاعل فيما بينها في الورشات التكوينية التي سيشهدها فضاء كلية الآداب بنمسيك، وستعرفها كذلك فعاليات الندوة العلمية وستحتفي بها في نفس الآن لحظات الماستر كلاس والفرصة التكوينية التي ستستضيف فيها الفرق متلقيها من خلال فتح باب مختبرهم الذي أعدو فيه مقترحهم الفرجوي في فرصة مناقشة العروض المسرحية في منتصف الليل..
ويتكامل كل هذا التفاعل مع فقرة الاعتراف والامتنان، والتي سيكرم فيها المهرجان ثلاث تجارب: ممثل الجانب العلمي والمعرفي والأكاديمي الدراماتولك د.عبد الواحد عوزري، والإعلامي ذ.حميد ساعدني والفنان، عبد القادر مطاع.
هي دعوة واضحة وصريحة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، لكل الجمهور تقول له مرحبا بك في ضيافة تفاعل interaction، لتتفاعل فيها ذات المتلقي والمبدع مع نفسها والآخر وتساؤل ماضيها ومستقبلها عبر أقدم وسيط فني وإبداعي يسمى المسرح بمدارسه وتجاربه وتاريخه وفتوحاته التي تتفاعل فيما بينها خدمة لإنسانية الإنسان ومدنية المدينة عبر احتفالية الفرجة الهادفة التي تترك أثرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق