مجلة الفنون المسرحية
مدحت عاصم - الأهرام
أقيمت يوم، الأحد، فعاليات المحور الثاني من ندوات "الملتقى الفكري" بالمجلس الأعلى للثقافة، التي ينظمها المهرجان القومي للمسرح في دورته الحادية عشرة.
حضر الندوة عدد من المتخصصين بالكتابة والنقد المسرحي، من بينهم: د.حسن عطية، رئيس المهرجان، الكاتبة صفاء البيلي، د.عايدة علام، والناقدة ليليت فهمي، والناقدة لمياء أنور، ومن الكويت د.علاء الجابر، ود.سعداء الدعاس.
أدار الندوة الناقد المسرحي أحمد الحناوي، وتحدث خلالها الناقد أحمد خميس، والكاتب والباحث عبدالناصر حنفي، الذي تحدث عن ظاهرة علاقة المسرح بالنص المسرحي، وتناول ظاهرة "التراجع النصي"، فقال، إن "المسالة بدأت في العودة من جديد"، مضيفًا أن "المسرح في القرن التاسع عشر كان يتسم بالشكل الهزلي، ثم تطور من خلال وسائط أخرى كالتليفزيون والفيديو، وحاليًا مسرح الفضائيات".
وأشار إلى أن "ظهور تلك العناصر بعيدًا عن المسرح التقليدى أدى إلى تراجع النص... وهناك فكرة سائدة عن أن أي تحديثات جديدة تؤدي للاستغناء عن النص، وهي فكرة خاطئة بالتأكيد".
وأضاف: الكتابة الصوتية كتابة تجريبية في المقام الأول، وأحدثت أكثر من رد فعل، والفعل المسرحي بطبيعته فعل متبدد، ومسرح حضارة البحر المتوسط أنتج حالة غير مسبوقة في النص المسرحي التي تحاول بناء الفعل المسرحي على فعل طقسي، وقد ذكرت تطور الفعل المسرحي في الكتاب الصادر عن المهرجان بالتفصيل، ومنذ البداية قدمت ورقة لا تتأمل في الكتابات الجديدة بقدر ما ترصد علاقة النص بالعرض المسرحي".
واستطرد: لقد اجتاز المسرح الكثير من المراحل في علاقته بنصه، بدءًا من خلقه وتطويره ثم الاحتفاء بحالات مسرحية تقوم على الإضعاف المتعمد للنص لصالح منح مساحات أوسع لعناصر أخرى.
وقال الناقد أحمد خميس: تعجبت كثيرًا من كتاب "قالبنا المسرحي" لتوفيق الحكيم، لأنه أراد أن يعيد تقديم النصوص العالمية بطريقة الحكي الشعبي، وإعادة الشخصيات، وأراه سقطة فى تاريخ توفيق الحكيم الذي أحترم كتاباته تمامًا.
وأضاف: بدأت الدراسة عن الكتابات الجديدة من خلال عرض بعنوان "الجراية"، وتناول شكلًا جديدًا، حيث دار حول شخص يمارس حياته على جهاز رياضي يتحرك وتزداد سرعته، وفي النهاية ينزل ليجري في الشوارع بينما الكاميرات تتابعه، فهل هذه هي الكتابة المسرحية الجديدة؟ هذا ما تساءلت عنه بعد مشاهدتي لذلك العرض.
ومن أهم المخرجين الذين حاولوا تغيير الشكل التقليدي المخرج الكبير كرم مطاوع، ثم سمير العصفوري في عرض "العسل عسل والبصل بصل"، الذي أخذ أشعار بيرم التونسي، وصنع منها عرضًا مسرحيًا ناضجًا جدًا، وبها تضفير رائع بين الغناء والتمثيل، وهو دائمًا مخرج مختلف في أفكاره.
وانتقل خميس لشكل المسرح "عقب ثورة ٢٥ يناير، والتي كانت تبرز فيها عروض مسرح الشارع، وتساءل الناس: هل هذا هو المسرح؟ في تلك الفترة ظهر عدد من الكتاب، منهم سامح عثمان وإبراهيم الحسيني ورشا عبدالمنعم وسامح عثمان، على سبيل المثال، لديه ٢٧ نصًا لم يطبع منهم سوى نصان فقط، وله نص يقدم كثيرًا وهو نص "القطة العامية".
واختتم قائلًا: تناولت اهتمام الكتاب الجدد بالشكل الجديد في المسرح، وخروج عرض مسرحي من خلال الورش، ومسألة التكوين الذي يتغير من يوم ليوم، وهذا يبعدنا عن الشكل الكلاسيكي للكتابة، وهناك نص للكاتب إبراهيم الحسيني اسمه "الغواية"، وخلال النص يقترب كثيرًا من شكل الصورة وتكوين رؤية تصل للمتلقي، وهو كاتب مهتم بالصورة في كتابته بشكل عام في كل كتاباته، وهذا هو الشكل الجديد للكتابة المسرحية.
وتحدث عن تجربة الكاتبة صفاء البيلي في عرض "ثري دي" وكيف "خلق شكلًا جديدًا من الكتابة المسرحية واللعب بالمشهد، واستطاع العرض تحقيق النجاح النقدي والجماهيري، ووصل للجمهور".
شهدت الندوة مداخلات نقاشية مهمة من الحضور، مثل الكاتبة صفاء البيلي، التى تساءلت عن أمثلة من الأعمال التي تتحدث عن الكتابات الجديدة، ود.علاء الجابر، الذي قال، إن المنصة تحدثت عن الفعل المسرحي، ولم تتحدث عن الكتابات الجديدة، وطالب بتحديد المفهوم الذي يجعلنا أكثر تركيزًا.
وقالت د.سعداء الدعاس، إنها شاهدت خلال المهرجان خمسة عروض استخدمت كلها شاشة عرض سينمائية، وأكدت، أن ذلك "صنع آلية جديدة في الكتابة من خلال دخول وسائط أخرى".
وقال المخرج أحمد السيد، إنه تعلم في المعهد أن كل ما يتم تنفيذه على المسرح هو نص، سواء كان نصًا مكتوبًا أو عرضًا صامتًا.
واختتم أحمد هاشم، مدير الملتقى الفكرى، بأنه كان يتصور أن هذا المحور سيجيب على السؤال حول شكل الكتابة الجديدة، وهل هى موجودة بالفعل أم لا؟.
يذكر أن المهرجان القومى للمسرح المصرى تقيمه وزارة الثقافة فى الفترة من ١٩ يوليو وحتى ٢ أغسطس ٢٠١٨.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق