مجلة الفنون المسرحية
اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي
الدورة الـ25 للمهرجان تشتمل على ورش فنية ومحاور بحثية تقدم قُبيل انعقادها.
عواد علي - العرب
يحتل “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي” مكانة عالمية مرموقة، إذ يستقطب عروضا تجريبية لمخرجين وفرق مسرحية من ست قارات ويسهر على تحفيز المخرجين العرب على تعميق رؤاهم ومقارباتهم، وإطلاق العنان لمخيلاتهم ومغامراتهم الإبداعية. وفي دورته الجديدة في سبتمبر القادم يسعى المهرجان إلى تقديم تظاهرة متكاملة بين العروض والندوات والورشات.
تلقت إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الخامسة والعشرين، التي ستُعقد في القاهرة بين 20 و30 سبتمبر القادم، أكثر من 160 طلب مشاركة من العروض العربية والأجنبية، ما يعكس حجم التقدير للمهرجان، ومدى الحرص على الحضور والتفاعل مع الاحتفال بيوبيله الفضي، ولدور مصر الثقافي والفني. واعتذرت إدارة المهرجان عن اضطرارها إلى استقبال عدد محدود من العروض روعي في انتقائها التنوع الثقافي والمشهدي وعنصر الجدة.
وسبق للجان المشاهدة أن انتهت من مشاهدة جميع العروض المسرحية المتقدمة للمشاركة، والتي بلغت 83 عرضا من 36 دولة أجنبية، و77 عرضا من 15 دولة عربية، وكانت أكثر الدول الأجنبية مشاركة هي البرازيل بـ12 عرضا، وأكثر الدول العربية هي تونس وتقدمت بـ17 عرضا، إضافة إلى 3 عروض إنتاج مشترك ما بين دول عربية وأخرى أجنبية. وهكذا تصبح هذه الدورة قياسية في عدد المتقدمين للمشاركة منذ عودة المهرجان وحتى الآن.
عروض وورشات
اختارت اللجان 11 عرضا أجنبيا، تمثل 9 دول، و9 عروض عربية من 8 دول، إضافة إلى 8 عروض مصرية، استنادا إلى قرار مجلس إدارة المهرجان في دورته الحالية، ومنها العرضان الفائزان بالجائزة الأولى والثانية في المهرجان القومي للمسرح الذي اختتم يوم 3 أغسطس الجاري: “سنو اويت” تأليف وإخراج حسن رزق وإنتاج البيت الفني للمسرح، و”دراما الشحاذين”، تأليف بدر محارب وإخراج أحمد سعد والي وإنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، وستة عروض أخرى فازت بجوائز في المهرجان التجريبي في دوراته السابقة، وحققت نجاحات دولية وداخل مصر، وهي “كلام في سري”، تأليف عز درويش وإخراج ريهام عبدالرازق، وإنتاج نادي مسرح الأنفوشي، و“قهوة سادة” للمخرج خالد جلال، وإنتاج مركز الإبداع الفني في دار الأوبرا، و“حيث تحدث الأشياء” للمخرج محمد شفيق، وإنتاج مسرح الشباب و“مخدة الكحل” للمخرج انتصار عبدالفتاح، و“الطوق والإسورة” للمخرج ناصر عبدالمنعم، وكلاهما من إنتاج مسرح الطليعة، و“خالتي صفية والدير” للمخرج محمد مرسي، عن رواية بهاء طاهر، وإنتاج المسرح القومي.
وقال الدكتور سامح مهران، رئيس مجلس إدارة المهرجان، لـ”العرب” إن سويسرا سوف تكون ضيفة شرف دورة اليوبيل الفضي هذا العام، وأوضح أن الدورة سوف تشتمل على ورش فنية ومحاور بحثية تقدم قُبيل انعقادها، حيث بدأت خلال شهر يوليو الماضي لكي لا تزدحم أجندة العروض بالفعاليات الكثيرة التي يصعب على المتخصصين والجمهور متابعتها في عشرة أيام. وبالنسبة للندوة الفكرية ستشتمل على موضوعين، أحدهما بعنوان “فلسفات الجسد في المسرح المعاصر”، ويتألف من ثلاثة محاور، الأول حول الجسد بين الممثل والمتفرج، ويناقش نقاطا مقترحة مثل “هيمنة الجسد الأدائي على العملية المسرحية”، و”الجدل بين جسد الممثل وجسد المتفرج”، و”جسد المتلقي بين المشاركة والسلبية والخضوع”. والمحور الثاني حول الجسد كساحة صراع أيديولوجي، ومن النقاط المقترحة للمناقشة فيه “الجسد في مسرح ما بعد الاستعمار”، و”الأجساد المتعارضة”، و”أنا والآخر”، و”الخضوع والسيطرة”، و”إبراز الصراع وتحييده”. أما المحور الثالث فسيناقش قضايا مثل “الجسد في المسرح بين الاحتقار والاحتفاء”، و”الجسد الأنثوي بين القداسة والتسليع”، و”الجسد العاري بين الصدمة والفطرة”. وسيكون الموضوع الثاني للندوة مكرسا للمسرح في مناطق الصراع، حيث سيناقش المعالجات المسرحية في الدول التي تشهد صراعات كسوريا وليبيا والعراق.
تواصل رغم العقبات
لجان المهرجان اختارت 11 عرضا أجنبيا إضافة إلى 8 عروض مصرية |
قال مهران “مع بداية كل دورة جديدة من المهرجان تطفو على الساحة الفنية اتهامات ينال بعضها من القائمين عليها، وخاصة في ما يتعلق بجرأة المشاهد التي تتضمنها بعض العروض، فضلا عن اتهامات أخرى متعلقة بتعارض بعض العروض مع الخصوصية الثقافية المصرية والعربية”.
لكن المديرة العامة للمهرجان الدكتورة دينا أمين أكدت عدم وجود تابوهات مسبقة لدى إدارة المهرجان في ما يتعلق بموضوعات الجنس أو الدين أو السياسة، مشيرة إلى تحفظ الإدارة فقط على مشاهد “العري الجسدي” داخل العروض، وبما قد يجرح أو يخدش حياء المشاهد، لافتة إلى عدم وجود مشاهد من هذا النوع في عروض دورة العام الحالي.
كما أوضحت أمين أن مشاركة 8 عروض من مصر، ضمن دورة العام الحالي، تأتي من أجل توسعة مشاركة المسرح المصري في المهرجانات الدولية، وإيجاد حالة من الزخم الفكري، فضلا عن تبادل الثقافات بين الفرق المشاركة كافة.
وكشفت أمين أن دورة العام الحالي لن تتضمن أسئلة وأجوبة عقب العروض، لافتة إلى إقامة 3 عروض في اليوم الواحد، نظرا لقلة الإمكانات المادية المتاحة لهم في المهرجان.
للتذكير، كان مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية، من أبرز المهرجانات المسرحية في العالم العربي، قبل توقفه، إلى جانب مهرجاني دمشق وقرطاج. وهو مهرجان غير تنافسي يهدف إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب والجماعات عن المسرح وأشكال الأداء، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي العالمي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المسرح في مصر والبلدان العربية.
وعلى صعيد الثقافة المسرحية نشر المهرجان ترجمات للعشرات من الكتب العالمية حول نظريات المسرح وتقنياته وتجاربه، وعقد ندوات متخصصة، ومناقشات للعروض، وورشات تدريبية، وقراءات مسرحية، وغيرها من الأنشطة الأخرى ذات الصلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق