مجلة الفنون المسرحية
الشخصيات :
الفتاة
عبيد الماء
ابو الفتاة
اخو الفتاة
ابو عبيد الماء
اصوات
المشهد الأوّل
(في اللامکان (دیستوبيا))
الفتاة : لا..
عُبيد الماء : انتهی کل شيء
الفتاة : لا، يجب أن لا ينتهي هکذا
عُبيد الماء : النهايات ليست بأيدينا
الفتاة : لماذا لا تکون بأيدينا، إنّ البدايات کانت بأيدينا
عُبيد الماء : ليتنا کنّا دون بداياتٍ أصلاً!
الفتاة : تغيير الماضي أمر مستحيل
عُبيد الماء : متشظٍ مستقبلُ ذلک الماضي المتهالک
الفتاة : علی المرء أن يسلک الطرق التي سلکها الأوّلون
عُبيد الماء : کي نغرق في المستنقع أکثر فأکثر
الفتاة : علی المرء أن يسلک المستنقعات أيضاً و أن يشقّ طريقه
عُبيد الماء : لا أدري لماذا أنت حازمة هکذا؟
الفتاة : العزيمة مفتاح الفرج
عُبيد الماء : مشکلتنا، أزمة غير قابلة للحل..
الفتاة : ليتک!، ليتک کنت أکثر حزماً و إرادة
عُبيد الماء : أجل.. ليتني .. ليتني.. ليتها لم تکن هناک بداية.. رباه!.. رباه!.. لماذا أصبحت الأمور هکذا؟..
المشهد الثاني
(قرب النهر)
عُبيد الماء : (متخف)، مرحبا!.. مرحبا!..
الفتاة : (تنظر مِن حولها.. تجمع نفسها) مَن هناک؟
عُبيد الماء : مرحبا!
الفتاة : من أنت ؟.. ماذا تريد؟
عُبيد الماء : لا تخافي ..
الفتاة : أنا بنت الشيخ
عُبيد الماء : أعلم ذلک..
الفتاة : حسناً، إذا کنت تدري، فاعلم، أنّک إذا دنوت خطوة واحدة، ستموت
عُبيد الماء : أنا فقط..
الفتاة : هذه (شريعتنا)، لا يُسمح لأحد أن يقترب منها
عُبيد الماء : أنا.. أنا.. عندي حق..
الفتاة : ماذا تقصد؟
عُبيد الماء : أريد أ..
الفتاة : ابتعد عن (الشريعة).. متوهمٌ أَنت إذ دنوت من بيت الشيخ.. سوف أنادي والدي، ليأتيک ببندقية الصيد و يمزّقک أشلاء
عُبيد الماء : لا عليک.. أنا کنت أنظر لکِ فحسب
الفتاة : لا يُسمح لک بذلک.. کيف لک أن تتجرأ وتنظر إلی بنت الشيخ؟
عُبيد الماء : کلَّ يومٍ آتي إِلی هنا کي أنظر إليکِ
الفتاة : أُخرج.. کي أری من الذي يتفرّج عليَّ يومياً ..
عُبيد الماء : أنا أتفرّج فحسب..
الفتاة : تبّاً لک.. أليس لک أم وأخوات..
عُبيد الماء : نعم، لديَّ
الفتاة : تفرّج عليهنَّ إذن..
عُبيد الماء : ليس فيهنَّ شيءٌ مميزٌ کي أتفرّجَ عليهنّ
الفتاة : أنا مثلُهُنَّ أیضاً
عُبيد الماء : لا .. أنت مختلفة جدّاً
الفتاة : ويحک.. يا لک من صَل۠فٍ (وقح)
عُبيد الماء : لا.. لست کذلک
الفتاة : (بصوت عال) قليلَ الأدب
عُبيد الماء : أنا لم أفعل شيئا سيئا..
الفتاة : تفرّج إذن علی أقاربک
عُبيد الماء : سئمت منهنّ، لسن النوع المفضّل لديَّ، هنّ مُمِلّات
الفتاة : ولکنّک تتفرج عليَّ يومياً کما تقول، ألم تسأَم؟
عُبيد الماء : أنتِ في جِدّةٍ و نضارة دائمة
الفتاة : لا أعي ما تقول
عُبيد الماء : أنا
الفتاة : من أنت؟.. من ريفنا؟.. أم من مکان آخر؟
عُبيد الماء : من هذا المکان
الفتاة : أخرج من مَخبأک کي أراک
عُبيد الماء : لا.. لم يحن الوقتُ بعد..
الفتاة : ماذا تقصد بـ (لم يحن الوقت)، عليَّ أنا أن أختبیء لا أنت..
عُبيد الماء : لکنّکِ إن رأيتِني ستهربين
الفتاة : (تضحک) قبيح إلی هذه الدرجة
عُبيد الماء : لا.. لا.. لکن..
الفتاة : (بحدة) لعلّک من أعداء الشيخ (ترجع إلی الوراء قليلاً)
عُبيد الماء : لا.. لستُ کذلک، ما هي عداوتي مع الشيخ؟
الفتاة : اخرج کي أراک
عُبيد الماء : رجاءً.. لا..
الفتاة : أمجنون أنت؟
عُبيد الماء : لستُ مجنوناً
الفتاة : اخرج و إلّا ذهبت
(تهمُّ بالذهاب)
المشهد الثالث
(في اللامکان)
الفتاة : ما أصعبَ الهجرُ و التخلِّي عن الحبيب
عُبيد الماء : خطأنا، کان خطأً من البداية
الفتاة: خطأ أصبح بمرور الوقت صحيحاً
عُبيد الماء : أنا مطرود من الجهتين
الفتاة : أنا أيضاً
عُبيد الماء : لستُ هذا ولا ذاک
الفتاة : هذا هو قَدَرُنا
عُبيد الماء : يجب أن لا يکون هکذا..
الفتاة : لکن بات!
عُبيد الماء : لیس باستطاعتِنا التقدم أو التأخّر..
الفتاة : يجب الصمود..
عُبيد الماء : إلامَ؟
الفتاة : حتی ينتهي النضال
عُبيد الماء : في نضالٍ مشوه المعالم، من سيخسر غيرُنا؟
الفتاة : علی الأقل، ناضلنا
عُبيد الماء : ما فائدة هذا الصراع؟
الفتاة : حتی إذا لم تکن فيه فائدة، نستطيع أن نقنع أنفسنا بأننا خضنا النضال
عُبيد الماء : إقناع النفس عمل طفولي!
الفتاة : و لکن خوض النضال، عمل رجولي أيضاً
عُبيد الماء : کم عبث هذا!
الفتاة : ليس بذلک
عُبيد الماء : عالمک غريب حقّاً
الفتاة : عالمنا عالم النضال والصراعات
عُبيد الماء : (بحدة) نضال، صراع، حرب، إِلامَ؟
الفتاة : حتی يقبلوک..
عُبيد الماء : ليس باستطاعتک فعل شيءٍ
الفتاة : دعهم يستحقروننا حتی يتيقنوا بأن هؤلاء المحتَقَرين موجودون.. دعهم يصفعوننا علی وجوهنا، حتی يتيقنوا بأن هؤلاء المسحوقين موجودون..
عُبيد الماء : مجنونة
الفتاة : الحبّ جنون
عُبيد الماء : أبحث عن عقل
الفتاة : تبحثُ عن عقل في عالم المجانين
عُبيد الماء : أخطأتُ في مجيئي، أريد الذهاب
الفتاة : لا طريقَ للعودة.. ليس هناک طريق للرجوع
عُبيد الماء : يجب أن يکون
الفتاة : هذا طريق بلا عودة
عُبيد الماء : علينا أن نبني
الفتاة : بناءک خراب.. بناءک انهدام
عُبيد الماء : يجب أن نهدم المهدوم.. علينا أن نخرّب الخراب
الفتاة : الحبّ هو فن النظر إلی الجميل.. الحبّ فنّ التفرّج علی الجميل
عُبيد الماء : يجب أن لا يتفرّج علی المرء أحد.. ليس هنالک ما يدعو للتفرج علی المرء
الفتاة : عليک أن تَری کي تَری !
عُبيد الماء : رأيتُ (نظرتُ) ولم أرَ شيئاً
الفتاة : القرار الخاطئ هو نتيجة الرؤية السيئة ( النظر السيء )
عُبيد الماء : ما الحل؟
الفتاة : الحبّ داء ودواء العاشق هو الداء
عُبيد الماء : ما أمَرّهُ
الفتاة : مرّ کالعسل
عُبيد الماء : مرّ کالعسل.. مرّ کالعسل
المشهد الرابع
بیت والد الفتاة
( خطبة عُبيد الماء من الفتاة )
أبو الفتاة :کيف يتم ذلک؟.. لا يتم ذلک.. لا، غير معقول..
أبو عُبيد الماء : لا، لم يکن غريباً
أخو الفتاة : کم هي مشکلة تلک المشکلة التي هي مشکلة
عُبيد الماء : علينا أن نحل المشکلات ونجتاز الصعاب
أبو الفتاة : مستحيل
أبو عُبيد الماء : نحن تقدمنا خطوة نحوکم .. أنتم أيضاً تقدموا خطوة نحونا..
أبو الفتاة : أنا بإمکاني أن أتقدّم مئات الخطوات ولکن کيف يتم ذلک.. انظروا إلی المستقبل
عُبيد الماء : لا أری بدّاً ... لا نری مشکلة في المستقبل
أخو الفتاة : أراني و کأنّي في حلم .. في کابوس .. کابوس
عُبيد الماء : أنت يقظٌ.. نومک يقظة
أخو الفتاة : يا لها من يقظة تشبه الکوابيس
أبو عُبيد الماء : جمال الحياة تکمن في هذه المسائل
أبو الفتاة : حياة تشبه الکوابيس
عُبيد الماء : لماذا تتصورون أنّ القضية مستحيلة
أبو الفتاة : إذن، کيف تستطيع ابنتي العيش معک
عُبيد الماء : کباقي النساء اللواتي يعشنَ مع أزواجهن
أخو الفتاة : و لکنّهم من عالَمٍ واحدٍ
عُبيد الماء : نحن أيضاً من مکانٍ واحدٍ
أبو الفتاة : في مکان واحدٍ ، نعم.. ولکننا في عالمَين مختلفين
عُبيد الماء : کلّ شيء في کلّ مکان.. هو هو .. کما هوَ الآن هنا
أبو الفتاة : إنَّ المصاهرةَ مع عُبيد الماء لهو أمر غريب
المشهد الخامس
قرب النهر (عُبيد الماء مع الفتاة)
الفتاة : ابتعد.. ابتعد
عُبيد الماء : لکنّني أحبّکِ
الفتاة : ماذا تقول؟
عُبيد الماء : أحبّکِ
الفتاة : يبدو أنّک لستَ علی ما يرام
عُبيد الماء : لا، إنني في أفضل حال
الفتاة : کيف عرفتني
عُبيد الماء : منذ سنين وأنا أعرفکِ
الفتاة : عُبيدَ الماء الکذّاب
عُبيد الماء : عُبيد الماء لا يکذب قط
الفتاة : أنا لا أدخل الماء خشيةً من عُبيد الماء
عُبيد الماء : إذا دخلتِ.. خطفتکِ من لحظتکِ
الفتاة : يا لک من وقح!
عُبيد الماء : ليس للحبِ حدود
الفتاة : عُبيدَ الماء المجنون..
عُبيد الماء : جُننت من حبکِ ( حبّکِ اوصلني إلی الجنون)
الفتاة : کيف أحببتَ شخصاً لم تره قط
عُبيد الماء : منذ سنين وأنا أراکِ
الفتاة : في الأحلام؟
عُبيد الماء : لا، في اليقظة
الفتاة : أنت عُبيدَ الماء أم طنطل
عُبيد الماء : لا.. لستُ إِلّا عبيدَ ماءٍ مسکين
الفتاة : إذن، کيف تعرفني منذ سنوات؟
عُبيد الماء : منذ سنوات وأنا أراقبکِ هنا!
الفتاة : کيف؟
عُبيد الماء : عندما تنظرين إلی النجوم من خلال الشبّاک، عندها کنتُ أراقبک
الفتاة : حسناً.. حسناً..
عُبيد الماء : دائماً أقرأ أشعارکِ الغرامية التي تلقينها(تقذفينها) علی حافة النهر
الفتاة : تبّاً لکَ
عُبيد الماء : أنا متيّم بأشعارکِ
الفتاة : کنت أکتبها لابن عمي..
عُبيد الماء : لم يأتي قط!
الفتاة : لأنّک تسرق الرسائل
عُبيد الماء : کنت أعتقد بأنّکِ تکتبينها لي
الفتاة : ذهب ( ذهب وترکني)
عُبيد الماء : لو کان عاشقاً لبقيَ
الفتاة : لأنّک تسرقُ دليل حبّي له
عُبيد الماء : العاشق يثابر لسنوات کي يصل للمحبوب
الفتاة : إذن، کيف يعلمُ بحبّي لهُ.. إذ کنت تسرق الرسائل
عُبيد الماء : کيف لي أن أعلم بأنّکِ تحبّين ابن عمّکِ
الفتاة : کنتُ
عُبيد الماء : کنتِ؟
الفتاة : ذهب
عُبيد الماء : کلّ الرسائل موجودة عندي
(يذهب و يرجع سريعاً .. يحملُ صندوقاً.. يضعه قرب الفتاة)
الفتاة : لا تقترب!
عُبيد الماء : لا تخافي
الفتاة : لا ثقة بعبيد الماء
عُبيد الماء : لا ثقة بالبشر أيضاً
الفتاة : نحن في عدم الثقة سيّان
عُبيد الماء : إذن، لدينا وجوه مشترکة
الفتاة : نتفق في أن لا نتّفق!
عُبيد الماء : کما قلت، لدينا وجوه مشترکة
الفتاة : حسنا.. لأنّنا الآن لا يثق أحدنا بالآخر .. إذن اقترب!
عُبيد الماء : أقترب بحذر..
الفتاة : نعم، بحذر
(يناول الرسائل للفتاة)
الفتاة : قل لي! کيف لم تبتل الرسائل؟..
عُبيد الماء : نحن نعرف کيف نحفظ الأشياء تحت الماء کما أنتم تعرفون کيف تحفظون أشيائکم خارج الماء
الفتاة : خارج الماء لم يکن هناک من شيءٍ لنحافظ علیه
عُبيد الماء : تحت الماء کذلک
الفتاة : و هذا أيضاً وجه مشترک آخر..
عُبيد الماء : فوارقنا متشابهة ( يضحکان)
الفتاة : (بنزق) لا تندمج سريعاً .. ابتعد!
عُبيد الماء (يرجع إلی الوراء) : حسناً .. حسناً
المشهد السادس
(بيت زعيم عُبيد الماء)
عُبيد الماء الجد : لا، لم تکن الفکرة صحيحة.. ليست منطقية.. و ليست عقلانية
عُبيد الماء : أنا أحبها
عُبيد الماء الجد : لا يکون هذا الأمر
عُبيد الماء : يجب أن يکون
عُبيد الماء الجد : ليس في الأمر (يجب).. لیس في قاموسنا کلمة تدعی (يجب)
عُبيد الماء : لکنني أحبّها .. أحبّها
عُبيد الماء الجد : أخرس.. إخوتک عَبيد الماء إن سمعوا .. سيفعلون ما لا تتوقعه ( ما لم يکن في الحسبان)
عُبيد الماء : أنا أريد أن يسمعوا .. ( بصوت عالٍ).. أنا أحب بشراً
عُبيد الماء الجد : أخرس.. أخرس..
عُبيد الماء (بغضب) : لن أسکت..
عُبيد الماء الجد : ماذا دهاک؟
عُبيد الماء : أنا مغرم
عُبيد الماء الجد : الحب و الغرام لا يحتاج إلی الضوضاء
عُبيد الماء : (بصوت عالٍ) أنا مغرم ببشر.. أنا مغرم ببنت الشيخ.. مغرم بإنسان..
(أصوات متداخلة من الخارج)
- : ماذا هناک.. ماذا يقول.. نحن لسنا علی وفاق مع البشر.. کيف يکون ذلک.. لقد جُنَّ الشاب .. في هذه الأيام أصبح الشباب يتفوهون بما يخطر في بالهم .. للجنون حدود
عُبيد الماء : لا أصغي إلی الکلام غير المسموع (اللامسموع).. لا أصغي إلی الکلام الهراء *
عُبيد الماء الجد : ألا تشم رائحة الموت آتية من الخارج؟
عُبيد الماء : أنا أتحدی الحدود *
عُبيد الماء الجد : لا تَجُن أيها الولد .. فأنت أمل الکل ..
عُبيد الماء : لم أکن و لا أريد أن أکون (بصوت عال)
عُبيد الماء الجد : عندما تقوم قائمة هذه الضوضاء ( الغوغاء) (يشير إلی الخارج)، لا يُحمد عقباها.. أنت لا تعرف هؤلاء .. أنت لا تعي ردة فعل هؤلاء
(عُبيد الماء يضحک)
عُبيد الماء : دعهم ليقولوا ما يشاؤون (صمت)، سينسون عندما يتعبون..
عُبيد الماء الجد : هؤلاء لا ينسون
عُبيد الماء : کل شيء سيذهب في طي النسيان
عُبيد الماء : ستبقی الفضيحة خالدة ..
عُبيد الماء الجد : أتعبتني .. تعبت.. تعبت.. ( يدور في مکانه).. إذا متُّ أنا .. ستحلّ مکاني في زعامة عَبيد الماء .. ستصبح زعيماً لهم..
عُبيد الماء : لا.. لا أريد .. أنا أريد الزواج بها فقط
عُبيد الماء الجد : لا تزعج جدک العجوز.. أنا متعب أکثر مما تتصور، فأنت لا تتعبني أکثر من ذلک.. انا متعب أکثر ما ترید أن تتعبني *
عُبيد الماء : أنا أريد الوصال مع حبيبتي، حتی و إن طردتموني
عُبيد الماء الجد : لن يطردوک.. سَيَمحونَک..
عُبيد الماء : لا ضير في ذلک ..
عُبيد الماء الجد : کفی جنوناً .. أنت أعقل من الجميع..
عُبيد الماء : لستُ بعد الآن .. لا أريد أن أکون .. يجب أن نرمي بالعقل في مکب النفايات .. الآن قد حان وقت القلب و الفؤاد ..( يضرب علی صدره)
المشهد السابع
( بيت الشيخ.. أصوات متداخلة)
- : حضرة الشيخ .. لا، هذا لا يکون .. غير ممکن .. مستحيل.. نحن قاتلنا الإنجليز و لم نرکع.. هل تريدنا أن نخاف من عَبيد الماء.. صحيح أنّ لديهم الماء ويستطيعون أن يقطعوا الأرزاق.. حسناً، لا نأکل السمکَ بعدَ الآن.. نحنمستعدون لأن نعوّض بنت الشيخ ببناتنا حتی لا يلحقنا العار جيلاً بعد جيل.. لماذا هذا الصمت أيها الشيخ.. تکلّم .. تکلّم.. ماذا يعني صمتک أيها الشيخ .. أرجوک سماحة الشيخ صمتک أبکانا..
المشهد الثامن
(بيت زعيم عَبيد الماء، الضوضاء تعم المکان )
أيها المبجّل لماذا أنت صامت.. لم تنبس ببنت شفة .. يجب أن لا يتزوّج ابنک من البشر.. هذا عار أبدي .. اکسر الصمت.. أيها المبجّل.. ابنک لا ينبغي أن يتجاهل قوانيننا .. ندوس علی من يدوس قوانيننا.. هذا هو قانوننا السرمدي الذي تناقلته الأجيال..
المشهد التاسع
( بيت الشيخ.. أصوات متداخلة و ضوضاء)
أيها الشيخ منذ مدة و ابنتک مفقودة.. النساء تقول بأن بنت الشيخ غابت منذ فترة .. النساء تتکلم عن غياب بنت الشيخ.. تکلم .. لماذا لم ينبض عرقک.. مات الشيخ .. الشيخ ميّت.. لعنکِ الله يا فتاة.. قد قتلتِ الشيخ.. عار عليک.. اللعنة عليک.. الويل لکِ..
المشهد العاشر
(بيت زعيم عَبيد الماء، أصوات متداخلة و ضوضاء)
أيها المبجّل ماذا يعني هذا الصمت.. ابنک هرب.. الشباب تتکلم عن هروبه.. أيها المبجّل لماذا أنت صامت.. اکسر حاجز الصمت.. لقد مات المبجّل.. اللعنة عليک يا عاق.. * .. المبجل مات .. أيها اللعين أصبحت عاراً علی شعب عَبيد الماء.. اقتلوا هذا اللعين أين ما تجدوه .. يجب أن نمسح وصمة العار هذه..
المشهد الأخیر
في اللامکان (ديستوبيا)
عُبيد الماء : لا.. لا..
الفتاة : انتهی کلُّ شيء
عُبيد الماء : لا، يجب أن لا ينتهي هکذا
الفتاة : النهايات ليست بأيدينا
عُبيد الماء : لماذا لم تکن بأيدينا.. إذ البدايات کانت معنا
الفتاة : ليتها لم تکن لنا بدايات..
عُبيد الماء : مستحيل تغيير الماضي
الفتاة : متشظٍ مستقبل ذلک الماضي المنهدم (المتهالک) *
عُبيد الماء : علی المرء أن يسلک الطرق التي سلکه الأولون
الفتاة : کي نغرق في المستنقع أکثر فاکثر
عُبيد الماء : علی المرء أن يسلک المستنقعات أيضاً و أن يشقّ طريقه
الفتاة : لا أدري لماذا أنت حازم هکذا
عُبيد الماء : العزيمة مفتاح الفرج
الفتاة : مشکلتنا، أزمة غير قابلة للحل..
عُبيد الماء : ليتکِ.. ليتکِ.. کنت أکثر حزما و إرادة ..
الفتاة : أجل .. ليتني .. ليتني .. ليتها لم تکن بداية هناک.. رباه .. رباه لماذا آل الأمر إلی هذا النحو ..
آذار 2016، آب 2018
كاظم القريشي
*عُبيد الماء كائن اسطوري .. تعتقد العامة بأنه يعيش في الأنهار .. يشبه الأنسان و لكنه اسود .. يسرق الفتيات اللواتي يذهبن الى الانهار بغية غسل الاواني او الملابس او...... انتقاما منه من البشر لأن البشر قد أسر و قتل زوجة عبيد الماي كما تقول الاسطورة
الطنطل ايضا كائن اسطوري .. يشبه الغول في الادب العربي
تتضارب الآراء حول وجود او عدم وجود عبيد الماء... و لكن هو موجود في الحكايات الشعبية كثيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق