مجلة الفنون المسرحية
ال
المؤلف المسرحي مثال غازي |
قراءة نقدية لمسرحية كاكي وأربو تأليف : مثال غازي 2008
وضاء الحمداني
خلاصة المسرحية :
تحكي المسرحية قصة مسجونين اثنين في قاعدة عسكرية ، قدما مبلغاً من المال رشوة لحارس السجن بمبلغ من المال فخرجا من السجن ، فخرجا من ورطة التي هي ورطة السجن ليدخلا في ورطة أخرى هي متاهتهم في الصحراء فيسيرا في الصحراء ليس معهم غذاء ولا ماء ، شخصية كاكي شخصية متطورة ومثقفة ومتفائلة أكثر من شخصية أربو المتخلفة والمشككة والمتشائمة وهذا يتضح من الحوارات الواردة في المسرحية مثلاً عندما يقول اربو لكاكي انك تمشي بسرعة هذا يدل على سبقه وأياه أشواطاً ومراحل وأزماناً ، وهما يسيرا يحتاجان الى الماء حتى ينال منهم العطش فيطلب كاكي من أربو أن يصلوا صلاة استسقاء فيصليان ويدعيان فلا ينزل المطر ويطلب أربو من كاكي أن يخفف المسير فترة ليرتاحا وفي هذه الاثناء يريا سفينة كبيرة في الصحراء فيقرروا الدخول فيها ، كاكي يخاف أما أربو يدخل ثم يدخل الاثنان بعد أن يقتنع كاكي بأن لا سبب يدعو لخوفه من الدخول الى السفينة وربما سيجدان داخل السفينة ماء وغذاء ويسمعا داخل السفينة صوت عاصفة ولا يجدوا ماء داخلها وفي هذه الاثناء تأتي ضابطة اميركية ومعها مجندة المانية فالضابطة تعاقب المجندة بأوامر عسكرية لان المجندة فقدت خريطة المنطقة تحت تهديد السلاح وتتعب المجندة من أوامرها حتى تطلب منها أن تقتلها لكنها لا تفعل ويتضح سبب العقوبة لانهما تائهتان في الصحراء وقد فقدت الخريطة لذلك الضابطة تعاقب المجندة وفي هذه الاثناء يرى كاكي وأربو الضابطة والمجندة ويعتقدان بأنهما رجلان فيحاولان أن يطلبا منهما الماء والغذاء و الخروج من متاهة الصحراء اعتقاداً منهم ان حارس السجن هو الذي بعثهم فيكلمهم أربو الذي يعجب فيما بعد بالمجندة عندما يطلب منها الماء فيسقط غطاء رأسها ويكتشف بأنها مجندة جميلة ويكلمها فلا تفهم كلامه ، ويعجب كاكي بالضابطة ويطلب منها شربة ماء وأن يخرجوا جميعاً من الصحراء ، وبالتالي لا كاكي ولا أربو يفهما كلامهما ولا الضابطة ولا المجندة تفهمان كلام كاكي وأربو اعتقاداً منهما انهما يعرفان طريق الصحراء والمجموعتين لا تعرفان الطريق ويظل كل شيء مفتوح حتى النهاية فلا خروج من الصحراء وليس هناك ماء للعطشى ولا نزولاً للمطر وفي النهاية الضابطة تحاول قتل المجندة لكن أربو يأخذ من الضابطة السلاح عنوة وبقوة ومن غير أن تعرف.
تحليل العينة :
المسرحية بأكملها موضوعة متخيلة عن صديقين تائهين في الصحراء كما هو واضح في خلاصة المسرحية ونجد في هذه المسرحية بعض المؤشرات التي وردت في النص ، منها المزج بين الوهم والحقيقة وهذا يظهر في كل جوانب المسرحية ، ونلاحظ فيها بعض العبارات التي توحي بالكوميديا المتهكمة حينما يقول أربو : (( لا يرضيني أيها المغفل لأني لا أستطيع اللحاق بك من شدة التعب والعطش ، فأنت تسير كالمجانين كما ان طاقتي في المسير بدأت تضعف )) (1).
ونلاحظ فيها الوهم حيث انهم شاهدا سفينة وسط صحراء وهذا شيء لا يصدق وأشبه منه بالوهم منه بالحقيقة حيث يقول كاكي : (( سفينة وسط الصحراء ألا تجد هذا غريباً بعض الشيء ))(2).والمسرحية تشير الى وضع سياسي واجتماعي بالنسبة للمجموعتين وهذا ما يؤكده الحوار الآتي الضابطة: (( اذن ستقدمين الى المحكمة العسكرية بتهمة التجاوز على من هم أعلى منك رتبة ومخالفتك لقانون الانضباط العسكري ))(3).
ونلاحظ في المسرحية كشف الحقيقة وملامسة الواقع حينما يخاطب كاكي أربو: (( هل رأيت لقد رمت بوعاء الماء خاصتها لنا ، انها معجزة ألا ترى كيف قرأ أفكارك هيا أذهب وأشرب الماء ))(4).
وفي حوار آخر أيضاً نجد كشف الحقائق حينما يقول كاكي : ((ليست هناك خدعة فالمهم هناك من حضر لإنقاذنا ، رجل ، امرأة ،لا يهم فمأمور السجن لم يصف لنا من سيأتي لإنقاذنا ألا ترى كم هما جميلتين ))(5).
ويجد الباحث ان الواقع قد أختلط بالوهم اختلاطا كبيراً حتى أصبحت الشخصيات لا تميز بين ما هو حقيقي وما هو وهمي.
ونلاحظ أيضاً الكشف عن عيوب المجتمع من خلال ضعف الرجل أمام أي امرأة يصادفها وخاصة اذا كانت جميلة وهذا ما يوضحه الحوار الآتي كاكي :(( ألا تنظر اليها ، انها جميلة وأصبحت أكثر جمالاً حين خلعت ملابسها العسكرية ، انها جميلة يا أربو وفاتنة ))(6).
والشخصيات متخيلة وهي شخصيات غير نمطية وليس لها وجود على أرض الواقع وهي مجرد أفكار ورموز بقدر ماهي شخصيات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)مثال غازي ، مسرحية : كاكي وأربو ،2008، مسرحية غير منشورة ،ص03
(2) المصدر نفسه ، ص05
(3) المصدر نفسه ، ص014
(4)المصدر نفسه ،ص22.
(5)المصدر نفسه ، ص25.
(6) المصدر نفسه ، ص44.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق