تصنيفات مسرحية

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

مسرحية "مرآة "تأليف عمار نعمه جابر

مجلة الفنون المسرحية
المؤلف عمار نعمة 


مسرحية "مرآة "تأليف عمار نعمه جابر



( مرآة كبيرة ، تدور ببطئ في وسط المسرح .. 
يقف أمام المرآة رجل ضخم ، يرتدي بدلة رسمية ، يدخن سيجار 
الرجل يدور مع المرآة حيثما دارت .. المرآة تتحرك بين الحين والآخر ..
صورة الرجل في المرآة تتحدث معه ) 
صورة الرجل     : ( تتحدث مع الرجل ) 
أراك تحاول أن تبدو بخير
 ( الرجل متفاجئا )  
الامر ليس بهذه السهولة ، قيافتك الجميلة والمرتبة في غاية الاتزان 
( يحاول الرجل ترتيب قيافته )
 لكنك من الداخل مهزوز ، غير متزن 
( الرجل ينظر الى صورته بغضب )  
أنظر ، انت تحاول أن تغير ملامح وجهك ، تجعلها أكثر جدية وصرامة ، لكي يبدو الامر وكأنك جاد في كل تفاصيل حياتك ، وجاد في علاقتك مع الاخرين
 ( يحاول الرجل جاهدا أن يسيطر على ملامحه الصارمة ) 
محاولة لاخفاء كونك وفي كل مرة ، تفقد السيطرة على ما يحدث ، وتلوذ فارا عن أتفه المشاكل التي قد تواجهك ، فتختبئ في بيتك ( تتغير ملامح الرجل ) 
 كاذبا على الناس بأنك على سفر ، وستعود بعد أيام . الشيء الغريب فيك أن ملامحك كما المطاط ، قابلة للتشكل بالطريقة التي تحبها ، وجهك قناع مسرح خاضع لرغباتك
 ( يحاول الرجل أن يتحسس وجهه ) 
تشكل صورته بطريقة قادرة على خداع الناس بدرجة اقناع كبيرة ، ولكنك لا تقدر على خداعي أنا ، كل التمثيل الذي تجيده على مسرح الحياة خارج هذه الغرفة ، لا يقدر في التأثير على ما أجيده من قراءة داخلك بوضوح وسلاسة . هذا الاختلاف الكبير بين ما تظهره للاخرين ، وما تضمره في داخلك ، سيربكك تماما ، في لحظات المواجهة الحقيقية 
( يحاول الرجل أن يسيطر على نفسه ) 
 فأمام المواجهات ، تضعف الاقنعة ، وتتآكل مادتها المزيفة ، يصبح المرء عاريا تماما أمام الذوات التي تباغته بسرعة ( يبدو الرجل خجولا من نفسه ) 
عندها ستصغر جدا أمام نفسك ، ستصغر أكثر مما أنت عليه . أنت في حقيقة نفسك شخصين ، وليس شخص واحد
 ( يحاول الرجل الانتباه لصورته في المرآة ) 
أحدهم تعيش به بين الناس بما يحبون ، وبما يتوقعون منك ، شخص على مقاسهم . أما الثاني فهو هناك يختبئ في زاوية صغيرة في داخلك ، خائف من الظهور ، خجول ، متردد ، ضعيف ، ترعبه الاحداث والاسماء والاشخاص . كان يتقزم في كل مرة تدعوه فيها للاختباء ، كان يتلاشى بشكل غريب خلف اسوارك التي بنيتها حوله 
( يبدأ الرجل بالانهيار شيئا فشيئا )  
لقد غدا الآن ضئيلا جدا ، لا يراه أحد ، ولا يقدر على سماعه أحد . كيف فعلت ذلك بنفسك ! أنا وأنت نعرف جيدا ، أنه الوحيد الذي يمثلك ، لا تحاول أن توهم نفسك بهذا الكائن الخارجي المزيف ، هذا شخص افتراضي مصطنع ، سيتلاشى في أية لحظة ، وحينها سيراك الجميع ، كما أراك أنا الآن .. 

ستار 

تركيا / سامسون
21/10/2018    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق