مجلة الفنون المسرحية
مسرحية " هَوَسُ " في خمس مشاهد تأليف : طنطاوي عبدالحميد طنطاوي
الشخصيات
- الإمام
- الكفيف
- البهلول
- الأخت 1 أم سعيد أكبرهم سنا
- الأخت2 أم فؤاد
- أبوسعيد زوج الأخت الأولى
- مسعود رفيق درب الشيخ وحبيبه
- عامر الابن الأكبر للشيخ
- ثابت الابن الثاني للشيخ
- شخص 1، 2، 3، 4، 5، 6
- سيدة 1، 2، 3
- اللصوص 5،4،3،2،1
- مازن حفيد الشيخ من ناحية الأم وأكثر الناس ارتباطا بالشيخ
- نور زوجها كان عامل عند الشيخ ومات ويحبها الشيخ بصورة
غريبة ويعطف عليها
- برديس الغجرية
- فتيات الغجرية
المشهد الأول
------------------
شبه ظلام ، مجرد بؤر ضوئية تضئ وتختفي ، يبدو المكان وكأنه أحد الشوارع ظلال لأشخاص مجهولة تتحرك وبعضها يهرول ، نغمات حزينة يبثها ناي لا يظهرصاحب الناي ، تتردد صرخات متقطعة تحمل كلمات تقترب من الندب أو المرثيات لا تظهر ملامح للندابات ، يبدو أن الأصوات صادرة من مكان بعيد ، تسقط الأضواء على مجموعة من الأشخاص ، كأن كل منهم يتوجه بحديث لشخص غائب ، يتحركون في دائرة صغيرة ويتعقبهم الضوء الشاحب
شخص1 : سامحني يا سيدي الشيخ
دموعي جفت وأصبح الدمع عصياً
وماجدوي النحيب والبكاء عليك
يا أبا الكرم والجود ماتت دموعي وما
جادت عليك العين بالدمع .....
" صارخا " يا غالي
شخص2 : فر كما العصفور من الدنيا
" يصمت وكأنه يبحث عن شيء مفقود "
بعدك من يرفع عن رأس الناس هماً وكرباً
شخص3 : مركب وحمال للهموم
والدنيا كما البحر مشحون بالغيوم
اسودت الدنيا في عيون الخلق والناس تاهت واختنقت
شخص4 : إنا إلي الله ... إن إلى الله مرجعنا
سيدة 1 : " نادبة " بللوا تراب المقابر بالدموع على سيدنا وتاج رأسنا
صورته مرسومة في قلوب الخلق
طيفه فوق حيطان البلد مطبوع
ألف آه وآه وآه
فارقتنا ضحكته ورنة كلمته
حتى صوت صهيل فرسه حزين
سيدة 2 : ومن يؤنسك يا شيخ ؟
شخص 1 : عمله الصالح
والله ما طلعت شمس ولا غابت إلا ويده بالخير ممدودة
الله يرحمه
ونجوم الليل تشهد بجوده
يده ما تكل تمسح فوق رأس اليتيم وكان بوصية المصطفى فاعل
شخص2 : اندبي وقولي من بعده من يشيل الغم ؟ راح
بهلول : أنا أعرف طريقه
" ضاحكا " علي يمينه وشماله بنات الحور
أنتم جهلة ... الواحدة منهن ضي وجهها ينير بلداً
شعرها ناعم كذيل الفرس الأصيل
كعبها أحمر من غير حناء
مبارك عليك يا شيخ
دعواتي يارب تكن من نصيبك
في الليل وأنا نائم سأحلم ومستحيل أن أقول الحلم
تمتع يا سيدنا بركة ربنا عليك ستحل
تحت جناحك لملم أحبابك وأنا أولهم ... إياك تنساني
سيدة1 : الصبر ... الصبر ... إلهمنا يارب الصبر
كان سبعاً تهابه السباع
أم سعيد : " تلطم خدودها " يا مُسافر وغيبتك طويلة
يا مسافر من غير رجوع
آه يا غالي
الحزن كما الوتد رشق في الصدر
راح ضياء العين ودفء القلب رحل
" يضاء المسرح من أحد الجوانب يخرج الإمام متحركا ويحدث نفسه "
بهلول : يا مولانا الإمام ... حقيقي الشيخ تعجل فراقنا
الإمام : " بصوت متحشرج " يا بهلول لكل أجل كتاب
ورقته وقعت من على الشجرة .... مواعيد ومكتوبة
أم سعيد : ظهري انكسر لفراق الغالي
مُحرم عليّ ملبسي الناعم
من الساعة ثوبي خشن وأسود ومحرم الكحل علي عيني
بهلول : البسي ثوبك بالقلوب يا حزينة
أم سعيد : آه يا خيي
كنت منتظره أن تستقبل عزائي وتوصلني تربتي وتلحدني وتفك كفني
بهلول : دورك محجوز وميعادك معروف
الإمام : يا أخت الشيخ ... حرام
الشيخ إنسان مؤمن وأنت معروفه بالفعل الصالح
الرسول قبله قُبض ولا إنسان في الدنيا مُخلد
أم سعيد : " باكية " بعد اليوم لا خير في الدنيا
دفنتموه وتركتموه وحيداً
يا ألف ندامة ....الشهامة في التراب تغيب وتغور ....آه يا غالي
الإمام : مثواه الجنة برحمة المولى
شخص1 : قالوا في اللحد ابتسم
شخص2 : ووجهه كالبدر ساعة تمامه
أم سعيد : كانت أمنية عمري أن أسافر قبلك
بهلول : يا شقية كلٌ بميعاده
شخص3 : يا أختنا يا أخت الشيخ
صوتك بح ارحميه وإرحمي روحه
كلنا شاهدون بحبك له و عيونك احترقت من الدمع
أم سعيد : غالي وسافر من غير وداع
شخص3 : استغفري ربك
الإمام : استغفروا ربكم
الندم والاستغفار يمحو عظيم الذنب
شخص1 : مركبنا من غيره بلا ربان
شخص2 : كان سفينة
رياح الزمن غالبة وغدارة ... كسرت شراع السفينة
شخص3 : دخان أسود بلون الليل أعمى عيون الناس
وكل الناس من البكاء والعويل بصرها كَلّ
سواد في سواد والأمل مفقود
بهلول : كان رسولاً للخير ومات ... واحد حي
بشر وللعمر ساعة مكتوبة ومحسوبة
سبحانه الواحد الحي
أم سعيد : " متسائلة " ممكن يعود ؟!!!
الإمام : " صارخا " اتق الله يا ست الناس
يعود يوم أن تثور الملائكة ضد الله وتخرج عن طوع الخالق
أستغفر الله العظيم .... الرحمة
أم سعيد : الملك لك يا صاحب الملك ... اللهم ارحمه
سيدة1 : نساء البلد يأكل قلبها الحزن
طيبته في كلمته وهيبته في وقفته
يا حزن قلبي عليه
الإمام : لا تبكوا فروحه في اللحظة سعيدة
نالت روحه حريتها هربت من سجن
الجسد الفاني ، ادعوا له بالرحمة
سيدة2 : كان يمسح دموع الغلابة والمحتاجين
الإمام : ادعوا لذريته تثبت على فعل الخير وتتقلد بتاج المحبة من كل الناس
سيدة1 : " بصوت يقترب من الهمس " نار تخلف رماد
" وبصوت واضح " يستحق نلطم خدودنا ونندب عليه
الإمام : " ينظر إليها ويبدو أنه سمع كلمتها "
لا تلطمن الخدود ولا الصدور
صوت الصراخ العالي يقلق الأرواح
وشيخنا طول ليله كان يردد تسابيح السماء
اركعوا واسجدوا وادعوا له
إرادة الخالق يا خلق
الكفيف : " قادما مستعينا بعصاه فحسب ويدرك الطريق جيدا "
ارحموه واذكروا محاسنه
قلبوا ورق أيامكم القديمة وادعوا له
جبل وانهد و تمر النخيل طعمه مر وعلقم
مات البدن وعليكم بالصبر يا بشر
الإمام : قل لهم يكفوا عن الصراخ والندب
الكفيف : يستحق أن نحزن عليه
كان إنساناً يعشق خلق الله و صدره بالإيمان عامر
دائما جبينه لرب الكون مرفوع وكأنه يتلقى الوحي
سيدة1 : الكل كان يهاب طلعته
سيدة2 : لمن نشكو ؟
أم سعيد : كان الله في عوننا
لنا رب نطمع في رحمته
الإمام : وحده يطوف الدروب بالليل
حتى الكلاب يسكن نباحها
وبعد صلاة الفجر تعود أن يغسل رأسه بندى الصبح
يبل ريقه بنقطة عسل وكسرة عيش جافة ... الله يرحمه
الكفيف : جدل حبال المحبة من كتان وصوف وليف النخل
ربط قلوب الناس بالحب والناس تطمع في زياده
شهامة ورجولة وحياء فوق الوجه
في يوم العرس ما تمدغ أسنانه لقمه وتسأله يضحك ويقول شبعان
الإمام : عمره لم ينطق بكلمة معسولة
بيديه يغرف من خير زرعه ويجود ويوزع
سيدة3 : كل موسم وفي غير المواسم بابه بالخير مفتوح
سيدة1 : من سيقوم مقامه ولده البكري ؟!!!
عيونه زائغة وكرشه يسع ثروة قارون
وزوجته همها أن تكسو ذراعيها ورقبتها بالدهب
شخص1: أبوه المرحوم كان يقول
المال مال الله وكل البشر من نفس واحدة
شخص2: حتى النصاري شاركهم اللقمة
شخص1: يقول ولا يقول اليوم
ملعون من يأكل وجاره جوعان ملعون من ينام وينسى حق الجار
ومعدته بالأكل متخومة وجاره معدته تزعق من قلة الزاد
الإمام : قالوا له
كِلْ إيدك ... خُدذ من التل يختل
حاولوا يسمموا آذانه بالخوف من غدر الزمن والفقر
حاول الشيطان يعقد معه صلحاً أبى ّ
الكفيف : كان يقص مخالب الشر
" في ركن بعيد تسقط إضاءة على عدد من الأشخاص يتحدثون وكأنهم
يتهامسون وتبدو أن عيونهم زائغة تراقب ما حولهم "
لص 1 : هددنا بالطرد
لص2 : حمدا لله مات
لص3 : تمنينا أن نحتج وأن نعارض أفكاره
تملكنا الخوف ولم نتجرأ
الناس تقسم وكأن كلمته منزلة من رب السماء
مجرد أن نتكلم يضحك ويمازحنا ويصمنا بالجهل ويضحك جمهرة
مريديه وأحبابه
يهزمنا و يسحقنا بكلمته ويدعي أن كل أفكارنا سوداء
لص4 : أتت الفرصة لن نتراجع بعد اليوم
لنشرب خمراً ولنسرق ولنحرق ولن نتخوف ولن نتستر بظلام الليل
لن نتقوقع تحت جدار أو بين بقايا بيت منهار
لص5 : سيأتون إلينا صاغرين ... سيرضوننا
لص2 : ليدفعوا إتاوة
لص4 : سيطالوبوننا بحمايتهم
لص2 : " ضاحكا " لا أستبعد أن نجلس في مكان قضاتنا ولنحكم
لص5 : كان يقول تعالوا واعملوا واكسبوا المال الحلال
يضحك ويقول
أعرف أنكم تعشقون أن تقتنصوا المال من جيب الإنسان عنوة وبغير
رضاه... وتلك في عرف البشر سرقة وهي جرم وحرام
كان يحاول أن يجعلنا مثل عبيد هواه وأفكاره
يطالبنا أن نتوضأ ونصلي وأن لا ننسى صيام رمضان
لص3 : غصبا عنا كنا نوافق بكل ما يطرحه من أفكار
وامتدت أيادينا في كل الأوقات ولم يردعنا ولكن يقتلنا الخوف
كنا نبتعد عنه حتى لا تتقابل عيوننا وعيونه
غريب كان وكأنه يقرأ الأفكار ويستطيع بسهولة أن يعرف من أغتابنا
ومن سرقنا
لص4 : علينا أن نتوجه للناس بخطاب
نصرخ فيهم ونهتف
إنا حراس مدينتكم
لص5 : علينا إشغال أوقات فراغ الناس بالتافه
لص2 : بالعنف والعنف وسيلة للغاية الأكبر
السطوة ومزيد من مال
ومن يخرج عن قانون وضعناه هو خارج عنا
نتلف أرضه وتنهب أملاكه ولا مانع أن نحرق داره
لص4 : يومها يأتون إلينا يبكون وتظل لنا الرفعة وعلو الشأن
لص5 : سيتقربون إلينا ويدفعون
تسطع شمسنا من جديد ونرفع عن الناس غشاوة الضلالة والأفكار
الزائفة التى غرسها المرحوم
لص2 : ولتأتِ برديس
لص3 : الغجرية !!!!
لص4 : تعود وترقص حتى الفجر
ويعب الناس كؤوس الخمر وجرعات الحب الملتهبة من فتيات
الغجرية وتباعها
لص5 : الغجر وما أدراك ماالغجر ...الغجر عيون لنا
منهم نعرف كل أسرار البيوت ونزوات الناس في السر والعلن
لص1 : الغجر يسرقون
لص2 : قلنا حلالا لهم أنسيت ؟
سيقولون الرقص والموسيقى حرام
لا يعلمون أن الرقص فن والموسيقى محاكاة لأصوات الطبيعة التى
خلقها الله
لص5 : نبهر عيون الخلق بالعجائب وندعوا للرفاهية والجمال
الغد مرهون بنا وعلينا صياغته برؤيتنا
لص4 : حمدا لله أنه مات
" تتقدم صوبهم واحدة بلباس أسود يخفي ملامحها ، زيها الأسود من
أخمص قدميها حتى رأسها ، لا تظهر سوى عيناها ، يصمتون
ويتأملونها ويبدو أنهم لا يعرفونها "
لص1 : من أنت ؟
المقنعة : صاحبة الأنسِ ومبعث البهجة
لص1 : من أنت ؟
المقنعة : شريكتكم في الفعل
لص1 : إنا لا نعرفك
" ترفع ثوبها الأسود وتتخلى عنه وتبدو شبه عارية "
جميعهم :" بدهشة بالغة " برديس ... الغجرية
" يسرعون بلف الثوب حول جسدها ويبدو الخوف فوق وجههم "
لص2 : ملعون من خلفوك
مجنونة وفي تلك الساعة تأتين
عيون الناس قد لا ترى من ضباب الدموع التى تملأها
ربما شاهدك أحدهم
مجنونة يا
برديس : علينا أن نسرع
لص4 : لنبدأ فيما بعد ربما الغد أو بعد الغد ممكن أسبوع أو شهر
لص1 : الرجل لم يكمل ساعات مدفون
برديس : انتهت أيام العزاء ويكفي ...
رجل ملعون حرم على الناس اللذة والضحكة
حرم وحرم وحرم
فلماذا ؟ أتجوز عليه الرحمة ؟!!!
" صوت يأتي من بعيد ولا يظهر "
الصوت : كان يضاحك حتى الأطفال
لا تحزنوا فالرجل لم يعشق حزناً
كان عهدا علىّ قطعته أن لا نحزن للموت
كان اتفاق إن كان يوم مماته قبلي أن لا أجعل للحزن مكانا في مأتمه
لا تبكوا
قصوا نوادره المرحة
الموت حق وكأس دائر
نحن أمانة فوق الأرض
أمانة طلبها صاحبها وعلينا رد الأمانة لصاحبها
سبحان الخالق ... سبحان الله
قصوا على الأطفال حكاياته
برديس : من هذا ؟ كلماته ألقت في جسدي الرعب
لص5 : إنه الكفيف صديق الشيخ
برديس : ملعون وسيده أيضا
الحياة قصيرة لنتمتع
لص5 : عليك بالصبر أيتها الغجرية
" بنبرة ساخرة وهو يتأملها "
أظنك أصبحت بلا خصر صرت منبعجة أكثر
تضاريسك راحت
جسدك صار قطعة واحدة ولا يستطيع إنسان أن يحدد جزءا
محددا ...
" ضاحكا " قطعة واحدة
برديس : " تحاول أن ترفع ثوبها ولكنهم جميعا يحذرونها "
عموما لا تحزن ففتياتي زهور متفتحة
الدور عليك وعليك أن تثبت بأنك من نوع الرجال
أمن الذكور أم ؟؟!!... سأتأكد بنفسي
" تهم بالضحك فيسرع شخص5 بسد فيها "
لص1 : ملعونة يا بنت الملعونة
لص2 : لا تهتمي يا بارديس
هو يعشقك منذ طفولته
برديس : إنه أكبر مني سنا
لص3 : لا تهتمي .. أنت مازلت طفلة
أقصد مازلت جميلة
برديس : جبر الله خاطرك
لص5 : يمكن أن تظهري بالليل فحسب
برديس : لماذا ؟
لص4 : النور والألوان تزغلل العيون فلا تظهر تعاريج جسدك المنبعجة
لص1 : ارحمنا في تلك الساعة
لص5 :" ضاحكا " تذكرت حكاية الشاطر حسن
قبل أن يموت أبوه وصاه بوصية
إنه يوم يسرق فعليه بسرقة شيخ اللصوص
ويوم يلعب القمار فليلعب مع كبير القمارتية
أما الثالثة وهي بيت القصيد فكانت
إن أراد أن يذهب لبنات الليل فليذهب في الصباحية
" يضحك ويطالبونه بالصمت والاكمال "
يوم ذهب إليهن في الصباح فرآهن على حقيقتهن
بوجوههن العابثة وشعورهن المنكوشة وشكلهن الحقيقي
عزف عن الذهاب ثانية
برديس : يوم تأتي سأطردك
لص2 : أنا حبيبك
لص5 : هو عاشق للفوضى سيدتي
لص4 : وفى الفوضى ينتشي الكون حبا يا سيدتي
الغد قادم بالفوضى
لنستعد جميعا ....اقتربت ساعتنا
لص1 : فتياتك سيكونن مفاتيح قلوب الرجال
دربيهن كما ينبغي
الغد مرهون بالفوضى
استقدمي واستحدثي الجديد المثير الجميل
علينا إعادة ترتيب الأوراق
برديس : مهارات فتياتي لا تقارن
علمتهن كل فنون العشق والهوى
وكيف اللعب داخل أفئدة البشر ومن غوى هوى
لص3 : عليهن أن يلهبن صدورنا نحن أولا
" يضحكون ويحبسون ضحكاتهم بسرعة "
" يصمتون وينظرون في توجس حولهم ويقطعون الصمت "
لص1 : حمدا لله مات
ولده البكر في لهونا لا يشارك
لص5 : لكنه عنيد كالبغل
لص3 : كم تمنينا أن نحتج ونعارض أفكاره
لص5 : تقبلنا مزاحاته وبغباء كلماته يسحق داخلنا كل الأفكار
لص1 : لن نتراجع بعد اليوم سنطويه تحت جناحنا
كنا نشرب الخمر في السر سنجاهر
كنا نفعل ما يسعدنا من فعل منكر في خوف وتوجس
من اليوم لن نتستر بظلام أو نتقوقع خلف جدار
لا تنسوا فولده الثاني
مفتون بالخمر ودوما يبحث عن سعادته معنا في الخفاء
يعشق تداوير الجسد لأي راقصة تتلوى حتى السوداء
لص3 : نرفع من شأنه ونمشي في ظل حماه
لص4 : تريثوا فالغد سيفصح عن مكنونه أكثر
لص1 : نتسلل قبل شروق الشمس
لص5 : في السابق كان يعلم بأفعالنا ولم يفضحنا بل مد يديه ووهبنا
لص3 : " بتذمر باد " كنا نتسول أو كان يعاملنا كخدم يأتمرون بأمره
الفرصة آتية
نتخلص منه أو نرفع من شأنه
لص2 : خائف وأشعر أن جسدي بارد
الدم تجمد في عروقي
لص5 : الخوف .. هاهي معالم خوف
إنا لا نمثل شيئا في تلك الدنيا
إنا مثل الزبد فوق سطح الماء أو كالدخان في الهواء
لتكن لنا بصمة فوق صفحة تلك الدنيا ... لنترك أثرا
ليلتمس الكل منا العون ونصير السادة والكبراء
علينا أن نجازف لنكسب معركة الحياة
لص2 : علينا أن نتسلل واحداً خلف الآخر
نعلن في السر وندعو حتى نصبح كثرة
وعلي الجانب الآخر نهمس في أذن الابن
نحفز فيه روح الثورة والثروة وأن يحكم
أن يركب الناس ولو بالقوة فهو الأجدر
نؤازره ونقوي عزيمته
لص1 : الابن البكر
لا يهوى في الدنيا سوى المرأة
زوجته تتحكم في كل حياته وتخاف على أمواله
تخاف أن يهدرها على الناس كما فعل أبوه
لص3 : ولننفخ في صدر الابن الثاني أنه هو الأفضل والأقوى
أن نهمس في أذنه أن الناس تعشقه وترضى به
لص4 : ستعم الفوضي
لص5 : ربما يتقاتلان
لص2 : ومزيد من كسب لنا
وعلينا أن لا نغفل دور الإمام والشيخ الدرويش الكفيف
وحديث البهلول ينام في صدر الناس فبعضهم ينصبه وليا
لص5 : في كل زمان للسلطان إمام يصيغ الأحكام وفق الحكم وما يمليه
يستمد من شرع الله القوة
يلوي ذراع الشرع بما يهوى الحاكم
يتلاعب بالألفاظ والكلمات
تهتز رؤوس الناس معجبة بجمال الفكر
قليل من عسل يتذوقه ينفرج لسانه فيفتي ويقول ما شاء الحاكم
ألم يقولوا يوما ولله جنود من عسل
يومها دسوا السم لحفيد رسول الله
لص3 : يتضاعف خوفي
لص5 : والخوف مرهون بالجبن
لص3 : لست جبانا
لص5 : إذن فلنتقدم صوب الغد المرهون بالفجر
الأرنب البري برعونته يدفع الكلب البري لمطاردته
يقفز بغباء فيضرب الأرض بقدمه فيستقطب نظر الكلب
لو تسلل ولم يضرب بقوة لنجا من شر
علينا أن نثير بهجة الشياطين لتشاركنا الفرصة
لص2 : لن نظل مقهورين محبوسين في جدران يصنعها أصحاب الشأن
وحقيقة الأمر هم يفعلون كل منكر وقبيح ويدعون البراءة و الصلاح
لص5 : يرتدون عباءات التقوى
لص1 : هل نظل نتنهد وتسيل دموعنا ونندب حظنا؟
أليس في الجنة نهر من خمر ؟
لماذا لا يوجد في الدنيا ؟
لص5 : لنعش اللحظة ولنرسم ملامح وطريقاً للغد
لص1 : " ضاحكا " قالوا حلال السرقة
معا : من قالوا ؟ من أفتى ؟
لص5 : شيخنا الغجري قال
صُلب المسيح بثلاثة أوتاد والوتد الرابع سرقه كبير الغجر وسيدهم
فخفف من ألم المسيح ، ساعدوا المسيح كما أدعوا ، ومن يومها اعتبر
الغجر أن السرقة حق مباح ومنها يأكل ويشرب ويعيش
لص1 : ولنا أيضا الحق
لص5 : لو كنا في زمن المسيح لسرقنا بدل الوتد الواحد ثلاثة أوتاد وصُلب
بواحد فقط
لص2 : كان سيحلل لنا الكثير من الأشياء
" مفكرا " هل ما تقوله حقيقة ؟
لص5 : هذا ما قاله كبير الغجر وأقسم بأنه موجود بالكتاب المقدس
لص4 : ستعود أمسياتنا المنعمة
لص1 : نلقي الرعب ونقتنص الغنائم
لص2 : كان رجلا مجنونا
كان راسما فوق صدره صورة فارس قالوا إنه أبوزيد الهلالي سلامة
لص3 : كان مفتونا بروحه
لص5 : يركب فرسه وقبل أن ترقص فرسه كانت ترقص نشوته فوق عينيه
لص3 : ساعة أنظر إلي عينيه
أرى ملامح عشق للذات
" مبتسما ومعالم سخرية واضحة "
غاوي يصطاد قلوب نساء البلد حتى البنات البكر
أتذكرون يوم أن كادت النيران تأكل البلد
شمرنا وبالماء والرمل و للحريق أكفأنا
لص5 : الناس هتفوا باسمه
لص4 : الغلابه والتنابلة قالوا لولاه لأكلت النيران البلد وصارت رماداً
لص1 : لزما نشكر عزرائيل إنه لم يتراجع عن قبض روحه
قبض روحه من غير كلام
لص5 : بموته يزحف فوق عيون ناس بلدنا الانكسار
لص2 : الكفيف الناس تظنه شيخ وولي
لص1 : كفيف لا يرى موطئ قدميه دعك منه
لص5 : لماذا لا ننصبه بأيدينا وليا ؟
لص1 : مجنون أنت كيف ؟
وهو يلقي لعناته فوق رؤوسنا ليلا ونهارا
لص4 : دعكم من هذا الهراء
لص1 : الحرية
بعد موت الشيخ الناس ستشعر بالحرية
يبقى رب واحد معبود
فقد مات شريكه ورسوله
لص3 : أجننت الله واحد لا شريك له
لص1 : لا تخرجني من الملة ولكن سأردد
الميت كان يحجب نور الشمس
البلد كانت سجن
كان بوده يوقف الأرض عن الدوران
ربنا خلق الناس أحرار
كثيرون يهتفون وهم عاشقون للعبودية
لص3 : بعد اليوم لن نقبل أن نمشي في ظل إنسان
بشر كثيرون يتسولون تمتد أيديهم يعشقون الذل
أكفهم تنتظر أن يجود عليهم بقطعة لحم أو ورقة نقد
في ذل معتاد وهوس برفعة شأن السيد
كلاب ملعونون
لص4 : لو جربوا مزاح السكارى وأنغام الهوى وموسيقى العشق عاشوا
حرية حقيقية
لص5 : مات ... أخد من الدنيا أكثر من حقه
ضحك علينا بما فيه الكفاية
يوم كانت الناس تشكو
كان يقول الذهب في بطن أرضنا أطنان
لص3 : مات .... لا ذهب ولا قطران
لص4 : أيام تمرق وأماني تموت وعاشوا داخل سجن
نشوى كاذبة أجاد صياغتها ورددها منافقوه من خلفه
لص1 : كفاية زيف وخداع بسواعدنا نغير
لص5 : علينا أن نحزن ولو بالكذب
علينا أن نشارك الناس العزاء
نزوق وجوهنا بالألم والضيق لفراقه
برديس : وأنا
لص5 : ارفعي من فوق وجهك كل ألوان الزينة
اللون الأسود أكثر طلبا في تلك اللحظة
لص2 :"ضاحكا " هو أسود طبيعي
الراقصة :" تضربه بدلال "
سأقسم أن لا ترى كعبي قدمي بعد الآن
لص2 : الكعبان ما أجملهما وكأنهما مصبوغان بالحنة
لص5 : هيا شاركيهم البكاء والنواح
اقتربي أكثر منهم
ولتتسرب فتياتك بين جموع الناس
لا يضحكن ضحكاتهن المعتادة ولكن ليصرخن ويولولن
" تسقط الأضواء على الناحية الثانية من أقصى يمين المسرح
نساء حول أخت الشيخ الجالسة على الأرض ، يواسينها و
يتحدثن إليها ولكن في همس ، على مقربة منهن يستند الكفيف
على ذراع الإمام والبهلول يتحرك حولهم جميعا "
الكفيف : أشعر بالبرد
الرعشة تركب جسدي
هل تظهر الشمس أم حجبتها سحب اليوم الأسود ؟
تذكرت إنا في المساء وصلينا العشاء جماعة
الإمام : صوت البكاء ضجيج في الرأس
صوت هوهوة الكلاب بيزاحم ضجيج الكون
البهلول : " ساخرا ومبتسما "
حتى كمال العبيط ضرب الجدار برأسه
دمه نزف
ولد عبيط
الإمام : أيام كئيبة
كل الناس حتى الحيوانات حزانى
الكفيف : أصاب الناس الخرس تاهت حروف الكلام من فوق شفايفهم
واتوجع القلب بالآهات والأنين
بتلوموا العبيط ...
الشيخ كان بيمسح بيده فوق دماغه ويمد يده له باللقمة
الإمام : لله الأمر من قبل ومن بعد .... لله الأمر
الكفيف : روحي أصبحت في مناخيري ... نفسي ضاق حاسس بالخنقة
الإمام : كلنا في الهم سواء
من أين يأتي الدفء في ليل الشتاء
نسمة الصيف الخفيفة رحلت وأيام الغلابه القادمة نار
البهلول : زهق من البشر و مات الله يرحمه
الإمام : اتق الله ... لكل أجل كتاب
البهلول : المركب غرق والنبع جف
من يساعد ؟ من يرفع الغم والبلاء ؟
الكفيف : يجود الله برزقه
وما نحن إلا وسيلة
الإمام : الحياة طريقها واعر
الكفيف : " مشيرا بيده ورافعا عصاه في اتجاه "
واحد كان و مات
من يخلفه ؟ فتحوا عيونكم
البهلول : البركة فيك يا
الكفيف : شياطين بتزحف كما الثعابين
سامع حفيف زحفها
الإمام : أنا أصدق كلامك لكن ما العمل ؟
الكفيف : دول المدفوعين بفعل شيطان رجيم
أتباع لإبليس ، بيعشقوا الشيطنة
بينورا للخلق طريق الخطيئة والضلال احذروهم
" على الجانب الآخر تسقط الإضاءة "
برديس : أنا أشك أن هذا الراجل كفيف
لص4 : علينا أن نخفي أثرنا
لنختف الآن عن الأنظار
المشهد الثاني
--------------
إحدي حجرات المنزل الكبير ، على الجدران صور للشيخ وصور لمشاهد من الحرم النبوي والكعبة والمسجد الأقصى ، الحوائط فوقها الكثير من الآيات القراآنية ، بعض صور لسيدات متشحات بالسواد ، يجلس الجميع وينساب صوت مقريء للقرآن لا يستمر كثيرا فقد أعلن بانتهاء القراءة بالتصديق وأمن بما قال ، البهلول يجلس على الأرض مربعا قدميه ، يحاول مازن أن يجذبه ليجلس فوق مقعد ولكنه يرفض ويظل في مكانه متمتما بكلمات في سره ، رغم أن المقريء انتهى من القراءة وكأنه يواصل القراءة بمفرده ، يجلس عامر وثابت وأبوسعيد زوج أختهما بجوار بعضهم ، يجلس أيضا مسعود والإمام في مقابلهم
يعمهم الصمت
مازن : " باكيا " ليتني أنا
لم أتخيل يوما أن يقبع يوما في سكون
البهلول : لك يوم ... قادم لا محالة ... كأس دائر
مسعود : اللفظ سعد
" يربت على كتف مازن "
ومن يأخذ بكلام المجانين
البهلول :" مبتسما "
أخوكم مسعود ابن سعيده
طول عمره كذاب
كان يبيع حلقان تتركب في آذان الناس
غاوي يفتي ولو بالكذب
الإمام : اعقل يا بهلول
اليوم لم نكمل اليوم السابع لوفاة الشيخ
البهلول : أنا مجنون يا إمام
عامر : ارحمنا ...
حزننا زياده يكفينا حتى نلاقي وجه الله
البهلول: يرحمنا المولى يا عامر
افتح عينيك فقد صرت كبيرا
ثابت : إن تتحدث لا تنسى أن عامر من حل محل الشيخ
هو الابن البكر ... هو ...
البهلول : مطلوب مني الصمت أليس كذلك ؟؟
أم أنعته بصفات الشيخ
أنتم صامتون لماذا ؟
أنا أعرف سببا للصمت
دماغ كل منكم مثل النحلة لا تهدأ
معكم يختلف الوضع كل تدور في رأسه حساباته
كم سيرث من خلف الشيخ أليس كذلك ؟
مسعود : " صائحا " لسانه لا ينام في جوفه
نمام ويتحدث في أعراض الناس ... اطردوه
البهلول : لا تكمل يا ابن سعيدة
سعدك كان مرهونا بوجود الشيخ
الشيخ مات وأكملت في أملاكك بدلا عن الفدان الواحد عشرة
كله من فضل الشيخ ... أنسيت ؟
مسعود : "محاولا الهجوم على البهلول فيمنعه مازن "
يا ابن المجنونة
الإمام : طول عمره لسانه أطول من عكازه
لاتنس كان شريكاً في مجلسنا في وجود الشيخ
اليوم من يجرؤ على طرده
مسعود : سمعت ما قال
هذا الكلب الملعون
البهلول : كلب وملعون أيضا ... جزاك الله بالخير يا
الإمام : دوما تتكلم
ألا يعرف خشمك معنى الصمت
البهلول : " ضاحكا ومتحركا على أربع ويعوي ككلب "
أنا كلب ...أهوهو
أشم الرائحة
والراعي لو يرعى بذمة وضمير
لألقى الرعب في قلب الذئب ولم يقترب ناحية الأغنام
ولكن لم تصبني اللعنة إلا من مسعود ابن سعيدة
مسعود : يقصدني بكلامه يا سيدنا
فاض في القول وباسم الأم نعتني
البهلول : ويوم الحشر ينادينا المولي باسم الأم
عامر : ليتكلم فكلامه لن يضيف أو ينقص شيئا
البهلول : " متحركا " يا أولاد الشيخ يامحبيه
أتدرون أين كنز الشيخ ؟
" يصمتون وكأنهم ينتظرون منه إكمالا لحديث "
الشيخ خبأ كنزه داخل قلوب الناس
قلوب الناس عريانه ولا تستر
" طرقات وتدخل أختا الشيخ ، أم سعيد البكرية وأم فؤاد "
أم فؤاد : أهناك غريب بينكم ؟
بهلول :" مصفقا " ما غريب إلا الشيطان يا أم فؤاد
أم فؤاد : طول عمرك لسانك مسحوب
بهلول : سمعت صوت الديك أتت مسرعة لتجمع البيض
لم تبض الدجاجات بعد
الديك ينتظر الفرخة تبيض ويكاكي ويهلل
" مقلدا صياح الديك "
أم فؤاد : لا مؤاخذه يا سيدنا وأنت يا عم مسعود وأنتم يا أولاد الشيخ
مفروض تطردوا هذا الإنسان
أم سعيد : اعقلي يا أختي ... عيب
لا تنسي أنه كان قريباً من قلب أبيك
شاركه وقاسمه اللقمة
بهلول : يا بركة يا ست الناس
الله يسامحك يا أم فؤاد
أنا الحافظ للعشرة ومثل الكلب أهوهو لو نام الراعي
أم سعيد : الهّمْ راكبنا والكلمة تائهة والعذر مقبول من الموجوع
السماح يا عم بهلول ... اعذرها واعذرنا
الإمام : قواك الله يا أم سعيد
البركة فيك وفي أخوتك
ولا ننسى قول الأقدمين
الابن مولود والزوج موجود والأخ مفقود
بارك الله إخوتك الرجال وطرح الله بركة الشيخ فيهم
أم سعيد : هم مكان الشيخ
ثابت : وأنت بمثابة الأخت والأم ...أنت الكبيرة
وبارك الله في ولدك مازن راجل وزيادة
الإمام : مازن كان قلب الشيخ
كان يشاركه في كل الأفعال
كان يخصه بسره عن كل الخلق
مسعود : وخيركم معقود ببركة شيخنا
أم سعيد : أين محفظة الشيخ ؟
" تنظر إليهم والجميع صامتون "
أين محفظة الشيخ ؟ أوراقه وعباءته وعصاته ؟!!!
مازن : فوق رأس الشيخ
في النافذة فوق رأسه حيث ينام كالمعتاد
أم سعيد : لا أثر لمتعلقات الشيخ
ثابت : معي محفظة الشيخ
أم سعيد : لست أكبر أولاده ... فأنا أكبركم سنا وعامر أكبر منك
عامر : " بضيق باد "
ليس الموعد مناسبا
ثابت : إنها شئون خاصة بالرجال لا تخصك
عامر : اعقل يا ثابت
لتونا قلنا إنها بمثابة أمنا
ثابت : " بتذمر باد " لو قُتل الشيخ من كان سيثأر لقتله
من له حق الدم ؟
الرجال أم النساء ؟
أبوسعيد : أنا واحد منكم
الشيخ رحمه الله قال لي بالحرف
أنت ولد من أولادي
ثابت : " ضحكة مبتورة وبسخرية واضحة "
لك حق في الميراث !!!
أبوسعيد : أوصى بين الخلق بأن أضع عباءته فوق كتفي
عامر : ربما أوصى أيضا بمحفظته ومسبحته وعصاه
" يغمر الصمت جمعهم ، بهلول يأتي بحركات غريبة وكأنه يشجع على
استكمال الشجار ولا يلبث أن يصفق ، مازن قريبا من البهلول تبدو
الدهشة جلية فوق وجهه "
مازن : " بصوت يقترب من الهمس " كله بيقسم في الشيخ
" يبدو أنه اختنق بالبكاء فأسرع بالخروج "
بهلول : كله يهوهو
أم فؤاد : البقاء لله
" لعامر " أطال الله عمرك وجعل يومي قبل يومك
أم سعيد : ومحفظة أبيكِ ؟!!
أشياء كثيرة أختفت أين ذهبت ؟
أم فؤاد :" ساخرة " وزوجي لو كان موجودا لطالب بحقه كولد من أولاده
ألا يحق له أن يرث ... الشيخ مات
زوجي قال لي أن الشيخ وعده
أن يهبه عصاته وأربعة أفدنة في الشق الغربي
أبوسعيد : حقا ... كان الوعد بأربعة لي في الشق الشرقي وكذلك زوجك
مسعود :" للإمام " الشيخ كان يعرف ربنا
هل يحيد عن شرعه ؟
الإمام : مستحيل يقسم تركته مخالفا لشرع الله
أم سعيد : لن أتنازل عن وعد ضربه أبي لزوجي
أبوسعيد : قلبي يقول هناك أمور مخفية
أستأذنكم ولكم الجمل بما حمل
" يخرج أبوسعيد "
بهلول :" يعوي " ميت يودع ميت
ثابت : عليك بالسكوت يا بهلول
بهلول : الشيخ قلبه كبير ساع كل الناس
" ضحكا " حتى الحريم عشقته
وبدل الزواج مرة تزوج عشرة
" الإمام وعامر و ثابت ومسعود ينسحبون لأحد الجوانب ويتهامسون "
أم سعيد : اخرس يا بهلول
أم فؤاد : أبي أطهر إنسان على وجه الأرض
بهلول : ليس حراماً أن يحب النساء وليس عاراً أن تعشقه
الإمام : لم لسانك يا بهلول
مسعود : للجدران آذان
عامر : " بدهشة وتذمر "مدى صحة كلام البهلول
مسعود :" بتردد " ربما فيها شيء من الصحة
عامر : ومسجل هذا في أوراق الشيخ ؟
الإمام : " بتردد " أعتقد ... ربما
ثابت : تُحرق كل أوراق الشيخ
الإمام : علينا بالتروي
أم فؤاد: قبل ما يشقشق ضي الفجر وقبل ما تفرش الشمس بنورها يومنا
علينا أن نعرف حقنا في ميراث الشيخ
ثابت : اصبروا ... هناك أمور مخفية لا يعلمها إلا الله
ويعلمها الإمام وعمي مسعود
عامر : شاعر وكأني لا أعرف رأسي من قدمي
هل هناك أسرار لا نعرفها ؟
بهلول : قلت لكم الشيخ قلبه ساع الناس كلها
عامر : مصيبة
" ضاربا كفا بكف وضاحكا ساخرا "
ما تعداد إخوتنا
ثابت : ادل بدلوك يا عم مسعود
يا رفيق أبي في كل الصولات والجولات
مسعود : شبكوا أيديكم بأيادي بعض
احمدو الله علي النعمة
كله زائل ولا يبقى إلا وجه الله
اتكلم يا سيدنا الإمام
الإمام : أنا مرصود لي الفدان الشرقي وما فوقه
من أشجار مثمرة وأشجار نخيل حتى الصفصاف
عامر : ماذا تقول ؟
مسعود : لا تستغربوا يا أولاد الشيخ
فأبوكم كان يحيا بالناس وللناس
أوراق مكتوبة وأنا لي نصيب في الشق الغربي
ثابت : الشيخ عمره ما باع سهم من أرضه
ولا يوما وصى بوصية
أم فؤاد : حقي وحق أولادي ميراثي الشرعي
أم سعيد : لله الأمر من قبل ومن بعد
مسعود : عليكم أن ترضوا
أولاد الشيخ في بلدنا معروفين
لكن للشيخ أولاد أكثر بكثير
ثابت : أولاده !!!
عامر : من صلبه
الإمام : نعم من صلبه
أم سعيد: مستحيل
الإمام : علينا أن نتريث
فكل عقدة ولها حلال
مسعود : الفرصة أمامنا لنعيد صياغة أوراق الشيخ
أم فؤاد :" هامسة لأختها "حقا أبونا كان يسافر كثيراً
أم سعيد : يزور أولياء الله الصالحين
أم فؤاد : مستحيل
أم سعيد : الحمد لله على النعمة
أم فؤاد : يعني لا خمسة فدادين ولا عشرة
الإمام : يا جماعة وحدوا الله
بهلول : الله يرحمه سألني
يومها ضحكت وقلت له وأنا من سيرثني
الإمام : الشيخ صلى الفجر
مد يده بالخير لكل الناس
وزع ماله على كل المحتاجين قبل ما تطلع شمس الصبح
مسعود : عمره ما فعل فعله تغضب ربه
بهلول : أنا ابنه
مسعود : أنت أيضا من أولاده !!!
كل الناس بتقول له يا أبي
بهلول : يبقى تتقسم أملاكه على كل الناس
أنا آخذ عباءته
ووصى لمازن بفرسه
ثابت : كله يمسح من رأسه حكاية توزيع أملاك الشيخ
أم فؤاد : إلا أولاده من صلبه
هم أحق الناس بأملاكه
مسعود : يا أم فؤاد
أنا والإمام ما فارقنا الشيخ يوماً إلا ساعة النوم
لا يرضينا ظلمكم
عامر : " بضيق واضح وضاربا كفا بكف "
لنغلق باب الحديث عن ممتلكات الشيخ
ثابت : ساحرق أي أوراق غير المؤمن بها
بهلول : وذهب الشيخ المدفون يأكله الطين
والأرض تتوزع بدل المرة الواحدة مرات
مسعود : اطردوا هذا الرجل المجنون
الإمام : اخرج يا بهلول
أم سعيد : مستحيل أن يطرد إنسان البهلول
كان ظل الشيخ
يشاركه اللقمة
كان يكسيه مثل أولاده
عامر : حاضر يا ست الناس
" لبهلول " تقعد وتلم لسانك
بهلول : ممكن أهوهو
الإمام : علينا أن نفكر ماذا نفعل للغد ؟
الفكر ضائع في ضجيج الهوهوة
بهلول : الديب دائما يخاف من الهوهوة
والحرامي مهما كان باعه وطول ذراعه
يخاف من صرخة صاحب الحق
مسعود : نفسنا نحسبها صح
اطردوا بهلول
" قبل أن تنتهي كلمة مسعود يسرع البهلول بالخروج "
أم سعيد : بهلول واحد مننا
أم فؤاد : يغور
ثابت : " لأختيه " الله لا يسيئكما
عليكما أن تستريحا وأن تذهبا إلى بيتكما
" تخرج الأختان وبعد صمت لا يطول "
علينا أن ننفذ وصية الشيخ لكن وفق الحاجة
الإمام : ماذا تقصد ؟
ثابت : إن كان بوصيته لك فدان يكفيك النصف وكذلك مسعود
مسعود : لا أوافق إلا بشرع الله ووفق وصية مكتوبة
عامر : الأرض قيمتها تختلف من مكان لمكان
أرض بور وأرض زراعة وأرض للمباني تباع بالمتر
الإمام : هل في نيتك أن تسقط شرع الله ؟
عامر : اسقطته أنت يا سيدنا
ووافقت أن يوزع الشيخ أملاكه على غير الشرع
ثابت : لن ينال إنسان أيا كان سهما من ممتلكات أبي
مسعود : بالقوة أم ؟
ثابت : بكل ما أملك من قوة وغير القوة
حتى لو استعنت بالقتلة بالأجر سأمنع
الإمام : أتستأجر قتلة ليحلوا لك مُحرم
ثابت : أنت السبب يا مولانا الإمام
الإمام : يمكنني أن أفتي بفتوى فيها احلال لدمك
فأفتي ....أنك خارج عن الملة والدين
عامر : ليس هذا عليك بجديد
وأنت يا مسعود ماذا تريد ؟
مسعود : عوضي على الله
سأنتظر ربما جادت الأيام بخير
المشهد الثالث
---------------
حجرة واسعة ، تبدو كصالة استقبال وبها أكثر من مقعد وكنبة للجلوس ، الأثاث يبدو بسيطا ولكن يحمل ثمة من جمال في توزيع الأثاث والستائر ، تجلس نور تبدو جلستها حزينة ، تكومت فوق أحد المقاعد وقد وضعت رأسها بين ساقيها ، ترتدي ملابس منزلية زاهية الألوان
طرقات على الباب ، ترفع رأسها وتحاول أن تلملم شعرها ، تبدوعلى وجهها الدهشة ، تفرك عينيها وكأنها كانت سابحة في النوم ، تتحرك في أكثر من اتجاه ، تبحث عن غطاء لرأسها ، عثرت علي مبتغاها شالا أسود اللون شفافاُ فتلقيه على رأسها وفوق رقبتها
تتكرر الطرقات
نور : من ؟
من بالباب ؟
" لا أحد يرد ، يبدو على وجهها الجزع ، تبحث عن شيء ، تعثر علي
عصا يبدو أنها يد لمكنسة ، تمسك بها بقوة وتتكرر الطرقات "
من ؟
صوت : أنا
نور : من أنت ؟
صوت : " ضعيف وبصعوبة " مازن
" تفتح الباب ، ينظر إليها وتردد باد فوق وجهه ، تدفعه للداخل وتنظر
خارج الباب وكأنها تستطلع هل هناك أحد رآه وهو يدخل ، تعود فتغلق
الباب ، متسمرا وواقفا في مكانه "
نور : ما الذي أتى بك في تلك الساعة ؟
هل رآك أحد ؟
مازن :" يهز رأسه " لا .. لا ...
نور : خير ... ماذا حدث ؟
" مستدركة " حتى لو كانت القيامة ما عاد يهم
فبموته صارت كل الدنيا كومة تراب أو رمل
ما بك ؟
مازن : " بصوت ضعيف " مخنوق
نور : " تضرب صدرها " هل حدث جديد ؟
هل هناك مصيبة أكبر مما لحقت بنا ؟
مازن : قلبي مشروخ ودمع عيني جف
نور : أنت رجل ... تماسك
ومن كانت مثلي ماذا تفعل ؟
كان سندي في الدنيا وليس لي إنسان من بعده
مازن : لا أصدق أن الشيخ مات
إن الشيخ فارقنا ضحكته راحت وكلمته ما عادت تتردد
نور : أستبعد فكرة هجرانه للدنيا وحتى اللحظة أتشكك في الأمر
ظننته فوق الموت ... غير كل البشر
جرح قلبي كبير وأعلم أني لو بكيت العمر فلن يعود
آه ...أنت آت لتجدد أحزاني
كنت رسوله إلىّ دائما .... أتذكر
قبل أن يهل هلال العيد وقبل تكبير الناس والتهليل
يُدخل علي قلبي الفرحة وهديته وعيديته بيديك توصلها لي
قبل ما تطلع شمس ... آه
مازن :" يربت فوق كتفها "
آت لك ... أشاركك هم وكرب
أفك همي
ينفرج فاهي و لساني يتحرك ويتكلم
الكلام في صدري مات
والحزن ضفائر مجدولة بليل عتمة معصوبة فوق عيوني
قمر : الشيخ كان بيقول إن كلامك سبائك ذهب
والموت علينا حق
" ترفع يدها للسماء "
لمسة يده فوق رأس يتيم تسعد فؤاده
همسة كلمته نبع صاف من ماء سلسبيل
كل العطاشي تشرب وترتوي من كف يده
حكمتك يارب ... أنت بالذات دائما نائم داخل صدره
أنت وصل للمحبة وشربت من خصاله وارتويت
جدك ... وقالوا من خلف ما مات
مازن : مستحيل
قمر : نعم مستحيل حد يتشبه بجدك
البصمة واحدة وتتشابه لكن تختلف بين كل البشر
مازن : مخنوق ونفسي أرمي همومي
قمر : الهم بموته حل
مازن : تصدقي ....باعه أحبابه يوم ما فارق الدنيا و مات
قمر : كلامك غريب ولا يصدقه عقل طفل
لتقل كلام يصدقه عقلي حرام ... من ؟
مازن : أولاده وأعز أصحابه
كل أحبابه ... بهلول الوحيد بيندب على صورة هوهوة
الكفيف أقسم ما تخطي قدمه عتبة البيت
تصدقي مسعود أقسم بأن له ميراث في الشيخ
قمر : مسعود من يومه كلب
مازن : والإمام !!!
قمر : مثل النار يأكل ما يشبع
مازن : حتى أزواج الأخوات بيسألوا عن ميراثهم
قمر : ملعون من ينسى أفعال الشيخ
مازن : قالوا كلام كثير
تصدقي أن الشيخ يبيع أرضه ؟
من كان يقول من باع الأرض فرط في العرض
الشيخ يهوى النسوان ؟!!!
قمر :" تتحرك قمر ومن خلفها يمشي نور وكأنها تحاول أن تخفي وجهها عنه
وتتكلم بصورة عاشقة محبة "
كان حلم لكل حريم البلد
كانت البنات البكر العذارى تتمناه
ساعة ما يركب حصانه فارس
لفة شاله الأبيض فوق دماغه بتخفف نور طلعته
يرفع سلاحه وبيده اليمين يضرب رصاصات الفرح
الزغاريد ترن
كان صياد وفارس في زمن مكتوب عليه البؤس
مازن : صياد وفارس !!!
وبعد موته بقى فريسة بلا حول ولا قوة في أنياب الكلاب
قمر : مثله حرام يعيش وسطنا
المفروض كان يسافر أو يهاجر
لازم يموت قبل ما تسمع آذانه صوت الذئاب
مازن : أنت اتمنيتِي موته ؟!!
قمر : كان قلب عاشق والعشق في بلدنا فسق
لا ينسى الوعد ويعلي من شأن الحق
نور في ظلمة قلوب البشر
مازن : عمري ما صدقت إنك ممكن ...
" بتردد " ممكن تكرهيه
قمر : أنا مستحيل أكرهه
أنا كنت أعشق ضحكته بسمته
حتى همسة كلمته
يداوي جروح قلبي ووحدتي
مازن : زوجك الله يرحمه كان حبيبه وبمنزلة الابن
كم من الأعوام مرت منذ فارق دنيانا
" مستدركا " أنت صبية صغيرة
قمر : يجبر بخاطرك ربنا
تسأل كم بلغت اليوم من العمر
بعد موته صرت عجوزا وجف النهر
وتجاعيد سنين ظهرت وشاخ القلب
مازن : أتخافين عين حسود ؟
صبية وما تزيدين عن العشرين ربيعا
قمر :" تبتسم " جزاك الله بكل الخير
تتسرب الكلمات من فمك معجونة بالعسل
مازن : آآآآه ... كله مرار
طعم ريقي مر علقم
حاسس إنه بطعم الصبار العجوز
قمر : أنت تجدد جراحي
حرام عليك
بحلم ألاقي كلمة تايهة ترفع عن صدري كآبته
مازن : لا أكذب عليك
كل ملامح الدنيا أمام عيوني سوداء
بكل بجاحة الدنيا يقتسمون المواريث من تركة الشيخ
الشيخ رحمه الله ذهب ... محفظته تاهت وعصاته ضاعت
وعباءته حتى بناته كل واحدة تطمع أن يتدثر بها زوجها
أو يتباهى بها بين الناس
تصدقي يا ست البنات
قمر : ست البنات !!!
أنا ست البنات
الشيخ هو الوحيد من يسكرني يوم يقول ...يا ست البنات
ساعة أن تنطقها شفاهه كان جسمي يهتز وتنبت أجنحة من الفرح
" بأسى " غدا الفرح بعيد المنال
كان يمثل لي ابتسامة رضا بالحياة
يهدهد قلبي البائس الحزين
يربت في حنان فتخمد نيران الأوجاع والألم
مازن : في الليل أغلق الكتاب
أسمع مناجاته لرب السماء
رنين كلماته حزينة وكأنها مواوويل للرثاء
يطلب خبزا لكل الجوعى
أشعره وكأنه فيض نهر ورحمة
قمر : استشعر الحرائق قبل أن يموت
هل يمكن أن يكون الموت انتحار ؟
مازن : لم يستسلم وحاول أن يزرع حدائق في القلوب
يطرق أبواب المستقبل ليصنع غدا ويا للأسف
: الوحيد الحزين بين محبيه بهلول
قمر : غدا ينسى حزنه وفي ركب الشيخ الجديد يسير
" متذكره " اقترب الفجر أن يشقشق
مازن : صدق من قال إن الورود تتفتح أوان المساء
قمر : ماذا تقول ؟
مازن :" ينظر إليها بتمعن وبتيه يتحدث "
جمال وفيض بهاء محبوس بين جدران
قمر تغير منه بنات الحور تخنقه وتحبسه
والخلق تدور في البلد تترجي بنات الحور أن تطلق سراحه
وفي النهاية يرحموا دعاوى الناس ويفكوا أسره
قمر : أية هلاوس تنتابك وماذا تقول ؟
مازن : ضفاير الليل كومت ونامت فوق عيوني
أنت نور يزحف فيرفع ضباب ليلي البهيم
قمر : ضفاير ... ليل ... وضح كلامك
مازن : أتمنى ضي قنديل ... ضي نجم و أنت القمر
" متذكرا " والقمر باسط شعاع جماله ومزغلل عيوني
قمر : مازن ... أنت ما زلت بعقلك أم تاه منك ؟
جسمي ينمل من ثرثرتك الفياضة بحديث جمال وعشق
رعشه تركب الجسد فيسكر ... أنت غافل أم تدرك ما تقول
هل تعرف كيف أتيت لبيتي وأي الطرق سلكت ؟
مازن : اهتديت بضيك وكنت المنارة ومرفأ لوجد حزين
وجمالك أنار طريقي وسبيلي وما تهت عن الطريق
قمر : الساعة متأخرة واقترب الفجر
ورغم نعيق البوم من حولنا كلماتك تفوح بعطر الزهور
مازن : " سابحا بعيدا وهائما " كنت أنتظر ساعة أن يأمرني الشيخ بالحضورإليك
خطواتي كانت ترقص وقلبي داخل صدري يدق ودقاته تفوق دقات طبول
الموالد وحتى حفلات الطهور
كنت أخاف أن يسمعه الناس
اليوم مشيت وأنا تائه في بحور حزن وألم
رسيت مركبي ببيتك ... وكان قلبي دليلي
قمر : لو لم يزحف الليل سريعا ... كنت صنعت شايا وعطرته بحبات القرنفل
أو عيدان النعناع وقدمته إليك
آه ... مؤكد ما أكلت ولم تتذوق معدتك الطعام
مازن : يكفيني أن أمتع عيني بصورتك البهية
قمر : ماذا تقول ؟
مازن : قلبي منهك وجسمي مشتاق
كثير من الكلام نائم داخل صدري منذ زمان
كنت تشاركينني منامي ، كنت حلمي الوحيد
" بصوت يقترب من الهمس "
تحسست أطرافك ولثمت شعرك وجلد بشرتك الناعم
ومزقتني أشواقي إليك
" كأنه صحا من غفوة "
لماذا لم تتزوجي ؟
قمر : كان يكفيني من الشيخ نظرة
مازن : لماذا ؟ أنت اسم على مسمى ... حقا قمر
قمر : تتفوه بأحاديث جديدة غريبة عليك
حرام عليك جروح القلب كثيرة ... الرحمة
مازن : أنت جميلة
قمر : في نيتك تفرج همك وتفتح أبواب قلبي المحروم من المحبة
مازن : حقا الأعمى في نعمة
قمر : لا أدري ما ترمي إليه ؟
مازن : يصنع دنيته في ظلمته
لا عيناه لمحت ضي القمر ولا النور والجمال المنبعث من جبينك
قمر : كلامك غريب
كلام عشاق مغرمين
مازن : ليت عيناي ما رأت النور ولا تنسمت عبق الزهور
رأيت وسمعت وذابت غناوي العشق في كأس
شربته وطفح حبك فوق جبيني
قمر : " تضع يدها على جبهته "
أنت حرارتك عالية
مازن : " في وله "
لون عينيك بالليل غريب
حتى لمسة يديك
" يمسك يدها ، يسقط الوشاح من فوق كتفيها ، تحاول أن ترفعه "
لأجل خاطري اتركيه
ربما يدرك ما يجيش بنبض قلبي
أنا أكثر احتياجا أن أبكي بين يديكِ
ضميني بين ذراعيك فأنا محموم ألتمس
قمر : " بتردد غريب "
أنت لست مازن
أنت إنسان جديد
كبرت وعيناك تغوص داخل جسدي
مازن : ساعة أن يزورني طيفك أتعلق به كالغريق
قمر : مازن ... هل تدرك ما تقول ؟
مازن : تفتحت عين قلبي فرأيت جمال المحيا
سقطت ثمار عشقي فوق خدي
أحسست بلهيب الوجد وأصبحت بك مبتلى
قمر : أنت بخير
مازن : كنت دوما في صفاء اللبن الحليب
وبكر الصبا ووجهك أقرب لبراءة الطفولة
قمر : ما تقوله حرام وجرم ترتكب
" بكلمات مرتعشة "
أنت تشعل نيران عشق متقدة تحت رماد التقاليد المخيفة
مازن : أقبض على جمر عشقك وأخاف الصراخ
وألعن نفسي ولا أستطيع
سافرت عبر أجوائك في كل الفصول
وألوذ دوما بعتمة الليل
" طرقات على الباب ، يبدو على وجهيهما الرعب ، تحتضنه ويلوذ بها
ويشبك يديه حول وسطها ، تتكرر الطرقات بصورة ثابتة ولكن ضعيفة
تتخلص من يد مازن ، تلطم خديها وتضع يدها على فمها وكأنها تطالب
مازن بالصمت "
قمر : من ؟ ... من ؟
صوت : افتحي يا قمر
قمر : من أنت ؟
صوت : أنا ثابت
قمر : وماذا تريد في تلك الساعة ؟
ثابت : افتحي وسأخبرك
قمر : هل جننت ؟
ثابت : من اليوم أنا الشيخ
قمر : الشيخ مات وعليه رحمة الله
ثابت : اليوم غير الأمس ... هيا افتحي
قمر : سأصرخ
ثابت : ستندمين يا بنت الكلاب
وغدا ملكي
" صمت مريب ، تنظر إلي مازن وتنهار باكية ، يقترب منها ويأخذها بين
ذراعيه في حنان بالغ "
قمر : الشيخ مات
ماتت الشهامة وانتهي عهد الرجولة وعلى النساء أن تباع في سوق
النخاسة ... من يملك يشتري
سمعت
مازن : وكأنني لم أسمع ولم أر
قمر : " باكية " وأنت آت أيضا وبك حاجة
مازن : أقسم بالله
كاد أن يقتلني الحزن فإليك أتيت لأدفن حزني داخل قلبك
قمر : وابن الشيخ قادم يدفن حزنه أيضا
مازن : أقسمت وبالله
من كثرة البكاء كاد القلب يذوب ومن فيض الدمع ما بقى دمع
مرارة في حلقي ...
لم تر عيناي سوى السواد ...
ساعة أتيتك ثوبك بلونه الأحمر رفع عن عيني السواد
قمر : "وكأنها تذكرت لون لباسها المنزلي الأحمر فتنظر إلى ثوبها "
قبل أن تأتي بلحظات خلعت ثوبي الأسود
مازن : لساني فر من أسره ... أول مرة
قمر : " ومازالت باكية " سامحني
مازن : منك السماح يا ست البنات
نعم أنا وهو من نبت واحد
لكن أنا رأيت فيك كل النساء
غصبا عني
سافرت وعيني تعقبت أشكال النساء
فمن كانت شعرها أسود او أصفر أو صبغته وربما أخفته
شفاههن بلون التوت وعيونهن مزيج من ألوان تعددت
لم أر في كل العيون إلا عينيك
قمر : أصابك الجنون
مازن : موت الشيخ يجن ... فراقه ليل طويل
والأمل الباقي هو أنت ِ
قمر : كبرت
مازن : نطقت
قمر : ثابت قلبه ميت وعقله ملعون وأفكاره مجنونة
مازن : سامحيني في دوامة جنون الهوى والحزن كنت لي الملاذ
" يمرر يده فوق شعرها "
لم أحلم يوما أن تمر أناملي فوق شعرك الليلي الطويل
كانت أماني وأحلام
طائر الحيرة يركب رأسي
العمر قصير والشيخ مات
قمر : اليوم السابع منذ فراقه
مازن : اليوم السابع لفراقه
لم يشرق قلبي بنور محياه
قمر : جسمك يرتجف
ماذا بك ؟
مازن : محزون وحزني لا يتحمله قلبي
في حاجة إلي دفء أنفاسك
أول مرة أدرك معنى الرجفة أو الرعشة
ظننتها رعشة خوف لكنها
قمر : تعال إلى صدري
أنت مازلت صغيرا أن تتحمل هذا الكم من الأحزان
لتمتزج آهاتنا المحزونة
" تحضنه ... ظلام ... همسات عشق "
" صمت ... أضواء خافتة ... حديث دائر بينهما "
" تتصاعد درجات الإضاءة شيئا فشيئا "
" يبدو على وجهها مزيج من الخوف والدهشة والانزعاج فتتحرك
في أرجاء الحجرة بعصبية بالغة ، يدور مازن خلفها ولكن كأنه يخبئ
وجهه بالنظر إلى الأرض "
قمر : مصيبة ... مصيبة ...
مازن : أنا ... أنا
قمر : ماذا فعلنا ؟
مازن : أول مرة
قمر : من عهد قريب جدا كنت غضا
تقول أول مرة ... يا للمصيبة
مازن : " بصوت متحشرج " أقسم لك لم أفعلها من قبل إلا في الأحلام
قمر : أحلام !!!
مازن : " بتردد " وكنت أيضا رفيقتي فيها
قمر : يا للعار
" باكية ونادبة "
أول مرة مذ فارقني زوجي أفعلها رغم نداءات جسدي الملعون
كم نمت في صدري طفلا
اليوم ظننتك ما زلت
كسرت الحاجز واخترقت أنوثتي النائمة
فجرت بئراً حاولت دوما طمس معالمه
وأحييت أشياء أحبها وتحبها كل النساء
لكن يا للمصيبة في الحرام
ألومك أم ألوم نفسي ؟
من الفاعل ومن المفعول به ؟
لا مفعول به كلانا فاعل
هل شدة حزنك أغرقت طفولتك ؟
مازن : بموت الشيخ ماتت البراءة
قمر : كبرت
مازن : بل صرت عجوزا لا أرغب في الدنيا
ولكن شعرت وللحظة بأشياء جديدة
عاودتني الرغبة في الدنيا واستنشقت عبير الحياة
قمر : من شدة حزنك !!!
تفجرت معالم رجولتك بلا موعد سابق ... ومعي
ألهبت معاقل جسدي وحواسي
شعرت بأنس ومودة نامت منذ سنين ... يا للعار
مازن : أتيت وكل أملي أن أبكي بين ذراعيك
" موليا وجهه للناحية الثانية "
لحظة أن أمتزج دمعي بدمعك ودقات قلبي بأنين جراحك
وصرنا جسدا واحدا لا اثنين
شعرت بهزة ... رعشة ...
سعادة في ليل الحزن الجاثم فوق القلب
قمر : " لاطمة خديها وباكية "
أغلقت أبواب قلبي وتجمدت كل الأماني
لم يطرق همس العشق قلبي
كنت أحلم وأقتل أحلامي
كنت أحلم بهزة الجسد التى فارقتني
برجفة العشق التي تاهت مني
أي لعنة وأي عقاب
مازن : غصبا عني
كنت أسبح في ثنايا جمالك منذ طفولتي
كانوا يصفونك بالملاك وكلهم تمنوكِ
أسترق السمع لهمسات الكبار ولهاث أمانيهم نحوك
كنت عليكِ أخاف
أنتظر اللحظة التى يرسلني الشيخ إليك
فأمتع عيناي بفيض بهاكِ
قمر : كنت رسوله بالخير
مازن : أحبك .... سأتزوجك
قمر : ابعد عن رأسك تلك الفكرة المجنونة واهرب
وماذا يقولون وأنت تصغرني بأعوام عشرة
مازن : أنا رهين سجنك
كيف أهرب ؟
أغلالك تطوقني من منبت شعر الرأس حتى أصابع قدمي
في مقلتي عينيكِ تتلألأ النجوم والقمر
أنا لم أذنب وأنت كذلك وكانت الإرادة
كنت أحبك وأعشق ودك وأسرع خطاي حتى ألوذ ببابك
وما زلت تملكين زمام حياتي
نسافر بعيدا ... نهاجر
قمر : "بأسي بالغ "
يوم يعرفون الحقيقة ينهشون جسدي
أكثر شيء يرعبني خوف
مازن : مم ؟
قمر : ماء رجولتك فاض وأغرق براءتي
قد تنام داخلي بذرة رجولتك
قد تنمو جنينا يرثني العار
" لاطمة باكية " ماذا فعلت ؟ ماذا فعلت ؟
مازن : حمل !!! كيف
قمر : ربما
كنت مشتاقة لهذا اللقاء
والمرأة إذا اشتاقت ففي أول لقاء يحدث
كنت أظنك ما زلت صغيرا
مازن : " كأنه يحدث نفسه "
قال الشيخ عنها إنها عرضه وأنا هتكت عرضه
ماذا لو كان على قيد الحياة ؟
كان يردد أن الشرف لا يغسل إلا بالدم
شيء داخلي يبارك فعلتي النكراء ويهتف من اللحظة أصبحت رجلا
إنه الشيطان يؤازرني ويدفعني للمزيد
لا لا أنا إنسان حقير ... لا أستحق العيش بين البشر
قمر : يا لقدري الأسود
ألا يكفي ما أنا فيه
تحليت أمام الشيخ بأثواب الفضيلة
خلعت الثوب وأصبحت عارية ذليلة ... يا لعفتي الكاذبة
مازن : أقسم أنني لا أعرف معنى للرذيلة
عاشق محب ومارست الحب
زلت قدمي وغرقت ... آه إنها زلة فعل محسوب من الكبائر
أنا مثال للجحود ونكران الجميل
قمر : يا لبؤسي وشقائي
الذنب ذنبي ... أبغي الموت كرهت مباهج الدنيا والحياة
حافظت على شرفي وعرضي
ووقعت في إثم لا يمحوه إلا الرجم
مازن : أنا من يستحق العقاب
سمعت منهم أن الزهور تتفتح في عتمة الليل
وعندما حل المساء أتيت إليك وتأكدت من صدق مقولتهم
عبق جمالك أسكرني وذهب العقل
فهل على السكران ذنب ؟
قمر : ينتابني شعور غريب وكأن الشيخ على قيد الحياة
بماذا أبرر فعلتي ؟ أنا آثمة وتحق علىّ اللعنة
مازن : الشيخ مات
قمر : يوم يجمعنا الله ساعة الحساب كيف نخبئ وجهينا منه ؟
كيف تتقابل عيناي وعينيه ؟
كيف ألقي بنفسي بين ذراعيه ؟
مازن : عن أي ساعة تتحدثين ؟
كتب ربنا على نفسه الرحمة
قمر : أكاد أجن
لوثة من الجنون أصابت عقلي
مازن : علينا أن نفكر بصورة أفضل
لن أتركك نهبا للوساوس والقلق
ولو تطلب الأمر إزهاق روحي
ربما ما فعلناه حلم لا حقيقة
قمر : والحياة حلم طويل
أرجوك وأتوسل إليك لا تفشي السر
مازن : أرجوكِ وأتوسل إليك لا تلقي بتبعية الفعل على نفسك
يكفيك ما عانيت من الدنيا وقسوتها
باب التوبة مفتوح
الله لم يغلق بابه في وجه عبيده
قمر : أرجوك .. امض بسرعة من هنا
لتنس ما كان ولتنس اليوم وتلك الساعة
الشيخ مات
" أصوات زغاريد وطلقات رصاص وإيقاعات طبول تصل إليهما ،
ينظران لبعضهما ويعمهما الصمت ، الدهشة بادية جلية على وجهيهما
وفي عينيهما تبدو تساؤلات "
مازن : إنه اليوم السابع لوفاة الشيخ
قمر : هل جُن الناس ؟
مازن : مازال رداء الحزن مفروشا فوق أرجاء بلدنا
هل ما أسمعه حقيقة أم خيالاً ؟
هل كل ما حدث مجرد حلم ؟
قمر : هل انقلب الحال وصرنا نودع موتانا بدق الطبول والدفوف ؟
اسمع .... إنها حقيقة لا خيال
مازن : ليلة لا يبدو لها نهار
ماهذا الضجر والقلق العالق بالرأس
صوت : رجع الشيخ من القبر
رجع الشيخ من القبر
" ينظران لبعضهما وتموت الكلمات فوق شفاههما "
البهلول : " يطرق الباب بعصاته بصورة منغمة "
يا أصيلة يا عفيفة
افتحي ... افتحي بابك وزغردي
" تسرع ناحية الباب لتفتحه ويسرع مازن بدوره ليختفي "
" تفتح الباب فيدخل البهلول مبتهجا "
قمر : الشيخ عاد
بهلول : الشيخ لم يصعد للسماء أتى إلينا .... يا بركة شيخنا ... حي حي
كل البشر يهرولون ناحية الدار الكبير
كل يتمنى أن يرى بعينيه الشيخ
اسرعي فأنت حبيبة قلبه وزوجته
" تسرع وتغلق فمه "
قمر :" هامسة " أصمت الجدران لها آذان
بهلول : افتحي الباب
" يسرع بالخروج "
مازن :" خارجا من مخبئه " زوجك ... الشيخ !!!!
" تنظر في الأرض ويسرع مازن بالخروج "
المشهد الرابع
----------------
قاعة ضخمة تكاد تمتلئ بجموع الناس ، زغاريد وطبول ورجال مسلحون بنادقهم معلقة في أكتافهم وآخرون يطلقون طلقاتها في مرح وسعادةواضحة ويتراقصون ، بيارق الموالد والأفراح يطوف بها شباب وصبية يتراقصون بها ويدورون حول بعضهم وفي سائر أرجاء القاعة ، سيدات يتناوبن الزغاريد والغناء والتصفيق بأيديهن ، في المقابل مباشرة للواجهة يبدوأن بابا مغلقا ويقف أمامه كل من الإمام ومسعود وأبوسعيد وولدي الشيخ عامر وثابت ، يبدو أنهم يمنعون أي إنسان يحاول الإقتراب أوالدخول للحجرة التى يفضي إليها الباب المغلق
أم سعيد : " للإمام " وحق حبيبك المصطفى ... أمتع عيني برؤياه
الإمام : يا أختنا حرام عليك
الدخول ممنوع نخاف عليك من الأذى
إنها أوامر كبيرنا وشيخنا بارك الله فيه
بهلول : " دائرا بين الناس وضاحكا ومستبشرا وبادية السعادة عليه "
من جسده مازالت تخرج معالم أنوار الجنة
انظروا " يشير بيده ناحية الباب "
انظروا رغم عتمة الحجرة فالضوء يتسرب من تحت الباب
انظروا .... الله أكبر ... الله أكبر
مجموع : الله أكبر ... الله أكبر
بركاتك يا شيخنا ... بركاتك يا سيدنا
شخص1 : يا ولي الله يا صالح
يا قطب الرجال يا شيخنا
رجعت لأجل تغسل قلوبنا
طول عمري أحبك وأعشق ودك
واليوم أسرع بخطاي لكي ألوذ ببابك فلا تحرمني
شخص2 : طول عمرك سرك مخفي
الولي كما السيف يظهر بريقه يوم ما يخرج من جرابه
شهدنا لك .... شهدنا لك
يا صاحب السر ... يا وارثه
بهلول : راجع وعارف السر في الملكوت
مدد ... مدد .... مدد
الإمام : " لمجاوريه "
الناس سكرانه بلا خمر
مسعود : الناس بتحلف وتقسم بأنهم شاهدوه
راجع وعدى النيل بلا مركب !!!
مشي فوق سطح ماء النيل !!!
أبوسعيد : خيال ... لكن ...انتظروا هل تشم أنوفكم رائحة ؟
رائحة طيبة !!!
بهلول : "مقتربا منه أكثر "
رائحة المسك والعنبر
بخور من الجنة من الفردوس
بدون نار ولا جمر .... يا ولي الله يا صالح
سيدة 1 : أتصدقين ....يمكن أن ينتقل من مكان لمكان في غمضة عين
سيدة2 : طول عمره مسافر في بلاد الله
بهلول :" موجها حديثه لهما في البداية وبعدها يردده ويوجهه للجميع "
سيدنا من أهل الخطوة ...مدد ...مدد
راجع بنور ساطع
طلب يكون الكفيف وحده جليسه ورفيقه
نور طلعته ممكن يسحب نور البصر
خبى عينيه عني ... نزل وشاحه فوق وجهه
انحنيت قبلت يده ولمست يده يدي
راحة يده فيها دفء ورئحتها مسك وعنبر
يا خلق غنوا وارقصوا لشيخنا أبوالبركات
مسعود : " يوكز الإمام "
قل شيئا ولو كذبا
الإمام : " وكأنه صحا من غفوة "
اليوم راجع يروي كل ظمآن للخير والحب
من يشرب من يده من كفه يشرب خمراً بلا سكر
بصحبته ملائكة الرحمة
كما النحلة مص رحيق التجربة وراجع يعلمنا
مسعود : المدد المدد يا أولياء الله يا بدور الدنيا وقمرها
سيدنا وتاج رأسنا
رأي الملائكة ورجع
زار الفردوس وعينيه ببنات الحور اتمتعت
عرف بهجة السكر والجمال بلا خمر
زار وذاق ووصل ورجع .... مدد ... مدد
ثابت : هل رأيته يا عم مسعود ؟
مسعود : لا
عامر : أنت رأيته يا سيدنا الإمام ؟
الإمام : يا جماعة الخير
شاركوا الناس فرحهم
عامر : لا حول ولا قوة إلا بالله
سأدخل لأراه وليكن ما يكون
مسعود : الصبر يا عامر
ابوسعيد : سعادتنا بعودته كبيرة وعلينا بالصبر ستتمتع عيوننا برؤيته
ثابت : أنا مستعد
مسعود : من يكسر خلوة الولي يصاب
الإمام : كلام مسعود صواب اصبروا
ربنا خلق الخلق في ستة أيام
شيخنا ولينا سافر ستة أيام وفي اليوم السابع عاد
يا محبي الشيخ يا سالكين دروب الخير خلفه
عليكم بطاعته .... خائف عليكم من الغرق
مسعود : مركبه قديمة وشراعها داب ... خائف عليكم
أنا حافظ كلامه ... كان دائما يقول
قلبك يفرح يوم ما يفرح جارك
عش واتنسم نسمة رضا واسجد واشكر الخالق
اخرج من عتمة قلبك وسافر
اتحرر وفك قيود القلب
اتوضأ بدمعك واتواصل مع سيدك
الروح وصلة محبة بين العبد والرب
علاج البشر في الحب
عامر : ورسول الله جميل يا عم مسعود
" ساخرا " ممكن أحضر لك مبخرة وتدور بها
مسعود : تتهكم بي
عامر : العفو يا سيدنا
ثابت : يا مثبت العقل والدين يا رب
الإمام : اثبت يا ثابت أنت في حضرة سيدنا الولي
حي ... حي ... سبحانه فعال لما يريد
عامر : سكران أم يقظ يا مولانا
الإمام : " بدروشة "
نعم يا حبيبي
الخمر مباحة في الجنة
وخمرة الدنيا محبة الواحد
مسعود : كان دائما يردد
حرام نعيش في حسد وغيرة ونميمة ليل ونهار
اهربوا من أسر ظنكم واتغلبوا على شهوات نفوسكم
" بصوت مرتفع موجه للجميع "
سيدنا راجع يكمل مشواره ... سيروا على دربه
اطردوا البوم من فوق عقولكم
أبوسعيد : " لعامر وثابت هامسا"
أنا لازم أعترف وأقول لكما الحقيقة
الشيخ لم يعدني بفدان أو حتى قيراط من أرضه
مسعود رجل كاذب وليس هذا بجديد عليه وكل أمانيه أن ينصبه
الناس خليفة للشيخ ويؤازره الإمام
ثابت : " لعامر "
أنت الابن البكر أنت الأولى بتلك بمكانة الشيخ
عامر : أنسيت الشيخ حي يرزق
ثابت : فرحة عودته أنستني اسمي
البهلول:" دائرا "
اغسلوا وجوهكم بدموع فرحكم
" اللصوص وبينهم الغجرية وبعض فتيات لكنهن يلبسن ملابس سوداء
من أعلى الرأس لأخمص القدم "
لص1 : عائد من جديد ليسرق أحلامنا
أشعر وكأنه عائد لنا نحن بالذات
لص2 : لا نستطيع أن نطيق نار أفكاره وتوابع أفعاله
لص1 : حمدنا الله على نعمة موته ...
" ضاربا كف بكف " ها هو عاد
لص5 : ارسموا الابتسامة والفرح فوق وجوهكم
اخفضوا أصواتكم وعلينا أن نرقص ونجاري الناس
لص4 : حقا لنجار التعساء في معزوفة الأيام القادمة السوداء
لص3 : " للغجرية وبناتها " ارقصن وزغردن
برديس : لا أجيد الرقص في رداء كامل للكعبين وبلون أسود
لص3 : اخلعي إنها ساعة فرح
فتاة1 : في الرقص منظومة تكتمل مباهجها بظهور مفاتن جسد الأنثى
برديس : ستأكلنا عيون الناس
سيقولون إنا فعلنا فعل فاضح ربما يقيمون الحد علينا
لص1 : كل ما يحدث هو فعل فاضح
علينا أن نتواصل في الكلمة والفعل
لص2 : الجبناء حاشية الشيخ ومريديه لن يرحموننا
سيروننا دوما بعين شيخهم
لص5 : علينا أن لا نظهر ما نبطن
ففي الكأس الزجاجي لا فرق منظور ما بين ماء البحر وماء النهر
لص4 : الناس تبحث عن كذبة يعيشون في ظلها
لص1 : كذبة يتداولونها وها قد أتت الفرصة لهم
لص5 : عليكم أن تتذكروا أين نحن
علينا أن نجاريهم
" ينظر للغجرية وبغضب "
هيا أيتها الملعونة
أنت وفتياتك هيا ولترقصن بين البلهاء الطلقاء
حذاري أن يظهر بطن الساق أو ما فوقه
وممنوع أن يظهر الثدي وخندقه المترع بالنزوة
لا تنسوا أنها حفلة عودة الشيخ الميت
" يتفرق اللصوص ويمرحون بين الناس وكذلك الغجرية وفتياتها "
البهلول : سيدنا عليكم خائف من البحر الهائج
ثابت :" لعامر " بيننا وبين البحر ساعات من سفر
عامر : قلبي يرقص لكن لا أدري من فرح أو حزن
" ينفرج الباب ويخرج الكفيف مادا عصاته أمامه ويغلق الباب خلفه
يحاول الواقفون أمام الباب الدخول يمنعهم "
الكفيف : لم يحن الموعد بعد
الإمام : سأدخل لأراه
الكفيف : أنت حر ... كلفني ألا يدخل إنسان أيا كان
مسعود :" للكفيف " يا بصير هل أطرافه باردة ؟
الكفيف : فيها حرارة تكفي لصهر الحديد
الإمام : يا بصير هل يأكل أويشرب ؟
الكفيف : يحمل معه قارورة ماء يقول إنها من زمزم
ثابت : هل تذوقتها ؟
الكفيف : وعدني أن أشرب منها
عامر : يأكل !!
الكفيف : يأتيه طعام يتناوله أسمع طحن ضروسه وأسنانه ولا أسأله
لكنه ألقى في خشمي بلقمة ما أطعمها
كانت كفيلة بسد الجوع عن معدتي ساعات
عامر : كيف عاد ؟ وكيف كان ؟
الكفيف : أنا رأيته في اليوم الثالث لرحيله
قمر مقسوم أجزاء ...
تفتت لنجوم ... وكل نجمة أضاءت أرضا شاسعة الأرجاء
ثابت : " للإمام " ولد البصير كفيفا أليس كذلك ؟
الإمام : نعم
ثابت : كيف يرى أحلامه ؟
ولد كفيفا ... أيعرف الفرق بين النجم والقمر ؟
أيدرك مقدار سعة الدنيا من حوله
" يتسلل مازن داخلا ، تبدو على ملامح وجهه الدهشة ، يخترق صفوف
الناس وكأنه تائه ، تظهر خلفه نور وقد ارتدت ثوبا أسودا وكادت
تخفي أغلب معالم وجهها ، تتبع خطوات مازن "
شخص1 : " يجذب مازن من ملابسه فيتوقف "
مازن يا قلب العائلة البكر يا سر الشيخ
أنا أول إنسان رأى شيخنا المبارك
مازن : " ينظر إليه وقد وقفت بجواره قمر "
كيف رأيته ؟
شخص1 : ملفوفا برداء أبيض بياضه ناصع
دعاني باسمي ... تقدمت ناحيته
صوته مازال يرن في أذني ...
لو تهت عن صوتي لا أتوه عن صوت شيخنا
تخوفت في بادئ الأمر
كعادته ربت على صدري وطلب مني ألا أتخوف
أقسم لي بأنه الشيخ بلحمه ودمه
هممت أن أعانقه أبعدني بحب
قمر : أبعدك عنه
شخص1 : خاف أن أوذى
طلب منى أن آخذ بيده فأخذته حتى حجرته المعتادة
وطلب أن يرافقه رفيق دربه الكفيف ... أسرعت وأتيت به
تخرج من جسده معالم أنوار الجنة وروائحها
قمر : عاد الشيخ ... ياللفرحة
مازن : سأدخل مهما كلفني الأمر
" يحاول الدخول يمنعونه ويعنفه كل من ثابت وعامر "
قمر : عليك أن تمتثل لحديثهما
الإمام : ساعات وبعدها نستطيع أن نلحق به
قمر : كيف عاد ؟
مازن : " يسحبها لأحد الجوانب "
عاد ليكشف المستور وما أتيناه من فعل منكر
" متذكرا " تزوجك
قمر : لا تعذبني ... كان يحميني
مجرد ورقة لم تلمس أنامله جسدي
تمنيت أن أجلس تحت قدميه خادمة طول حياته
لندفن سرنا في بئر الأحزان ولننس
مازن : قلت وإن ظهرت معالم
لو فاض البئر وفوق السطح ظهر السر
قمر : الرحمة
معصية وحيدة تلك ارتكبتها في حياتي .... شاركتني فيها
ولماذا لا يكون عائدا ليعرف من طمس معالم حياته وفضح سره ؟
من سرق عصاته ؟ من سطا على حافظة نقوده ؟
من اختلس أوراقه الخاصة
من يطمع أن يرتدي عباءته ومن تسول له نفسه أن يكون مكانه
أو ينزل منزلته
مازن : ومن خانه أيضا ؟
قمر : أنا
مازن : أنا وأنت
قمر : أنا حفظت سره ... لكن أنت من أشعلت النيران
مازن : اخفضي صوتك ... أجننت ؟
لو سمحوا لنا لندخل عليه ... هل ندخل ؟
قمر : مازال النجس عالقا بجسدينا
مازن : محرم على الإنسان أن يمشي خلف جنازة أو يدخل المقابر وهو جنب
يقولون عائد من الجنة فكيف ندخل ونحن
قمر : نغتسل وفقا للشرع
مازن : تضيع معالم فعلتنا النكراء بالغسل
والغسل كما الشرع من جنابة أو غسل الموت للقاء المولى
قمر : الموت أفضل .... الموت أفضل
مازن : أتكفرين ؟!!! فتح الله باب التوبة
قمر : أخجل من فعلتي ومن لحظة طيش يعلق ألمها بالقلب
مازن : نطلب المغفرة ونفكر في الغد
قمر : أشعر وكأن عيون الناس تنهشني
لن ترحمنا عقول وأفكار البشر حولنا لو شموا رائحة الفعل
مازن : ليس هذا بالوقت الملائم ولنعرف أولا موضع أقدامنا
عقول من حولنا تعكس عفن وعطب
فكيف نخترق ضباب عقول متخلفة ... سأحكي للشيخ
" متذكرا " ماذا أقص عليه ؟ هل يحمل عقلا مثل عقول الناس ؟
قمر : أنت صغير فالشيخ غيرته في بعض الأحيان قاتلة
أحيانا كان يصدر أوامره ألا تطأ أقدامي عتبة الدار
وقلوب البشر في بلدنا ملأها الحقد والصدأ
يتعانقون ويلعنون في سرهم
مازن : حقا صدقت فقد تنازع اليوم أبناء الشيخ
مجرد أن عرفوا أنه مات وفارق الحياة كل بحث عن ميراث
فطفح الغل والحقد والفجر فوق الوجوه
وبعودته ستفتضح الأمور وتنكشف الحقائق
هل يا ترى بعودته يشعرون ببهجة ؟
قمر : أنا أبكي حالي وماذا فعلت ؟
أتيت وألقيت همومك فوق صدري وانسقت بدوري في ركب جنوني
واسيتك لأرفع عن رأسك هما لأقتل هوس الألم الناشب أظافره في قلبك
وزلت قدمي وتهت في رغبة ذهبت بعقلي
ويا حسرتي شاركتني فراشي
فأي جرم ارتكبت وإنها لفاحشة مبينة ؟
مازن : سأكفر عن فعلتي بكل الطرق
الجميع يركب رأسهم الحقد ولا يفصحون
كأنهم يتنفسون هواءا رديئا
يسبون ويلعنون وكل ينصب نفسه فوق الآخرين
وأنا أحبك
قمر : هل نسيت ؟ الشيخ عاد
مازن : ولماذا يعود ؟
قمر : ماذا تقول ؟
مازن : لا شيء ... لا شيء
" أمام الباب وحوار قائم آخر "
عامر : يا مولانا أمات الشيخ أم مازال على قيد الحياة ؟
الإمام : يا عامر هناك من مات مائة عام وأحياه المولى
وصحبة موسى عليه السلام ماتوا وهو أكثر من سبعين وعادوا
وأهل الكهف ... الله فعال لما يريد
أيدخل رأسك شك في قدرات المولى سبحانه
عامر : أستغفر الله العظيم
مسعود : يا عامر الشيخ في داخل الحجرة ؟ والبصير معه
ثابت : علينا أن نراه ولنقطع الشك باليقين
عامر : هل تأكدت من موته يا مولانا ؟
أنت قمت بغسله وكفنته بيديك
كنت رفيقك ساعتها ، أغمضت عينيه ومسحت عليهما
وفي القبر كنت أنا موجود وحللت عنه كفنه
لقنته الشهادة معك ووجهته للقبلة ....عقلي يكاد
الإمام : يا من سبقت رحمتك غضبك
يا صاحب الحول والطول
لا معقب لحكمك سبحانك
يا عامر ... لكل ولي كرامة وشيخنا ولي من أولياء الله
مسعود : أنا تأملت وجهه ساعة موته لم تفارقه الابتسامة
فرحة مرسومة فوق وجهه وكأنه عريس يزف
الإمام : لم أصدق البهلول
من أيام ثلاثة وبعد موته بأيام ثلاثة
أقسم أنه شاهده في نومه
يرتدي ثيابا خضر ويتبختر مزهوا
يتلو آيات القرآن كصاحب مزامير أهل الجنة
ثابت : يرفض الجنة ويعود عجبا !!!
عامر : عودة مباركة ميمونة بإذن الله
الإمام : الجنة ... كل يطمع في جنة ربه
ففي الجنة ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر
الجنة هي المستقر والمقر الدائم لكل عبد أواب شكور
مسعود : اللهم ألحقنا بعبادك الصالحين في جنتك
بهلول : " مقتربا منه وضاحكا وواضعا يده على كتفه "
يا مسعود الجنة لعباد الله الصالحين
ولمن خلقت نار جهنم ؟
" يهم مسعود بضربه فيهرب ضاحكا ويتوجه بحديثه للكل "
شيخنا إن دخل الجنة برحمة مولاه
شيخنا لم يفتنه المال أو الأولاد عن إرضاء مولاه
لم ينس حقا للسائل والمحروم
شخص2 : حقا يا بهلول
فللقريب حق وللغريب ولم ينس اليتيم ولا ابن السبيل
شخص1 : سيغفر له صاحب الملك فكل ليلة يناجيه بسورة الملك
ورسول الله قال إنها منجية من عذاب القبر
شخص3 : الشيخ عائد بلباس أبيض ناعم ناصع البياض
شخص1 : الكفن
شخص3 : لا ليس كالكفن وكأنه يا أخي رداء الفرح
شخص2 : يسمع دبيب خطو النملة
شخص1 : كرامة
شخص2 : من سمع صوته قال أن أحاديثه تتنسم عبق أريجها
شخص3 : الإمام قال تفوح وتخرج من فمه تراتيل كمزامير داود عليه السلام
شخص4 : متى سيخرج علينا ؟
شخص2 : طلب منهم أن يظل أسير العتمة ليرى الأشياء أكثر وضوحا
حتى يخفت وهج النور المنبعث من جسمه
شخص1 : شيء عجيب
شخص2 : الأغرب أنه طلب أن يرافقه الكفيف فحسب وأن يظل معه دون البشر
شخص3 : كرامة لم يسبقه بها إنسان
شخص2 : ولي ممن تفتح لهم فيوض الإله
شخص4 : سأسأله عما ضاع مني ومن سرق سوار زوجتي
شخص1 : ومن قتل حارس المدينة ؟
شخص3 : وما سر الكآبة ولماذا يضن الله علينا بالسعادة ؟
شخص1 : والغائب المفقود متى يعود ؟
ولماذا لا نجيد الحوار ونتقاتل لأتفه الأسباب ؟
هل يا ترى يدرك الإجابة ؟
شخص2 : من قتل سطوة الموت وعاد برحمة الله
لم يطق وحشة القبور وترك نعيم الجنة وأتى
سينفض الغبار وستظهر الحقائق واضحة كنور النهار
هكذا قال البصير
شخص4 : البصير قال بأنه متعب من طول الطريق
" متوجها بحديثه للجموع "
اضربوا الدفوف بقوة ليستدفئ جسده وتضيع الرجفة من عظامه
شخص2 : والبصير يقول
اليوم عاد ويعلم كل ما دار خلف ظهره في الخفاء
" يخرج الكفيف ويغلق الباب خلفه ويعم الصمت يحاول مازن أن يدخل
تتحرك عصا الكفيف فتصبح حاجزا بين مازن والباب فيتوقف "
مازن : دعني أدخل وما يحدث يحدث
الكفيف : لن يدخل أحد الآن هذا قرار وأمر شيخنا
اختارني وزيرا أساعده في قضاء حوائجه
ثابت : معالي الوزير متى نري الشيخ ؟
الكفيف : عندما تخفت الأنوار المنبعثة من جسده
مازن : أنا مستعد
الكفيف : دعنا يا بني من طيش الشباب
مازن : ولماذا أنت بالذات الوزير ؟
الكفيف : ضاع بصري ومازالت بصيرتي يا ولدي
سألت سيدنا فقال
أنا لست بأفضل من موسى عليه السلام فقد طلب من الله
أن يشد أزره بأخيه ليساعده فاستوزره وأظن الشيخ فعل ذلك
أشركه في الأمر والفعل فالغد قادم وشيخنا به أكثر معرفة
علينا أن نساعده وهناك دور كبير عليكم فالغد لا يدرك أحد عواقبه
ولا ملك بلا وزير ولا قائد بلا جنود
عامر : يا بصير تشير إلى غد قادم لا يحمل بشرى
ثابت : ألا نفرح بعودة الشيخ
الكفيف : الفرح قائم والزغاريد تملأ الأرجاء وطلقات الرصاص تدفع الشياطين
للهروب من وادينا ... الشيخ محمل بأعباء جسام
الشيخ عائد لا يرى بعينيه فحسب
شيخنا بصيرته تدرك ما يجول برأس أي إنسان بين يديه
عائد بقدرات تخترق حجب المجهول وتفتح أوراق الصحف المنسية
يعرف من إغتاب صاحبه
يعرف البرئ من المجرم ومن أكل الربا
يرى ما حدث سيرى اللص وسريقته فوق كتفه
من زنى سيعرفه وسيقيم الحد ويقيم الشرع ويفضحهما أمام الخلق
" ينسحب مازن للخلف متسللا ومن خلفه قمر تتراجع بدورها "
شخص3 : بركة شيخنا ... العدل ... آت ليقيم العدل
بهلول : ترتجف أجسادكم يقتلكم الخوف أم تقتلكم شياطينكم
" ضاحكا " كم جميلة رائحة الدم
شخص2 : مجنون أنت ورب الخلق
العفاريت والشياطين لا تقتل إنساناً
هناك إنسان يقتل إنسانا
" تسقط الإضاءة علي اللصوص "
لص5 : الغد شديد الظلمة
لص2 : أفكارنا أصبحت رخوة كما الأرض تحت أقدامنا
لص3 : نستسلم ونرضى بواقع لا مفر منه
لص4 : الأفضل أن نسافر بعيدا.... أن نهجر تلك الأرض
لص3 : ونصبح غرباء
الغجرية : يا لندمنا فرحتنا لم تتم ... ها هو عاد
لص2 : ليل الغد قادم قاتم والظلمة حالكة
والكفيف يقول عائد ببصيرة تخترق حجب الغيب
لص3 : ستر الله علينا فهل يفضحنا ؟
لص1 : عودته تفضح كل الأفعال المخفية
نعم ذنوبنا كثيرة والله حليم ستار
لص5 : لسنا نحن فحسب فكلهم يقتلهم الكذب والنفاق
ففي الغد ووفقا لما سيراه الشيخ العائد من موته
سيعلم كل منهم موقعه في قلب الآخر
سيظهر من يخفي الخنجر لأخيه خلف ظهره أو بين ثنايا ثيابه
برديس : دعونا لا نهتم فأنا أكثركم علما بأفعالهم النكراء حتى الكبراء
لن تقتصر المعركة علينا فحسب
فميادين المعركة لن تقتصر على الشارع ربما تزحف للبيت الواحد
ربما بين الإخوة ... وبموجب هذا ستعم الفوضى فلنحيا
لص4 : ما زال البلهاء يرقصون ويغنون
برديس : دعهم فالغناء حرية صوت تقتل الصمت والخوف
لص1 : ألا يدركون عاقبة تلك العودة
لص3 : يغردون كالطيور
يغنون والغناء إظهار سعادة
الغجرية : هل أغاريد الطيور نواح أم أفراح أم حرية ؟
لص5 : بعودته فتح السجن للحرية
الخوف يقتل معالم الحرية وهو يصبح سيفا فوق رقاب الناس
سيلتزم الناس وماذا نفعل نحن ؟
" الإضاءة تملأ المكان وحوار بين الجميع دائر "
شخص4 : أمي تقسم بأنها رأت الشيخ بعد موته
شخص1 : كيف رأته ؟
شخص4 : يركب فرسا بيضاء ويطوف دروب البلدة
شخص2 : وماذا يفعل ؟
شخص4 : يخرج من بين ثنايا ثيابه ثمار ليست كثمار الأرض
طعمها مزيج من شهد وعسل
شخص1 : من ثمار الجنة
سيدة 1 : يوم جنازته توقعنا أن نعشه سيطير ويحلق في الجو
" تزغرد " ها هو عاد
تنسموا رائحة المسك والعنبر تخترق الجدران وحتى الأبواب
افرحوا وارقصوا وغنوا ودقوا الطبول بقوة وصلوا على الحبيب
الكفيف : شيخنا هو أول العائدين
ثابت : أول العائدون !!!!
عامر : أول العائدون !!!!
الكفيف : كل من ماتوا سيعودون تباعا ووفقا لجداول زمنية معلومة لهم
الإمام : سيعودون !!!
الكفيف : قادمون ببصيرة تخترق المجهول وخاصة الماضي وأحداثه
سيعرفون من أمر بمنكر ونهى عن معروف
سترد المظالم سيدفعون ويساعدون المغلوب على أمره فسيأخذ
حقه ويسترد كرامته المهدرة من قبل الظالم
المشهد الخامس
------------------ -------------------------------
نفس المشهد السابق ولكن تتوقف الطبول والزغاريد والأغاني
الإمام : يقول الكفيف كلهم عائدون !!!!
مسعود : أي جنون هذا ؟ من يتركهم ؟
ثابت : كل من ماتوا يعودون
عامر : يقول سيأتون تباعا
ثابت : أنا للتو كنت أفكر كيف نستخرج للشيخ شهادة ميلاد جديدة
أبوسعيد : أنا استخرجت شهادة الوفاة للشيخ
مسعود : كل الأموات أصابتهم الغيرة وراجعون أسوة بالشيخ !!!
الإمام : العملية فيها شك وكأنها سحر ودجل والعياذ بالله
أبوسعيد : الكفيف قالوا عنه مخاوي جن ويأنس به
الإمام : استغفر الله العظيم
" محدثا نفسه وبادية الدهشة جلية فوق وجهه"
فأماته الله مائة عام ثم بعثه
لكنه يقول أن كلهم عائدون ... هل يوم الحشر أم ؟
بهلول : لماذا أصابكم الخرس ؟
" للنساء " زغردن
"للرجال " أطلقوا رصاص بنادقكم
ولادة جديدة والجميع عائدون
لكن الواحد منهم يعلم كل الأشياء وما كان من أمر
" للص2 " يعرفون القاتل وكذلك السارق
" لسيدة3 " ومن لم تنتظر أن تنتهي عدتها لتتزوج المحبوب
سيدة3 : علي من ترمي بحديثك ؟
أنا تزوجت بعد وفاته بأربعة أشهر وفقا للشرع
البهلول : من كان فوق رأسه بطحه فليحسس عليها
سيأخذون حقوقهم الموروثة
شخص4 : " بإنزعاج " يعود ويأخذ بيتي
البهلول : بيته يا مجنون حقه
شخص4 : ثروتي جمعتها بعملي وعرقي وتعبي ليلا ونهارا
البهلول : ولو أنت وما تملك ملك أبيك
الإمام : الميزان منصوب دائما
مسعود : ألا ينتظرون ليوم القيامة والحساب
الإمام : ربما مبعثون بالرحمة
مسعود : " هامسا للإمام "
لا تنس نفسك فأمور كثيرة أفتيت فيها بما لا يرضي الله
الإمام :" بتذمر " عليك أن تتذكر أفعالك وأموالك كيف جمعتها
بخست الأثمان وبعت واشتريت بما لا يرضي الله
مسعود : ما الذي عاد بالشيخ ؟
شخص3 : كل الموتى عائدون وأين سيقيمون ؟
الكفيف : في بيوتهم
شخص3 :" ساخرا " بيت أبي كان قيراطا من أرض وأنا وأخوتي أربعة
وأخت خامسة تقاسمنا تلك الدار
" ضاحكا " أنا وأولادي وزوجتي نعيش في حجرتين متداخلتين
وكذلك أخوتي
أين سيعيش أبي هل يطردنا ويشرد أولادنا ؟
" ساخرا " من يحمل رسالة لأبي ألا يعود فالموت له أفضل حالا
الدنيا زحام وهو كان عليلا يسعل طوال الليل
شخص1 : أنت ولد عاق
ألا تفرح بعودة أبيك ؟
كنت ترقص من ساعة مبتهجا بعودة الشيخ فماذا حدث ؟
شخص3 : لست عاقا ولكن العين بصيرة واليد قصيرة والحي أبقى من الميت
شيخنا لم يتقاسم أولاده مواريثه بعد وهي كثيرة تفي بالقسمة وتزيد
شخص5 : أنا أبي مستحيل أن يفكر في العودة
لم نكن نجد اللقمة وبموته استراح من هم العوز
شخص1 : سيعود غصبا عنه ... كلهم سيعودون
شخص5 : كل الزغاريد توقفت وكذلك الأغاني وطلقات الرصاص
شخص1 : عودة جميلة وولادة جديدة
شخص5 : وأخيرا توقف دوي الطلقات
" ساخرا " حتى البهلول أطلق طلقاته
إنها طلقات ضراط من بطن منتفخة
" يغلق أنفه " تعقبها ريح نتنة ملعون ومن خلفه حتى يعود
لص5 : تعلقنا بعدالة ربنا
لص4 : ديمقراطية هذا يموت وهذا يحل محله
لص5 : تخاريف
لص4 : تلك ديمقراطية جديدة ومقصود بها ... الديمو
فالديمو تعني الديمومة ... ديمومة بلا موت ...يطول عمره
لص3 : ألا يكتفى بعودة الشيخ ليدفسنا في طين الأرض
إنها فتنة والشيخ قائدها
ركب رؤوس الأحياء ويوم مات ركب رؤوس الأموات
أقنعهم بالثورة والعودة إلينا وكل منهم يبحث عن حقه وتعم الفوضى
لص2 : يعودون وكل الأوراق المغلقة أمامهم مفتوحة
سيلاحقوننا جميعا فإنا قتلنا ونهبنا ولم يفضحنا إنسان
لص1 : " صارخا " لا تجعلوا قلوبكم وغدكم في يد الآخرين
من فقد صوابه وتهور سيطيش سهمه
لص5 : ماذا تقصد ؟
لص1 : نجهر بالثورة على كل العائدين
تقتلنا الرهبة وتملأ نفوسنا رغبة
فماذا يحمل الغد لو عادوا ؟
" الناس شبه سكاري وهم يتحدثون مع بعضهم "
شخص1 : ليس أمامنا سوى الهروب من الطوفان القادم
شخص2 : نترك أملاكنا ومتاعنا
شخص3 : إنهم قادمون يرون كل ما خفى
كلنا تركبنا الذنوب من كبيرها لصغيرها
صلاتنا نتظاهر بها ونجاهر بأفعال الخير تملقا ونرائي
شخص1 : أنا لم اذنب قط
شخص5 : ألم تأكل مواريث أخواتك البنات
شخص1 : أنا ... أنا ... ولكن
شخص2 : سأهرب بجلدي وسأترك الجمل بما حمل
شخص4 : هذا جنون ....تريثوا وفكروا بحلول أخرى
شخص3 : مات حياؤنا وفعلنا كل مكروه ... حقت علينا اللعنة
لم نرتدع وغصنا في معاصينا
أتوا ليرفعوا ستائر الغش والخداع وليستردوا حقهم المشروع
شخص5 : أنت معهم أم علينا
أين أنت يا إمامنا وبماذا تفتي وتقول ؟
الإمام : لا راد لقضاء الله
سبحانه إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
أبوسعيد : كل سيفر بنفسه ... ستظهر كل فواحش أفعاله
ثابت : ولماذا يعودون ؟
الإمام : بحث الإنسان منذ بداية الخلق عن الخلود والمجد
عامر : طُرد آدم من جنة ربه عندما أراد الخلود
أبعودتهم يتوقف ملك الموت عن قبض الأرواح ؟
مسعود : والمقابل أن لا يكون هناك مواليد
ثابت : تتوقف الحياة !!!
عامر : سنحاكم علنا وفي وضح الشمس
سيرى كل منا فعل الآخر في ظهره
كلنا فسقة ... اغتبنا بعضنا وسرقنا وقتلنا وفجرنا في أفعالنا
ونسينا الله فأنسانا أنفسنا
أبوسعيد : أتكون نهاية الدنيا ...؟ وبأيدينا نقتل بعضنا ونثأر ما العمل ؟
شخص5 : هل ننتظر هلاك نفوسنا ؟
" ضاربا كف بكف " يا لفرحتنا بعودتهم
يا لتعاستنا برجوعهم ... وبأيدينا نغلق باب حياتنا وبحجر ضخم
مسعود : تقتلنا الحيرة
حلوا وثاق أفكاركم ستضيق الدنيا علينا بما رحبت
خرست ألسنتنا عن حديث يخرجنا من دوامة فكر
وتوقفت عقولنا وسيهبط علينا عمود من ظلام قاتم أسود
لن نستطيع الهروب من براثنه
نوقد نارا لنستبين طريقنا
الغد ليس ملكنا ملك الأموات القادمين
شخص4 : يا سادتنا يا كبراء بلدنا هل نهدم بايدينا ما بنينا ؟
شخص1 : ركب الفزع هاماتنا وتاهت بصيرتنا قبل بصرنا
ماتت قلوبنا من قبل
مسعود : ليكن لنا قرار
أبوسعيد : نقطع عليهم طريق العودة
ثابت : كيف ؟ نعاود دفنهم من جديد ... أجننت ؟!!!
أبوسعيد : لست بأفضلكم فكرا ... عفوا
عامر : وأنت يا إمامنا ماذا تقول ؟
الإمام : " بعد صمت "
ما رأيكم هل نحرق مسجدا ؟
بيتا من بيوت الله !!! اجيبوا
عامر : جريمة نكراء من يفعلها يتبوأ مقعده في النار من اللحظة
الإمام : ورسول الله حرق المسجد
ومسجد ضرار أمر بحرقه فلم يؤسس على التقوى
أسس على الإثم والعدوان وفيه حرفوا كتاب الله
ثابت : وما علاقة هذا بذاك ؟
الإمام : عليكم أن تنظروا أبعد من موطأ أقدامكم
اتخذوا قراركم ولا تتمهلوا حتى لا يلتبس الأمر عليكم
لص5 : على كل الأموات العودة فورا
أقصد عدم الخروج من قبورهم وإلا
لص2 : على الأموات العودة فورا
ثابت : هم لم يأتوا بعد
لص3 : علينا أن نجرب من الآن ضجيج أصواتنا ليخافوا
لص1 : إحساسي يقول بأنهم هاربون من حكم الله
لص5 : جرما نرتكب إن فتحنا الباب أمامهم وعادوا
شخص3: يهربون من حسابهم ويأتون ليحاسبوننا !!!
مسعود : لنكن أصحاب قرار
الحي أبقى من الميت ... هم موتى دفناهم بأيدينا
ثابت : والشيخ
" الجميع صامتون يدورون حول أنفسهم "
بهلول :" دائرا ومصفقا " تخافون ممن ؟ ومن قبل لم تخافوا
في كل الأحوال الله موجود
خفتم من أنفسكم والغد سترون أنفسكم علي حقيقتها
دعكم من كل الأكاذيب لن تشفع لكم
لا تتصنعوا أدبا مكذوباً يا صناع التقوى
فضائحكم سيراها كل الناس
سيراها الزوج المخدوع والصديق الأفاق والشيخ الكاذب
فلن يستطيع أي منكم المراوغة
سيحاسبكم أصحاب الحق ممن خدعتموهم
سيدة2 : ليقنع البصير شيخنا بالعودة لمدفنه
شخص1 : حقا ليفاوض الكفيف الشيخ فيعود أدراجه
فيعود لقبره ويغلق باب العودة أمام الأموات
مسعود : الشيخ رأسه صلب ففي العادة لا يتراجع ويواصل
الإمام :" مقاطعا "
في تلك الحالة كأنه يطالبنا أن نقطع رؤوسنا عن أعناقنا
ونلقيها في أتون النيران فماذا يبقى منا ؟
هل هي لعبة من الملائكة أم من الشياطين لتلقي في قلوبنا رعبا
من يتربص بنا ؟
ثابت : لكن الشيخ خارج تلك اللعبة
الإمام : لا تنس يا ثابت
كثيرون سيعودون سيطالبون بحقوقهم المغتصبة منك
ثابت : تلقى باتهاماتك فوق رأسي
أبوسعيد : تريث ولتهدأ ثائرتك فالمصيبة أكبر منا جميعا
تخيل أي فضيحة يوم يراك الجار عاريا في أحضان زوجته
أو بين ذراعي أرملة صديقك أو أخته أو حتى أمه
أي فضيحة وكل منا مكشوف العورة وأي مصيبة
سيصير كل منا عدوا للآخر ونتقاتل بلا رحمة
لص5 : علينا أن ننتصر لأنفسنا ... لا يعودوا
لص3 : احملوا سلاحكم فلا نصر بدون سلاح
شخص5: يا مولانا إنا نعرف من أقوالك إن الله
يؤجل كل ذلك ليوم واحد هو يوم الحساب فلم العجلة ؟
البهلول : لن ينجو إنسان ولا حتى فرد واحد سيصير كلٌ عدواً للآخر
" ساخرا " تلك فضيحة في الدنيا
لكن أعتقد بأنها ستكون غسلا لقلوبكم المريضة المشحونة بالبغضاء
ابكوا ولا تخافوا من بلل وجوهكم بالدموع
ولتبك النساء ولا يخفن أن تبلل شعرهن الدموع
مسعود : ليصمت هذا الملعون ربما كان هو سبب البلوى
سيدة 2 : ربما كانت ريحاً عاصفة قوية وعلينا أن ننحني لها
بدلا من أن تقتلع الأشجار والأبدان
سيدة1 : علينا أن نختار
فمهما كانت آلام القلب أو رجفة الشفاة
" نور ومازن ملتصقان ببعضهما في أحد الأركان وكأنهما يتهامسان "
مازن : ويعود زوجك ويدرك
قمر : ويعود الشيخ وبدوره يعرف ما كان
مازن : هل نحن أسرى لحلم ؟
قمر : إنه واقع ملموس وسيخرج بعد قليل من وقت الكفيف
ويسمح بدخول الناس
مازن : لن أدخل
قمر : سأهرب من هنا فالخوف يقتلني ومازال النجس عالقا بجسدي
مازن : حتى أبناء الشيخ زاغت أبصارهم وشحبت وجوههم
قمر : وإمام القوم تلجلج في كلماته وذهبت من فوق شفاهه ابتسامته
البلهاء المرسومة على وجه الثعلب
مازن : " متحسسا رأسه ورقبته "
أكاد أشك أن رأسي مازالت فوق عنقي
قمر : مريض الحمى ظمآن للماء
ستصيب كل الناس الحمى وسيصيرون عطشى ولكن للدم
من الغد ستنشب المعارك في وضح النهار
مازن : ومنذ متى توقفت ؟
قمر : كانت تدور في الصدور وفي ظلمات الليل
مازن : حقا سيتقاتل الإخوة
تعالي نفر من تلك الدنيا
شخص3: أين انت يا إمامنا ؟
الإمام : سألتكم حتى في حريق المسجد أحيانا خير
خفتم ولم يبد أي منكم رأيا
سيدة1 : إلا المسجد
ثابت : وإلا الشيخ
مسعود : القادمون كشجرة لبلاب يلتفون سيمتصون عصارة أجساد الأحياء
وعلينا أن نختار
أبوسعيد : لو تركناهم سيقفزون كالبرق ويسيطرون
وندفع الثمن ونكون ضحايا
سيلفنا الدخان ولن نرى للغد رؤية
مسعود : قادمون وقد شاهدوا كل ما كان وعرفوا كل الحقائق
سيتهموننا باللصوصية سيجلدوننا وتلك أخف العقوبات
الإمام : صمتنا يحجب نور الشمس
شخص4: نبكيهم نعم ... ولفراقهم نتعذب أما أن يعودوا فلا ...لا
الإمام : تلتف الأفاعي حول أعناقنا
يزحفون وإن لم نستأصل رأس الثعبان فلا خير يرجى
عامر : الألم يفتك بالرأس وبالقلب
مسعود : والحى أبقى من الميت يا ابن الشيخ
الإمام : اعتدنا حياة كاذبة ملعونة
الكذب والخديعة مزروعة في قلب البشر
يتساوى في ذلك الأئمة والطغاة
ثابت : حقا يا شيخنا ونرسم لأنفسنا صورا كالأسود في البراري
وحقيقة أفعالنا أفعال الثعالب والذئاب
مسعود : الحل في يدك يا عامر
" حوار لا تظهر كلماته ولكنهم يضعون ثابت وعامر ويسحبون
مازن ونور وأغلب الموجودين أمام الباب "
مازن :" با كيا " لا تنسوا فنوره كالجمر سيحرقنا
الإمام : ندخل كلنا عليه معصوبي الأعين ونفاوضه
وإن رفض ليس هناك حل آخر
" الجميع يعصبون أعينهم ويقتحمون الباب وتسمع صرخات الكفيف
قادمة لاعنة "
تقتلون أنفسكم .... تقتلون أنفسكم .... حلت اللعنة
" ستار "
مسرحية " هَوَسُ " في خمس مشاهد تأليف : طنطاوي عبدالحميد طنطاوي
الشخصيات
- الإمام
- الكفيف
- البهلول
- الأخت 1 أم سعيد أكبرهم سنا
- الأخت2 أم فؤاد
- أبوسعيد زوج الأخت الأولى
- مسعود رفيق درب الشيخ وحبيبه
- عامر الابن الأكبر للشيخ
- ثابت الابن الثاني للشيخ
- شخص 1، 2، 3، 4، 5، 6
- سيدة 1، 2، 3
- اللصوص 5،4،3،2،1
- مازن حفيد الشيخ من ناحية الأم وأكثر الناس ارتباطا بالشيخ
- نور زوجها كان عامل عند الشيخ ومات ويحبها الشيخ بصورة
غريبة ويعطف عليها
- برديس الغجرية
- فتيات الغجرية
المشهد الأول
------------------
شبه ظلام ، مجرد بؤر ضوئية تضئ وتختفي ، يبدو المكان وكأنه أحد الشوارع ظلال لأشخاص مجهولة تتحرك وبعضها يهرول ، نغمات حزينة يبثها ناي لا يظهرصاحب الناي ، تتردد صرخات متقطعة تحمل كلمات تقترب من الندب أو المرثيات لا تظهر ملامح للندابات ، يبدو أن الأصوات صادرة من مكان بعيد ، تسقط الأضواء على مجموعة من الأشخاص ، كأن كل منهم يتوجه بحديث لشخص غائب ، يتحركون في دائرة صغيرة ويتعقبهم الضوء الشاحب
شخص1 : سامحني يا سيدي الشيخ
دموعي جفت وأصبح الدمع عصياً
وماجدوي النحيب والبكاء عليك
يا أبا الكرم والجود ماتت دموعي وما
جادت عليك العين بالدمع .....
" صارخا " يا غالي
شخص2 : فر كما العصفور من الدنيا
" يصمت وكأنه يبحث عن شيء مفقود "
بعدك من يرفع عن رأس الناس هماً وكرباً
شخص3 : مركب وحمال للهموم
والدنيا كما البحر مشحون بالغيوم
اسودت الدنيا في عيون الخلق والناس تاهت واختنقت
شخص4 : إنا إلي الله ... إن إلى الله مرجعنا
سيدة 1 : " نادبة " بللوا تراب المقابر بالدموع على سيدنا وتاج رأسنا
صورته مرسومة في قلوب الخلق
طيفه فوق حيطان البلد مطبوع
ألف آه وآه وآه
فارقتنا ضحكته ورنة كلمته
حتى صوت صهيل فرسه حزين
سيدة 2 : ومن يؤنسك يا شيخ ؟
شخص 1 : عمله الصالح
والله ما طلعت شمس ولا غابت إلا ويده بالخير ممدودة
الله يرحمه
ونجوم الليل تشهد بجوده
يده ما تكل تمسح فوق رأس اليتيم وكان بوصية المصطفى فاعل
شخص2 : اندبي وقولي من بعده من يشيل الغم ؟ راح
بهلول : أنا أعرف طريقه
" ضاحكا " علي يمينه وشماله بنات الحور
أنتم جهلة ... الواحدة منهن ضي وجهها ينير بلداً
شعرها ناعم كذيل الفرس الأصيل
كعبها أحمر من غير حناء
مبارك عليك يا شيخ
دعواتي يارب تكن من نصيبك
في الليل وأنا نائم سأحلم ومستحيل أن أقول الحلم
تمتع يا سيدنا بركة ربنا عليك ستحل
تحت جناحك لملم أحبابك وأنا أولهم ... إياك تنساني
سيدة1 : الصبر ... الصبر ... إلهمنا يارب الصبر
كان سبعاً تهابه السباع
أم سعيد : " تلطم خدودها " يا مُسافر وغيبتك طويلة
يا مسافر من غير رجوع
آه يا غالي
الحزن كما الوتد رشق في الصدر
راح ضياء العين ودفء القلب رحل
" يضاء المسرح من أحد الجوانب يخرج الإمام متحركا ويحدث نفسه "
بهلول : يا مولانا الإمام ... حقيقي الشيخ تعجل فراقنا
الإمام : " بصوت متحشرج " يا بهلول لكل أجل كتاب
ورقته وقعت من على الشجرة .... مواعيد ومكتوبة
أم سعيد : ظهري انكسر لفراق الغالي
مُحرم عليّ ملبسي الناعم
من الساعة ثوبي خشن وأسود ومحرم الكحل علي عيني
بهلول : البسي ثوبك بالقلوب يا حزينة
أم سعيد : آه يا خيي
كنت منتظره أن تستقبل عزائي وتوصلني تربتي وتلحدني وتفك كفني
بهلول : دورك محجوز وميعادك معروف
الإمام : يا أخت الشيخ ... حرام
الشيخ إنسان مؤمن وأنت معروفه بالفعل الصالح
الرسول قبله قُبض ولا إنسان في الدنيا مُخلد
أم سعيد : " باكية " بعد اليوم لا خير في الدنيا
دفنتموه وتركتموه وحيداً
يا ألف ندامة ....الشهامة في التراب تغيب وتغور ....آه يا غالي
الإمام : مثواه الجنة برحمة المولى
شخص1 : قالوا في اللحد ابتسم
شخص2 : ووجهه كالبدر ساعة تمامه
أم سعيد : كانت أمنية عمري أن أسافر قبلك
بهلول : يا شقية كلٌ بميعاده
شخص3 : يا أختنا يا أخت الشيخ
صوتك بح ارحميه وإرحمي روحه
كلنا شاهدون بحبك له و عيونك احترقت من الدمع
أم سعيد : غالي وسافر من غير وداع
شخص3 : استغفري ربك
الإمام : استغفروا ربكم
الندم والاستغفار يمحو عظيم الذنب
شخص1 : مركبنا من غيره بلا ربان
شخص2 : كان سفينة
رياح الزمن غالبة وغدارة ... كسرت شراع السفينة
شخص3 : دخان أسود بلون الليل أعمى عيون الناس
وكل الناس من البكاء والعويل بصرها كَلّ
سواد في سواد والأمل مفقود
بهلول : كان رسولاً للخير ومات ... واحد حي
بشر وللعمر ساعة مكتوبة ومحسوبة
سبحانه الواحد الحي
أم سعيد : " متسائلة " ممكن يعود ؟!!!
الإمام : " صارخا " اتق الله يا ست الناس
يعود يوم أن تثور الملائكة ضد الله وتخرج عن طوع الخالق
أستغفر الله العظيم .... الرحمة
أم سعيد : الملك لك يا صاحب الملك ... اللهم ارحمه
سيدة1 : نساء البلد يأكل قلبها الحزن
طيبته في كلمته وهيبته في وقفته
يا حزن قلبي عليه
الإمام : لا تبكوا فروحه في اللحظة سعيدة
نالت روحه حريتها هربت من سجن
الجسد الفاني ، ادعوا له بالرحمة
سيدة2 : كان يمسح دموع الغلابة والمحتاجين
الإمام : ادعوا لذريته تثبت على فعل الخير وتتقلد بتاج المحبة من كل الناس
سيدة1 : " بصوت يقترب من الهمس " نار تخلف رماد
" وبصوت واضح " يستحق نلطم خدودنا ونندب عليه
الإمام : " ينظر إليها ويبدو أنه سمع كلمتها "
لا تلطمن الخدود ولا الصدور
صوت الصراخ العالي يقلق الأرواح
وشيخنا طول ليله كان يردد تسابيح السماء
اركعوا واسجدوا وادعوا له
إرادة الخالق يا خلق
الكفيف : " قادما مستعينا بعصاه فحسب ويدرك الطريق جيدا "
ارحموه واذكروا محاسنه
قلبوا ورق أيامكم القديمة وادعوا له
جبل وانهد و تمر النخيل طعمه مر وعلقم
مات البدن وعليكم بالصبر يا بشر
الإمام : قل لهم يكفوا عن الصراخ والندب
الكفيف : يستحق أن نحزن عليه
كان إنساناً يعشق خلق الله و صدره بالإيمان عامر
دائما جبينه لرب الكون مرفوع وكأنه يتلقى الوحي
سيدة1 : الكل كان يهاب طلعته
سيدة2 : لمن نشكو ؟
أم سعيد : كان الله في عوننا
لنا رب نطمع في رحمته
الإمام : وحده يطوف الدروب بالليل
حتى الكلاب يسكن نباحها
وبعد صلاة الفجر تعود أن يغسل رأسه بندى الصبح
يبل ريقه بنقطة عسل وكسرة عيش جافة ... الله يرحمه
الكفيف : جدل حبال المحبة من كتان وصوف وليف النخل
ربط قلوب الناس بالحب والناس تطمع في زياده
شهامة ورجولة وحياء فوق الوجه
في يوم العرس ما تمدغ أسنانه لقمه وتسأله يضحك ويقول شبعان
الإمام : عمره لم ينطق بكلمة معسولة
بيديه يغرف من خير زرعه ويجود ويوزع
سيدة3 : كل موسم وفي غير المواسم بابه بالخير مفتوح
سيدة1 : من سيقوم مقامه ولده البكري ؟!!!
عيونه زائغة وكرشه يسع ثروة قارون
وزوجته همها أن تكسو ذراعيها ورقبتها بالدهب
شخص1: أبوه المرحوم كان يقول
المال مال الله وكل البشر من نفس واحدة
شخص2: حتى النصاري شاركهم اللقمة
شخص1: يقول ولا يقول اليوم
ملعون من يأكل وجاره جوعان ملعون من ينام وينسى حق الجار
ومعدته بالأكل متخومة وجاره معدته تزعق من قلة الزاد
الإمام : قالوا له
كِلْ إيدك ... خُدذ من التل يختل
حاولوا يسمموا آذانه بالخوف من غدر الزمن والفقر
حاول الشيطان يعقد معه صلحاً أبى ّ
الكفيف : كان يقص مخالب الشر
" في ركن بعيد تسقط إضاءة على عدد من الأشخاص يتحدثون وكأنهم
يتهامسون وتبدو أن عيونهم زائغة تراقب ما حولهم "
لص 1 : هددنا بالطرد
لص2 : حمدا لله مات
لص3 : تمنينا أن نحتج وأن نعارض أفكاره
تملكنا الخوف ولم نتجرأ
الناس تقسم وكأن كلمته منزلة من رب السماء
مجرد أن نتكلم يضحك ويمازحنا ويصمنا بالجهل ويضحك جمهرة
مريديه وأحبابه
يهزمنا و يسحقنا بكلمته ويدعي أن كل أفكارنا سوداء
لص4 : أتت الفرصة لن نتراجع بعد اليوم
لنشرب خمراً ولنسرق ولنحرق ولن نتخوف ولن نتستر بظلام الليل
لن نتقوقع تحت جدار أو بين بقايا بيت منهار
لص5 : سيأتون إلينا صاغرين ... سيرضوننا
لص2 : ليدفعوا إتاوة
لص4 : سيطالوبوننا بحمايتهم
لص2 : " ضاحكا " لا أستبعد أن نجلس في مكان قضاتنا ولنحكم
لص5 : كان يقول تعالوا واعملوا واكسبوا المال الحلال
يضحك ويقول
أعرف أنكم تعشقون أن تقتنصوا المال من جيب الإنسان عنوة وبغير
رضاه... وتلك في عرف البشر سرقة وهي جرم وحرام
كان يحاول أن يجعلنا مثل عبيد هواه وأفكاره
يطالبنا أن نتوضأ ونصلي وأن لا ننسى صيام رمضان
لص3 : غصبا عنا كنا نوافق بكل ما يطرحه من أفكار
وامتدت أيادينا في كل الأوقات ولم يردعنا ولكن يقتلنا الخوف
كنا نبتعد عنه حتى لا تتقابل عيوننا وعيونه
غريب كان وكأنه يقرأ الأفكار ويستطيع بسهولة أن يعرف من أغتابنا
ومن سرقنا
لص4 : علينا أن نتوجه للناس بخطاب
نصرخ فيهم ونهتف
إنا حراس مدينتكم
لص5 : علينا إشغال أوقات فراغ الناس بالتافه
لص2 : بالعنف والعنف وسيلة للغاية الأكبر
السطوة ومزيد من مال
ومن يخرج عن قانون وضعناه هو خارج عنا
نتلف أرضه وتنهب أملاكه ولا مانع أن نحرق داره
لص4 : يومها يأتون إلينا يبكون وتظل لنا الرفعة وعلو الشأن
لص5 : سيتقربون إلينا ويدفعون
تسطع شمسنا من جديد ونرفع عن الناس غشاوة الضلالة والأفكار
الزائفة التى غرسها المرحوم
لص2 : ولتأتِ برديس
لص3 : الغجرية !!!!
لص4 : تعود وترقص حتى الفجر
ويعب الناس كؤوس الخمر وجرعات الحب الملتهبة من فتيات
الغجرية وتباعها
لص5 : الغجر وما أدراك ماالغجر ...الغجر عيون لنا
منهم نعرف كل أسرار البيوت ونزوات الناس في السر والعلن
لص1 : الغجر يسرقون
لص2 : قلنا حلالا لهم أنسيت ؟
سيقولون الرقص والموسيقى حرام
لا يعلمون أن الرقص فن والموسيقى محاكاة لأصوات الطبيعة التى
خلقها الله
لص5 : نبهر عيون الخلق بالعجائب وندعوا للرفاهية والجمال
الغد مرهون بنا وعلينا صياغته برؤيتنا
لص4 : حمدا لله أنه مات
" تتقدم صوبهم واحدة بلباس أسود يخفي ملامحها ، زيها الأسود من
أخمص قدميها حتى رأسها ، لا تظهر سوى عيناها ، يصمتون
ويتأملونها ويبدو أنهم لا يعرفونها "
لص1 : من أنت ؟
المقنعة : صاحبة الأنسِ ومبعث البهجة
لص1 : من أنت ؟
المقنعة : شريكتكم في الفعل
لص1 : إنا لا نعرفك
" ترفع ثوبها الأسود وتتخلى عنه وتبدو شبه عارية "
جميعهم :" بدهشة بالغة " برديس ... الغجرية
" يسرعون بلف الثوب حول جسدها ويبدو الخوف فوق وجههم "
لص2 : ملعون من خلفوك
مجنونة وفي تلك الساعة تأتين
عيون الناس قد لا ترى من ضباب الدموع التى تملأها
ربما شاهدك أحدهم
مجنونة يا
برديس : علينا أن نسرع
لص4 : لنبدأ فيما بعد ربما الغد أو بعد الغد ممكن أسبوع أو شهر
لص1 : الرجل لم يكمل ساعات مدفون
برديس : انتهت أيام العزاء ويكفي ...
رجل ملعون حرم على الناس اللذة والضحكة
حرم وحرم وحرم
فلماذا ؟ أتجوز عليه الرحمة ؟!!!
" صوت يأتي من بعيد ولا يظهر "
الصوت : كان يضاحك حتى الأطفال
لا تحزنوا فالرجل لم يعشق حزناً
كان عهدا علىّ قطعته أن لا نحزن للموت
كان اتفاق إن كان يوم مماته قبلي أن لا أجعل للحزن مكانا في مأتمه
لا تبكوا
قصوا نوادره المرحة
الموت حق وكأس دائر
نحن أمانة فوق الأرض
أمانة طلبها صاحبها وعلينا رد الأمانة لصاحبها
سبحان الخالق ... سبحان الله
قصوا على الأطفال حكاياته
برديس : من هذا ؟ كلماته ألقت في جسدي الرعب
لص5 : إنه الكفيف صديق الشيخ
برديس : ملعون وسيده أيضا
الحياة قصيرة لنتمتع
لص5 : عليك بالصبر أيتها الغجرية
" بنبرة ساخرة وهو يتأملها "
أظنك أصبحت بلا خصر صرت منبعجة أكثر
تضاريسك راحت
جسدك صار قطعة واحدة ولا يستطيع إنسان أن يحدد جزءا
محددا ...
" ضاحكا " قطعة واحدة
برديس : " تحاول أن ترفع ثوبها ولكنهم جميعا يحذرونها "
عموما لا تحزن ففتياتي زهور متفتحة
الدور عليك وعليك أن تثبت بأنك من نوع الرجال
أمن الذكور أم ؟؟!!... سأتأكد بنفسي
" تهم بالضحك فيسرع شخص5 بسد فيها "
لص1 : ملعونة يا بنت الملعونة
لص2 : لا تهتمي يا بارديس
هو يعشقك منذ طفولته
برديس : إنه أكبر مني سنا
لص3 : لا تهتمي .. أنت مازلت طفلة
أقصد مازلت جميلة
برديس : جبر الله خاطرك
لص5 : يمكن أن تظهري بالليل فحسب
برديس : لماذا ؟
لص4 : النور والألوان تزغلل العيون فلا تظهر تعاريج جسدك المنبعجة
لص1 : ارحمنا في تلك الساعة
لص5 :" ضاحكا " تذكرت حكاية الشاطر حسن
قبل أن يموت أبوه وصاه بوصية
إنه يوم يسرق فعليه بسرقة شيخ اللصوص
ويوم يلعب القمار فليلعب مع كبير القمارتية
أما الثالثة وهي بيت القصيد فكانت
إن أراد أن يذهب لبنات الليل فليذهب في الصباحية
" يضحك ويطالبونه بالصمت والاكمال "
يوم ذهب إليهن في الصباح فرآهن على حقيقتهن
بوجوههن العابثة وشعورهن المنكوشة وشكلهن الحقيقي
عزف عن الذهاب ثانية
برديس : يوم تأتي سأطردك
لص2 : أنا حبيبك
لص5 : هو عاشق للفوضى سيدتي
لص4 : وفى الفوضى ينتشي الكون حبا يا سيدتي
الغد قادم بالفوضى
لنستعد جميعا ....اقتربت ساعتنا
لص1 : فتياتك سيكونن مفاتيح قلوب الرجال
دربيهن كما ينبغي
الغد مرهون بالفوضى
استقدمي واستحدثي الجديد المثير الجميل
علينا إعادة ترتيب الأوراق
برديس : مهارات فتياتي لا تقارن
علمتهن كل فنون العشق والهوى
وكيف اللعب داخل أفئدة البشر ومن غوى هوى
لص3 : عليهن أن يلهبن صدورنا نحن أولا
" يضحكون ويحبسون ضحكاتهم بسرعة "
" يصمتون وينظرون في توجس حولهم ويقطعون الصمت "
لص1 : حمدا لله مات
ولده البكر في لهونا لا يشارك
لص5 : لكنه عنيد كالبغل
لص3 : كم تمنينا أن نحتج ونعارض أفكاره
لص5 : تقبلنا مزاحاته وبغباء كلماته يسحق داخلنا كل الأفكار
لص1 : لن نتراجع بعد اليوم سنطويه تحت جناحنا
كنا نشرب الخمر في السر سنجاهر
كنا نفعل ما يسعدنا من فعل منكر في خوف وتوجس
من اليوم لن نتستر بظلام أو نتقوقع خلف جدار
لا تنسوا فولده الثاني
مفتون بالخمر ودوما يبحث عن سعادته معنا في الخفاء
يعشق تداوير الجسد لأي راقصة تتلوى حتى السوداء
لص3 : نرفع من شأنه ونمشي في ظل حماه
لص4 : تريثوا فالغد سيفصح عن مكنونه أكثر
لص1 : نتسلل قبل شروق الشمس
لص5 : في السابق كان يعلم بأفعالنا ولم يفضحنا بل مد يديه ووهبنا
لص3 : " بتذمر باد " كنا نتسول أو كان يعاملنا كخدم يأتمرون بأمره
الفرصة آتية
نتخلص منه أو نرفع من شأنه
لص2 : خائف وأشعر أن جسدي بارد
الدم تجمد في عروقي
لص5 : الخوف .. هاهي معالم خوف
إنا لا نمثل شيئا في تلك الدنيا
إنا مثل الزبد فوق سطح الماء أو كالدخان في الهواء
لتكن لنا بصمة فوق صفحة تلك الدنيا ... لنترك أثرا
ليلتمس الكل منا العون ونصير السادة والكبراء
علينا أن نجازف لنكسب معركة الحياة
لص2 : علينا أن نتسلل واحداً خلف الآخر
نعلن في السر وندعو حتى نصبح كثرة
وعلي الجانب الآخر نهمس في أذن الابن
نحفز فيه روح الثورة والثروة وأن يحكم
أن يركب الناس ولو بالقوة فهو الأجدر
نؤازره ونقوي عزيمته
لص1 : الابن البكر
لا يهوى في الدنيا سوى المرأة
زوجته تتحكم في كل حياته وتخاف على أمواله
تخاف أن يهدرها على الناس كما فعل أبوه
لص3 : ولننفخ في صدر الابن الثاني أنه هو الأفضل والأقوى
أن نهمس في أذنه أن الناس تعشقه وترضى به
لص4 : ستعم الفوضي
لص5 : ربما يتقاتلان
لص2 : ومزيد من كسب لنا
وعلينا أن لا نغفل دور الإمام والشيخ الدرويش الكفيف
وحديث البهلول ينام في صدر الناس فبعضهم ينصبه وليا
لص5 : في كل زمان للسلطان إمام يصيغ الأحكام وفق الحكم وما يمليه
يستمد من شرع الله القوة
يلوي ذراع الشرع بما يهوى الحاكم
يتلاعب بالألفاظ والكلمات
تهتز رؤوس الناس معجبة بجمال الفكر
قليل من عسل يتذوقه ينفرج لسانه فيفتي ويقول ما شاء الحاكم
ألم يقولوا يوما ولله جنود من عسل
يومها دسوا السم لحفيد رسول الله
لص3 : يتضاعف خوفي
لص5 : والخوف مرهون بالجبن
لص3 : لست جبانا
لص5 : إذن فلنتقدم صوب الغد المرهون بالفجر
الأرنب البري برعونته يدفع الكلب البري لمطاردته
يقفز بغباء فيضرب الأرض بقدمه فيستقطب نظر الكلب
لو تسلل ولم يضرب بقوة لنجا من شر
علينا أن نثير بهجة الشياطين لتشاركنا الفرصة
لص2 : لن نظل مقهورين محبوسين في جدران يصنعها أصحاب الشأن
وحقيقة الأمر هم يفعلون كل منكر وقبيح ويدعون البراءة و الصلاح
لص5 : يرتدون عباءات التقوى
لص1 : هل نظل نتنهد وتسيل دموعنا ونندب حظنا؟
أليس في الجنة نهر من خمر ؟
لماذا لا يوجد في الدنيا ؟
لص5 : لنعش اللحظة ولنرسم ملامح وطريقاً للغد
لص1 : " ضاحكا " قالوا حلال السرقة
معا : من قالوا ؟ من أفتى ؟
لص5 : شيخنا الغجري قال
صُلب المسيح بثلاثة أوتاد والوتد الرابع سرقه كبير الغجر وسيدهم
فخفف من ألم المسيح ، ساعدوا المسيح كما أدعوا ، ومن يومها اعتبر
الغجر أن السرقة حق مباح ومنها يأكل ويشرب ويعيش
لص1 : ولنا أيضا الحق
لص5 : لو كنا في زمن المسيح لسرقنا بدل الوتد الواحد ثلاثة أوتاد وصُلب
بواحد فقط
لص2 : كان سيحلل لنا الكثير من الأشياء
" مفكرا " هل ما تقوله حقيقة ؟
لص5 : هذا ما قاله كبير الغجر وأقسم بأنه موجود بالكتاب المقدس
لص4 : ستعود أمسياتنا المنعمة
لص1 : نلقي الرعب ونقتنص الغنائم
لص2 : كان رجلا مجنونا
كان راسما فوق صدره صورة فارس قالوا إنه أبوزيد الهلالي سلامة
لص3 : كان مفتونا بروحه
لص5 : يركب فرسه وقبل أن ترقص فرسه كانت ترقص نشوته فوق عينيه
لص3 : ساعة أنظر إلي عينيه
أرى ملامح عشق للذات
" مبتسما ومعالم سخرية واضحة "
غاوي يصطاد قلوب نساء البلد حتى البنات البكر
أتذكرون يوم أن كادت النيران تأكل البلد
شمرنا وبالماء والرمل و للحريق أكفأنا
لص5 : الناس هتفوا باسمه
لص4 : الغلابه والتنابلة قالوا لولاه لأكلت النيران البلد وصارت رماداً
لص1 : لزما نشكر عزرائيل إنه لم يتراجع عن قبض روحه
قبض روحه من غير كلام
لص5 : بموته يزحف فوق عيون ناس بلدنا الانكسار
لص2 : الكفيف الناس تظنه شيخ وولي
لص1 : كفيف لا يرى موطئ قدميه دعك منه
لص5 : لماذا لا ننصبه بأيدينا وليا ؟
لص1 : مجنون أنت كيف ؟
وهو يلقي لعناته فوق رؤوسنا ليلا ونهارا
لص4 : دعكم من هذا الهراء
لص1 : الحرية
بعد موت الشيخ الناس ستشعر بالحرية
يبقى رب واحد معبود
فقد مات شريكه ورسوله
لص3 : أجننت الله واحد لا شريك له
لص1 : لا تخرجني من الملة ولكن سأردد
الميت كان يحجب نور الشمس
البلد كانت سجن
كان بوده يوقف الأرض عن الدوران
ربنا خلق الناس أحرار
كثيرون يهتفون وهم عاشقون للعبودية
لص3 : بعد اليوم لن نقبل أن نمشي في ظل إنسان
بشر كثيرون يتسولون تمتد أيديهم يعشقون الذل
أكفهم تنتظر أن يجود عليهم بقطعة لحم أو ورقة نقد
في ذل معتاد وهوس برفعة شأن السيد
كلاب ملعونون
لص4 : لو جربوا مزاح السكارى وأنغام الهوى وموسيقى العشق عاشوا
حرية حقيقية
لص5 : مات ... أخد من الدنيا أكثر من حقه
ضحك علينا بما فيه الكفاية
يوم كانت الناس تشكو
كان يقول الذهب في بطن أرضنا أطنان
لص3 : مات .... لا ذهب ولا قطران
لص4 : أيام تمرق وأماني تموت وعاشوا داخل سجن
نشوى كاذبة أجاد صياغتها ورددها منافقوه من خلفه
لص1 : كفاية زيف وخداع بسواعدنا نغير
لص5 : علينا أن نحزن ولو بالكذب
علينا أن نشارك الناس العزاء
نزوق وجوهنا بالألم والضيق لفراقه
برديس : وأنا
لص5 : ارفعي من فوق وجهك كل ألوان الزينة
اللون الأسود أكثر طلبا في تلك اللحظة
لص2 :"ضاحكا " هو أسود طبيعي
الراقصة :" تضربه بدلال "
سأقسم أن لا ترى كعبي قدمي بعد الآن
لص2 : الكعبان ما أجملهما وكأنهما مصبوغان بالحنة
لص5 : هيا شاركيهم البكاء والنواح
اقتربي أكثر منهم
ولتتسرب فتياتك بين جموع الناس
لا يضحكن ضحكاتهن المعتادة ولكن ليصرخن ويولولن
" تسقط الأضواء على الناحية الثانية من أقصى يمين المسرح
نساء حول أخت الشيخ الجالسة على الأرض ، يواسينها و
يتحدثن إليها ولكن في همس ، على مقربة منهن يستند الكفيف
على ذراع الإمام والبهلول يتحرك حولهم جميعا "
الكفيف : أشعر بالبرد
الرعشة تركب جسدي
هل تظهر الشمس أم حجبتها سحب اليوم الأسود ؟
تذكرت إنا في المساء وصلينا العشاء جماعة
الإمام : صوت البكاء ضجيج في الرأس
صوت هوهوة الكلاب بيزاحم ضجيج الكون
البهلول : " ساخرا ومبتسما "
حتى كمال العبيط ضرب الجدار برأسه
دمه نزف
ولد عبيط
الإمام : أيام كئيبة
كل الناس حتى الحيوانات حزانى
الكفيف : أصاب الناس الخرس تاهت حروف الكلام من فوق شفايفهم
واتوجع القلب بالآهات والأنين
بتلوموا العبيط ...
الشيخ كان بيمسح بيده فوق دماغه ويمد يده له باللقمة
الإمام : لله الأمر من قبل ومن بعد .... لله الأمر
الكفيف : روحي أصبحت في مناخيري ... نفسي ضاق حاسس بالخنقة
الإمام : كلنا في الهم سواء
من أين يأتي الدفء في ليل الشتاء
نسمة الصيف الخفيفة رحلت وأيام الغلابه القادمة نار
البهلول : زهق من البشر و مات الله يرحمه
الإمام : اتق الله ... لكل أجل كتاب
البهلول : المركب غرق والنبع جف
من يساعد ؟ من يرفع الغم والبلاء ؟
الكفيف : يجود الله برزقه
وما نحن إلا وسيلة
الإمام : الحياة طريقها واعر
الكفيف : " مشيرا بيده ورافعا عصاه في اتجاه "
واحد كان و مات
من يخلفه ؟ فتحوا عيونكم
البهلول : البركة فيك يا
الكفيف : شياطين بتزحف كما الثعابين
سامع حفيف زحفها
الإمام : أنا أصدق كلامك لكن ما العمل ؟
الكفيف : دول المدفوعين بفعل شيطان رجيم
أتباع لإبليس ، بيعشقوا الشيطنة
بينورا للخلق طريق الخطيئة والضلال احذروهم
" على الجانب الآخر تسقط الإضاءة "
برديس : أنا أشك أن هذا الراجل كفيف
لص4 : علينا أن نخفي أثرنا
لنختف الآن عن الأنظار
المشهد الثاني
--------------
إحدي حجرات المنزل الكبير ، على الجدران صور للشيخ وصور لمشاهد من الحرم النبوي والكعبة والمسجد الأقصى ، الحوائط فوقها الكثير من الآيات القراآنية ، بعض صور لسيدات متشحات بالسواد ، يجلس الجميع وينساب صوت مقريء للقرآن لا يستمر كثيرا فقد أعلن بانتهاء القراءة بالتصديق وأمن بما قال ، البهلول يجلس على الأرض مربعا قدميه ، يحاول مازن أن يجذبه ليجلس فوق مقعد ولكنه يرفض ويظل في مكانه متمتما بكلمات في سره ، رغم أن المقريء انتهى من القراءة وكأنه يواصل القراءة بمفرده ، يجلس عامر وثابت وأبوسعيد زوج أختهما بجوار بعضهم ، يجلس أيضا مسعود والإمام في مقابلهم
يعمهم الصمت
مازن : " باكيا " ليتني أنا
لم أتخيل يوما أن يقبع يوما في سكون
البهلول : لك يوم ... قادم لا محالة ... كأس دائر
مسعود : اللفظ سعد
" يربت على كتف مازن "
ومن يأخذ بكلام المجانين
البهلول :" مبتسما "
أخوكم مسعود ابن سعيده
طول عمره كذاب
كان يبيع حلقان تتركب في آذان الناس
غاوي يفتي ولو بالكذب
الإمام : اعقل يا بهلول
اليوم لم نكمل اليوم السابع لوفاة الشيخ
البهلول : أنا مجنون يا إمام
عامر : ارحمنا ...
حزننا زياده يكفينا حتى نلاقي وجه الله
البهلول: يرحمنا المولى يا عامر
افتح عينيك فقد صرت كبيرا
ثابت : إن تتحدث لا تنسى أن عامر من حل محل الشيخ
هو الابن البكر ... هو ...
البهلول : مطلوب مني الصمت أليس كذلك ؟؟
أم أنعته بصفات الشيخ
أنتم صامتون لماذا ؟
أنا أعرف سببا للصمت
دماغ كل منكم مثل النحلة لا تهدأ
معكم يختلف الوضع كل تدور في رأسه حساباته
كم سيرث من خلف الشيخ أليس كذلك ؟
مسعود : " صائحا " لسانه لا ينام في جوفه
نمام ويتحدث في أعراض الناس ... اطردوه
البهلول : لا تكمل يا ابن سعيدة
سعدك كان مرهونا بوجود الشيخ
الشيخ مات وأكملت في أملاكك بدلا عن الفدان الواحد عشرة
كله من فضل الشيخ ... أنسيت ؟
مسعود : "محاولا الهجوم على البهلول فيمنعه مازن "
يا ابن المجنونة
الإمام : طول عمره لسانه أطول من عكازه
لاتنس كان شريكاً في مجلسنا في وجود الشيخ
اليوم من يجرؤ على طرده
مسعود : سمعت ما قال
هذا الكلب الملعون
البهلول : كلب وملعون أيضا ... جزاك الله بالخير يا
الإمام : دوما تتكلم
ألا يعرف خشمك معنى الصمت
البهلول : " ضاحكا ومتحركا على أربع ويعوي ككلب "
أنا كلب ...أهوهو
أشم الرائحة
والراعي لو يرعى بذمة وضمير
لألقى الرعب في قلب الذئب ولم يقترب ناحية الأغنام
ولكن لم تصبني اللعنة إلا من مسعود ابن سعيدة
مسعود : يقصدني بكلامه يا سيدنا
فاض في القول وباسم الأم نعتني
البهلول : ويوم الحشر ينادينا المولي باسم الأم
عامر : ليتكلم فكلامه لن يضيف أو ينقص شيئا
البهلول : " متحركا " يا أولاد الشيخ يامحبيه
أتدرون أين كنز الشيخ ؟
" يصمتون وكأنهم ينتظرون منه إكمالا لحديث "
الشيخ خبأ كنزه داخل قلوب الناس
قلوب الناس عريانه ولا تستر
" طرقات وتدخل أختا الشيخ ، أم سعيد البكرية وأم فؤاد "
أم فؤاد : أهناك غريب بينكم ؟
بهلول :" مصفقا " ما غريب إلا الشيطان يا أم فؤاد
أم فؤاد : طول عمرك لسانك مسحوب
بهلول : سمعت صوت الديك أتت مسرعة لتجمع البيض
لم تبض الدجاجات بعد
الديك ينتظر الفرخة تبيض ويكاكي ويهلل
" مقلدا صياح الديك "
أم فؤاد : لا مؤاخذه يا سيدنا وأنت يا عم مسعود وأنتم يا أولاد الشيخ
مفروض تطردوا هذا الإنسان
أم سعيد : اعقلي يا أختي ... عيب
لا تنسي أنه كان قريباً من قلب أبيك
شاركه وقاسمه اللقمة
بهلول : يا بركة يا ست الناس
الله يسامحك يا أم فؤاد
أنا الحافظ للعشرة ومثل الكلب أهوهو لو نام الراعي
أم سعيد : الهّمْ راكبنا والكلمة تائهة والعذر مقبول من الموجوع
السماح يا عم بهلول ... اعذرها واعذرنا
الإمام : قواك الله يا أم سعيد
البركة فيك وفي أخوتك
ولا ننسى قول الأقدمين
الابن مولود والزوج موجود والأخ مفقود
بارك الله إخوتك الرجال وطرح الله بركة الشيخ فيهم
أم سعيد : هم مكان الشيخ
ثابت : وأنت بمثابة الأخت والأم ...أنت الكبيرة
وبارك الله في ولدك مازن راجل وزيادة
الإمام : مازن كان قلب الشيخ
كان يشاركه في كل الأفعال
كان يخصه بسره عن كل الخلق
مسعود : وخيركم معقود ببركة شيخنا
أم سعيد : أين محفظة الشيخ ؟
" تنظر إليهم والجميع صامتون "
أين محفظة الشيخ ؟ أوراقه وعباءته وعصاته ؟!!!
مازن : فوق رأس الشيخ
في النافذة فوق رأسه حيث ينام كالمعتاد
أم سعيد : لا أثر لمتعلقات الشيخ
ثابت : معي محفظة الشيخ
أم سعيد : لست أكبر أولاده ... فأنا أكبركم سنا وعامر أكبر منك
عامر : " بضيق باد "
ليس الموعد مناسبا
ثابت : إنها شئون خاصة بالرجال لا تخصك
عامر : اعقل يا ثابت
لتونا قلنا إنها بمثابة أمنا
ثابت : " بتذمر باد " لو قُتل الشيخ من كان سيثأر لقتله
من له حق الدم ؟
الرجال أم النساء ؟
أبوسعيد : أنا واحد منكم
الشيخ رحمه الله قال لي بالحرف
أنت ولد من أولادي
ثابت : " ضحكة مبتورة وبسخرية واضحة "
لك حق في الميراث !!!
أبوسعيد : أوصى بين الخلق بأن أضع عباءته فوق كتفي
عامر : ربما أوصى أيضا بمحفظته ومسبحته وعصاه
" يغمر الصمت جمعهم ، بهلول يأتي بحركات غريبة وكأنه يشجع على
استكمال الشجار ولا يلبث أن يصفق ، مازن قريبا من البهلول تبدو
الدهشة جلية فوق وجهه "
مازن : " بصوت يقترب من الهمس " كله بيقسم في الشيخ
" يبدو أنه اختنق بالبكاء فأسرع بالخروج "
بهلول : كله يهوهو
أم فؤاد : البقاء لله
" لعامر " أطال الله عمرك وجعل يومي قبل يومك
أم سعيد : ومحفظة أبيكِ ؟!!
أشياء كثيرة أختفت أين ذهبت ؟
أم فؤاد :" ساخرة " وزوجي لو كان موجودا لطالب بحقه كولد من أولاده
ألا يحق له أن يرث ... الشيخ مات
زوجي قال لي أن الشيخ وعده
أن يهبه عصاته وأربعة أفدنة في الشق الغربي
أبوسعيد : حقا ... كان الوعد بأربعة لي في الشق الشرقي وكذلك زوجك
مسعود :" للإمام " الشيخ كان يعرف ربنا
هل يحيد عن شرعه ؟
الإمام : مستحيل يقسم تركته مخالفا لشرع الله
أم سعيد : لن أتنازل عن وعد ضربه أبي لزوجي
أبوسعيد : قلبي يقول هناك أمور مخفية
أستأذنكم ولكم الجمل بما حمل
" يخرج أبوسعيد "
بهلول :" يعوي " ميت يودع ميت
ثابت : عليك بالسكوت يا بهلول
بهلول : الشيخ قلبه كبير ساع كل الناس
" ضحكا " حتى الحريم عشقته
وبدل الزواج مرة تزوج عشرة
" الإمام وعامر و ثابت ومسعود ينسحبون لأحد الجوانب ويتهامسون "
أم سعيد : اخرس يا بهلول
أم فؤاد : أبي أطهر إنسان على وجه الأرض
بهلول : ليس حراماً أن يحب النساء وليس عاراً أن تعشقه
الإمام : لم لسانك يا بهلول
مسعود : للجدران آذان
عامر : " بدهشة وتذمر "مدى صحة كلام البهلول
مسعود :" بتردد " ربما فيها شيء من الصحة
عامر : ومسجل هذا في أوراق الشيخ ؟
الإمام : " بتردد " أعتقد ... ربما
ثابت : تُحرق كل أوراق الشيخ
الإمام : علينا بالتروي
أم فؤاد: قبل ما يشقشق ضي الفجر وقبل ما تفرش الشمس بنورها يومنا
علينا أن نعرف حقنا في ميراث الشيخ
ثابت : اصبروا ... هناك أمور مخفية لا يعلمها إلا الله
ويعلمها الإمام وعمي مسعود
عامر : شاعر وكأني لا أعرف رأسي من قدمي
هل هناك أسرار لا نعرفها ؟
بهلول : قلت لكم الشيخ قلبه ساع الناس كلها
عامر : مصيبة
" ضاربا كفا بكف وضاحكا ساخرا "
ما تعداد إخوتنا
ثابت : ادل بدلوك يا عم مسعود
يا رفيق أبي في كل الصولات والجولات
مسعود : شبكوا أيديكم بأيادي بعض
احمدو الله علي النعمة
كله زائل ولا يبقى إلا وجه الله
اتكلم يا سيدنا الإمام
الإمام : أنا مرصود لي الفدان الشرقي وما فوقه
من أشجار مثمرة وأشجار نخيل حتى الصفصاف
عامر : ماذا تقول ؟
مسعود : لا تستغربوا يا أولاد الشيخ
فأبوكم كان يحيا بالناس وللناس
أوراق مكتوبة وأنا لي نصيب في الشق الغربي
ثابت : الشيخ عمره ما باع سهم من أرضه
ولا يوما وصى بوصية
أم فؤاد : حقي وحق أولادي ميراثي الشرعي
أم سعيد : لله الأمر من قبل ومن بعد
مسعود : عليكم أن ترضوا
أولاد الشيخ في بلدنا معروفين
لكن للشيخ أولاد أكثر بكثير
ثابت : أولاده !!!
عامر : من صلبه
الإمام : نعم من صلبه
أم سعيد: مستحيل
الإمام : علينا أن نتريث
فكل عقدة ولها حلال
مسعود : الفرصة أمامنا لنعيد صياغة أوراق الشيخ
أم فؤاد :" هامسة لأختها "حقا أبونا كان يسافر كثيراً
أم سعيد : يزور أولياء الله الصالحين
أم فؤاد : مستحيل
أم سعيد : الحمد لله على النعمة
أم فؤاد : يعني لا خمسة فدادين ولا عشرة
الإمام : يا جماعة وحدوا الله
بهلول : الله يرحمه سألني
يومها ضحكت وقلت له وأنا من سيرثني
الإمام : الشيخ صلى الفجر
مد يده بالخير لكل الناس
وزع ماله على كل المحتاجين قبل ما تطلع شمس الصبح
مسعود : عمره ما فعل فعله تغضب ربه
بهلول : أنا ابنه
مسعود : أنت أيضا من أولاده !!!
كل الناس بتقول له يا أبي
بهلول : يبقى تتقسم أملاكه على كل الناس
أنا آخذ عباءته
ووصى لمازن بفرسه
ثابت : كله يمسح من رأسه حكاية توزيع أملاك الشيخ
أم فؤاد : إلا أولاده من صلبه
هم أحق الناس بأملاكه
مسعود : يا أم فؤاد
أنا والإمام ما فارقنا الشيخ يوماً إلا ساعة النوم
لا يرضينا ظلمكم
عامر : " بضيق واضح وضاربا كفا بكف "
لنغلق باب الحديث عن ممتلكات الشيخ
ثابت : ساحرق أي أوراق غير المؤمن بها
بهلول : وذهب الشيخ المدفون يأكله الطين
والأرض تتوزع بدل المرة الواحدة مرات
مسعود : اطردوا هذا الرجل المجنون
الإمام : اخرج يا بهلول
أم سعيد : مستحيل أن يطرد إنسان البهلول
كان ظل الشيخ
يشاركه اللقمة
كان يكسيه مثل أولاده
عامر : حاضر يا ست الناس
" لبهلول " تقعد وتلم لسانك
بهلول : ممكن أهوهو
الإمام : علينا أن نفكر ماذا نفعل للغد ؟
الفكر ضائع في ضجيج الهوهوة
بهلول : الديب دائما يخاف من الهوهوة
والحرامي مهما كان باعه وطول ذراعه
يخاف من صرخة صاحب الحق
مسعود : نفسنا نحسبها صح
اطردوا بهلول
" قبل أن تنتهي كلمة مسعود يسرع البهلول بالخروج "
أم سعيد : بهلول واحد مننا
أم فؤاد : يغور
ثابت : " لأختيه " الله لا يسيئكما
عليكما أن تستريحا وأن تذهبا إلى بيتكما
" تخرج الأختان وبعد صمت لا يطول "
علينا أن ننفذ وصية الشيخ لكن وفق الحاجة
الإمام : ماذا تقصد ؟
ثابت : إن كان بوصيته لك فدان يكفيك النصف وكذلك مسعود
مسعود : لا أوافق إلا بشرع الله ووفق وصية مكتوبة
عامر : الأرض قيمتها تختلف من مكان لمكان
أرض بور وأرض زراعة وأرض للمباني تباع بالمتر
الإمام : هل في نيتك أن تسقط شرع الله ؟
عامر : اسقطته أنت يا سيدنا
ووافقت أن يوزع الشيخ أملاكه على غير الشرع
ثابت : لن ينال إنسان أيا كان سهما من ممتلكات أبي
مسعود : بالقوة أم ؟
ثابت : بكل ما أملك من قوة وغير القوة
حتى لو استعنت بالقتلة بالأجر سأمنع
الإمام : أتستأجر قتلة ليحلوا لك مُحرم
ثابت : أنت السبب يا مولانا الإمام
الإمام : يمكنني أن أفتي بفتوى فيها احلال لدمك
فأفتي ....أنك خارج عن الملة والدين
عامر : ليس هذا عليك بجديد
وأنت يا مسعود ماذا تريد ؟
مسعود : عوضي على الله
سأنتظر ربما جادت الأيام بخير
المشهد الثالث
---------------
حجرة واسعة ، تبدو كصالة استقبال وبها أكثر من مقعد وكنبة للجلوس ، الأثاث يبدو بسيطا ولكن يحمل ثمة من جمال في توزيع الأثاث والستائر ، تجلس نور تبدو جلستها حزينة ، تكومت فوق أحد المقاعد وقد وضعت رأسها بين ساقيها ، ترتدي ملابس منزلية زاهية الألوان
طرقات على الباب ، ترفع رأسها وتحاول أن تلملم شعرها ، تبدوعلى وجهها الدهشة ، تفرك عينيها وكأنها كانت سابحة في النوم ، تتحرك في أكثر من اتجاه ، تبحث عن غطاء لرأسها ، عثرت علي مبتغاها شالا أسود اللون شفافاُ فتلقيه على رأسها وفوق رقبتها
تتكرر الطرقات
نور : من ؟
من بالباب ؟
" لا أحد يرد ، يبدو على وجهها الجزع ، تبحث عن شيء ، تعثر علي
عصا يبدو أنها يد لمكنسة ، تمسك بها بقوة وتتكرر الطرقات "
من ؟
صوت : أنا
نور : من أنت ؟
صوت : " ضعيف وبصعوبة " مازن
" تفتح الباب ، ينظر إليها وتردد باد فوق وجهه ، تدفعه للداخل وتنظر
خارج الباب وكأنها تستطلع هل هناك أحد رآه وهو يدخل ، تعود فتغلق
الباب ، متسمرا وواقفا في مكانه "
نور : ما الذي أتى بك في تلك الساعة ؟
هل رآك أحد ؟
مازن :" يهز رأسه " لا .. لا ...
نور : خير ... ماذا حدث ؟
" مستدركة " حتى لو كانت القيامة ما عاد يهم
فبموته صارت كل الدنيا كومة تراب أو رمل
ما بك ؟
مازن : " بصوت ضعيف " مخنوق
نور : " تضرب صدرها " هل حدث جديد ؟
هل هناك مصيبة أكبر مما لحقت بنا ؟
مازن : قلبي مشروخ ودمع عيني جف
نور : أنت رجل ... تماسك
ومن كانت مثلي ماذا تفعل ؟
كان سندي في الدنيا وليس لي إنسان من بعده
مازن : لا أصدق أن الشيخ مات
إن الشيخ فارقنا ضحكته راحت وكلمته ما عادت تتردد
نور : أستبعد فكرة هجرانه للدنيا وحتى اللحظة أتشكك في الأمر
ظننته فوق الموت ... غير كل البشر
جرح قلبي كبير وأعلم أني لو بكيت العمر فلن يعود
آه ...أنت آت لتجدد أحزاني
كنت رسوله إلىّ دائما .... أتذكر
قبل أن يهل هلال العيد وقبل تكبير الناس والتهليل
يُدخل علي قلبي الفرحة وهديته وعيديته بيديك توصلها لي
قبل ما تطلع شمس ... آه
مازن :" يربت فوق كتفها "
آت لك ... أشاركك هم وكرب
أفك همي
ينفرج فاهي و لساني يتحرك ويتكلم
الكلام في صدري مات
والحزن ضفائر مجدولة بليل عتمة معصوبة فوق عيوني
قمر : الشيخ كان بيقول إن كلامك سبائك ذهب
والموت علينا حق
" ترفع يدها للسماء "
لمسة يده فوق رأس يتيم تسعد فؤاده
همسة كلمته نبع صاف من ماء سلسبيل
كل العطاشي تشرب وترتوي من كف يده
حكمتك يارب ... أنت بالذات دائما نائم داخل صدره
أنت وصل للمحبة وشربت من خصاله وارتويت
جدك ... وقالوا من خلف ما مات
مازن : مستحيل
قمر : نعم مستحيل حد يتشبه بجدك
البصمة واحدة وتتشابه لكن تختلف بين كل البشر
مازن : مخنوق ونفسي أرمي همومي
قمر : الهم بموته حل
مازن : تصدقي ....باعه أحبابه يوم ما فارق الدنيا و مات
قمر : كلامك غريب ولا يصدقه عقل طفل
لتقل كلام يصدقه عقلي حرام ... من ؟
مازن : أولاده وأعز أصحابه
كل أحبابه ... بهلول الوحيد بيندب على صورة هوهوة
الكفيف أقسم ما تخطي قدمه عتبة البيت
تصدقي مسعود أقسم بأن له ميراث في الشيخ
قمر : مسعود من يومه كلب
مازن : والإمام !!!
قمر : مثل النار يأكل ما يشبع
مازن : حتى أزواج الأخوات بيسألوا عن ميراثهم
قمر : ملعون من ينسى أفعال الشيخ
مازن : قالوا كلام كثير
تصدقي أن الشيخ يبيع أرضه ؟
من كان يقول من باع الأرض فرط في العرض
الشيخ يهوى النسوان ؟!!!
قمر :" تتحرك قمر ومن خلفها يمشي نور وكأنها تحاول أن تخفي وجهها عنه
وتتكلم بصورة عاشقة محبة "
كان حلم لكل حريم البلد
كانت البنات البكر العذارى تتمناه
ساعة ما يركب حصانه فارس
لفة شاله الأبيض فوق دماغه بتخفف نور طلعته
يرفع سلاحه وبيده اليمين يضرب رصاصات الفرح
الزغاريد ترن
كان صياد وفارس في زمن مكتوب عليه البؤس
مازن : صياد وفارس !!!
وبعد موته بقى فريسة بلا حول ولا قوة في أنياب الكلاب
قمر : مثله حرام يعيش وسطنا
المفروض كان يسافر أو يهاجر
لازم يموت قبل ما تسمع آذانه صوت الذئاب
مازن : أنت اتمنيتِي موته ؟!!
قمر : كان قلب عاشق والعشق في بلدنا فسق
لا ينسى الوعد ويعلي من شأن الحق
نور في ظلمة قلوب البشر
مازن : عمري ما صدقت إنك ممكن ...
" بتردد " ممكن تكرهيه
قمر : أنا مستحيل أكرهه
أنا كنت أعشق ضحكته بسمته
حتى همسة كلمته
يداوي جروح قلبي ووحدتي
مازن : زوجك الله يرحمه كان حبيبه وبمنزلة الابن
كم من الأعوام مرت منذ فارق دنيانا
" مستدركا " أنت صبية صغيرة
قمر : يجبر بخاطرك ربنا
تسأل كم بلغت اليوم من العمر
بعد موته صرت عجوزا وجف النهر
وتجاعيد سنين ظهرت وشاخ القلب
مازن : أتخافين عين حسود ؟
صبية وما تزيدين عن العشرين ربيعا
قمر :" تبتسم " جزاك الله بكل الخير
تتسرب الكلمات من فمك معجونة بالعسل
مازن : آآآآه ... كله مرار
طعم ريقي مر علقم
حاسس إنه بطعم الصبار العجوز
قمر : أنت تجدد جراحي
حرام عليك
بحلم ألاقي كلمة تايهة ترفع عن صدري كآبته
مازن : لا أكذب عليك
كل ملامح الدنيا أمام عيوني سوداء
بكل بجاحة الدنيا يقتسمون المواريث من تركة الشيخ
الشيخ رحمه الله ذهب ... محفظته تاهت وعصاته ضاعت
وعباءته حتى بناته كل واحدة تطمع أن يتدثر بها زوجها
أو يتباهى بها بين الناس
تصدقي يا ست البنات
قمر : ست البنات !!!
أنا ست البنات
الشيخ هو الوحيد من يسكرني يوم يقول ...يا ست البنات
ساعة أن تنطقها شفاهه كان جسمي يهتز وتنبت أجنحة من الفرح
" بأسى " غدا الفرح بعيد المنال
كان يمثل لي ابتسامة رضا بالحياة
يهدهد قلبي البائس الحزين
يربت في حنان فتخمد نيران الأوجاع والألم
مازن : في الليل أغلق الكتاب
أسمع مناجاته لرب السماء
رنين كلماته حزينة وكأنها مواوويل للرثاء
يطلب خبزا لكل الجوعى
أشعره وكأنه فيض نهر ورحمة
قمر : استشعر الحرائق قبل أن يموت
هل يمكن أن يكون الموت انتحار ؟
مازن : لم يستسلم وحاول أن يزرع حدائق في القلوب
يطرق أبواب المستقبل ليصنع غدا ويا للأسف
: الوحيد الحزين بين محبيه بهلول
قمر : غدا ينسى حزنه وفي ركب الشيخ الجديد يسير
" متذكره " اقترب الفجر أن يشقشق
مازن : صدق من قال إن الورود تتفتح أوان المساء
قمر : ماذا تقول ؟
مازن :" ينظر إليها بتمعن وبتيه يتحدث "
جمال وفيض بهاء محبوس بين جدران
قمر تغير منه بنات الحور تخنقه وتحبسه
والخلق تدور في البلد تترجي بنات الحور أن تطلق سراحه
وفي النهاية يرحموا دعاوى الناس ويفكوا أسره
قمر : أية هلاوس تنتابك وماذا تقول ؟
مازن : ضفاير الليل كومت ونامت فوق عيوني
أنت نور يزحف فيرفع ضباب ليلي البهيم
قمر : ضفاير ... ليل ... وضح كلامك
مازن : أتمنى ضي قنديل ... ضي نجم و أنت القمر
" متذكرا " والقمر باسط شعاع جماله ومزغلل عيوني
قمر : مازن ... أنت ما زلت بعقلك أم تاه منك ؟
جسمي ينمل من ثرثرتك الفياضة بحديث جمال وعشق
رعشه تركب الجسد فيسكر ... أنت غافل أم تدرك ما تقول
هل تعرف كيف أتيت لبيتي وأي الطرق سلكت ؟
مازن : اهتديت بضيك وكنت المنارة ومرفأ لوجد حزين
وجمالك أنار طريقي وسبيلي وما تهت عن الطريق
قمر : الساعة متأخرة واقترب الفجر
ورغم نعيق البوم من حولنا كلماتك تفوح بعطر الزهور
مازن : " سابحا بعيدا وهائما " كنت أنتظر ساعة أن يأمرني الشيخ بالحضورإليك
خطواتي كانت ترقص وقلبي داخل صدري يدق ودقاته تفوق دقات طبول
الموالد وحتى حفلات الطهور
كنت أخاف أن يسمعه الناس
اليوم مشيت وأنا تائه في بحور حزن وألم
رسيت مركبي ببيتك ... وكان قلبي دليلي
قمر : لو لم يزحف الليل سريعا ... كنت صنعت شايا وعطرته بحبات القرنفل
أو عيدان النعناع وقدمته إليك
آه ... مؤكد ما أكلت ولم تتذوق معدتك الطعام
مازن : يكفيني أن أمتع عيني بصورتك البهية
قمر : ماذا تقول ؟
مازن : قلبي منهك وجسمي مشتاق
كثير من الكلام نائم داخل صدري منذ زمان
كنت تشاركينني منامي ، كنت حلمي الوحيد
" بصوت يقترب من الهمس "
تحسست أطرافك ولثمت شعرك وجلد بشرتك الناعم
ومزقتني أشواقي إليك
" كأنه صحا من غفوة "
لماذا لم تتزوجي ؟
قمر : كان يكفيني من الشيخ نظرة
مازن : لماذا ؟ أنت اسم على مسمى ... حقا قمر
قمر : تتفوه بأحاديث جديدة غريبة عليك
حرام عليك جروح القلب كثيرة ... الرحمة
مازن : أنت جميلة
قمر : في نيتك تفرج همك وتفتح أبواب قلبي المحروم من المحبة
مازن : حقا الأعمى في نعمة
قمر : لا أدري ما ترمي إليه ؟
مازن : يصنع دنيته في ظلمته
لا عيناه لمحت ضي القمر ولا النور والجمال المنبعث من جبينك
قمر : كلامك غريب
كلام عشاق مغرمين
مازن : ليت عيناي ما رأت النور ولا تنسمت عبق الزهور
رأيت وسمعت وذابت غناوي العشق في كأس
شربته وطفح حبك فوق جبيني
قمر : " تضع يدها على جبهته "
أنت حرارتك عالية
مازن : " في وله "
لون عينيك بالليل غريب
حتى لمسة يديك
" يمسك يدها ، يسقط الوشاح من فوق كتفيها ، تحاول أن ترفعه "
لأجل خاطري اتركيه
ربما يدرك ما يجيش بنبض قلبي
أنا أكثر احتياجا أن أبكي بين يديكِ
ضميني بين ذراعيك فأنا محموم ألتمس
قمر : " بتردد غريب "
أنت لست مازن
أنت إنسان جديد
كبرت وعيناك تغوص داخل جسدي
مازن : ساعة أن يزورني طيفك أتعلق به كالغريق
قمر : مازن ... هل تدرك ما تقول ؟
مازن : تفتحت عين قلبي فرأيت جمال المحيا
سقطت ثمار عشقي فوق خدي
أحسست بلهيب الوجد وأصبحت بك مبتلى
قمر : أنت بخير
مازن : كنت دوما في صفاء اللبن الحليب
وبكر الصبا ووجهك أقرب لبراءة الطفولة
قمر : ما تقوله حرام وجرم ترتكب
" بكلمات مرتعشة "
أنت تشعل نيران عشق متقدة تحت رماد التقاليد المخيفة
مازن : أقبض على جمر عشقك وأخاف الصراخ
وألعن نفسي ولا أستطيع
سافرت عبر أجوائك في كل الفصول
وألوذ دوما بعتمة الليل
" طرقات على الباب ، يبدو على وجهيهما الرعب ، تحتضنه ويلوذ بها
ويشبك يديه حول وسطها ، تتكرر الطرقات بصورة ثابتة ولكن ضعيفة
تتخلص من يد مازن ، تلطم خديها وتضع يدها على فمها وكأنها تطالب
مازن بالصمت "
قمر : من ؟ ... من ؟
صوت : افتحي يا قمر
قمر : من أنت ؟
صوت : أنا ثابت
قمر : وماذا تريد في تلك الساعة ؟
ثابت : افتحي وسأخبرك
قمر : هل جننت ؟
ثابت : من اليوم أنا الشيخ
قمر : الشيخ مات وعليه رحمة الله
ثابت : اليوم غير الأمس ... هيا افتحي
قمر : سأصرخ
ثابت : ستندمين يا بنت الكلاب
وغدا ملكي
" صمت مريب ، تنظر إلي مازن وتنهار باكية ، يقترب منها ويأخذها بين
ذراعيه في حنان بالغ "
قمر : الشيخ مات
ماتت الشهامة وانتهي عهد الرجولة وعلى النساء أن تباع في سوق
النخاسة ... من يملك يشتري
سمعت
مازن : وكأنني لم أسمع ولم أر
قمر : " باكية " وأنت آت أيضا وبك حاجة
مازن : أقسم بالله
كاد أن يقتلني الحزن فإليك أتيت لأدفن حزني داخل قلبك
قمر : وابن الشيخ قادم يدفن حزنه أيضا
مازن : أقسمت وبالله
من كثرة البكاء كاد القلب يذوب ومن فيض الدمع ما بقى دمع
مرارة في حلقي ...
لم تر عيناي سوى السواد ...
ساعة أتيتك ثوبك بلونه الأحمر رفع عن عيني السواد
قمر : "وكأنها تذكرت لون لباسها المنزلي الأحمر فتنظر إلى ثوبها "
قبل أن تأتي بلحظات خلعت ثوبي الأسود
مازن : لساني فر من أسره ... أول مرة
قمر : " ومازالت باكية " سامحني
مازن : منك السماح يا ست البنات
نعم أنا وهو من نبت واحد
لكن أنا رأيت فيك كل النساء
غصبا عني
سافرت وعيني تعقبت أشكال النساء
فمن كانت شعرها أسود او أصفر أو صبغته وربما أخفته
شفاههن بلون التوت وعيونهن مزيج من ألوان تعددت
لم أر في كل العيون إلا عينيك
قمر : أصابك الجنون
مازن : موت الشيخ يجن ... فراقه ليل طويل
والأمل الباقي هو أنت ِ
قمر : كبرت
مازن : نطقت
قمر : ثابت قلبه ميت وعقله ملعون وأفكاره مجنونة
مازن : سامحيني في دوامة جنون الهوى والحزن كنت لي الملاذ
" يمرر يده فوق شعرها "
لم أحلم يوما أن تمر أناملي فوق شعرك الليلي الطويل
كانت أماني وأحلام
طائر الحيرة يركب رأسي
العمر قصير والشيخ مات
قمر : اليوم السابع منذ فراقه
مازن : اليوم السابع لفراقه
لم يشرق قلبي بنور محياه
قمر : جسمك يرتجف
ماذا بك ؟
مازن : محزون وحزني لا يتحمله قلبي
في حاجة إلي دفء أنفاسك
أول مرة أدرك معنى الرجفة أو الرعشة
ظننتها رعشة خوف لكنها
قمر : تعال إلى صدري
أنت مازلت صغيرا أن تتحمل هذا الكم من الأحزان
لتمتزج آهاتنا المحزونة
" تحضنه ... ظلام ... همسات عشق "
" صمت ... أضواء خافتة ... حديث دائر بينهما "
" تتصاعد درجات الإضاءة شيئا فشيئا "
" يبدو على وجهها مزيج من الخوف والدهشة والانزعاج فتتحرك
في أرجاء الحجرة بعصبية بالغة ، يدور مازن خلفها ولكن كأنه يخبئ
وجهه بالنظر إلى الأرض "
قمر : مصيبة ... مصيبة ...
مازن : أنا ... أنا
قمر : ماذا فعلنا ؟
مازن : أول مرة
قمر : من عهد قريب جدا كنت غضا
تقول أول مرة ... يا للمصيبة
مازن : " بصوت متحشرج " أقسم لك لم أفعلها من قبل إلا في الأحلام
قمر : أحلام !!!
مازن : " بتردد " وكنت أيضا رفيقتي فيها
قمر : يا للعار
" باكية ونادبة "
أول مرة مذ فارقني زوجي أفعلها رغم نداءات جسدي الملعون
كم نمت في صدري طفلا
اليوم ظننتك ما زلت
كسرت الحاجز واخترقت أنوثتي النائمة
فجرت بئراً حاولت دوما طمس معالمه
وأحييت أشياء أحبها وتحبها كل النساء
لكن يا للمصيبة في الحرام
ألومك أم ألوم نفسي ؟
من الفاعل ومن المفعول به ؟
لا مفعول به كلانا فاعل
هل شدة حزنك أغرقت طفولتك ؟
مازن : بموت الشيخ ماتت البراءة
قمر : كبرت
مازن : بل صرت عجوزا لا أرغب في الدنيا
ولكن شعرت وللحظة بأشياء جديدة
عاودتني الرغبة في الدنيا واستنشقت عبير الحياة
قمر : من شدة حزنك !!!
تفجرت معالم رجولتك بلا موعد سابق ... ومعي
ألهبت معاقل جسدي وحواسي
شعرت بأنس ومودة نامت منذ سنين ... يا للعار
مازن : أتيت وكل أملي أن أبكي بين ذراعيك
" موليا وجهه للناحية الثانية "
لحظة أن أمتزج دمعي بدمعك ودقات قلبي بأنين جراحك
وصرنا جسدا واحدا لا اثنين
شعرت بهزة ... رعشة ...
سعادة في ليل الحزن الجاثم فوق القلب
قمر : " لاطمة خديها وباكية "
أغلقت أبواب قلبي وتجمدت كل الأماني
لم يطرق همس العشق قلبي
كنت أحلم وأقتل أحلامي
كنت أحلم بهزة الجسد التى فارقتني
برجفة العشق التي تاهت مني
أي لعنة وأي عقاب
مازن : غصبا عني
كنت أسبح في ثنايا جمالك منذ طفولتي
كانوا يصفونك بالملاك وكلهم تمنوكِ
أسترق السمع لهمسات الكبار ولهاث أمانيهم نحوك
كنت عليكِ أخاف
أنتظر اللحظة التى يرسلني الشيخ إليك
فأمتع عيناي بفيض بهاكِ
قمر : كنت رسوله بالخير
مازن : أحبك .... سأتزوجك
قمر : ابعد عن رأسك تلك الفكرة المجنونة واهرب
وماذا يقولون وأنت تصغرني بأعوام عشرة
مازن : أنا رهين سجنك
كيف أهرب ؟
أغلالك تطوقني من منبت شعر الرأس حتى أصابع قدمي
في مقلتي عينيكِ تتلألأ النجوم والقمر
أنا لم أذنب وأنت كذلك وكانت الإرادة
كنت أحبك وأعشق ودك وأسرع خطاي حتى ألوذ ببابك
وما زلت تملكين زمام حياتي
نسافر بعيدا ... نهاجر
قمر : "بأسي بالغ "
يوم يعرفون الحقيقة ينهشون جسدي
أكثر شيء يرعبني خوف
مازن : مم ؟
قمر : ماء رجولتك فاض وأغرق براءتي
قد تنام داخلي بذرة رجولتك
قد تنمو جنينا يرثني العار
" لاطمة باكية " ماذا فعلت ؟ ماذا فعلت ؟
مازن : حمل !!! كيف
قمر : ربما
كنت مشتاقة لهذا اللقاء
والمرأة إذا اشتاقت ففي أول لقاء يحدث
كنت أظنك ما زلت صغيرا
مازن : " كأنه يحدث نفسه "
قال الشيخ عنها إنها عرضه وأنا هتكت عرضه
ماذا لو كان على قيد الحياة ؟
كان يردد أن الشرف لا يغسل إلا بالدم
شيء داخلي يبارك فعلتي النكراء ويهتف من اللحظة أصبحت رجلا
إنه الشيطان يؤازرني ويدفعني للمزيد
لا لا أنا إنسان حقير ... لا أستحق العيش بين البشر
قمر : يا لقدري الأسود
ألا يكفي ما أنا فيه
تحليت أمام الشيخ بأثواب الفضيلة
خلعت الثوب وأصبحت عارية ذليلة ... يا لعفتي الكاذبة
مازن : أقسم أنني لا أعرف معنى للرذيلة
عاشق محب ومارست الحب
زلت قدمي وغرقت ... آه إنها زلة فعل محسوب من الكبائر
أنا مثال للجحود ونكران الجميل
قمر : يا لبؤسي وشقائي
الذنب ذنبي ... أبغي الموت كرهت مباهج الدنيا والحياة
حافظت على شرفي وعرضي
ووقعت في إثم لا يمحوه إلا الرجم
مازن : أنا من يستحق العقاب
سمعت منهم أن الزهور تتفتح في عتمة الليل
وعندما حل المساء أتيت إليك وتأكدت من صدق مقولتهم
عبق جمالك أسكرني وذهب العقل
فهل على السكران ذنب ؟
قمر : ينتابني شعور غريب وكأن الشيخ على قيد الحياة
بماذا أبرر فعلتي ؟ أنا آثمة وتحق علىّ اللعنة
مازن : الشيخ مات
قمر : يوم يجمعنا الله ساعة الحساب كيف نخبئ وجهينا منه ؟
كيف تتقابل عيناي وعينيه ؟
كيف ألقي بنفسي بين ذراعيه ؟
مازن : عن أي ساعة تتحدثين ؟
كتب ربنا على نفسه الرحمة
قمر : أكاد أجن
لوثة من الجنون أصابت عقلي
مازن : علينا أن نفكر بصورة أفضل
لن أتركك نهبا للوساوس والقلق
ولو تطلب الأمر إزهاق روحي
ربما ما فعلناه حلم لا حقيقة
قمر : والحياة حلم طويل
أرجوك وأتوسل إليك لا تفشي السر
مازن : أرجوكِ وأتوسل إليك لا تلقي بتبعية الفعل على نفسك
يكفيك ما عانيت من الدنيا وقسوتها
باب التوبة مفتوح
الله لم يغلق بابه في وجه عبيده
قمر : أرجوك .. امض بسرعة من هنا
لتنس ما كان ولتنس اليوم وتلك الساعة
الشيخ مات
" أصوات زغاريد وطلقات رصاص وإيقاعات طبول تصل إليهما ،
ينظران لبعضهما ويعمهما الصمت ، الدهشة بادية جلية على وجهيهما
وفي عينيهما تبدو تساؤلات "
مازن : إنه اليوم السابع لوفاة الشيخ
قمر : هل جُن الناس ؟
مازن : مازال رداء الحزن مفروشا فوق أرجاء بلدنا
هل ما أسمعه حقيقة أم خيالاً ؟
هل كل ما حدث مجرد حلم ؟
قمر : هل انقلب الحال وصرنا نودع موتانا بدق الطبول والدفوف ؟
اسمع .... إنها حقيقة لا خيال
مازن : ليلة لا يبدو لها نهار
ماهذا الضجر والقلق العالق بالرأس
صوت : رجع الشيخ من القبر
رجع الشيخ من القبر
" ينظران لبعضهما وتموت الكلمات فوق شفاههما "
البهلول : " يطرق الباب بعصاته بصورة منغمة "
يا أصيلة يا عفيفة
افتحي ... افتحي بابك وزغردي
" تسرع ناحية الباب لتفتحه ويسرع مازن بدوره ليختفي "
" تفتح الباب فيدخل البهلول مبتهجا "
قمر : الشيخ عاد
بهلول : الشيخ لم يصعد للسماء أتى إلينا .... يا بركة شيخنا ... حي حي
كل البشر يهرولون ناحية الدار الكبير
كل يتمنى أن يرى بعينيه الشيخ
اسرعي فأنت حبيبة قلبه وزوجته
" تسرع وتغلق فمه "
قمر :" هامسة " أصمت الجدران لها آذان
بهلول : افتحي الباب
" يسرع بالخروج "
مازن :" خارجا من مخبئه " زوجك ... الشيخ !!!!
" تنظر في الأرض ويسرع مازن بالخروج "
المشهد الرابع
----------------
قاعة ضخمة تكاد تمتلئ بجموع الناس ، زغاريد وطبول ورجال مسلحون بنادقهم معلقة في أكتافهم وآخرون يطلقون طلقاتها في مرح وسعادةواضحة ويتراقصون ، بيارق الموالد والأفراح يطوف بها شباب وصبية يتراقصون بها ويدورون حول بعضهم وفي سائر أرجاء القاعة ، سيدات يتناوبن الزغاريد والغناء والتصفيق بأيديهن ، في المقابل مباشرة للواجهة يبدوأن بابا مغلقا ويقف أمامه كل من الإمام ومسعود وأبوسعيد وولدي الشيخ عامر وثابت ، يبدو أنهم يمنعون أي إنسان يحاول الإقتراب أوالدخول للحجرة التى يفضي إليها الباب المغلق
أم سعيد : " للإمام " وحق حبيبك المصطفى ... أمتع عيني برؤياه
الإمام : يا أختنا حرام عليك
الدخول ممنوع نخاف عليك من الأذى
إنها أوامر كبيرنا وشيخنا بارك الله فيه
بهلول : " دائرا بين الناس وضاحكا ومستبشرا وبادية السعادة عليه "
من جسده مازالت تخرج معالم أنوار الجنة
انظروا " يشير بيده ناحية الباب "
انظروا رغم عتمة الحجرة فالضوء يتسرب من تحت الباب
انظروا .... الله أكبر ... الله أكبر
مجموع : الله أكبر ... الله أكبر
بركاتك يا شيخنا ... بركاتك يا سيدنا
شخص1 : يا ولي الله يا صالح
يا قطب الرجال يا شيخنا
رجعت لأجل تغسل قلوبنا
طول عمري أحبك وأعشق ودك
واليوم أسرع بخطاي لكي ألوذ ببابك فلا تحرمني
شخص2 : طول عمرك سرك مخفي
الولي كما السيف يظهر بريقه يوم ما يخرج من جرابه
شهدنا لك .... شهدنا لك
يا صاحب السر ... يا وارثه
بهلول : راجع وعارف السر في الملكوت
مدد ... مدد .... مدد
الإمام : " لمجاوريه "
الناس سكرانه بلا خمر
مسعود : الناس بتحلف وتقسم بأنهم شاهدوه
راجع وعدى النيل بلا مركب !!!
مشي فوق سطح ماء النيل !!!
أبوسعيد : خيال ... لكن ...انتظروا هل تشم أنوفكم رائحة ؟
رائحة طيبة !!!
بهلول : "مقتربا منه أكثر "
رائحة المسك والعنبر
بخور من الجنة من الفردوس
بدون نار ولا جمر .... يا ولي الله يا صالح
سيدة 1 : أتصدقين ....يمكن أن ينتقل من مكان لمكان في غمضة عين
سيدة2 : طول عمره مسافر في بلاد الله
بهلول :" موجها حديثه لهما في البداية وبعدها يردده ويوجهه للجميع "
سيدنا من أهل الخطوة ...مدد ...مدد
راجع بنور ساطع
طلب يكون الكفيف وحده جليسه ورفيقه
نور طلعته ممكن يسحب نور البصر
خبى عينيه عني ... نزل وشاحه فوق وجهه
انحنيت قبلت يده ولمست يده يدي
راحة يده فيها دفء ورئحتها مسك وعنبر
يا خلق غنوا وارقصوا لشيخنا أبوالبركات
مسعود : " يوكز الإمام "
قل شيئا ولو كذبا
الإمام : " وكأنه صحا من غفوة "
اليوم راجع يروي كل ظمآن للخير والحب
من يشرب من يده من كفه يشرب خمراً بلا سكر
بصحبته ملائكة الرحمة
كما النحلة مص رحيق التجربة وراجع يعلمنا
مسعود : المدد المدد يا أولياء الله يا بدور الدنيا وقمرها
سيدنا وتاج رأسنا
رأي الملائكة ورجع
زار الفردوس وعينيه ببنات الحور اتمتعت
عرف بهجة السكر والجمال بلا خمر
زار وذاق ووصل ورجع .... مدد ... مدد
ثابت : هل رأيته يا عم مسعود ؟
مسعود : لا
عامر : أنت رأيته يا سيدنا الإمام ؟
الإمام : يا جماعة الخير
شاركوا الناس فرحهم
عامر : لا حول ولا قوة إلا بالله
سأدخل لأراه وليكن ما يكون
مسعود : الصبر يا عامر
ابوسعيد : سعادتنا بعودته كبيرة وعلينا بالصبر ستتمتع عيوننا برؤيته
ثابت : أنا مستعد
مسعود : من يكسر خلوة الولي يصاب
الإمام : كلام مسعود صواب اصبروا
ربنا خلق الخلق في ستة أيام
شيخنا ولينا سافر ستة أيام وفي اليوم السابع عاد
يا محبي الشيخ يا سالكين دروب الخير خلفه
عليكم بطاعته .... خائف عليكم من الغرق
مسعود : مركبه قديمة وشراعها داب ... خائف عليكم
أنا حافظ كلامه ... كان دائما يقول
قلبك يفرح يوم ما يفرح جارك
عش واتنسم نسمة رضا واسجد واشكر الخالق
اخرج من عتمة قلبك وسافر
اتحرر وفك قيود القلب
اتوضأ بدمعك واتواصل مع سيدك
الروح وصلة محبة بين العبد والرب
علاج البشر في الحب
عامر : ورسول الله جميل يا عم مسعود
" ساخرا " ممكن أحضر لك مبخرة وتدور بها
مسعود : تتهكم بي
عامر : العفو يا سيدنا
ثابت : يا مثبت العقل والدين يا رب
الإمام : اثبت يا ثابت أنت في حضرة سيدنا الولي
حي ... حي ... سبحانه فعال لما يريد
عامر : سكران أم يقظ يا مولانا
الإمام : " بدروشة "
نعم يا حبيبي
الخمر مباحة في الجنة
وخمرة الدنيا محبة الواحد
مسعود : كان دائما يردد
حرام نعيش في حسد وغيرة ونميمة ليل ونهار
اهربوا من أسر ظنكم واتغلبوا على شهوات نفوسكم
" بصوت مرتفع موجه للجميع "
سيدنا راجع يكمل مشواره ... سيروا على دربه
اطردوا البوم من فوق عقولكم
أبوسعيد : " لعامر وثابت هامسا"
أنا لازم أعترف وأقول لكما الحقيقة
الشيخ لم يعدني بفدان أو حتى قيراط من أرضه
مسعود رجل كاذب وليس هذا بجديد عليه وكل أمانيه أن ينصبه
الناس خليفة للشيخ ويؤازره الإمام
ثابت : " لعامر "
أنت الابن البكر أنت الأولى بتلك بمكانة الشيخ
عامر : أنسيت الشيخ حي يرزق
ثابت : فرحة عودته أنستني اسمي
البهلول:" دائرا "
اغسلوا وجوهكم بدموع فرحكم
" اللصوص وبينهم الغجرية وبعض فتيات لكنهن يلبسن ملابس سوداء
من أعلى الرأس لأخمص القدم "
لص1 : عائد من جديد ليسرق أحلامنا
أشعر وكأنه عائد لنا نحن بالذات
لص2 : لا نستطيع أن نطيق نار أفكاره وتوابع أفعاله
لص1 : حمدنا الله على نعمة موته ...
" ضاربا كف بكف " ها هو عاد
لص5 : ارسموا الابتسامة والفرح فوق وجوهكم
اخفضوا أصواتكم وعلينا أن نرقص ونجاري الناس
لص4 : حقا لنجار التعساء في معزوفة الأيام القادمة السوداء
لص3 : " للغجرية وبناتها " ارقصن وزغردن
برديس : لا أجيد الرقص في رداء كامل للكعبين وبلون أسود
لص3 : اخلعي إنها ساعة فرح
فتاة1 : في الرقص منظومة تكتمل مباهجها بظهور مفاتن جسد الأنثى
برديس : ستأكلنا عيون الناس
سيقولون إنا فعلنا فعل فاضح ربما يقيمون الحد علينا
لص1 : كل ما يحدث هو فعل فاضح
علينا أن نتواصل في الكلمة والفعل
لص2 : الجبناء حاشية الشيخ ومريديه لن يرحموننا
سيروننا دوما بعين شيخهم
لص5 : علينا أن لا نظهر ما نبطن
ففي الكأس الزجاجي لا فرق منظور ما بين ماء البحر وماء النهر
لص4 : الناس تبحث عن كذبة يعيشون في ظلها
لص1 : كذبة يتداولونها وها قد أتت الفرصة لهم
لص5 : عليكم أن تتذكروا أين نحن
علينا أن نجاريهم
" ينظر للغجرية وبغضب "
هيا أيتها الملعونة
أنت وفتياتك هيا ولترقصن بين البلهاء الطلقاء
حذاري أن يظهر بطن الساق أو ما فوقه
وممنوع أن يظهر الثدي وخندقه المترع بالنزوة
لا تنسوا أنها حفلة عودة الشيخ الميت
" يتفرق اللصوص ويمرحون بين الناس وكذلك الغجرية وفتياتها "
البهلول : سيدنا عليكم خائف من البحر الهائج
ثابت :" لعامر " بيننا وبين البحر ساعات من سفر
عامر : قلبي يرقص لكن لا أدري من فرح أو حزن
" ينفرج الباب ويخرج الكفيف مادا عصاته أمامه ويغلق الباب خلفه
يحاول الواقفون أمام الباب الدخول يمنعهم "
الكفيف : لم يحن الموعد بعد
الإمام : سأدخل لأراه
الكفيف : أنت حر ... كلفني ألا يدخل إنسان أيا كان
مسعود :" للكفيف " يا بصير هل أطرافه باردة ؟
الكفيف : فيها حرارة تكفي لصهر الحديد
الإمام : يا بصير هل يأكل أويشرب ؟
الكفيف : يحمل معه قارورة ماء يقول إنها من زمزم
ثابت : هل تذوقتها ؟
الكفيف : وعدني أن أشرب منها
عامر : يأكل !!
الكفيف : يأتيه طعام يتناوله أسمع طحن ضروسه وأسنانه ولا أسأله
لكنه ألقى في خشمي بلقمة ما أطعمها
كانت كفيلة بسد الجوع عن معدتي ساعات
عامر : كيف عاد ؟ وكيف كان ؟
الكفيف : أنا رأيته في اليوم الثالث لرحيله
قمر مقسوم أجزاء ...
تفتت لنجوم ... وكل نجمة أضاءت أرضا شاسعة الأرجاء
ثابت : " للإمام " ولد البصير كفيفا أليس كذلك ؟
الإمام : نعم
ثابت : كيف يرى أحلامه ؟
ولد كفيفا ... أيعرف الفرق بين النجم والقمر ؟
أيدرك مقدار سعة الدنيا من حوله
" يتسلل مازن داخلا ، تبدو على ملامح وجهه الدهشة ، يخترق صفوف
الناس وكأنه تائه ، تظهر خلفه نور وقد ارتدت ثوبا أسودا وكادت
تخفي أغلب معالم وجهها ، تتبع خطوات مازن "
شخص1 : " يجذب مازن من ملابسه فيتوقف "
مازن يا قلب العائلة البكر يا سر الشيخ
أنا أول إنسان رأى شيخنا المبارك
مازن : " ينظر إليه وقد وقفت بجواره قمر "
كيف رأيته ؟
شخص1 : ملفوفا برداء أبيض بياضه ناصع
دعاني باسمي ... تقدمت ناحيته
صوته مازال يرن في أذني ...
لو تهت عن صوتي لا أتوه عن صوت شيخنا
تخوفت في بادئ الأمر
كعادته ربت على صدري وطلب مني ألا أتخوف
أقسم لي بأنه الشيخ بلحمه ودمه
هممت أن أعانقه أبعدني بحب
قمر : أبعدك عنه
شخص1 : خاف أن أوذى
طلب منى أن آخذ بيده فأخذته حتى حجرته المعتادة
وطلب أن يرافقه رفيق دربه الكفيف ... أسرعت وأتيت به
تخرج من جسده معالم أنوار الجنة وروائحها
قمر : عاد الشيخ ... ياللفرحة
مازن : سأدخل مهما كلفني الأمر
" يحاول الدخول يمنعونه ويعنفه كل من ثابت وعامر "
قمر : عليك أن تمتثل لحديثهما
الإمام : ساعات وبعدها نستطيع أن نلحق به
قمر : كيف عاد ؟
مازن : " يسحبها لأحد الجوانب "
عاد ليكشف المستور وما أتيناه من فعل منكر
" متذكرا " تزوجك
قمر : لا تعذبني ... كان يحميني
مجرد ورقة لم تلمس أنامله جسدي
تمنيت أن أجلس تحت قدميه خادمة طول حياته
لندفن سرنا في بئر الأحزان ولننس
مازن : قلت وإن ظهرت معالم
لو فاض البئر وفوق السطح ظهر السر
قمر : الرحمة
معصية وحيدة تلك ارتكبتها في حياتي .... شاركتني فيها
ولماذا لا يكون عائدا ليعرف من طمس معالم حياته وفضح سره ؟
من سرق عصاته ؟ من سطا على حافظة نقوده ؟
من اختلس أوراقه الخاصة
من يطمع أن يرتدي عباءته ومن تسول له نفسه أن يكون مكانه
أو ينزل منزلته
مازن : ومن خانه أيضا ؟
قمر : أنا
مازن : أنا وأنت
قمر : أنا حفظت سره ... لكن أنت من أشعلت النيران
مازن : اخفضي صوتك ... أجننت ؟
لو سمحوا لنا لندخل عليه ... هل ندخل ؟
قمر : مازال النجس عالقا بجسدينا
مازن : محرم على الإنسان أن يمشي خلف جنازة أو يدخل المقابر وهو جنب
يقولون عائد من الجنة فكيف ندخل ونحن
قمر : نغتسل وفقا للشرع
مازن : تضيع معالم فعلتنا النكراء بالغسل
والغسل كما الشرع من جنابة أو غسل الموت للقاء المولى
قمر : الموت أفضل .... الموت أفضل
مازن : أتكفرين ؟!!! فتح الله باب التوبة
قمر : أخجل من فعلتي ومن لحظة طيش يعلق ألمها بالقلب
مازن : نطلب المغفرة ونفكر في الغد
قمر : أشعر وكأن عيون الناس تنهشني
لن ترحمنا عقول وأفكار البشر حولنا لو شموا رائحة الفعل
مازن : ليس هذا بالوقت الملائم ولنعرف أولا موضع أقدامنا
عقول من حولنا تعكس عفن وعطب
فكيف نخترق ضباب عقول متخلفة ... سأحكي للشيخ
" متذكرا " ماذا أقص عليه ؟ هل يحمل عقلا مثل عقول الناس ؟
قمر : أنت صغير فالشيخ غيرته في بعض الأحيان قاتلة
أحيانا كان يصدر أوامره ألا تطأ أقدامي عتبة الدار
وقلوب البشر في بلدنا ملأها الحقد والصدأ
يتعانقون ويلعنون في سرهم
مازن : حقا صدقت فقد تنازع اليوم أبناء الشيخ
مجرد أن عرفوا أنه مات وفارق الحياة كل بحث عن ميراث
فطفح الغل والحقد والفجر فوق الوجوه
وبعودته ستفتضح الأمور وتنكشف الحقائق
هل يا ترى بعودته يشعرون ببهجة ؟
قمر : أنا أبكي حالي وماذا فعلت ؟
أتيت وألقيت همومك فوق صدري وانسقت بدوري في ركب جنوني
واسيتك لأرفع عن رأسك هما لأقتل هوس الألم الناشب أظافره في قلبك
وزلت قدمي وتهت في رغبة ذهبت بعقلي
ويا حسرتي شاركتني فراشي
فأي جرم ارتكبت وإنها لفاحشة مبينة ؟
مازن : سأكفر عن فعلتي بكل الطرق
الجميع يركب رأسهم الحقد ولا يفصحون
كأنهم يتنفسون هواءا رديئا
يسبون ويلعنون وكل ينصب نفسه فوق الآخرين
وأنا أحبك
قمر : هل نسيت ؟ الشيخ عاد
مازن : ولماذا يعود ؟
قمر : ماذا تقول ؟
مازن : لا شيء ... لا شيء
" أمام الباب وحوار قائم آخر "
عامر : يا مولانا أمات الشيخ أم مازال على قيد الحياة ؟
الإمام : يا عامر هناك من مات مائة عام وأحياه المولى
وصحبة موسى عليه السلام ماتوا وهو أكثر من سبعين وعادوا
وأهل الكهف ... الله فعال لما يريد
أيدخل رأسك شك في قدرات المولى سبحانه
عامر : أستغفر الله العظيم
مسعود : يا عامر الشيخ في داخل الحجرة ؟ والبصير معه
ثابت : علينا أن نراه ولنقطع الشك باليقين
عامر : هل تأكدت من موته يا مولانا ؟
أنت قمت بغسله وكفنته بيديك
كنت رفيقك ساعتها ، أغمضت عينيه ومسحت عليهما
وفي القبر كنت أنا موجود وحللت عنه كفنه
لقنته الشهادة معك ووجهته للقبلة ....عقلي يكاد
الإمام : يا من سبقت رحمتك غضبك
يا صاحب الحول والطول
لا معقب لحكمك سبحانك
يا عامر ... لكل ولي كرامة وشيخنا ولي من أولياء الله
مسعود : أنا تأملت وجهه ساعة موته لم تفارقه الابتسامة
فرحة مرسومة فوق وجهه وكأنه عريس يزف
الإمام : لم أصدق البهلول
من أيام ثلاثة وبعد موته بأيام ثلاثة
أقسم أنه شاهده في نومه
يرتدي ثيابا خضر ويتبختر مزهوا
يتلو آيات القرآن كصاحب مزامير أهل الجنة
ثابت : يرفض الجنة ويعود عجبا !!!
عامر : عودة مباركة ميمونة بإذن الله
الإمام : الجنة ... كل يطمع في جنة ربه
ففي الجنة ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر
الجنة هي المستقر والمقر الدائم لكل عبد أواب شكور
مسعود : اللهم ألحقنا بعبادك الصالحين في جنتك
بهلول : " مقتربا منه وضاحكا وواضعا يده على كتفه "
يا مسعود الجنة لعباد الله الصالحين
ولمن خلقت نار جهنم ؟
" يهم مسعود بضربه فيهرب ضاحكا ويتوجه بحديثه للكل "
شيخنا إن دخل الجنة برحمة مولاه
شيخنا لم يفتنه المال أو الأولاد عن إرضاء مولاه
لم ينس حقا للسائل والمحروم
شخص2 : حقا يا بهلول
فللقريب حق وللغريب ولم ينس اليتيم ولا ابن السبيل
شخص1 : سيغفر له صاحب الملك فكل ليلة يناجيه بسورة الملك
ورسول الله قال إنها منجية من عذاب القبر
شخص3 : الشيخ عائد بلباس أبيض ناعم ناصع البياض
شخص1 : الكفن
شخص3 : لا ليس كالكفن وكأنه يا أخي رداء الفرح
شخص2 : يسمع دبيب خطو النملة
شخص1 : كرامة
شخص2 : من سمع صوته قال أن أحاديثه تتنسم عبق أريجها
شخص3 : الإمام قال تفوح وتخرج من فمه تراتيل كمزامير داود عليه السلام
شخص4 : متى سيخرج علينا ؟
شخص2 : طلب منهم أن يظل أسير العتمة ليرى الأشياء أكثر وضوحا
حتى يخفت وهج النور المنبعث من جسمه
شخص1 : شيء عجيب
شخص2 : الأغرب أنه طلب أن يرافقه الكفيف فحسب وأن يظل معه دون البشر
شخص3 : كرامة لم يسبقه بها إنسان
شخص2 : ولي ممن تفتح لهم فيوض الإله
شخص4 : سأسأله عما ضاع مني ومن سرق سوار زوجتي
شخص1 : ومن قتل حارس المدينة ؟
شخص3 : وما سر الكآبة ولماذا يضن الله علينا بالسعادة ؟
شخص1 : والغائب المفقود متى يعود ؟
ولماذا لا نجيد الحوار ونتقاتل لأتفه الأسباب ؟
هل يا ترى يدرك الإجابة ؟
شخص2 : من قتل سطوة الموت وعاد برحمة الله
لم يطق وحشة القبور وترك نعيم الجنة وأتى
سينفض الغبار وستظهر الحقائق واضحة كنور النهار
هكذا قال البصير
شخص4 : البصير قال بأنه متعب من طول الطريق
" متوجها بحديثه للجموع "
اضربوا الدفوف بقوة ليستدفئ جسده وتضيع الرجفة من عظامه
شخص2 : والبصير يقول
اليوم عاد ويعلم كل ما دار خلف ظهره في الخفاء
" يخرج الكفيف ويغلق الباب خلفه ويعم الصمت يحاول مازن أن يدخل
تتحرك عصا الكفيف فتصبح حاجزا بين مازن والباب فيتوقف "
مازن : دعني أدخل وما يحدث يحدث
الكفيف : لن يدخل أحد الآن هذا قرار وأمر شيخنا
اختارني وزيرا أساعده في قضاء حوائجه
ثابت : معالي الوزير متى نري الشيخ ؟
الكفيف : عندما تخفت الأنوار المنبعثة من جسده
مازن : أنا مستعد
الكفيف : دعنا يا بني من طيش الشباب
مازن : ولماذا أنت بالذات الوزير ؟
الكفيف : ضاع بصري ومازالت بصيرتي يا ولدي
سألت سيدنا فقال
أنا لست بأفضل من موسى عليه السلام فقد طلب من الله
أن يشد أزره بأخيه ليساعده فاستوزره وأظن الشيخ فعل ذلك
أشركه في الأمر والفعل فالغد قادم وشيخنا به أكثر معرفة
علينا أن نساعده وهناك دور كبير عليكم فالغد لا يدرك أحد عواقبه
ولا ملك بلا وزير ولا قائد بلا جنود
عامر : يا بصير تشير إلى غد قادم لا يحمل بشرى
ثابت : ألا نفرح بعودة الشيخ
الكفيف : الفرح قائم والزغاريد تملأ الأرجاء وطلقات الرصاص تدفع الشياطين
للهروب من وادينا ... الشيخ محمل بأعباء جسام
الشيخ عائد لا يرى بعينيه فحسب
شيخنا بصيرته تدرك ما يجول برأس أي إنسان بين يديه
عائد بقدرات تخترق حجب المجهول وتفتح أوراق الصحف المنسية
يعرف من إغتاب صاحبه
يعرف البرئ من المجرم ومن أكل الربا
يرى ما حدث سيرى اللص وسريقته فوق كتفه
من زنى سيعرفه وسيقيم الحد ويقيم الشرع ويفضحهما أمام الخلق
" ينسحب مازن للخلف متسللا ومن خلفه قمر تتراجع بدورها "
شخص3 : بركة شيخنا ... العدل ... آت ليقيم العدل
بهلول : ترتجف أجسادكم يقتلكم الخوف أم تقتلكم شياطينكم
" ضاحكا " كم جميلة رائحة الدم
شخص2 : مجنون أنت ورب الخلق
العفاريت والشياطين لا تقتل إنساناً
هناك إنسان يقتل إنسانا
" تسقط الإضاءة علي اللصوص "
لص5 : الغد شديد الظلمة
لص2 : أفكارنا أصبحت رخوة كما الأرض تحت أقدامنا
لص3 : نستسلم ونرضى بواقع لا مفر منه
لص4 : الأفضل أن نسافر بعيدا.... أن نهجر تلك الأرض
لص3 : ونصبح غرباء
الغجرية : يا لندمنا فرحتنا لم تتم ... ها هو عاد
لص2 : ليل الغد قادم قاتم والظلمة حالكة
والكفيف يقول عائد ببصيرة تخترق حجب الغيب
لص3 : ستر الله علينا فهل يفضحنا ؟
لص1 : عودته تفضح كل الأفعال المخفية
نعم ذنوبنا كثيرة والله حليم ستار
لص5 : لسنا نحن فحسب فكلهم يقتلهم الكذب والنفاق
ففي الغد ووفقا لما سيراه الشيخ العائد من موته
سيعلم كل منهم موقعه في قلب الآخر
سيظهر من يخفي الخنجر لأخيه خلف ظهره أو بين ثنايا ثيابه
برديس : دعونا لا نهتم فأنا أكثركم علما بأفعالهم النكراء حتى الكبراء
لن تقتصر المعركة علينا فحسب
فميادين المعركة لن تقتصر على الشارع ربما تزحف للبيت الواحد
ربما بين الإخوة ... وبموجب هذا ستعم الفوضى فلنحيا
لص4 : ما زال البلهاء يرقصون ويغنون
برديس : دعهم فالغناء حرية صوت تقتل الصمت والخوف
لص1 : ألا يدركون عاقبة تلك العودة
لص3 : يغردون كالطيور
يغنون والغناء إظهار سعادة
الغجرية : هل أغاريد الطيور نواح أم أفراح أم حرية ؟
لص5 : بعودته فتح السجن للحرية
الخوف يقتل معالم الحرية وهو يصبح سيفا فوق رقاب الناس
سيلتزم الناس وماذا نفعل نحن ؟
" الإضاءة تملأ المكان وحوار بين الجميع دائر "
شخص4 : أمي تقسم بأنها رأت الشيخ بعد موته
شخص1 : كيف رأته ؟
شخص4 : يركب فرسا بيضاء ويطوف دروب البلدة
شخص2 : وماذا يفعل ؟
شخص4 : يخرج من بين ثنايا ثيابه ثمار ليست كثمار الأرض
طعمها مزيج من شهد وعسل
شخص1 : من ثمار الجنة
سيدة 1 : يوم جنازته توقعنا أن نعشه سيطير ويحلق في الجو
" تزغرد " ها هو عاد
تنسموا رائحة المسك والعنبر تخترق الجدران وحتى الأبواب
افرحوا وارقصوا وغنوا ودقوا الطبول بقوة وصلوا على الحبيب
الكفيف : شيخنا هو أول العائدين
ثابت : أول العائدون !!!!
عامر : أول العائدون !!!!
الكفيف : كل من ماتوا سيعودون تباعا ووفقا لجداول زمنية معلومة لهم
الإمام : سيعودون !!!
الكفيف : قادمون ببصيرة تخترق المجهول وخاصة الماضي وأحداثه
سيعرفون من أمر بمنكر ونهى عن معروف
سترد المظالم سيدفعون ويساعدون المغلوب على أمره فسيأخذ
حقه ويسترد كرامته المهدرة من قبل الظالم
المشهد الخامس
------------------ -------------------------------
نفس المشهد السابق ولكن تتوقف الطبول والزغاريد والأغاني
الإمام : يقول الكفيف كلهم عائدون !!!!
مسعود : أي جنون هذا ؟ من يتركهم ؟
ثابت : كل من ماتوا يعودون
عامر : يقول سيأتون تباعا
ثابت : أنا للتو كنت أفكر كيف نستخرج للشيخ شهادة ميلاد جديدة
أبوسعيد : أنا استخرجت شهادة الوفاة للشيخ
مسعود : كل الأموات أصابتهم الغيرة وراجعون أسوة بالشيخ !!!
الإمام : العملية فيها شك وكأنها سحر ودجل والعياذ بالله
أبوسعيد : الكفيف قالوا عنه مخاوي جن ويأنس به
الإمام : استغفر الله العظيم
" محدثا نفسه وبادية الدهشة جلية فوق وجهه"
فأماته الله مائة عام ثم بعثه
لكنه يقول أن كلهم عائدون ... هل يوم الحشر أم ؟
بهلول : لماذا أصابكم الخرس ؟
" للنساء " زغردن
"للرجال " أطلقوا رصاص بنادقكم
ولادة جديدة والجميع عائدون
لكن الواحد منهم يعلم كل الأشياء وما كان من أمر
" للص2 " يعرفون القاتل وكذلك السارق
" لسيدة3 " ومن لم تنتظر أن تنتهي عدتها لتتزوج المحبوب
سيدة3 : علي من ترمي بحديثك ؟
أنا تزوجت بعد وفاته بأربعة أشهر وفقا للشرع
البهلول : من كان فوق رأسه بطحه فليحسس عليها
سيأخذون حقوقهم الموروثة
شخص4 : " بإنزعاج " يعود ويأخذ بيتي
البهلول : بيته يا مجنون حقه
شخص4 : ثروتي جمعتها بعملي وعرقي وتعبي ليلا ونهارا
البهلول : ولو أنت وما تملك ملك أبيك
الإمام : الميزان منصوب دائما
مسعود : ألا ينتظرون ليوم القيامة والحساب
الإمام : ربما مبعثون بالرحمة
مسعود : " هامسا للإمام "
لا تنس نفسك فأمور كثيرة أفتيت فيها بما لا يرضي الله
الإمام :" بتذمر " عليك أن تتذكر أفعالك وأموالك كيف جمعتها
بخست الأثمان وبعت واشتريت بما لا يرضي الله
مسعود : ما الذي عاد بالشيخ ؟
شخص3 : كل الموتى عائدون وأين سيقيمون ؟
الكفيف : في بيوتهم
شخص3 :" ساخرا " بيت أبي كان قيراطا من أرض وأنا وأخوتي أربعة
وأخت خامسة تقاسمنا تلك الدار
" ضاحكا " أنا وأولادي وزوجتي نعيش في حجرتين متداخلتين
وكذلك أخوتي
أين سيعيش أبي هل يطردنا ويشرد أولادنا ؟
" ساخرا " من يحمل رسالة لأبي ألا يعود فالموت له أفضل حالا
الدنيا زحام وهو كان عليلا يسعل طوال الليل
شخص1 : أنت ولد عاق
ألا تفرح بعودة أبيك ؟
كنت ترقص من ساعة مبتهجا بعودة الشيخ فماذا حدث ؟
شخص3 : لست عاقا ولكن العين بصيرة واليد قصيرة والحي أبقى من الميت
شيخنا لم يتقاسم أولاده مواريثه بعد وهي كثيرة تفي بالقسمة وتزيد
شخص5 : أنا أبي مستحيل أن يفكر في العودة
لم نكن نجد اللقمة وبموته استراح من هم العوز
شخص1 : سيعود غصبا عنه ... كلهم سيعودون
شخص5 : كل الزغاريد توقفت وكذلك الأغاني وطلقات الرصاص
شخص1 : عودة جميلة وولادة جديدة
شخص5 : وأخيرا توقف دوي الطلقات
" ساخرا " حتى البهلول أطلق طلقاته
إنها طلقات ضراط من بطن منتفخة
" يغلق أنفه " تعقبها ريح نتنة ملعون ومن خلفه حتى يعود
لص5 : تعلقنا بعدالة ربنا
لص4 : ديمقراطية هذا يموت وهذا يحل محله
لص5 : تخاريف
لص4 : تلك ديمقراطية جديدة ومقصود بها ... الديمو
فالديمو تعني الديمومة ... ديمومة بلا موت ...يطول عمره
لص3 : ألا يكتفى بعودة الشيخ ليدفسنا في طين الأرض
إنها فتنة والشيخ قائدها
ركب رؤوس الأحياء ويوم مات ركب رؤوس الأموات
أقنعهم بالثورة والعودة إلينا وكل منهم يبحث عن حقه وتعم الفوضى
لص2 : يعودون وكل الأوراق المغلقة أمامهم مفتوحة
سيلاحقوننا جميعا فإنا قتلنا ونهبنا ولم يفضحنا إنسان
لص1 : " صارخا " لا تجعلوا قلوبكم وغدكم في يد الآخرين
من فقد صوابه وتهور سيطيش سهمه
لص5 : ماذا تقصد ؟
لص1 : نجهر بالثورة على كل العائدين
تقتلنا الرهبة وتملأ نفوسنا رغبة
فماذا يحمل الغد لو عادوا ؟
" الناس شبه سكاري وهم يتحدثون مع بعضهم "
شخص1 : ليس أمامنا سوى الهروب من الطوفان القادم
شخص2 : نترك أملاكنا ومتاعنا
شخص3 : إنهم قادمون يرون كل ما خفى
كلنا تركبنا الذنوب من كبيرها لصغيرها
صلاتنا نتظاهر بها ونجاهر بأفعال الخير تملقا ونرائي
شخص1 : أنا لم اذنب قط
شخص5 : ألم تأكل مواريث أخواتك البنات
شخص1 : أنا ... أنا ... ولكن
شخص2 : سأهرب بجلدي وسأترك الجمل بما حمل
شخص4 : هذا جنون ....تريثوا وفكروا بحلول أخرى
شخص3 : مات حياؤنا وفعلنا كل مكروه ... حقت علينا اللعنة
لم نرتدع وغصنا في معاصينا
أتوا ليرفعوا ستائر الغش والخداع وليستردوا حقهم المشروع
شخص5 : أنت معهم أم علينا
أين أنت يا إمامنا وبماذا تفتي وتقول ؟
الإمام : لا راد لقضاء الله
سبحانه إن أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
أبوسعيد : كل سيفر بنفسه ... ستظهر كل فواحش أفعاله
ثابت : ولماذا يعودون ؟
الإمام : بحث الإنسان منذ بداية الخلق عن الخلود والمجد
عامر : طُرد آدم من جنة ربه عندما أراد الخلود
أبعودتهم يتوقف ملك الموت عن قبض الأرواح ؟
مسعود : والمقابل أن لا يكون هناك مواليد
ثابت : تتوقف الحياة !!!
عامر : سنحاكم علنا وفي وضح الشمس
سيرى كل منا فعل الآخر في ظهره
كلنا فسقة ... اغتبنا بعضنا وسرقنا وقتلنا وفجرنا في أفعالنا
ونسينا الله فأنسانا أنفسنا
أبوسعيد : أتكون نهاية الدنيا ...؟ وبأيدينا نقتل بعضنا ونثأر ما العمل ؟
شخص5 : هل ننتظر هلاك نفوسنا ؟
" ضاربا كف بكف " يا لفرحتنا بعودتهم
يا لتعاستنا برجوعهم ... وبأيدينا نغلق باب حياتنا وبحجر ضخم
مسعود : تقتلنا الحيرة
حلوا وثاق أفكاركم ستضيق الدنيا علينا بما رحبت
خرست ألسنتنا عن حديث يخرجنا من دوامة فكر
وتوقفت عقولنا وسيهبط علينا عمود من ظلام قاتم أسود
لن نستطيع الهروب من براثنه
نوقد نارا لنستبين طريقنا
الغد ليس ملكنا ملك الأموات القادمين
شخص4 : يا سادتنا يا كبراء بلدنا هل نهدم بايدينا ما بنينا ؟
شخص1 : ركب الفزع هاماتنا وتاهت بصيرتنا قبل بصرنا
ماتت قلوبنا من قبل
مسعود : ليكن لنا قرار
أبوسعيد : نقطع عليهم طريق العودة
ثابت : كيف ؟ نعاود دفنهم من جديد ... أجننت ؟!!!
أبوسعيد : لست بأفضلكم فكرا ... عفوا
عامر : وأنت يا إمامنا ماذا تقول ؟
الإمام : " بعد صمت "
ما رأيكم هل نحرق مسجدا ؟
بيتا من بيوت الله !!! اجيبوا
عامر : جريمة نكراء من يفعلها يتبوأ مقعده في النار من اللحظة
الإمام : ورسول الله حرق المسجد
ومسجد ضرار أمر بحرقه فلم يؤسس على التقوى
أسس على الإثم والعدوان وفيه حرفوا كتاب الله
ثابت : وما علاقة هذا بذاك ؟
الإمام : عليكم أن تنظروا أبعد من موطأ أقدامكم
اتخذوا قراركم ولا تتمهلوا حتى لا يلتبس الأمر عليكم
لص5 : على كل الأموات العودة فورا
أقصد عدم الخروج من قبورهم وإلا
لص2 : على الأموات العودة فورا
ثابت : هم لم يأتوا بعد
لص3 : علينا أن نجرب من الآن ضجيج أصواتنا ليخافوا
لص1 : إحساسي يقول بأنهم هاربون من حكم الله
لص5 : جرما نرتكب إن فتحنا الباب أمامهم وعادوا
شخص3: يهربون من حسابهم ويأتون ليحاسبوننا !!!
مسعود : لنكن أصحاب قرار
الحي أبقى من الميت ... هم موتى دفناهم بأيدينا
ثابت : والشيخ
" الجميع صامتون يدورون حول أنفسهم "
بهلول :" دائرا ومصفقا " تخافون ممن ؟ ومن قبل لم تخافوا
في كل الأحوال الله موجود
خفتم من أنفسكم والغد سترون أنفسكم علي حقيقتها
دعكم من كل الأكاذيب لن تشفع لكم
لا تتصنعوا أدبا مكذوباً يا صناع التقوى
فضائحكم سيراها كل الناس
سيراها الزوج المخدوع والصديق الأفاق والشيخ الكاذب
فلن يستطيع أي منكم المراوغة
سيحاسبكم أصحاب الحق ممن خدعتموهم
سيدة2 : ليقنع البصير شيخنا بالعودة لمدفنه
شخص1 : حقا ليفاوض الكفيف الشيخ فيعود أدراجه
فيعود لقبره ويغلق باب العودة أمام الأموات
مسعود : الشيخ رأسه صلب ففي العادة لا يتراجع ويواصل
الإمام :" مقاطعا "
في تلك الحالة كأنه يطالبنا أن نقطع رؤوسنا عن أعناقنا
ونلقيها في أتون النيران فماذا يبقى منا ؟
هل هي لعبة من الملائكة أم من الشياطين لتلقي في قلوبنا رعبا
من يتربص بنا ؟
ثابت : لكن الشيخ خارج تلك اللعبة
الإمام : لا تنس يا ثابت
كثيرون سيعودون سيطالبون بحقوقهم المغتصبة منك
ثابت : تلقى باتهاماتك فوق رأسي
أبوسعيد : تريث ولتهدأ ثائرتك فالمصيبة أكبر منا جميعا
تخيل أي فضيحة يوم يراك الجار عاريا في أحضان زوجته
أو بين ذراعي أرملة صديقك أو أخته أو حتى أمه
أي فضيحة وكل منا مكشوف العورة وأي مصيبة
سيصير كل منا عدوا للآخر ونتقاتل بلا رحمة
لص5 : علينا أن ننتصر لأنفسنا ... لا يعودوا
لص3 : احملوا سلاحكم فلا نصر بدون سلاح
شخص5: يا مولانا إنا نعرف من أقوالك إن الله
يؤجل كل ذلك ليوم واحد هو يوم الحساب فلم العجلة ؟
البهلول : لن ينجو إنسان ولا حتى فرد واحد سيصير كلٌ عدواً للآخر
" ساخرا " تلك فضيحة في الدنيا
لكن أعتقد بأنها ستكون غسلا لقلوبكم المريضة المشحونة بالبغضاء
ابكوا ولا تخافوا من بلل وجوهكم بالدموع
ولتبك النساء ولا يخفن أن تبلل شعرهن الدموع
مسعود : ليصمت هذا الملعون ربما كان هو سبب البلوى
سيدة 2 : ربما كانت ريحاً عاصفة قوية وعلينا أن ننحني لها
بدلا من أن تقتلع الأشجار والأبدان
سيدة1 : علينا أن نختار
فمهما كانت آلام القلب أو رجفة الشفاة
" نور ومازن ملتصقان ببعضهما في أحد الأركان وكأنهما يتهامسان "
مازن : ويعود زوجك ويدرك
قمر : ويعود الشيخ وبدوره يعرف ما كان
مازن : هل نحن أسرى لحلم ؟
قمر : إنه واقع ملموس وسيخرج بعد قليل من وقت الكفيف
ويسمح بدخول الناس
مازن : لن أدخل
قمر : سأهرب من هنا فالخوف يقتلني ومازال النجس عالقا بجسدي
مازن : حتى أبناء الشيخ زاغت أبصارهم وشحبت وجوههم
قمر : وإمام القوم تلجلج في كلماته وذهبت من فوق شفاهه ابتسامته
البلهاء المرسومة على وجه الثعلب
مازن : " متحسسا رأسه ورقبته "
أكاد أشك أن رأسي مازالت فوق عنقي
قمر : مريض الحمى ظمآن للماء
ستصيب كل الناس الحمى وسيصيرون عطشى ولكن للدم
من الغد ستنشب المعارك في وضح النهار
مازن : ومنذ متى توقفت ؟
قمر : كانت تدور في الصدور وفي ظلمات الليل
مازن : حقا سيتقاتل الإخوة
تعالي نفر من تلك الدنيا
شخص3: أين انت يا إمامنا ؟
الإمام : سألتكم حتى في حريق المسجد أحيانا خير
خفتم ولم يبد أي منكم رأيا
سيدة1 : إلا المسجد
ثابت : وإلا الشيخ
مسعود : القادمون كشجرة لبلاب يلتفون سيمتصون عصارة أجساد الأحياء
وعلينا أن نختار
أبوسعيد : لو تركناهم سيقفزون كالبرق ويسيطرون
وندفع الثمن ونكون ضحايا
سيلفنا الدخان ولن نرى للغد رؤية
مسعود : قادمون وقد شاهدوا كل ما كان وعرفوا كل الحقائق
سيتهموننا باللصوصية سيجلدوننا وتلك أخف العقوبات
الإمام : صمتنا يحجب نور الشمس
شخص4: نبكيهم نعم ... ولفراقهم نتعذب أما أن يعودوا فلا ...لا
الإمام : تلتف الأفاعي حول أعناقنا
يزحفون وإن لم نستأصل رأس الثعبان فلا خير يرجى
عامر : الألم يفتك بالرأس وبالقلب
مسعود : والحى أبقى من الميت يا ابن الشيخ
الإمام : اعتدنا حياة كاذبة ملعونة
الكذب والخديعة مزروعة في قلب البشر
يتساوى في ذلك الأئمة والطغاة
ثابت : حقا يا شيخنا ونرسم لأنفسنا صورا كالأسود في البراري
وحقيقة أفعالنا أفعال الثعالب والذئاب
مسعود : الحل في يدك يا عامر
" حوار لا تظهر كلماته ولكنهم يضعون ثابت وعامر ويسحبون
مازن ونور وأغلب الموجودين أمام الباب "
مازن :" با كيا " لا تنسوا فنوره كالجمر سيحرقنا
الإمام : ندخل كلنا عليه معصوبي الأعين ونفاوضه
وإن رفض ليس هناك حل آخر
" الجميع يعصبون أعينهم ويقتحمون الباب وتسمع صرخات الكفيف
قادمة لاعنة "
تقتلون أنفسكم .... تقتلون أنفسكم .... حلت اللعنة
" ستار "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق