مجلة الفنون المسرحية
بــاب مــا جــاء في احــتــفالية الــدعــــــم !!(02)
نــجـيـب طـلال
المـــِزلاج :
بداهة أية باب تحتاج لمزلاج (fermeture) من أجل صيانة ما بالداخل وحمايته من العبث/ السرقة/ التشويه/ استيلاء/ .../ وفي كلا الحالات فالمزلاج/ ( قـُفـْل) مغلاق لا يفتح إلا بالمفتاح ( أو) باليد ؛ وفي إطار التشبيه ؛ فالمسرح المغربي لا يتوفر على مزلاج لحفظ ذاكرته من المزايدات والافتراء؛ بل بابه مشرعة لكل شيء؛ ولكل تاريخ مزيف؛ ولكل حـدث لا وجود له ؛ وبين المزيف واللاموجود لا يمكن أن تنفيه أو تفنيده ؛ هـكذا كلام ! نظرا لانعدام المزلاج المتحكم في خزان الذاكرة / الأرشيف ؛ فكيف يمكن أن نضبط مسار الدعم وإشكاليته؟ بالعـودة لأرشيف وزارة الثقافة ؟
هنا المعضلة ؛ والتي يصادفها أي باحـث أو مهتم ؛ يريد إما الاشتغال أو التأكد من معلومات ( ما ) ! فلاوجود لأرشيف ( الدعم المسرحي) من خلال موقعها الإلكتروني؛ الذي لا يتطلب إلا الصيانة والمراقبة من لدن مختص ؛ فمثلا سنة2000 ليست ببعيدة مقارنـة بالبعـد التاريخي؛ فلا وجود للأعمال الفنية ؛ المقترحة والتي استفادت من الدعم أو الترويج المسرحي؛ ومن هم أعضاء لجنة الفرز؟ وأبعـد من هـذا أين هي عروض وصور المهرجان الوطني للمسرح( الاحترافي) في دوراته التي كانت تقام بمدينة ( مكناس) وأضعها بين قوسين؛ لأنها لم تستطع أن تحتفظ بما ترسخ كتقليد سنوي/ إبداعيا / سياحيا / معرفيا /.../بحيث لم يلتزم مسؤولو المدينة بما التزموا به، نحو المهرجان الذي عمر (16دورة) وبالتالي طار أو حسب ما يروج بين الساكنة تم تهريب المهرجان إلى تطوان؛ ولاسيما : بعد الرجوع إلى الأصل انتقلت ملكية هـذه التظاهرة إلى الجماعة الحضرية بمكناس بقوة القانون؛ فيما ظلت وزارة الثقافة حسب بعض المصادر مجرد شريكة فيها.... فأقدمت وزارة الثقافة... حتى دون استشارة الطـرف الأخر الرئيسي على تهريبه إلى تطوان لعقد طبعته رقم17(1) فمثل هاته الإشكاليات التي يتداخل فيها الحزبي بالمصلحي؛ والمصلحي بالسياسي؛ تضيع الذاكرة المسرحية. حتى الذين يدعون أنهم يوثقون للذاكرة المسرحية المغربية؛ أجزم أنهم لا يتوفرون على حيثيات وأطوار الدورة الأولى للمهرجان ( الاحترافي) الذي انطلق في 1999 لسبب بسيط جدا؛ أنهم لم يكونوا يدونون ولايؤرشفون؛ حتى ظهرت فكرة [مركز التوثيق الوطني] الذي أبدت وزارة الثقافة في استعدادها لإنشائه كجناح ضمن مشروعها ؛ والذي خصصت له أكثر من مليون درهم من أجل إخراجه إلى حيز الوجود وجعله وجهة لا محيد عنها للباحثين المسرحيين ومن أجل حفظ الذاكرة المسرحية؛ وهذا المشروع التي دخلت عليه الهيئة العربية للمسرح كشريك ومثمنة إياه كجزء مهم من جهود مركز التوثيق العربي . لا يمكن أن ينكر المرء أن هناك مجلة[ الإحصائيات الثقافية] ولكنها تعتمد على الأرقام والإحصائيات؛ التي ليست هي التوثيق
إذن في غياب المزلاج ؛ الذي يساهم في نظام التخزين؛ واسترجاع البيانات عند الحاجة .فكيف يمكن أن يتم التوثيق/ الأرشفة؛ لما خلفه ( الدعم المسرحي) الذي يحمل موادا دسمة . تؤرخ عمليا لحقبة فارقة في تاريخ المسرح المغربي ؛ ولفعاليات وأسماء خلفت إنجازات وملابسات وصراعات وأوهام وردود فعل مدونة في الصحف والمواقع الإلكترونية ؛ ناهينا عن الفوضى التي خلفها ولا زال يخلفها ؟
باب احــتــفالية الــدعــــــم !!
فمن هاته الفوضى؛ تعلو أصوات واصوات تحتج وتهدد وترسل تظلمات وتصرخ وتعتصم بطرق كرنفاليه ؛ حتى أن بعضها وصلت لأدراج المحاكم :!! بحيث لم ينل أي موضوع مسرحي من الاهتمام والكتابة بقدرما ناله ( الدعم)؟ فإن كانت هنالك دور للنشر تهتم بمثل هاته المواضيع لجنت أرباحا مما كتب عنه ! علما أن دفتر التحملات يشير للمستفيدين من الدعم كالتالي: الفرق المسرحية بما فيها فرق مسرح الشارع، على شكل جمعيات أو شركات أو وكالات أو تعاونيات فنية ؛ مؤسسات الإنتاج الفني ولاسيما إنتاج وترويج العروض المسرحية الاحترافية (2) ففي هذا السياق؛ فصاحب ( الإحتفالية) أشرنا إليه في موضوع (3) أن عُـقدته التي يتحَـرك فيها هي الدعم المسرحي (؟) الذي لم يعُـد يستفيد منه كل سنـة وبانتظام ؟ وعقدته الثانية تتشكل في وزير الثقافة الأسبق- محمد الأشعري- فمن خلال عقدة [ الدعم] نتساءل بكل أريحية : هل هو وكيل فني/ مسؤول عن شركة أو وكالة أو تعاونية فنية أم رئيس جمعية مسرحية أو متعهد حفلات ؛ لكي يصرخ ويحتج ضد الدعم المسرحي؟ ربما (الإحتفالية ) يعتبرها وكالة فنية ! وليست كما يدعي ( مشروع ) تنظيرا وفلسفة مسرحية ؛ فمن المفارقة سنكون أمام ( الإهتبالية) مادام يشير: أن هذا الدعم حق، وليس منحة ولا هبة ولا صدقة، وأنه أيضا ليس شكلا من أشكال الرقابة الخفية التي تتوخى التحكم في خارطة الإبداع المسرحي، بحيث يحجب هذا الدعم عن الضالين والمضلين، ويعطى لمن لا يقول من الكلام غير "آمين".... بحيث أصبح منح هذا الدعم تزكية وجزاء للتابعين ولتابعي التابعين وللمقربين في الأسرة وفي الصحبة وفي الحزب، وأصبح عقابا للفوضويين وللمهمشين وللمنبوذين ولكل الذين أجبرهم روح الفن الصادق أن يكونوا أحرارا وأن يسبحوا ضد التيار الجارف(4) من هاته الزاوية نتساءل كذلك : كيف يعقل أو نفـسر لمُنظر مَـسرحي، ويعلن أنه مسكون بهاجس البحث والتنظير؛ وأن احتفاليته تـعَـد مشروعاً مسرحيا جمالياً ومعرفياً ، وكذلك موقفاً فكرياً وجدانياً انقلابياً ! أن ينزل للدرك الأسفل من الهزيمة والانكسار، حينما لم تعـد نصوصه تستفيد من الدعم المسرحي؟ ورجوعا للوراء ؛ وتحديدا بعد ظهور سياسة الدعم المسرحي تم تدعيم العديد من مسرحيات:
1998"صياد النعام" تقديم جمعية نادي المرآة " فاس"
1999 " حمار الليل" تقديم جمعية نادي المرآة " فاس"
2000" ليالي المتني" تقديم فرقة التأسيس " تـازة"
2002"الحكواتي الأخير" تقديم فرقة الفوانيس" تازة "
2005" يا ليل يا عين" تـقديم فرقة المبادرة" سلا"
2011"شهرزاد المراكشية " تقديم فرقة مسرح دراما" مراكش"
2015"الصعلوك" تقـديم فرقة أنفاس للمسرح والثقافة "الداخلة"
2015 "يا ليل يا عين" تقديم فرقة محترف فاس لفنون العرض "فاس"
2016"المقامة البهلوانية" تقديم فرقة أبعاد " الدار البيضاء"
2017"السرجان والميزان "تقديم مسرح التأسيس "تـازة"
2018"على باب الوزير"تقديم فرقة الأوركيد" بني ملال"
إذن ربما أغفلت بعض الأعمال ؛ ولكن لنتمعن بين الحقيقة والزعيق( الإحتفالي) فكل هاته الأعمال رغم تكرارها؛ تم دعمها ! ولا فرق هاهنا بين [الدعم والترويج والتوطين والجولات] فـَلاشيء خارج السياق ؛ وهـذا الأخير كفيل بإنتاج المعنى .وحينما أشرنا إليه ب ( الفنكوشية) بدل ( الإحتفالية) ندرك منطق ما تفوهنا به ؛ بحيث أخونا – برشيد- يمارس الهجوم لتشتيت العقل والأنظار على سلوكيات ومسلكياته؛ مؤمنا بأن الأغلبية لا تطلع على بواطن الأمور؛ عبر المتابعة والقراءة المعقلنة ؛ لتبقى تلك ( النظرية) وَهْـما ( فنكوشيا ) مسيطرا على ذهنية الممارسين المسرحيين وغيرهم ! وإذا كانت بعض الجمعيات جريئة ولا مناص أن تكون كذلك ؛ وتهدف لبناء مسرح مغربي له كلمته بين المسارح ؛ تدلي بكم تفاوض معهم صاحب النص ( الإحتفالي)؟ للعلم أن نصوصه تتغير عناوينها حسب الطلب؛ وهذا موضوع سنفتح له بابا خاصا.
وهنا سأعطي مقدارا تقريبيا 25000.00درهما تسلمها من إحدى الجمعيات المسرحية ؛ لبيعه إحدى نصوصه التي باعها لهم ؛ ورغم ذلك يهتبل قولا أكثر سخرية لمن يعرفون دهاء – برشيد- بحيث يقول بدون تحفظ: وإلى حدود هذا اليوم، فإن المبالغ المهولة التي صرفت على هذا الدعم ليس لها ما يبررها منطقيا، ولا ما يمكن أن يوازيها من إبداع كبير وخطير، لقد كنا أمام طواحين مسرحية تدور وتدور، ولكنها لا تطحن إلا الهواء(5) فلو ظل يستفيد من الدعم المسرحي؛ وبقيت غشاوة هالة المقدس تحيط به وبما يسمى ( احتفالية) لما سمعنا إلا بلاغة البيان للجهات المسؤولة؛ وبلاغة البديع للفعاليات والأشخاص المساهمة في وجوده ؛ وبالقرينة ينتفي العجب بحيث يقول عن قرار إلغاء مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي؛ بعد 22 سنة من الاستمرارية : هذا المهرجان بدأ بداية رائعة وواعدة، ولكنه أخلف وعده في السنوات الأخيرة من عمره، وأصبح مستواه في النزول، وأخذ يقدم أي شيء باسم التجريب، وأصبحت الرداءة تجريبا، وأصبحت الأمية المسرحية تجريبا، وأصبح الاعتداء على المسرح تجريبا، وأصبح تشويه إبداع أعلام الكتابة الدرامية العالمية تجريبا...ولأن ها المهرجان لم يستطع أن يجدد أسئلته، فقد انتهى إلى الموت(6) ولكن المفارقة بعد سنوات قليلة عبر بدون تحفظ أو انتباه لما قاله سلفا معلنا: عن سعادته وامتنانه لهذه الالتفاتة من منظمي المهرجان الذي دأب على حضور مختلف دوراته، حيث شارك فيه منذ دوراته الأولى.وأنه واكب ولادة ونمو وتطور هذا المهرجان منذ دورته الأولى حتى الدورة الحالية (الدورة 25) حيث تم تكريمه وشارك في لجنة التحكيم كما شارك فيه بأعمال مسرحية (7) فهذا الشكر والامتنان قابل للنقض، حينما لن يتم استدعاؤه في ( الدورة26) وهاته الحربائية كيف يمكن أن يوثق لها؛ وهي من صلب الفعل والممارسة المسرحية ؛ ونسوق رأيا/ موقفا آخر له علاقة وطيدة بموضوع – احتفالية الدعم – فحينما اختير (مولاي عبدالكريم برشيد ) رئيسا للجنة التحكيم : ... راهنا نعيش فترة جديدة تتسم بتوسع فضاءات العرض، شيد مؤخرا مسرح كبير بوجدة، وهناك مسارح في طور التشييد بكل من الدار البيضاء والرباط ومجموعة أخرى من المدن المغربية، هناك معهد عالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، هناك خريجون جدد كل سنة، وهناك مجال لدعم الإنتاج والتكوين والمسرحي وغير ذلك من المبادرات الداعمة للمسرح، بذلك يمكن القول إن المسرح المغربي بعد مائة سنة استطاع أن يقف على قدميه وأن يعيش كما ينبغي(8) فمثل هاته التصريحات التي تكشف عن انتهازية فاضحة؛ ولكنها مغلفة بهالة حضوره كفاعل في النسيج المسرحي عربيا؛ ولكن هَـذا لا يشفع له ؛ بأن يتلاعب حسب ظرفية الامتيازات؛ وفرض الذاتية/ النرجسية على المشهد المسرحي؛ لأن المسرح ليس مِلكـا لأحد ؛ ولكن بمثل هاته المفارقات؛ التي ليست مزاجية ؛ يقدر ماهي استراتيجية ؛ ليبقى منوجدا في المشهد بالقوة ؛ وبنواجده تظل ( الاحتفالية) لعبة تحمل الوجه والقناع كمرجع ومصدر للمسرح المغربي والعربي؛ لأنه منها يستفيد ( ماديا ) وليس ( معنويا ) !
كيف نفسر أنه يكرم هنا وهناك ؛ وأعماله تستفيد من الدعم/ المال العمومي؛ ويدعي بكل جرأة أنه محاصر:.. فعلاً تعرَّضت للحصار، ولكلِّ أنواع الإبعاد والتهميش والإقصاء، وما زالت تداعيات ذلك الحصار الجائر والظالم تلاحقني إلى اليوم، وكلُّ هذا لماذا؟ فقط لأنَّني كاتبٌ يكتب، بمداده وقلمه وبأفكاره ومعانيه (9) أليس هـذا فيه نوع من الحماقات؛ والاستفزاز الوهمي؛ فماذا يقول مبدعون لهم مواقف مشرفة ؛ و فعلا عاشوا ويعيشون أقسى أنواع التهميش والحصار؟ هل يحق لهم أن يعلنوا كما أعلن صاحب ( الفنكوشية): إذا استمر الحصار؛ فأنا مستعـد للنشر في إسرائيل(10) فمن منعك ؛ هـل وطنيتك أم غيرتك ونعرتك العربية ؟ أم خوفا من انسداد منابع العوائد والفوائد المستخلصة من خزائن المجالس والجمعيات ووزارة الثقافة وبعض المواقع الإلكترونية التي نصبتك رقيبا ...؟ هنا أليس هـذا (الاحتفالي) مصاب بما أصاب فاوست ؟ أليس هـذا (الإهتبالي) فيه مـس من جنون العظمة ؟ ودائما يبحث بطرقه الخاصة؛ وبالمنظومة التي تتحكم في الإحتفالية في الخفاء ؛ عن التوسع لبقاء تلك الهيمنة التنظيرية للإحتفالية؛ باعتبارها تخدم المشروع الليبرالي المتوحش .
وبالعـودة للدعـم المسرحي. نسمع كلاما غريبا وانتقادات أكثر استغرابا يوجهها صاحب ( النظرية/ الإهتبالية ) للجنة الدعـم المسرحي : هي لجنة تقوم بدور الرقابة والعمل البوليسي؛ وهي في غالب الأحيان مركبة من أناس فاشلين في العمل المسرحي؛ وعلى افتراض أن هذا الكلام صحيح فإنه يطبق أول ما ينطبق على عبدالكريم برشيد نفسه . فقد كان عضوا في لجنة الدعم الوطنية للمسرح ؛ وعمل فيها لسنوات ولم يتحرج في الدفاع عن دعم مسرحياته التي قدمتها أنذاك بعض الفرق المسرحية ؛ رغم أنه عضو في اللجنة التي يجب أن تبقى محايدة . واعتبر هَـذا الأمر في حينه خرقـا لأخلاقيات العمل الثقافي . مما دفع وزارة الثقافية آنذاك إلى إصدار قانون ينظم الدعم المسرحي؛ ويمنع أن يكون في عضوية اللجنة (11) أليست هاته فوضى/ حماقات/ تشويه للممارسة المسرحية ؛ من لدن من يدعي التنظير ويتبجح بإنجازاته الإبداعية ؟ أليست هاته حرب حاقدة ومريضة على الحقيقة ، والأنكى من ذلك؛ أنه دائما يتهم من يبدي رأيه / موقفه من ( الإهتبالية) أنه مخبر/ بوليسي؛ وهـذا الهاجس الذي يسكنه ستأتي الأيام ليتم الإفصاح عنه؛ ولقد أشرنا لبعضه تلميحا بسؤال مفاده: من كان وراء اعتقال بعض العناصر النشيطة ثقافيا/ مسرحيا/ سياسيا/ في جمعية النهضة بمدينة الخميسات ؟ ومن خلال ردوده معنا عبر ( الفايس بوك) الذي منح لنا بكل صدق العودة لفعل المشاغبة اللذيذة ومحاولة تصحيح ما يمكن تصحيحه ؛ حسب قدراتي؛ فتح أبواب حول ( الإحتفالية) التي تعيش هاجس الكولسة والبوليسية ؛ بحيث رد علينا هكذا:...على الاقل عرفني بنفسك، من أنت؟ ولحساب من تشتغل؟ ومن يدفع لك أجر مهاجمة الاحتفالية؟ وكم يدفعون لك؟ واعرف انك جزء من حرب على الاحتفالية ؛ استمرت اكثر من اربعين سنة، ومضت اسماء حقيقية وانتهت كلها الى مزبلة التاريخ، وقبلك اشتغل كثير من المرتزقة مع وزراء الثقافة المغربية، اين هم الان؟ ستربح مالا أنت ايضا ؛ ولكنك ستخسر نفسك بكل تأكيد؛ ولم تجب عن سؤالي: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين(12) يبدو أن عامل – الزهايمر- أمسى يلاحق المناضل (برشيد ) فاختلطت عليه الأمور؛ مما ظل يسألني أسئلة بوليسية؛ وليست ثقافية وفكرية ! والأعجب من كل هذا يتهم المخالفين لما طرحته ( الإحتفالي) بأنهم عناصر مدسوسة في الجسم المسرحي؛ وهـم جزء من مخطط فيه خيوط كثيرة خفية، وفيه حسابات لا علاقة لها بالفن ولا الفكر، وبالتأكيد فيها كثير من الكراكيز ومن الدمى ومن الذين يهرفون بما لا يعرفون. أجل لا يعرفون بأن (الاحتفالية) هي المخطط و المؤامرة . مخطط لهدم مسرح لا يراد لـه أن يكون؛ مسرح غير مرغوب فيه اواسط السبعينيات من (ق؛ م) وبالتالي هي التي صنعت المؤامرة؛ ضد أغلب المسرحيين؛ الذين هم الآن ملتزمين الصمت؛ لأسباب مجهولة !بعيدين عن الاسترزاق والزبونية والمحسوبية . فتلك ( الإحتفالية) تمارس حربا مكشوفة على ظهر المسرح المغربي وتهاجم بأسلحتها المعروفة وغير المعروفة ؟ مقابل هـذا تتشدق بلغة ناعمة / رومانسية ؛ حسب المقام الذي تحضر فيه الاستفادة والشعور بالريادة مثل ما حَـدث في الملتقى الوطني حول المسرح الاحتفالي الذي نظمته جمعية أبي رقراق بمدينة سلا؛ وتم (تكريمه ) بعدما أصبح المخرج- عبدالمجيد فنيش النائب الثاني للكاتــب العــام للمكتب التنفيذي للجمعية في2003 فقال: إن الثقافات لا تتحارب لأن المثقف لا يحارب، وإنما هناك حوار الثقافات، لأن الحرب ليست خصلة ثقافية وإنما هي غريزة حيوانية، والحرب تعني أننا عجزنا عن التواصل والحوار وعَـن الإقناع. لأن فنا بدون أخلاق وبدون مبادئ وبدون استشهاديين في الميدان ليس فنا أبدا(13)
للإشارة أن هذا الملتقى الأول والأخير؛ ولم يتم إدراجه ضمن المهرجانات الكبرى /المهمة؛ في مسار الجمعية (14)أليست هذه سخرية على أفكاره قبل سلوكه ومسلكياته ؛ وانعكاس لفلسفته المسرحية ونوعية الإبداع المسرحي الذي ينتجه ! ولاسيما أن الذي أفسد المسرح المغربي إبداعيا وإشعاعيا وتنظيميا وتأطيرا ، ازدواجية المعايير وأقنعة الظرفية؛ التي تنهج النهج الاستئصالي ؛ من أجل للالتفاف بشكل تآمري على الجهود المضنية التي قام و يقوم بها رجال المسرح الاحترافي والمتفرغين الحقيقيين؛
إقــفــال الباب :
الاحتفالية (Célébration ) أو(carnavalisme )أو (cérémonie) المعاني بالفرنسية متقاربة جدا؛ بخلاف أصلها العربي؛ فهي تمارس التمويه في سياقات المعاني؛ مما تصبح زئبقية في الفهم الدقيق؛ من هنا تحضر البلاغة بمكوناتها والتي وظفها برشيد ؛ لتعتبر نفسها مشروعا تنظيريا. حتى أنه : بلغ هيام برشيد بالاحتفال الى درجة الاعتقاد بأن المسرح العربي يدخل، بفضل مشروعه، عصراً جديداً أطلق عليه اسم (العصر الاحتفالي)! وفي سياق رفض الاحتفالية للتجربة المسرحية العربية المقتبسة من تجربة المسرح الغربي، دعت الى تغيير كل المفاهيم المتعلقة بالتمثيل والأداء والإلقاء، وذلك لأن المسرح لم يعد، من وجهة نظرها، وهماً وخيالاً(15) ولكن هـذا المشروع ببياناته وجوقته التي افرنقعت لأسباب مجهولة ؛ لقد أساء جـدا للمسرح والمسرحيين؛ أكثر مما خدمهم وخـدم المشهد المسرحي؛ ولكن خدم ( الفقيه) الذي شـيَّد أمجاده وثرواته على حساب المسرح ؛ فيوم كانت ما يسمى (الاحتفالية) ترتاع في الساحة ؛ وتغتنم الفرص والمناسبات والريع ؛ كان عند ( فقيهها ) المسرح بخير؛ ويوم انقلبت الرؤية؛ وتبدلت الأوضاع ؛ وانقلب السحر على الساحر؛ أضحى (شيخها )يحرض مقاطعة وزارة الثقافة ويحرض ضد الدعم : نعم، هناك ريع ثقافي، وهناك كائنات ثقافية تعيش عليه، وهناك مناخ غير صحي وغير ديمقراطي تعيش فيه الثقافة المغربية حاليا، ولعل أهم ما يميز هذه الكائنات الثقافية الريعية أنها متطفلة ومدسوسة على العمل الثقافي، ودخلت الثقافة من باب الحزبية، أو من نافذتها. ويكفي أن تلقي نظرة على الخريطة الثقافية المغربية لتعرف الحقيقة المرعبة التالية، وهي أن الصفوف الأمامية هي اليوم للوصوليين وللمُتخلـّفين والهتـّافين، وأن الفنانين الحقيقيين يموتون في صمت، وأن الذين يُدبّرون شأننا الثقافي موجودون وراء الأبواب المغلقة، ويشتغلون في المكاتب السرية، بدون إشراك المعنيين بالأمر وبدون استشارتهم (16) فمن عجائب الأمور من كان في الصفوف الأمامية ؟ أنا أو لا أحـد؛ ذاك ما جاء في سهم باب احتفالية الدعـم ! ولكن هذا السـهم الذي نطق ؛ هل يعـد منطقا للعقلاء؛ وللذين يؤمنون بإنسانية الإنسانية؛ وللذين يستغلون المنابر والصحف للدعاية أن ( الإحتفالية ) جاءت لتحقق للإنسان المغربي/ العربي انتماءاته الحقيقية ،انتماءه لنفسه وللآخرين معاً، وانتماءه لروح العصر الحديث : هو نوع من الاسترسال الإنشائي، أو التعبير التقليدي الفضفاض الذي نجده في العديد من البيانات، او التنظيرات الأيديولوجية التي تتضمنها دساتير الحركات السياسية في العالم العربي وبرامجها، ويرتبط بشكل أو بآخر بالحلم الطوباوي الذي أشرنا اليه؛ فبعد ربع قرن من ظهور الاحتفالية هل حققت لعدد محدود من المغاربة أو العرب تلك الانتماءات التي بشرت بها؟ (17) بالعكس فمظاهر تـهافت التهافت على الدعم المسرحي؛ جواب عن أوهامها وهـذا ما نطق به سـهمها من شهر رجب المحتفل ببرج السرطان؛ الذي يعتبر برجا أنثويا / ليليا/ مائيا .
الإحــــالات
1) أخبار مكناس 24- متابعة :نـبيه عبداللطيف في 01/04/2016
2) وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة - طلبات عـروض مشاريع المسرح /2019 - ص5 -
3) انظر – باب ما جاء في احتفالية الوزير(02) لنجيب طلال - في بعض المواقع الثقافية كصوت
العروبة بتاريخ -13/02/2019
4) المسرحي ضمير المجتمع: حوار مع برشيد موقع الجزيرة حاورته: سناء القويطي في 18/02/2018
5) نــفــــســـــها
6) حوار مع المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد. حاوره: عبد الله المتقي في صحيفة- أنتلجينسيا-
في 28/05/2016
7) تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تكريمه في المهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة .
بتاريخ 24/09/2018
8) مع رئيس لجنة التحكيم عبد الكريم برشيد- جريدة – بيان اليوم في 03/11/2015
9) المســرح حاجــة لكــن يمكــن تزييــفها – حوار مع برشــيد: في صفحات سورية حاوره/ أنوار محمد
في / 5 /أبريل 2009/
10) هل يريد المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد التطبيع مع إسرائيل - لأحمد الصديق صحيفة القدس
العربي س18 عدد5325 ص16 في- 12/يوليوز/2006
11) نـــفــــســـــه
12) رد عبدالكريم برشيد في جـدارية – جناح التهامي- في 08/10/2018
13) الملتقى الوطني حول المسرح الاحتفالي بمدينة سلا : تغطية لجريدة التجديد يوم 29 - 01 - 2004
14) افتح مزلاج الموقع الإلكتروني لجمعية أبي رقراق – وانظر لتبويبات ( المهرجانات)
15) قراءة في الاحتفالية (1-2) لـعواد علي - موقع إيــلاف بتاريخ-22 ديسمبر 2005
16) يتحدث المؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد عن الريع الثقافي- في جريدة المساء- حاوره الطاهر حمزاوي بتاريخ- 29 - 06 - 2012.
17) قراءة في الاحتفالية (2/2) :لـعواد علي موقع ايلاف الجمعة 30 ديسمبر 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق