تصنيفات مسرحية

السبت، 16 يوليو 2016

رحيل رائد المسرح اللبناني.. تلميذ ستانسلافسكي وكريغ منير أبو دبس عاش بين فرنسا والفريكة باحثًا عن الحداثة

مجلة الفنون المسرحية

رحيل رائد المسرح اللبناني.. تلميذ ستانسلافسكي وكريغ
منير أبو دبس عاش بين فرنسا والفريكة باحثًا عن الحداثة

عن عمر يناهز 84 عامًا، رحل صباح أمس المسرحي اللبناني المؤسس منير أبو دبس. ويعتبر الرجل أول مسرحي لبناني حمل رؤية متكاملة عصرية لوضع أعماله على الخشبة في بلاد الأرز. وبالتالي فهو رائد حركة الستينات من القرن الماضي التي شهدت ولادة المسرح بمعناه الحديث.

ولد في الفريكة عام 1932. أحب الرسم، وذهب ليتخصص فيه في فرنسا، لكنه عاد مسرحيًا. درس في «المدرسة الوطنية للفنون الجميلة»، والتحق بمدرسة روجيه غايار للمسرح، وتعلم الموسيقى في «الكونسرفتوار»، وكذلك درس الأدب الكلاسيكي في «جامعة السوربون»، وانضم إلى فرقة مسرحية فيها، قام معها بجولات عدة، ومن ثم بدأ العمل بأدوار صغيرة في مدينة النور. حين تعرف إلى ستانسلافسكي تأثر به كما كثير من المسرحيين العرب، وكذلك كان لمعرفته بغوردون كريغ ما سيطبع مساره المسرحي، ليكون تلميذًا نجيبًا لهذين الكبيرين، سواء في طريقته في إعداد الممثل أو في فهمه لعالم الخشبة ككل، وهو ما سيبقى واضحًا في مساره الفني.

تمكن منير أبو دبس في نظرته المسرحية من أن يكون شموليًا في ربطه بين النص والسينوغرافيا وصقل أداء الممثل. كان أول مسرحي عربي يربط بين العمل المسرحي وتأسيس مدرسة، واتفق مع لجنة مهرجانات بعلبك الدولية على تأسيس مدرسة تكون نواة تقدم أعمالا أمام الجمهور. تعمقه في دراسة الحركات والمدارس المسرحية في أوروبا، خلال إقامته الطويلة هناك، هو ما مكنه من أن تبصر فكرته النور وتقطف ثمارها. على الأثر افتتح «معهد التمثيل الحديث» الذي أداره أبو دبس بنفسه، وذلك عام 1960. قدمت الفرقة «ماكبث»، و«الذباب»، و«الإزميل»، و«الملك يموت»، و«ملوك طيبة»، و«فاوست»، ومسرحيات أخرى، جالت في لبنان وخارجه. شراكته الفنية كانت مع ممثلين سيصبحون من كبار الأسماء مثل أنطوان كرباج، ورفعت طربيه، وأدهم الدمشقي، كما عمل مع الكبيرين أنطوان ولطيفة ملتقى، ومارك خريش.

عام 1970 أسس مسرحه الاختباري في بيروت، ومنذ عام 1977 كانت له ولعدة سنوات محترفات لتدريب الممثلين في باريس، بالتعاون مع اليونيسكو ووزارة الثقافة الفرنسية.

عام 1997 وكانت الحرب الأهلية قد وضعت أوزارها، عاد أبو دبس الذي لا يزال يحن لبلدته إلى لبنان، حيث أسس «مهرجان الفريكة» ومحترفه الذي سيبقى ناشطًا حتى عام 2013، وقدّم من المسرحيات «ساعة الذئب» و«دائرة سليمان».

ألف مسرحيات باللغتين العربية والفرنسية، ومن أعماله التي وضعت على الخشبة «وجه عشتار»، و«جبران»، و«العرس»، و«التمثال والحلم»، و«في ظلال الينابيع».

عاش متنقلا بين لبنان وفرنسا، ليسلم الروح بعيدًا عن بلاده وفي المكان الذي كان له ملجأ طوال فترة الحروب التي حاول أن يتفاداها.

-----------------------------------------------------------------------
المصدر : الشرق الأوسط -  السبت  10 شوال 1437 هـ - 16 يوليو 2016 مـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق