مجلة الفنون المسرحية
مسرحية " الأرجوز " تاليف : هشام شبر
الكاتب والفنان هشام شبر |
مسرحية " الأرجوز " تاليف : هشام شبر
( يضاء المكان مع أصوت الرصاص والقذائف والصراخ ويظهر المكان عبارة عن سيرك في خربة حيث المقاعد محطمة والحبال مقطعة ومتدلية من الاعلى والاقنعة متناثرة هنا وهناك اقنعة باكية واخرى ضاحكة وبينهما يجلس الأرجوز مخمور وهو يتمتم لكلمات غير مفهومة مع تصاعد صوت الموسيقى)
هل تسمعون .....
انها احدى صباحاتي التي ذبحت وهي ترتشف الشمس اشتهاء فكل بدايه جاهله الا بداياتي
( يضحك بهستيريا)
ذات سخرية رسمت جنح فراشة و أنتظرت طويلا حتى تكتمل وتحلق دون جسدها كي أتعلم منها الحرية
(يهتف بصوت عالي)
الحرية الحرية
( يتخيل انه يضرب من قبل اشخاص مقنعين فيحاول ان يتفادى ضرباتهم وهو يتوسل )
لا.. لا ...لا ..لا
( يتحدث بهمس)
دائما ماأكون أنا بجوارالحائط كي لا أثير جلبة تزعج السلطة وأركن داخل نفسي كي لا أخذ مكان أحد حتى ان ظلي اختفى خوف من أن يقمع تحت اقدام ساسة بتهمة تظاهرة ضد غبي
( يمسك بدف ويضرب عليه بقوة وهو يتحدث بأسلوب طقسي)
أحن الى رائحة خطوه و بقايا مسافه علقت على حبال صوتي وهي تجهش بالصمت
أحن الى أقنعة أرتديها وترتديني أخلعها وتخلعني
في الايدي القذرة كنت القاتل والمقتول وفي الطاعون كنت جذام وفي الحلم والهامش كنت خلف الكواليس أتقيء تراكمات لذكريات أجهضت نفسها سخرية
( يرفع من على الارض قناع أسود ويرتدية )
( يتحدث بهمس )
أشككت بها أم برجولة قايضتني لوني أقتربت منها وجدتها في مخيلتي تنام وددت لو تعود اللحظه وددت لو لم تكن نائمه
( يصرخ )
ياويلي من لون و منديل .. أراك تبتسمين وأنا أشدد على عنقك أشدد وأشدد وأشدد
( ينهار على الارض )
( يخلع القناع الاسود ويرميه في الهواء ويرفع من على أحد المقاعد قناع المهرج ويرتديه)
كيف لميت أن يقطع كل هذا الموت ليأتي ويقيم في روحي مأتمه
لماذا كتب في مذكراته انه كان يقتلك في أحلامه مرات ومرات
لماذا كتب أنك كنت ترتدين عباءته وتدخلين من بوابة المقبره
( يصرخ بغضب)
هي ليست رؤيا ولا حلم هو خط عمر يطلب مني ثأر يذبحني بحد وجه أبي
( يخلع قناع المهرج ويصعد على مرتفع وهو يمسك بالحبال المتدلية من الاعلى)
من أنا ماذا اريد ..
( يمسك بقناع السلطان وهو يرتجف ويلصقه على وجهه)
ماذا تريد ماذا تريد
في كل مرة أقتل أشعر أن ألخيانة نقصت حرف أو بعض معنى
هل ترى تلك الثياب التي شنقت على حبال صوتي والتي كانت لثورة أرتدت ثياب عصيان كل الثوار متشابهين لذلك لا أشعر بلذة حين أقتل اريد قتل جديد بأحساس جديد اريد ان ان ..
( يخلع قناع السلطان ويرميه جانبا )
أن ماذا وأنا بين السلطة والسلطة حبل غسيل علقت به ثياب داخلية لملك وبعض حاشية
أن ماذا وكل رائحتهم تدعوني للرقص على ايقاع قيء يوخزني أسئلة
أن ماذا وعيونهم تدعوني للرذيله وهي تكمم فم خطوتي
مهرج أنا فقد نفسه فتمزق هتافات بين امر ومأمور
( يرتدي قناع الشحاذ)
وكل حلمي أن أحضى بموطيء سكن في تقاطع طرق يبقيني على قيد التسول أنتظر مرور عربة سلطان كي أهتف بالعصيان سرا وأظل أركض وأركض خلف موكبه وأنا احمل لافتة و أردد
نموت نموت ويحيا الوطن
لافتة كتبت علينا ولم تكتب عليه لافتة علقتنا على جدران المدينة حتفنا
( يرمي من وجهه قناع الشحاذ ويجلس منهار على الارض )
توزعت وهم وحين لملمت نفسي ضاع جزء مني ورقة أنا فقئت عيناها ولم تعد تصلح للعب
( يلملم الاقنعة من على الارض يتحدث وهو يرمي قناع تلو الاخر)
أقنعة تفرقني وتتجاوزني بعيد .. هذا طائفي وهذا قومي وهذا انفصالي وهذا خائن وهذا معي وهذا ضدي وهذا وهذا
ياايها الجالسون الواقفون الممدون على اعتاب اللعبة ارموا بأقنعتكم وأرتدو وجوهكم فقد ضاع المكان دهشة ونحن نركب الكذبة تلو الكذبة ونتلو خطوط ملامحنا
( ينهار على الارض وهو يلهث)
يقيدنا عرش وتكمم افواهنا الحاشية ونبقى نلف حول القصر نلف كالماشية
ملعون من يرفع سبابته ملعون فالكذبة اكبر ملعون من يشكو سوء الحرب
( ينهض ويسير كالجندي وهو يردد بجنون )
الحرب الحرب الحرب الحرب
علمونا أن الحرب بداية مولدنا وتناسوا الحب علمونا أن نصوب على كل مايتحرك خوف وتناسوا أن الحركة حياة
علمونا وعلمونا وتناسوا ان يعلمونا أن لا نتعلم منهم
( يصرخ بصوت عالي)
ياايها الجالسون الواقفون الممدون على اعتاب اللعبة ارموا بأقنعتكم وأرتدو وجوهكم فقد ضاع المكان دهشة ونحن نركب الكذبة تلو الكذبة ونتلو خطوط ملامحنا
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق