مجلة الفنون المسرحية
محفوظ عبدالرحمن.. درة المسرح المصري
محفوظ عبدالرحمن.. درة المسرح المصري
عندما نتذكر "حفلة على الخازوق"، "عريس لبنت السلطان"، "محاكمة السيد ميم"، "احذروا"، "بلقيس"، "اللبلاب"، "سليمان الحلبي"، "أم كلثوم"، "بوابة الحلواني"، "ناصر 56"، "حليم" وغيرها، كلها أعمال خلدت في تاريخ المسرح والسينما والتليفزيون، وأصبحت عالقة في أذهان الجميع، إنها للكاتب المسرحي الكبير محفوظ عبدالرحمن، حيث خدم المسرح الكويتي بقدر ما خدم المسرح المصري، لذلك يعده الكويتيون رمزا من رموزهم المسرحية.
وقال عنه الكاتب حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق: "إنه حالة إبداعية نادرة وخاصة في الدراما والمسرح والتليفزيون والقصة، وأيضا حالة إنسانية وطنية متسامحة ومحب لكل الناس فهو لا يعرف إلا الحب، وقادر على أن يلتقط الجوهر في الشخصية فيما نذكر ما قدمه في العمل الدرامي "أم كلثوم" الذي واجه به كل التحديات، وبرع فيه أن يظهر هذه الشخصية في هذا العمل، حيث قدم من خلالها نموذجا للمبدع والموهبة حتى يحافظ على موهبته الإبداعية".
كان عبدالرحمن يحرص دائما على اقتناء الكتب، خاصة فور صدورها في أي مكان، ليضمها إلى مكتبته الخاصة بمنزله، ويفضل قراءة كتب التاريخ، كان مؤمنا بالقراءة ودائما يناشد أحفاده بها قائلا: "الكتاب صديق الإنسان"، يحوي منزله على ثلاث مكتبات، حيث يوجد بمنزله غرفة كاملة مخصصة تضم مجموعة من مؤلفاته، إضافة إلى الكتب الخاصة بكبار الكتاب في شتى المجالات، إلى جانب المؤلفات التي كتبت عنه، وسيناريوهات الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية، هذا إلى جاني مكتبتين تحوي كل التكريمات والأوسمة الذي حصل عليها على مدار حياته الإبداعية.
كافح عبدالرحمن كثيرا من أجل المسرح والدراما، فالإبداع يسعنا أن نقول أنه مؤسس الدراما في مصر وواحد من أبدع وأروع من كتب في الدراما والمسرح والتليفزيون، فهو درة المسرح المصرى، كان يستمع إلى الأديب "طه حسين" في القاءه للكلمات واتقانه للغة العربية، حيث تناقش معه في أمور عدة في أحد لقاءاته به، كما كان يستمع لأم كلثوم أيضا، ومحبا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عندما استرجع تاريخه وما فعله تجاه وطنه، ولا يستطيع أحد أن يفعل ما فعله في ذلك الفترة، لم يستطع كتابة أي عمل مسرحي لمدة 11 عاما بعد واقعة مسرحية "اللبلاب"، ذلك العمل الذي ذهب لحضور البروفة الجينرال بالمسرح الحديث في أواخر فترة الستينات، تفاجأ بعدم وجود الفنانين بالمسرح وبسؤاله أحد العاملين بالمسرح فقال له إن المسرحية توقفت وكانت صدمة بالنسبة له.
بفضل إنتاجه الغزير في المسرح والسينما والتليفزيون جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات، حيث حصل على جائزة الدولة التشجيعية في 1972، وتم حجبها نظرا إلى صغر سنه، ولكن تم اقتناؤها في العام التالي فور إعلانها، إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في 2002، وجائزة النيل، ووسام العلوم والفنون، وجائزة أحسن مؤلف مسرحي في 1983 من الثقافة الجماهيرية، الجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل "أم كلثوم"، جائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ودرع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية في 2017، وغيرها من التكريمات.
يشار إلى أن كثير من المواقع والصحف تحتفل بذكرى الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن، اليوم الثلاثاء، وفق ما يذكره موقع ويكيبديا، في حين تنفي صحة ذلك التاريخ زوجته الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز.
----------------------------
المصدر : البوابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق