مجلة الفنون المسرحية
عرض : ياسمين خضر حمود
صدر ضمن سلسلة الإبداع المسرحي عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب جديد (تحولات الأداء التراجيكوميدي للممثل في عروض المسرح العراقي) عن سلسة الإبداع المسرحي للكاتبة (هنادي صلاح عزت) شمل الكتاب عدة مباحث جاء في المرسوم المبحث الاول: (الذي يتحدث عن عناصر الأداء التراجيدي والكوميدي في العرض المسرحي) تبلورة الحضارة الإنسانية عبرة تجارب ورؤى الأسلاف الذين تفاعلوا مع الحياة بمحاكاتهم للطبيعة بجميع مكوناتها ومصادرها فتداول الانسان هذه المعطيات الكونية ليخلق وسيلة اتصال تربطه بمحيطه القريب على وفق آلية الطبيعية هي (الرقص) وما تحتويها من نظام متوازن الإيقاع ولا سيما حب إنسان للاستطلاع والرغبة في المعرفة من اجل العيش والدفاع عن النفس لتصبح المحاكاة مداخل عدة وصور كثيرة واتجهت المحاكاة عن طريق الشعر الى نمطين (نمط الخير) و (نمط الشر) لتظهر معالم الترجيديا والكوميديا على وفق معايير وأسس إتكأت على تجارب مسرحية الأمر الذي افرز نوعين أساسيين من الممثلين الذي يعتمد الأول على (الأداء الصوتي) ولاسيما على اللغة المتوفرة في النص الدرامي والنوع الاخر اعتمد على (الأداء الجسدي).
بينما جاء عنوان المبحث الثاني: (عن أساليب الأداء التراجيدي والكوميدي في المسرح العالمي) سنتناول في عرضنا لهذا المنجز لم يكن الانسان البدائي يمتلك لغة بالمعنى الاصطلاحي للكلمة بل اعتمد على الملفوظات غير المفهومه من الأصوات والصرخات التي كان يدركها المجتمع البدائي فضلاً عن انه استعمل الحركات المنوعة من اجل التعبير عن الأفعال البشرية التي تدفعه الى شعور بالخوف والفرح والحزن وغيرها من الأحاسيس التي تشارك الكائنات البشرية فيها وفي مرحلة لاحقة بدأ إنسان باعتماد على الإشارات والايماءات من اجل امتلك القدرة على التواصل مع من حوله وهو يكون قد بدأ بالتعاطي مع فكرة الاختزال التي جعلته يتخلص من الحركات العشوائية في التعبير عن مشاعره الأمر الذي جعل من حركات والإيماءات في حالة تطور مستمر يعود ذلك إلى أن الإنسان عمل على خلق تفاعل بينها وبين الطبيعة وما تحمله من متغيرات سواء على مستوى البيئة أو مستوى اكتشافات الإنسان للعالم من حوله وعلى الرغم مما تقدم الا ان البعض الباحثين يعتقدون ان نشأة التمثيل تكاد تكون اكثر تنظيماً ويعود ذلك إلى مرحلة متقدمة من تاريخ البشري ارتبطت على النحو الخاص لتطور مفهوم الحكاية الدرامية التي كانت تعد العنصر أكثر تشويقاً ويرتبط ذلك بنشأة اللغة الشفاهية التي يمكن عن طريقها أنتاج الحكايات كما الحال حينما كان (اوك) يسرد حكاياته لرحلات الصيد ويقوم بتمثيلها بمصاحبة احد أبناء القبيلة وإمام المجتمع القبيلة الجالسين حول النار المشتعلة. ان فن التمثيل يرتبط بوجود شخص يحاكي شخص آخر ووجود شخص يشاهد المحاكاة ووجود مادة تصلح للمحاكاة. وعلى ضوء هذا التتبع لمراحل الأداء التراجيدي والأداء الكوميدي توصلت الى ما يلي:
1ـ توضح عنصري (الأداء التراجيدي) و (الأداء الكوميدي) عند الممثل داخل الجوقة من حيث اشتغالات المؤلف لإبراز فكرته المطروحة جاعلاً من الجوقة أداة فاعلة لتجسيد هذه التنويعات معتمداً ذلك على الزي، والأقنعة للذين أسهما في رسم الشخصية وتحديد نوعها وسلوكها بين (البكاء والنحيب) و (التهريج والسخرية) كما فعل (يوربيدس) في أعماله.
2ـ توظيف (العنصر الكوميدي) في أداء الممثل في العصور الوسطى في المسرحية (الكنسية) والتي تخللتها بعض المشاهد الفكاهية من اجل تعزيز الطروحات الفكرية والعقائدية داخل الطابع الجاد داخل الكنيسة.
3ـ من عناصر الأداء الكوميدي (المبالغة) وهي صفة لازمت المسرح الكوميدي على مر العصور لتميزه على نقيضه (التراجيدي).
4ـ تميز الأداء التمثيلي في الشخصيات الكوميدية بـ (الكاريكاتيرية) في الأداء اذ اعتمدت الشكل المبالغ فيه كثير للضحك لعكس لنا سلوك الشخصية.
5ـ اللأقنعة اثر واضح في تجسيد (الشخصية النمطية) المتعرف عليه من قبل الجمهور.
6ـ تطور الخيال عند الممثل والقدرة على رسم الخطوط الأساسية للشخصية من اولويات الممثل للتطوير الفعل الأدائي لديه عن طريق البراعة في المنظومتين (الجسدية) و (الصوتية) لأداء الشخصية (التراجيدية) و (الكوميدية).
إما المبحث الثالث: (عن مفهوم الأداء التراجيكوميدي ودوافع تحولاته في المسرح العالمي والعروض المسرحية) الذي شهد فيه فن المسرح عبر مسيرته التطورية مصطلحات عدة تخللت نسيج (البنية المسرحية) ومنها ما دخل من الخارج واستثمر كوظيفة بنيوية أو أدائية لخدمة المسرح أو ما افرز عن طريق المزاوجة الدرامية لأجناس عدة.
وفي الخاتمة ان نجاح عملية التحول في الأداء الممثل يتوقف على البناء الرصين للشخصية مما تمتلكه من قدرة على خلق اللحظة الترجيدية واللحظة الكوميدي بالتركيز على كيفية التي يصاغ بيها الحوار الترجيدي وتحوله إلى نكته أو حركة أو نظرة عين وغيرها.
يضم الكتاب بـ 255 صفحة وصمم الغلاف هادي أبو الماس
---------------------------
المصدر : الناقد العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق