مجلة الفنون المسرحية
خمسة أعمال مسرحية جديدة للمسرح الوطني الجزائري
دليلة مالك - المساء
يستعد المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي لموسم 2019- 2020، لإنتاج خمسة أعمال مسرحية، ستكون جاهزة مع بداية الموسم الجديد في أكتوبر 2019، حيث اختار عددا من المخرجين المتميزين لإنجاز هذه المسرحيات.
وحسبما تم استقاؤه من بيت بشطارزي، فإن مسرحية ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع” ستخرجها حميدة آيت الحاج (باللّغة الأمازيغية، والنص للكاتب الراحل الطاهر وطار. وينطلق العرض من فكرة التنبؤ بـ ”عودة الشهداء هذا الأسبوع”، فيشيع النبأ بين أهالي القرية المخضرمين، ليتوالى الخبر بين مؤيد ومعارض لقدوم الشهداء. وفي الأخير يستطرد الحل إلى اختيار الفكاك من دائرة الزيف والفوضى، إلى عالم الشهداء عالم الأموات، وبقاء السؤال مطلقا: ماذا سيحدث لو عاد الشهداء؟
ويعود المخرج محمد شرشال بمسرحية جي پي أس GPS، والتي جاء في ملخصها: لما ينتهي النحات من إنجاز منحوتاته المعاصرة يجد أنه غير راض عن إنجازه، لذا يهم بتحطيم ما جادت به أنامله، ولكن المنحوتات تقاوم وتدافع عن نفسها، مانعة النحات من تحطيمها، لتصل بها الجرأة إلى تقييده ومغادرة المكان. ثم نكتشف تدريجيا أن المنحوتات تقرر التحكم في مصيرها بذاتها، فتبحث على الانتقال من الجماد إلى الحركة؛ من الشيء الجامد إلى الإنسان الحر المتحرك، لتبدأ رحلتها نحو الإنسانية من خلال تتبّع مراحل أشكال الاندماج الاجتماعي الثقافي.
في نهاية الرحلة والتحول الإنساني يكتشفون أن الإنسان مراقب ومتحكم فيه؛ لعله من أكثر الكائنات المفطورة على قابلية التحكم!؟
أما المسرحية الثالثة فهي مسرحية ”الزاوش” التي يقوم باقتباسها وإخراجها كمال يعيش. ويتناول ”الزاوش” موضوع النفس الأمارة بالسوء، والضرّر الذي تتصف به الشخصية الرئيسة لهذا العمل.
ملامح بارزة جدا ولكن صعبة الإدراك طالما أن الشخصية تستحوذ على عاطفة الجمهور بمرحها الكبير على الخشبة، ليتمكن من تجاوز وحدته وعزلته، فيتحول فنان مرهف الإحساس إلى إنسان ماكر وعديم الضمير، قادر من أجل متعته الخاصة، على أن يجعل من امرأة عجوز وحيدة ومسكينة، تعيش أشد العذاب. الزاوش موهوب وذو مخيلة واسعة، أبدع هذا الممثل البارع في وضع خطط ومكائد مذهلة لاستغفال امرأة عجوز واستغلال حسن نيتها من خلال مكالمة هاتفية لا متناهية، لم يمنعه لا ذعر ولا خوف ولا حتى حزن العجوز المسكينة، من تنفيذ مشروعه الدنيء، ومخادعة أرملة وحيدة خطؤها الوحيد هو إعلانها عن رقم هاتفها على أحد الصحف؛ قصد بيع آلة بيانو عزيزة على قلبها.
وبالنسبة لفئة الصغار، فكر المسرح الوطني في إنتاج مسرحية ”أجنحة نمُّولة” التي ألفها يوسف بعلوج، وتقوم نضال بالمعالجة الدرامية والإخراج.
وتدور القصة داخل رواق فني (متحف فني)، يزوره تلاميذ المدارس، فينتقل بهم المعلم ليروي لهم قصّة النملة الصغيرة وأجنحتها، حيث يتلقى التلاميذ دروسهم في جو من الاجتهاد الممزوج بالمشاغبات الصادرة عن صرصور وزميله ذبذوب.
ويبدو صرصور دائما غير مهتم بالدروس، يتأخر عن الوقت المحدّد وينشغل باللّعب وغير مبال بالتعلم، إضافة إلى شجاراته الدائمة مع المعلمة وزملائه المجتهدين. تُبدي نمّولة اهتماما شديدا بالتحصيل من أجل تحقيق حلمها في دراسة الطيران، لكن تقابله مشكلة عدم امتلاكه الأجنحة مثل فراشة وذبذوب... فتتسارع الأحداث؛ فهل تحقق نمولة حلمها أم لا؟
أما آخر إنتاج فيتعلق بنوع آخر من المسرح خارج العلبة الإيطالية، إذ سيخرج ربيع قشي مسرحية جحا (عرض مسرح الشارع، حيث سيتم ذلك في شكل ورشة للتكوين، يتمّ إعداد عرض مسرحي في الشارع حول شخصية جحا، تلك الشخصية الطريفة المليئة بالنوادر والأخبار التي كانت تصدر عنه، من هنا سيكون بناء الشخصية من خلال المشكلات التي ستواجهه حسب الموقف، فيقوم بحلها بذكاءٍ مبطّن بغباء خارجي، يتجسد في أسلوب أدائه وطريقة توظيفه حضور الشارع من المتفرجين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق