مجلة الفنون المسرحية
صدور طبعة جديدة للمونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) تأليف عادل البطوسي
أصدر الشاعر والمؤلف المسرحي عادل البطوسي طبعة جديدة من المونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) وتزيِّن الغلاف والصفحات الداخلية صور الفنانة المسرحية التونسية (أميرة بن نصر) وتتصدرها ست مقدمات للمبدعين والمبدعات (ـ أ.د. صلاح جرَّار ـ وزير الثقافة بالأردن سابقا ـ أ.د. صوفيا أحمد عباس ـ رئيس قسم المسرح ـ جامعة الإسكندرية ـ أ.د. فاضل الجاف ـ المخرج العراقي والمدرب المسرحي العالمي ـ أ.د. صبحة علقم ـ الأستاذ بجامعة الزيتونة ـ عمان ـ الأردن ـ أ.د. سحر محمود عيسى ـ الأستاذ بجامعة تبوك ـ السعودية ـ الفنانة القديرة أ. شادية زيتون ـ نقيب الفنانين المحترفين ـ بيروت ـ لبنان) وجميع المقدمات تم نشرها بالصحف والمجلات (المسرح المصرية ـ أفكار الأردنية ـ مجلة اللغة العربية جامعة الأزهرـ مصرـ عدة مواقع إلكترونية) وهذه المونودراما واقع الأمر تبدأ من حيث إنتهت مسرحيته الشعرية (صرخة الموت) التي فازت بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي للكبار التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالشارقة عام 2013م والتي صرح البطوسي في حوار معه أنه واجه فيها إشكالية العنوان كالمعتاد في كل نصوصه المسرحية الشعرية فمن (الراعي) إلى (مرعى الغزلان) وغيرهما من العناوين حتى إستقر على (صرخة الموت) أما (كشتن) فهو العنوان الذي إستقر عليه لنصه قبل كتابته لأن المونودراما قائمة عليها كشخصية واحده حيث تقتحم (مملكة الموتى) وهي تنوح كمدا على تابوت شقيقها، وتسعى لجلب نبات البعث من الآلهة ليبعث شقيقها الذي ضحت به (إينانا) معشوقته أو (عشتار) وعندما لم تعطها الآلهة عشبة البعث تثور عليهم وتقتحم معبدهم أو مجمعهم بسيفها وهي تصرخ وتعدد مساوئهم ورزائلهم وأوزارهم عبر نص مونودرامي مكتمل الأدوات والعناصر، لأنه مثلما أبدع (البطوسي) في النصّ الشعري أبدع في النصّ المسرحي، وفي هذا النص المونودرامي الشعري يقتحم عالم الأسطورة بكل خيالها وعوالمها الميتافيزيقية في مقابل الإرادة الإنسانية بكل حقيقتها ووضوحها، ينفض عن الإنسانية ثوب الإستسلام والخضوع ويلبسها رداء القوة والثبات والتحكم مستخدما تقنية سليمة في الكتابة المسرحية الناصعة تتبدى في دقة وصف الملامح والانفعالات والحركة والسلوك بتمكن كاتب عالم ببواطن خطط الكتابة المسرحية، كما يحسب له إدراكه أهمية السينوغرافيا في كتابة النص المونودرامي، بجعل عناصرها معادِلاً تعبيرياً ومؤثراً في الحدث الدرامي عبر لغة شعرية مشحونة وموحية تمنح ممثلة الدور آفاقا رحبة .. وشخصية درامية نسائية متعددة الأصوات مرسومة بدقة وبسمات واضحة .. كل ذلك في فضاء مسرحي مزدان بالمعاني والدلالات، كان "البطوسي" خلاله على دراية ووعي، كافيين بأدوات "المونودراما" المتداخلة التي تسبح في فضاء الذات والآخر، وتلعب على أوتار نفسية عدة تنضم في النهاية إلى نغم واحد، لا تشذ عنه، ولأنه كاتب يمتلك أدواته ويحلق بها في فضاء شاسع انتقى عالم الأسطورة كي يدلف بنا إلى أعماق عالمنا المؤلم في لغة سلسة غير معقدة وأداء مسرحي جذاب وتميز في الكتابة تميز وتفرد به في كل نصوص مشروعه المونودرامي الشعري الهادف لتحديث الإطار المونودرامي وتطبيقاته النصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق