مجلة الفنون المسرحية
محمد سمير طحان - سانا
يتابع العرض المسرحي “كيميا” إعداد وإخراج الدكتور عجاج سليم عروضه على خشبة مسرح الحمراء بعد أن قدم ثلاثة عروض على خشبة قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون الأسبوع الماضي ضمن الفعاليات الثقافية المرافقة لمعرض دمشق الدولي.
العرض الذي أنتجه المسرح القومي مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة يحتفي بالحب بعيدا عن أجواء الحرب التي اعتادت النتاجات المسرحية السورية تقديمها خلال السنوات الأخيرة من خلال قصة فيها من الخيال ما ينقل المشاهد لعوالم خاصة وتطرح عدة أسئلة عن طبيعة العلاقات بين الجنسين.
النص الأصلي الذي كتبه الروسي الكسندر اوبرازتسوف اعتمد فرضية القدر عبر جمع فتاة في يوم زفافها مع شاب متزوج كان في طريقه لإحضار احتياجات منزله من خلال وقوعهما ضمن مجال مغناطيسي واحد يشدهما إلى بعضهما دون أن يكون لهما يد في ذلك ما يفرض واقعا جديدا عليهما وعلى أسرتيهما ليقعا مع الوقت في حب بعضهما البعض ويقرران الارتباط.
واختار المخرج سليم أن يمهد للدخول في بنية العرض الدرامية من خلال أشعار محمود درويش على لسانه مع ظهور صورته ليستمر وجود أشعاره طيلة فترة العرض على لسان شخصية المتشرد في محاولة لإعطاء المشهدية بعدا وجدانيا يعزلها عن محاكمات العقل والمنطق مع إدارة جيدة لأداء الممثلين المنتمين لعدة أجيال ما خلق حالة تناغم بينهم عوضت تفاوت مستوى الخبرات التي يمتلكونها.
وجاء الديكور والأزياء لياسمين أبو فخر مختزلين وبسيطين لخلق أجواء متقشفة لصالح أداء الممثل وحضوره مع إضاءة وتقنيات بسام حميدي التي عكست الحالات الوجدانية الداخلية للأبطال مترافقة مع مشاهد غرافيك صممها أحمد الأسعد لتتكامل الصورة السينوغرافية مع موسيقا محمد عزاوي المستمرة والمتنقلة من حالة لأخرى مع حضور جلي للمؤثرات الصوتية التي تناوبت مع الموسيقا في الحضور مع وجود رقصات لخيال رجل وامرأة في عمق الخشبة أداهما كل من إنانا حسين وجمال تركماني فأكملت المشهدية العامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق