مجلة الفنون المسرحية
عواد علي :
عرض مايم خيال الظل على "مسرح ميامي" في القاهرة، يومي الأحد والاثنين 15 و 16 سبتمبر 2019 من تأليف وإخراج أحمد محمد عبد الأمير، ومن انتاج الفرقة الوطنية للتمثيل .
وقد وظف فيه المخرج البرمجيات والأدوات الرقمية لخلق فضاء افتراضي موازٍ للواقع داخل العرض.
يُقدم العرض على لسان ظل يعيش الاغتراب، هارباً من المدن الغريبة، في رحلة افتراضية تبدأ من النشأة الأولى لظل الشخصية، ورحلتها في عالم المثل، ومن ثم ارتكابها الخطيئة الأولى ونزولها إلى العالم الأرضي، وصراعها مع الشخصية الأرضية التي تمثّل الواقع لتمنعه من تحقيق حلمه في الاستقرار.
دتور فكرة العرض حول جدلية الوجود والعدم ، تمثل فيه شخصية السندباد السفير المادي والروحي للإنسانية المعذبة التي تبحث عن الاستقرار والامان الروحي.. رحلة افتراضية تبدأ من النشأة الاولى لظل الشخصية ورحلتها في عالم المثل ومن ثم ارتكابها الخطيئة الأولى ،ونزولها إلى العالم الأرضي وصراعها مع الشخصية الأرضية التي تمثل الواقع لتمنعه من تحقيق حلمه في الاستقرار، والامان، والسلام، حتى في حلم العودة ، كما تكشف التجربة الظلية جزءً من الواقع العراقي ليمثل الواقع العالمي .إنها حكاية يرويها ظل يعيش الاغتراب، رحلة يمتد عمقها نحو جذور روح تبحث عن مستقر لها، هاربا من المدن الغريبة ، ظل لمْ يتعَبْ من السفر..
السندباد ليس سندباد ألف ليلة وليلة، إنه ظل يمثلنا جميعا، يكشف حجم مأساتنا وحيرتنا واحلامنا التي لا تتحقق.
في عرض (السندباد) لا نرى (علي بابا) ولا (ياسمين) الطائرة المسحورة اللطيفة، بل نرى ظلالنا ترحل وتتجول باحثة عن وجودها، رحلة افتراضية يحاول كادر العرض تجسيدها لعلنا نصل الى الحلم المنشود بين طرقات الخوف والموت، يضيع فيها العمر هباء كل منا سندباد، يحمل حكايته ليرويها، انها حكايات الظل، حكايات الحقيقة .. تجربة تنحو منحى خارج السياق المألوف في فنون الظل المعروفة من قبل المتلقي من حيث الفكرة من جانب والاسلوب التقني من جانب آخر.
يستخدم العرض التقنية الرقمية والمونتاجية السينمائية، كما يسعى الى الاقتصار على وجود ظل واحد كراو ومؤد وحيد في العرض (مونو مايم خيال الظل)، وهذا جديد في مجال تجارب فنون الظل، هو ما يحسب الى هذه التجربة الادائية وفرادتها في التقديم، والتي تعتمد ظلال الاشياء والاجسام المشكلة للفضاء وبيئة العرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق