تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

كاتب ياسين المتمرد

مجلة الفنون المسرحية\


كاتب ياسين المتمرد

        علاوة وهبي

كاتب ياسين(١٩٢٩. ١٩٨٩)  ثلاثون سنة مرت علي رحيله وتسعون سنة علي ميلاده ولد بالشرق الجزائري اذ يختلف الذين كتبوا عنه في اسم المكان الذي ولد فيه لكن لا يختلفون في كون اصول عائلته من مدينة سوق اهراس وانه من قبيلة كبلوت وقد اكد هو نفسه ذلك وانه كبلوتي
ياسين نفسه لم يحدد المدينة التي ولد فيها وترك الامر في غموضه مثل غموض مسيرته في بعض جوانبها .درس في المدارس الجزاىرية ولان الاب كان يشتغل في مجال القضاء فقد عرف التنقل بين المحاكم في مدن مختلفة لذلك كانت دراية ياسين في مدارس مختلفة .لكن تعليمه الثانوي كان في مدينة سطيف وفيها حضر مظاهرات الثمن ماي ١٩٤٥ ومعها استيقظ وعيه الوطني فكان اول ما كتب كتيب صغير عن الامير عبد القادر ومقاومته للاستعمار الفرنسي وهو في الاصل محاضرة قدمهاةفي فرنسا ثم طبعت في كتيب .كاتب ياسين اشتغل كذلك في الاعلام المكتوب وبالضبط في جريدة الجزائر الجمهورية  جريدة اليسار او الحزب الشيوعي الجزائري وكانت تصدر باللغة الفرنسية .هاجر الي فرنسا وفيها تفتقت اكثر موهبته في الكتابة فاصدر اول ديوان شعري له بعنوان مناجاة ثم بدا بكتابة الرواية.

اننا في الغالب عندما نتحدث عن كاتب ياسين نتحدث عنه روائيا دون ذلك فهو قد سجن نفسه منذ روايته الاولي في الرواية وفي رواية نجمة رائعته الخالدة اذ لا يكاد الكثير يذكر من اعماله الا هذه الرواية رغم انه له رواية اخري لا تقل عن نجمة وهي المضلع ذي النجوم .والذين يذكرون ياسين في احاديثهم قد يظيفون انه شاعر.
لكن كاتب ياسين كتب للمسرح اكثر مما كتب في الرواية وحتي في الشعر فاعماله المسرحية تفوق عدد العماله الروائية والشعرية ولقد قدم له المسرح اعمال كثيرة.انما حتي الذين يذكرون كاتب ياسين في المسرح في الغالب لا يتعدي ذكرهم الجثة المطوقة ومحمد خذ حقيبتك وهي المسرحية التي اثارت ضجة يوم عرضها وجلبت له الكثير من المشاكل خاصة مع التيار الديني العروبي بحيث تم اصدار فتوي بكفره اولا وثانيا بمعاداته العروبة ورأي الكثيبرون ان المقصود بمحمد هم العرب وانه يقصد بخذ حقيبتك طردهم من الجزائر وقد تم تلفيق الكثير من التهم له الي حد وصل بالشيخ محمد الغزالي الذي كان يدرس في جامعة الامير عبد القادر للعلوم الاسلامية اصدار فتوي عندما توفي كاتب ياسين بعدم جواز دفنه في الجزائر وقد تبناها الكثيرون من التيار الديني.
كل ذلك عن جهل بوطنية ياسين وغيرته علي وطنه والدفاع عنه ونسي الكثيرون مسرحياته الاخري الجثة المطوقة التي قدمها المسرح الوطني سنة١٩٦٨ باخراج مصطفي كاتب ابن عمه  ولعب فيها نجوم المسرح الوطني امثال سيد احمد اقومي وامحمد بن قطاف ووهيبة  ويدسيد علي كويرات وغيرهم وهي عمل تراجيدي يتحدث عن الجزائر ومقاوتها للاحتلال الفرنسي وقد منعت فرنسا عرضها في مسارحها .كذلك نصه الاخر الاجداد يزدادون ضرواة وهي  تنويعة اخري من الجثة المطوقة وفي حديث صريح عن الابطال الخمسة الذين تم تحويل طائرتهم وفيها اشارة واضحة وصريحة للجهة التي ابلغت عنهم كذلك نصه مسحوق الذكاء وفيه يعتمد ياسين علي نوادر جحا ليخلق منها نصا يتحدث عن استبداد السلطتان الدينية والسياسية.
كات ياسين الذي كان الي حد هذه الثلاثية والتي صدرت في كتاب واحد ينهل من روايته نجمة اذ كل هذه الاعمال لم تخرج في مضمونها عما هو في رواية نجمة  بحيث يبدو وكانه لم يكتب الا نجمة  وبقي سجينا في مضمونها .
كاتب ياسين الذي اثار كما سبقت الاشارة زوبعة بمسرحية محمد خذ حقيبتك والتي هي من نوع المسرح الشامل يتحدث فيها في الحقيقة عن المهاجرين الجزائريين في فرنسا وتناسي الذين راوا فيها معاداة ياسين للعروبة ان اسم محمد هو الاسم الذي ينادي به الفرنسيون كل جزائري
في هذه المسرحية يبدا ياسين بالتحرر شئ ما من سجنه في رواية نجمة وينطلق بعدها في كتابة نصوص تحررت تماما من  نجمة والجثة المطوقة وخاصة منها الرجل ذو النعل المطاطي والتي خص بها الثورة الفياتنامية وبطلها هوشي منه وقد قدمها المسرح الوطني سنة ١٩٧٢ باخراج مصطفي كاتب وسينةغرافياوالشافعي واداء كوكبة مز نجوم المسرح الوطني منهم الحاج عمر ومحمد بلمقدم وسيساني وعلال المحب والعربي زكال وسيد احمد اقومي وغيرهم.
عرف كاتب ياسين بانه الكاتب المتمرد والمشاغب والمناوئ للسلطة.
في السبعينيات يعود ياسين الي الجزائر بعد وساطة اصدقاء  بدعوة من وزير العمل معزوزي  والتحق بفرقة مسرح البحر التي كان وزير العمل قد تبناها تحضيرا لتولي كاتب ادارتها .ثم عين علي راس مسرح سيدي بلعباس عند انشائه سنة١٩٧٣ ومع مسرح سيدي بلعباس بديتخذ ياسيز قراره بالتخلي عن الكتابة باللغة الفرنسية والتوجه الي الكتابة باللهجة الشعبية لغة الشعب اليومية
ومع مسرح سيدي بلعباس يكتب ياسين وينتج الكثير من نصوصه المسرحية يمكننا ان نذكر منها .
فلسطين المخدوعة سنة ١٩٧٨ سينوغرافيا جماعية واخراج حماعي
سلطان الغرب كذلك سنة ١٩٧٨ وهي الاخري عمل جماعي اخراجا وسينوغرافيا
مسحوق الذكاء  من اخراج حسن عسوس وايت مولود ووضع سينوغرافيتها زروقي
الي جانب اعمال اخري كثيرة مثل حرب الالفين سنة .وصوت النساء .من كل الذي تقدم ومن النصوص القليلة التي ذكرناه يمكن القول ان كاتب ياسين كاتب مسرحي له فيه اعمال اكثر مما له في الرواية والشعر  كذلك يمكن القول انه وجد نفسه واسلوبه في الكتابة بالعامية التي امن بها وبانها اللغة التي يفهمها الشعب واللغة التي تجعله اقرب الي الشعب من اللغات الاخري وانها اللغة الوحيدة في رايه القادرة علي ايصال افكاره للشعب.
خلاصة القول ان كاتب ياسين كاتب مسرح قدم فيها اكثر مما قدم في بقية انواع الكتابة الاخري.
كاتب كان له اسلوبه الخاص ورايته الخاصة للمسرح وفي المسرح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق