تصنيفات مسرحية

الاثنين، 20 يناير 2020

البعوش.. يا فطموش

مجلة الفنون المسرحية 

المسرحي عمر فطموش



البعوش.. يا فطموش

    علاوة وهبي

يعتبر الصديق المسرحي عمر فطموش من اعمدة مسرح الهواة
قبل الاحتراف .بقول ان عشقه للمسرح بدأ عندما شاهد لاول مرة وهو صغير عرض لاحد اعمال الشهيد المسرحي عبد القادر علولة .سنوات النضال .والمسرح النضالي في الجزائر في سبعينيات القرن الماضي وايام المد والعطاء مع ما كان يسمي الثورات الثلاثة  الثورة الثقافية. الثورة الصناعية . الثورة الزراعية .وهي الثورات الثلاثة التي ارتكز عليه حكم هواري بومدين رحمه الله وهي الثورات التي عرفت تجند الشباب والطلبة حولها وخاصة الثورة الزراعية التي كان الشباب والطلبة ينظمون حملات تطوعية في العطل من اجل زرع مبادئها وتقريب مفهومها من الفلاحين في الارياف.
بعد ان شاهد عرض عمل علولة .قرر الدخول الي هذا العالم العجيب الذي اعجبه فقام مع مجموعة من اقرانه بتأسيس اول فرقة مسرحية في مدينته برج منايل  بمنطقة القبائل.وانطلق في العمل معها .ومن لا يذكر تعاونية برج منايل للمسرح ومنشطها وكاتبها ومخرجها كذلك عمر فطموش
وبدات شهرة عمر تنتشر بين اصدقاء المسرح وعشاقه ومماريسه وخاصة في مهرجان مستغانم لمسرح الهواة وذلك من خلال تدخلاته في المناقشات التي كانت تعقب كل عرض من عروض المهرجان .
ولان عمر مثقف وقارئ ممتاز كانت تدخلاته تبهر اصدقائه.بمنطقيتها  وبما تحمله لهم من اراء في مختلف جوانب العرض المسرحي من كتابة واخراج وحتي السينوغرافيا والانارة اذ كان ملما بمختلف هذه الجوانب التي هي من اساسيات العرض ومن الادوات التي علي ممارس الاخراج ان يكون عارفا بها. عمر اقتحم مجال الاخراج واثبت انه متمكن من ذلك  واكده من خلال عدد من النصوص التي اخرجها لفرقته في برج منايل.واكد كذلك انه كاتب نصوص بما قدمه من نصوص هو كاتبها .واكد انه قارئ جيد  ودراماتورج قدير من خلال ما قام بتكييفه من نصوص عالمية وقدمها سواء مع فرقته او في مسارح  الدولة. ولقد كان تكييفه لنص ابسن عدو الشعب الصدي الكبير عندما قدمه مسرح باتنة الجهوي باخراج الشهيد الراحل عز الدين مجوبي .سنوات الدم في الجزائر واختار له عنوانا هو .عالم البعوش .واذكر  وكنت يومها ما ازال اشتغل في جريدة النصر اننا انتقلنا من قسنطينة الي باتنة خصيصا لمشاهدة العرض رغم كل الاخطار التي كان يمكن ان نتعرض لها  وان ندفع حياتنا ثمنا لذلك واذكر انني وبعد العودة خصصت صفحتين من الجريدة للحديث عن عالم البعوش .وقد شارك به مسرح باتنة بعدها في ايام قرطاج للمسرح وحصد بها جائزة احسن اداء رجالي لصالح الممثل جمال طيار. مسار عمر فطموش تواصل مع تعاونيته ومع مسارح الدولة  وهناك الكثير من الاعمال التي يذكرها له التاريخ ويذكرها عشاق المسرح كذلك مثل حزام الغولة اخراج الراحل عبد المالك بوقرموح في الثمانينيات وكانت من الجراة في  تلك الرحلة نظرا للموضوع الذي تطرقت له والذي يطرح لاول مرة  في عمل مسرحي في الجزائر ومن لا يذكر له عويشة والحراز انتاج مسرح باتنة كذلك .واعمال اخري كثيرة انتجها مع مسرح بجاية الجهوي الذي تولي ادارته  مثل النهر المحول عن رواية الراحل رشيد ميموني اخراج حميدة ايت الحاج وحصد بها جائزة العرض المتكامل في مهرجان المسرح المحترف سنة ٢٠٠٧ .ومن لا يذكر له احترافيته في التسيير وهو يتولي محافظة مهرجان المسرح الدولي الذي تحتضن بجاية فعالياته .وكذا الكثير من الاعمال التي تولي اخراجها طيلة مساره المسرحي قبل ان يتقاعد. اقصد التقاعد الاداري لان عمر لم يتقاعد مسرحيا  وقد اخرج وكييف اعمال كثيرة بعد تقاعده  الاداري وما زال يواصل العطاء بروح الشباب.
وقد حدثني ذات سنة ونحن في تيزي وزو في اطار لجنة قراءة للنصوص بمسرح تيزي وزو انه يحلم بان يحول المسرح الذي تملكه تعاونيته المسرحية ببرج  منايل الي مدرسة لتكويل الشباب مسرحيا .انه حلم جميل وكبير.نامل ان يتمكن الصديق عمر من تحقيقه ليدحر البعوش ويبعده عن عالم المسرح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق