تصنيفات مسرحية

السبت، 28 مارس 2020

مسرحية نرغب في عبور الجسر " الضفة الأخرى " تأليف قاسم ماضي

مجلة الفنون المسرحية 


 المسرحية بطلتها شخصية واحدة ،وهي متظاهرة  ، ومسعفة  تسهم مع اخواتها واخوانها في التظاهر والمطالبة بحقوق شعبها ،  لا يتجاوز عمرها الثلاثين سنة ، وهي تتظاهر في  ساحة الخلاني  ، أو ساحة التحرير، أوساحة الوثبة " أو في بقية المحافظات . مرتدية الزي  الخاص بالممرضات وتحمل بين يديها أدوات الإسعافات الأولية .
اصوات من كل الجهات ، يرافقها اصوات إطلاق رصاص حي ، مع ضجيج صاخب ممزوج بأصوات تخرج من مكبرات الصوت ، وهي ترتدي الصدرية البيضاء و تضع كمامة على أنفها أو في مقدمة الوجه  وبعض ألادوية تحملها في يدها اليسرى أو اليمنى " وهي تجيء ذهابا وإيابا ً من داخل المسرح وخارجه ، وتستمر بحركتها  ، ويبدو عليها التعب واضحاً من خلال " الوجه " والملابس التي ترتديها .
الشابة  :  بهمس وهي في مقدمة المسرح ، وتبدو منهكة 
         أخيرا بوسعي أن أخلع حذائي  " وهي تتأوه كثيرا من شدة التعب 
         البوت الثقيل الموحل  " تجلس  على خشبة المسرح محاولة إنتزاعهما بطريقة صعبة 
          تتأفف " وهي مستاءة جدا من هذه الرائحة التي تحيط بها وكأنها تريد أن تعّبر عن لحظات ازدراء 
الشابة  : أوف يالها من حياة  متعبة ومملة أين  المفر ، أصبح كل شيئ مقرفاً هذه الأيام "
             " بطريقة مرتبكة وهي تنظر إلى اليمن والشمال "  ومع تصاعد أصوات من كل مكان .
  الشابة : بنطالي البالي المتسخ ،"بتعب " وقميصي أزرق اللون الذي يلمع بما عليه من تراب امتزج    بالعرق والرائحة الكريهة 
     " صوت رصاص من كل مكان "
 الشابة :بصوت فيه توسل وكأنها تحاكي أحدا ً أو الجمهور 
أخيرا ً هل  بوسعي أن أغتسل وأرتدي ملابس أخرى مثل باقي البشر 
" وهي تتقدم إلى الأمام " وكأنها تبحث عن شيئ  فقدته بين المتظاهرين 
 الشابة  : لقد بدأ ذلك منذ بداية التظاهر ، لكنه القدر الذي غالبا ً ما يمارس معنا ، الاعيب تفوق قدرتنا على التوقع . وهنا ممكن ان نطفأ الإضاءة ويظهر  
     على الحائط السايك حركة لمتظاهرين وهي مادة فلمية تنسجم مع روح  المشهد وهي تحاول الدوران 
 الشابة : نحن أيضا نرغب في عبور الجسر ، والذهاب إلى محطة الأمان هكذا يقولون ويرددون هذه الكلمات "
" بقوة وحسم "  توسلت إليهم الا يقبلوا بمخاطرة الذهاب للعبور إلى الجهة الأخرى . 
الشابة "بحركة سريعة على خشبة المسرح مع تصاعد الأصوات  ،وهي حائرة ومرتبكة "
   مخاطرة ،أجل مخاطرة ليست سهلة ، لأن العبور يكلف روحك، أجل روحك . "مستمرة "
 يعني أنت  تموت  ، تموت بالرصاص الحي ،  أو المطاط الثقيل ،  أو الغاز المسيل للدموع أو إطلاقات الصيد " وهي تصف المشهد "
الشابة : سيجعلنا نواجه خطرعدم العثور على هؤلاء الأوغاد ، ربما تركوا قلاعهم المحصنة " وتقصد المنطقة الخضراء  التي يسنكونها عنوة " 
 الشابة  : مما جعلني أشعر بقشعريرة تسري في جسدي كله " صوت موسيقى حزينة " و أصوات إطلاقات في الجو" 
  الشابة : ومع هذا يحدونا آمل بأننا سنعمل شيئا ً لهذا الوطن " آهات وتردد الوطن عدة مرات " وسوف ننطلق بأقصى سرعة ممكنة ، هيا أخوتي " تنادي مع إشارات توحي بالتواصل معهم " 
  الشابة : بصراحة لم يكن لدينا وقت للتفكير في النوم .
" وهي منفعلة وبصوت قوي " 
 أو تناول الطعام أو . أو . أو لم نكن نفكر سوى في إمكانية أن نحصل على خيول ، أو طائرات أوحتى مركبات فضائية للقضاء على هذه الفلول القادمة من خارج البلاد ، كي نصل إلى الضفة الأخرى . 
  " تقصد المنطقة الخضراء " ظلام " وهي تنتقل من مشهد إلى آخر 
  الشابة : في الليل كان الجو باردا للغاية ، ومع هذا لم يستبد بنا الإرهاق والخمول رغم تزايد أعداد الضحايا وقد أصبحت أرقاما مخيفة ، وكان الجميع على أهبة الأستعداد ، بإستثناء ومضات أمام عيني والتي تتكرر كثيرا الآن " أصوات وصياح  واطلاق رصاصات حية من كل اتجاه "
  الشابة  :  صداع شديد في رأسي ،  تكاد رأسي ينفجر ، " وهي تمسك برأسها "  تكررت الومضات أمام عيني أمس واليوم "
  " وهي تهرول في كل الجهات تريد أن تقول شيئا " مع أصوات اطلاقات ترافقها في ساحات التظاهر .
  الشابة : أسمع ، هناك غربان كثيرة  " وهي تدور على خشبة المسرح " 
  " تقصد المليشيات الملثمة  والقناصين غير معروفين  التي تقتل المتظاهرين " 
 الشابة : أجل غربان كثيرة برؤوس كبيرة تتبختر على الرصيف  ،انتبهوا أخوتي " 
  " وهنا تنفرد على جهة اليمين أواليسار وهي حالمة وتتحدث وكأنها غير موجودة تماما " 
  الشابة  : عندما استيقظت 
"وهي تحلم " في فضاء المسرح وكأنها تبحث عن شيء مفقود 
  الشابة : تأملت الشمس فبينما ينظر المرء هناك ، "عدة مرات " تكررها بطريقة فيها آمل 
 الشابة  : يجد الأنسان مكانا رائعا للجلوس 
  "وهي تسير ببطء" 
 الشابة : ومن حين لآخر من الممكن سماع " تضع يديها على أذنيها " وتردد " 
 الشابة : الوطن ! الوطن ، الوطن الذي ضيعته ثلة فاسدة ، سأغادر آفيون قلقي المدمر بسبب آدماني عليك .
  الشابة : تردد كلمة "
       الوطن " بحرقة عدة مرات وبطبقات مختلفة وهي حالمة "ومن الممكن أن يأخذ  المشهد رؤيا أخرى " 
وهي حالمة تردد " 
  الشابة : وها أنت تراني الآن ملتصقة بك حد الصدق  ، ومتى أراك وتحلّق النوارس حولك  
 "  ترافقها موسيقى حالمة "
" ثم تتحرك " لأداوي جروحي المغروسة في نياط قلبي الذي إرتبط نبضه بنبضك " وهي تقصد الوطن " مستمرة " منذ الطفولة وأنا أبحث عنك ، وأنني لم ألمس منك شيئاً لحد الآن .
  " وكأنها تفرش يديها كالطائر في السماء " 
 الشابة : الخيمة ." بصوت فيه حزن " 
 "تكررها " 
الشابة :الخيمة باردة ومعتمة نوعا ما ، الليلة الماضية نمت أجل نمت  
     " وهي تبتسم وكأنها طائر" تجول عينها وكانها تنوي افراغ أمعائها و تضع يدها على فمها "يتحول المشهد إلى صورة مختلفة تلطم تنفش شعرها تبلع ريقها وهي تردد "
   الشابة : صار وجهي مخيفا أليس كذلك ؟ والله أخاف أن أراه في المرآة  " تردد "
    " وهي تدور على خشبة المسرح "
  الشابة :  استغفر الله العظيم  " عدة مرات " من  بعدك ستكون جراحاتي ، لا أعرف ُ كيف ألملم جراحي ، أين نحن ال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق