تصنيفات مسرحية

الثلاثاء، 10 مارس 2020

مــــــســـــرحـــــيـــة اوركيسترا الرصاص ( اوركيسترا الوجع ) تأليف : عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب عدي المختار

مــــــســـــرحـــــيـــة اوركيسترا الرصاص
( اوركيسترا الوجع )  تأليف : عدي المختار
مسرحية ديودراما بفصل ومشهد واحد 


اهداء
الى ....شهيدة العراق اميه جباره الجبوري 
الى .... كل الامهات الثكلى
الى ...كل نساء الوجع والغياب 
الى .... الوجع المستدام في بلدي 

المنظر : سكة قطار متلاشيه وسط مقبرة 
الوقت : بعد منتصف الليل 
الاستهلال الصوتي : صمت لثوان ومن ثمه يعلوا صوت ريح يختلط مع اصوات الحشرات التي يعلو صفيرها في صمت الليل احياناً ومن ثم لثوان تعلوا اصوات اقدام تركض من بعيد وتقترب مع لهاث انفاس تتصاعد يرافقهما نباح كلاب وعواء ذئاب والاقدام تقترب شيئاً فشيئا حتى تدخل سيدة تحمل حقيبة سفر كبيرة وهي تركض وكأن احدهم يطاردها وصوت الكلاب يعلو اكثر حتى تختبيء خلف قبر وهي متعبة انهكها اللهاث, ترفع راسها تنظر من خلف القبر بخوف للمكان الذي دخلت له ومن ثم تعاود الاختباء حتى تلتفت وتسند ظهرها على القبر وهي تلتقط انفاسها ,لثوان تعاود نفس الاصوات اقدام تركض وصوت لهاث ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي , تراقب خلالها السيدة من خلف القبر المكان وهي ترتعد من الخوف .
يدخل رجل عسكري يحمل بندقية ويختفي وراء قبر وهو يصوب بندقيته نحو نفس المكان الذي دخل منه حتى تتلاشي الاصوات كلياً.
تقع حقيبة السيدة جانبا فتصدر صوتاً تصرخ خلالها السيدة وتضع راسها في صدرها والرجل يوجه سلاحه لها بذات الصرخة.


السيدة : ( تضع يديها على راسها الذي تضمه في صدرها خوفا ممن اكتشف وجودها ووجه البندقية لها وتصرخ وهي مغمضة العينين وتصوره للوهلة الاولى رجل وليس فتاة )لالالالالا.. أقسم عليك بأنين الامهات لا تقتلني (صمت)
الرجل : (يضحك بصوت مخنوق) ههههههههههه
السيدة : ( وهي على نفس الوضع ) لا تسخر من ضحاياك ..فسيلقون ربك بقلب مفجوع حال قتلك لهم ..
الرجل : (يضحك بصوت مخنوق) ههههههههههه
السيدة : ( وهي على نفس الوضع ) اضحك ..اضحك ...فللذة القتل نشوة بطعم الضحكات ..فضحك .
الرجل : افتحي عينيك .
السيدة : ( تفتح عينياها وتنهض بشكل سريع جدا) أنت !
الرجل : ( بحيوية ) نعم ...انا.انا من  يحمل كل حديد الكون وجعا على ذراعيه فيبيت في سواتر المكابرة ينتظر دوره في القتل كأي محارب روماني ...(يضحك بطريقة ساخرة) وانت ؟
السيدة : ( ترتبك) وانا ماذا ؟
الرجل: مالذي جاء بك هنا ببزة عسكرية ؟
السيدة : ( تصيح ) وهل الحرب للرجال فقط .
الرجل : ( يصيح ) للرجل بلا .
السيدة : ( بحزن وتهكم ) خدعونا من قبل ...
الرجل:خدعونا !
السيدة : نعم ...خدعونا حينما قالوا ان الحرب وقودها الرجال ( تصرخ) انما الحرب وقودها نياط قلوب الامهات وهن يزفن ارحامهن قرباناً لوطن ادمن الحروب ( تضحك بسخرية )   وحرارة دموع العاشقات اللواتي يتحسسن قبلات العاشقين ذكرى على وجنات الغياب ( بحزن  ) واجيال اجبرت على اليتم مبكراً...( تضحك بسخربة موجهة ) هههه ونساء تركن انوثتهن في محطات الغياب وراحن يمارسن ادوار خشنة ..( بحزم)  الحروب لا تدر الا الفجيعة .
الرجل: ( بقبول ) هي دنيا اليوم ..فيها الغالب والمغلوب 
السيدة : ( تقاطعها بصوت عال كرفض ) ومن الغالب والمغلوب ؟.. كلاهما خاسر... مامن غالب في هذه الدنيا الا بمن ظفر بقطع الرؤوس. ومامن مغلوب فيها الا بمن ودع كل شيء حتى احساسه بمعنى الوجود .
الرجل: ( بحزم) وان يكن ...علينا ان نمضي بماقدر لنا ان نكون ..( يستدرك بهمس ) قبل ان يحدث ماحدث ذات صباح..... 
السيدة : ومالذي حدث ليجبرنا ان نعتمر الخوذة ونلتحف النطاق ونسامر الرصاص كي لا يحصل مرة اخرى ؟
الرجل: ( بحزن مع نفسه ) دخلوا في دين الذبح افواجا .
السيدة : افواجا!
الرجل : ( يعتلي احد القبور ويضع يده على جبينه وكأنه يتابع شيء من بعيد ) عيد أضحى .....,قبور جماعية... والأضحية دفان قديم مصاب بشيزوفرينيا البعث 
السيدة : ( تتابع ايضا لكن من على سكة القطار ) زفة عرس.,طبول جنائزية ,تشق الطريق هلاهل في مزارع المفتي قابيل....,..( تطوف في المسرح بخوف ) وجوف الأرض خذلها الموتى .
الرجل : راحوا يحلقون بأجنحة الغدر بعيدا,والقبر نهر جماعي............
السيدة : ( تشير الى خلف الجمهور  ) جياع ....عربة من نار......,السماء تمطر أوراق ملونة مطرزة باللعنة ( تسقط من سماء المسرح ورق ملونه يحاولن جمعه ) تطارد الليل بلهاث الاقتفاء................
الرجل : أشباح تتراقص ألما على أرصفة الرحيل ....... 
السيدة : أشباح هارب....مخلوع .....مهزوم .....مكابر ...
الرجل : ( يرمي ماجمعه من ورق للسماء ) والبقية تأتي تباعا.



السيدة : ( تركض نحو مقدمة سكة القطار ) ساحات للهتاف( تطوف المسرح بحركة هتاف ) يكرم المرء فيها أو يهان. 
الرجل : ( يختبيء خلف القبر ) عيون تنصت..,آذان ترى.....
السيدة : ( تضحك بسخرية وحزن ) عيون الرئيس من زجاج  ..نظرات الفقراء من حجر..
الرجل : ( يشير الى عمق المسرح ) شاشات حمر...أصوات معلقين صفر....الأحداث تتسارع.
السيدة : ( تحتبيء خلف قبر ) الأنباء طوفان احمر ...كلما غفل أو غط الشعب في سبات......
الرجل : ( يقاطعها ويخرج بحركة عسكرية ) الليل غنى  ( لاحت..رؤوس ألحرابي.....تلمع بين الروابي).
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية تختبيء السيدة خلف قبر خائفة و الرجل يختبيء وراء قبر ويقاتل ببندقيته )
السيدة : ( تصرخ ) لالالالالالالالا ( والرصاص مستمر ومن م تصيح بلهجة شعبية ) كافي ..كافي ..ماشبعتوا من الدم ..كافييييييييييييي ياناس مو والله تعبنه .

الرجل : ( وهو يقاتل ) لم يتبقى من القطار الا هذه المحطة ولابد ان نواصل العشق كي لا يستبيحوا ماتبقى منه .
السيدة : مالذي يريدوه ؟...( بلهجة شعبية تصيح عليهم ) ماكفتهم هالكبور .
الرجل : ( وهو يقاتل ) هم يريدوا كل شيء ..فهل تقبلي ان يكون كل شيء في طاعة من لا يرون الاسلام الا قتل واستباحة؟ .
السيدة : ( من خلف القبور بخوف ) اذن هو دين لا يعرف العروج للسماء ؟
( صمت يعم المكان وتسند الفتاة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
الرجل: ( بصوت مخنوق من اللهاث ) هل تقبلي ان تكوني جارية مستباحة الثغور عند امير لا يفتي ابدا بزرع وردة .. بل كل فتاويه قطع للرؤوس وتنديس الارحام بالمشوهين.
السيدة : ( بضجر) وانا من جئت هاربة من مظالم دنيا لم تفرق مابين فجيعة ووجع .
الرجل : العمر ياسيدتي ماهو الا حرب كبيرة نكابد فيها ظلم الاخرين ونقاتل فيها هواجس القضاء والقدر ..لكن الله شاء.
السيدة : ( بقبول وحزن ) .. لا احد يعرف هذه الحروب سواي ..عشتها منذ صباي ولازلت اعيش معها صراع كر وفر , واتذوقها كأي موسيقى هارموني في اوركيسترا الوجع .

الرجل:(يرفع بندقيته ويحاول تغيير الموضوع ) اهه ...اهه...مالذي جاء بك الى هنا ؟؟..
السيدة : ( ترتبك) ها ....انا ...انا جئت هاربة من ... هدني القضاء والقدر واخذ مأخذهه مني ..تخلى عني الجميع دون استثناء ...وبت كالمزهرية التي خنقت انفاس المارة ازهارها التي ذبلت وماتت وتحولت الى انتيكة يسر الناظرين شكلها دون ان يبصروا حزن خواءها على من ذبلوا قبل الاوان ... فهمت في الفلوات بحثا عن صمت اعيش به ماتبقى من عمري .
الرجل : تحملين حقيبة! ( يضحك بسخرية حزينة ) هذا القطار لا يفضي الى المحطات ....غير التلاشي في صمت الغياب الابدي .
السيدة : ( تحتضن حقيبتها بخوف وتترجل حزنا ) هي صرة مواجعي ...فيها اختصر سنين ذبلت من الا نتظار ..وبها بقايا ذكريات لازالت مرارتها تفترس هواجسي وتنهش صمتي كلما اقتطعت ثوان للراحة ..
الرجل : لا يعرف قيمة الذكريات الا المسكونون بالسواتر .
السيدة : وهل للذكريات من قيمة غير اعتصار القلب والكثير من الوجع المؤجل.
الرجل : على سواتر الحرب تكون حتى هذه الذكريات التي تتحدثين عنها شيء من الراحة يقتطعونها من وقت الرصاص كي يستذكر اوجاع ذكرياتهم ويبروزونها بابتسامات لا رجوع فيها احياناً( يحاول الاقتراب من الحقيبة فتبادر السيدة بالرفض حركيا)


السيدة : دع وجعي يستتر في تابوت سفره نحو التلاشي ,لا تفرع ذلك الوجع فبياضه نصالُ من احزان متوالية .
الرجل : عمرك يشير الى انك عشت زمناً ذهبياً قبل ان يقتحم المدينة الجراد ؟
السيدة : ( تضحك بوجع ) اي عمرُ ذهبي وانا لا اعرف في قاموس هذه المسماة دنيا كلمة الحب والفرح والطمأنينة ,وماعمري الا ركض بركض خلف سراب اسمه الحب والفرح .
 ( تخطف منه الحقيبة وسط صرعهما عليها حتى تفتح الحقيبة فيسقط مافيها )
السيدة : ( تجلس عند حاجياتها وهي تبكي ) لا ...لا ..قلت لك لا تنكأ الجرح ..فما انا الا جروح تعاقبت عليها سياط الحزن فاحلتني لهوس مجنون اقتفي اثر الدمع والانين علني بالبكاء والانين استريح .
( يتنقلن من قبر الى قبر )
الرجل : ولم كل هذا الانكسار .. ضحي .
السيدة : ضحيت بالحب الذي لم اهنأ به 
الرجل : ناضلي
السيدة : ناضلت بعمري الذي بدأته بالاحزان  
الرجل : جاهدي 
السيدة : جاهدت بوجعي في خذلان الجميع لي  
الرجل : قاومي
السيدة : قاومت بحزني على ولدي 
الرجل: اذن موتي 
السيدة : متُ مذ داهمني الحزن وانا لازلت زهرة تفتح ذراعيها تواً للشمس وندى الربيع ...فمن مثلي عاشت الدنيا فيها بكل احزانها وتعاستها وشقاءها ولازالت تقف ها هنا تتنفس ماتبقى من افقها الممتد راضية مرضيه ؟.
الرجل: ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههه.
السيدة : وهل في حزن شيء للضحك ؟
الرجل :  هي ذاتها تماما ...فكل اوجاعنا تشبه بعضها .
السيدة : ( تضحك بتهكم ) اوجاعنا تتشابه ؟!...هل عشت وطناً من الالالم ,وعمراً من الاهات ,وصمتاً من آه .
الرجل : كل ذلك عشته بشجاعة الفرسان ولازلت .
السيدة : هل تاهت خطاك مابين شباب داهمته رجولة مبكرة احرقت اخضر العمر ويابس السنين ,وقلب يكابد ظمأ الحب وحديث العشاق ولحظة العاشقين ,وامومة لم تكتمل بعد , اجهضتها مخالب موتُ اصفر بقي ينهش فيها حتى احالها لشاهدة قبر وصورة تُتلى عليها الايات وتغسلها الدموع التي لا تريد ان تنشف.
الرجل: اوجاعنا ياسيدتي هي محض اختبارات ..يختبر فينا الزمن قدرتنا على الولادة اكثر رغم توالي الحزن ,فهل جربتي ان تكوني زوجة مثالية تجاهد في زوجها جهاد الحياة الامنة المطمئنة ؟.
السيدة : ( تضحك بوجع ) جربت وانا لم اكمل احلام سنينيه العشرين ...ولم اجني من ذلك الا حفنة ذكريات ادمنت على غرس خنجرها في صدري كلما تناها الى مسامي قصة من هنا وهناك عن زوج يحب زوجته او زوجة ( بلهجة شعبية دارجه ) تدلع على زوجها .
الرجل : وانا مثلك ..لم اكمل سنينيه العشرين ووضعوا في عنقي قلادة الانتماء ..وبمعصمي خاتم من فضة بدعوى انها سنة الحياة ...بارادتي قبلت كل ذلك فالحب دنيا من الطمأنينة و....
السيدة : ( تقاطعها ) واحيانا دنيا الخوف الذي يضرب اطنابه في كل تفاصيل حياتك ..الكلام ..الابتسامة ..وحتى الهمس وفتح الباب يجتاحها الحيطة والحذر ( تستدرك ) اش...اش ...لا يسمعك ويهيل عليه اطنان من الاسئلة ( تستحضر الماضي وهي تمثل اجابتها على استجواب زوجها لها وتمثل الفتاة بحركاتها الزوج ...السيدة بخوف ترجع الى الوراء )و...و...الله ..والله لم اكن اتحدث مع رجل ...والله ...( بلهجة شعبية ) صدكني ماكو احد ..لم لا تحاول ان تثق بي يوما ...اعرف ..اعرف انها لا تعني عدم ثقة اعرف انها الغيرة العمياء ..لكنك تعرف ان مشاعري فطمت عليك .انت الرجل الاول الذي دخل انوثتي فاتحاً وملكت كل شيء..ارجوك ...ارمي ..ارمي كل وساوسك خلف حبك لي ..ودعنا نعيش حياة مثالية ليس فيها حذر حتى من الجدران ..( بحزن) فحتى جدران البيت طوعتها انت لبوليسيتك فراحت تتجسس على انفاسي ..نعم ...نعم بوليسيتك ( يمسك الرجل السيدة ) التي باتت تضيق عليه الخناق ( يحاول الرجل خنق السيدة ) ..اكثر ...اكثر ...اكثر ...( بصوت عال وهي تنفك منه ) فتخنقني.....( تلتقط انفاسها ) واكثر مايؤلمني ..لا ...لا ..ليس الحب الذي لم أهنأ به معك لفرط غيرتك التي اشعلت حتى الفراش نارا من عراك ..بل ..مايؤلمني ان ينتهي كل شيء ويعيش ولدنا بلا منطقة وسطى بيننا لنحضنه عن قرب بذراعينا ..( يتصارعان على الحقيبة) لا لن اعطيك ولدي فانا احق به ...لا...لن ادعه يعيش بعيدا عني او تربيه ام غيري ...لن افارق انفاسه في صدري مادام فيه عرق ينبض ..ارجوك ..لا تاخذه ..ارجوك ...( تصيح بصوت عال جدا) خذ اي شيء واتركه لي ...( ياخذ الرجل الحقيبة ويتوقف الصراع صمت ) نعم ..خذ كل شيء واتركه لي .
الرجل: ( يضحك بصوت عال) هههههههه ...واخذ كل شيء ؟
السيدة : لم يبقي لي سوى ولدي كي اكمل في انفاسه ماتبقى من العمر ...على الرغم ...من ان الطريق كان مازال طوووووووووويل, الا اني كنت قد صممت على مواصلة لطريق وحدي الا من ولدي معي ( تخرج صورة من الحقيبة مبروزه عليها شريط اسود وتعلقها ) .
الرجل : نهاية هذا الذي عشتيه يحيل من كانوا فيه الى غرباء خارج وطن صنعوه بايديهم .
السيدة : الاوطان لا تصنع ....الاوطان تولد بمحبة ساكنيها ,لذا لم يكن وطناً من راحة بل كان سجناً من حذر وغيرة .
الرجل: ( يضحك بصوت عال ) هههههههههههه
السيدة : انك تتقصد الضحكات لتنكأ جرحي .
الرجل : اضحك لان جرحنا واحدة لا اكثر ...( يستدرك ) وهل كان ولدك وطن جديد .
السيدة : ( بفرح وهي تستحضر) كان وطناً اخراً اختلطت فيه الدموع مع الفرح ..الدموع كلما التفتنا كلانا انا وهو للنصف الفارغ من الحياة الا وهو الاب الذي كنا بامس الحاجة له في اوقات عده ,والفرح يجتاحنا ونحن نسير سوية في كل تفاصيلنا اليومية,بالتاكيد كان طريقا موحشاً لكنه كان محفوفاً بالاصرار على مواصلة الطريق حتى ارى ولدي يكبر ...ويكبر ...ويكبر مابين ذراعيه وفي صدري ليقف معي في كل شيء حينما يصبح شابا تعاكسه الفتيات , وسط كل تلك الاحزان ابتسم واشعر بدقات قلبي تتسارع حينما اداعبه ويضحك بصوته الملائكي , وتخرج مني الضحكات عالية صافية خالصة حينما كنت العب معه ويبادلني بلكمات هنا وهناك ارتمي بعده معه على الفراش ونحن نضحك ويجتاحنا التعب وتلهث انفاسنا من التعب ,فينام وانا العب بشعره ويمر ليلي بكاءا على ولدي الذي تيتم من ابيه وابيه حي يرزق , لكني كنت اشعر باني املك الدنيا كلها ونحن نتسامر معا لمشاهدة افلام الكارتون ,طالما كان حب الحياة يملء عينيه وروحه فيمده هذا الحب بالحيوية والاجتهاد والمثابرة ,كنت المحه للحظات يطيل الصمت وذهنه شارد واعرف سببهما وابكي خلسة لان الولد يشتاق لانفاس رجل معه في الدار ,ولدي كان يحبني الى درجة انه كان يعشق كل أمراة تشبهني او تحمل ذات اسمي ,كنت فرحة به جدا ( صمت لثوان ومن ثم تحتضن الحقيبة وتبكي ) .
الرجل : ابكي ..ابكي ..كل هذا مر بي ولكن ...رجولتنا تحرمنا من نعمة البكاء احياناً...بدعوى ان الدموع لم تخلق للرجال ابدا (يصرخ بالم ) كذبوااااا,فالدموع تراتيل الروح للطمأنينة .
السيدة : ( تبكي بوجع اكثر ) جفت دموعي وانا انثرها على خطى العابرون الى الغياب .
الرجل : ابكي ...ابكي فما انت الا وطن من مواجع ,علها هذه الدموع تمنحك شيء من الراحة .
السيدة : ( تخرج صورة اخرى ذات الاولى وهي تولو عليها ) ولدي الذي اخرجته من بحر ظلمات الحاجة والاحتاج للاب ... للحياة ... للمال , وعبرت به حربين وقودها الشعب وانين الامهات ,وضممته بين جناحي من ملاحقات امنية هنا وهناك (تبكي ) هان عليه كل هذا وتركني ومضى بلا وداع .
الرجل: احب غيرك فدبت في نبض قلبك لغيرة .
السيدة : نعم ..احب ..وبجنون ...وهي كذلك احبته واخلصت لذكراها حتى بعد رحيله ..لكن كنت اتمنى ان اشهد زفافه واكون جدة جميلة .
الرجل: بالتاكيد تزوج وهي سنة الحياة فلاتعيشي دور الامهات الغيورات من حياة ابنائهن الزوجية و..
السيدة : ياليته تزوج  

الرجل: اذن اتركيه يكمل دراسة في الخارج ولا تقفي حجر عثرة امام مستقبله و..
السيدة : ياليته سافر
الرجل: لا تكوني واحدة من نساء النبلاء اللواتي يدفع رجالهن وابناءنا نحن الفقراء للحروب ويبقين على ابنائهن للنزهة والراحة .. واتركيه يلبي نداء الوطن ويتحنى بتراب السواتر .
السيدة : تمنيت ان اراه يحمل بندقيته ويقف بكل بسالة وارمي خلفه الماء المحفوف بالدعوات وهو ذاهب الى جانب الذي باعوا الدنيا واشتروا مرضاة الوطن بالدفاع عنه ,فانا لا اقل وطنية وشجاعة عن اللواتي يزفن ابنائهن بالهلاهل لسواتر الشرف ,لكن اكثر وجعا منهن ,هن جاءوا بابنائهن لهن اموات فكتفن بتغسلهم وتكفينهم ودفنهم ,انا ...عشت كل لحظة صراعه مع الموت ..
الرجل: ( يحدثها بحزن ) ياسيدة المواجع ..يامن طبع الحزن على شفتيك قبلة ابدية  فبت فصولا من الاه الذي لا ينتهي ..مد ذراعك واقتلعي الذكريات بالصبر ..واستنشقي انين الامهات اللواتي لم يحالفهن الحظ كما حالفك ودفنتيه بكامل قيافته الربانية ..واعلمي ان ثمة امهات يبكين عند شواهد خاوية لا لشيء الا لانهن لم يحالفهن الحظ بجثث كاملة لابنائهن ولم يودعن ابنائهن لساعات وايام كما ودعت انت ..ترمي عليه وستجدينه عريسا ينتظرك في الجنة لتكملي معه الزفة بالهلاهل ..التحفي بالصبر ,فقد كنتما على ساتر واحد من الوجع والغياب ؟ .


السيدة : كنت معه في وجع واحد ..كان يكابد الالم فيتقطع قلبي ومع كل صرخة وجع تخرج منه اشعر بأن ثمة احدهم خنقني ودفع بي الى سابع ارض واعادني مجددا ,مع كل لحظة كان يهجع فيها للراحة من وجعه كنت اذرف دجلة والفرات دموعاً ومع كل نبض لدقات قلبه التي كنت اتحسسها حينما كنت امسك يديه اتوسل لله تعالى بكل قواميس الدعاء والتوسل ان لا ياخذه مني ..كيف اواصل الحياة من دون صوته الذي كان يوقظني صباحا وضحكاته التي كانت تضج في الدار ومرافقته لي اينما اذهب خوفا علي ..او كلماته ومداعبته لي التي كانت ترجعني عشرين سنة الى الخلف ...( تستدرك) ها ...ها ..ماذا اقول لحبيبته ان عدت من دونه ...وهي من اخلصت له بالدموع ..هل سيفعل القدر فعلته لتكون لغيره يوماً, ماذا عليه ان افعل وانا ارى سنين افراحي المؤقتة قد ازفت ( تصيح ) ايضا انت يالهي خذ اي شي ولا تاخذه مني ..نعم خذ روحي واتركه يكمل حياته فلازالت لديه احلام مؤجلة ..يالهي لم خلقت الجنة تحت اقدام الامهات ولم تمنحهن قداسة البقاء مع من تتقطع نياط قلوبهن لغيابهم ...الهي اني استودعك جسدا دللته بكل ماملك من ترف واحساس وروحاً داعبتها بكل مافيه من فرح وقلبا ينبض بحب من وضعت الجنة تحت قدمهن فلاتكن له رب بل كن له اب وام حتى التحق به ( مع نفسها وهي تعلق الصورة الى جانب الصورة الاولى ) ترك الله كل شيء واخذه مني ..تركني اكابد الذكريات التي تشعل فيه حرارة تسري كالنار في هشيم روحي .
الرجل : ( يستنهضها ) لازال ثمة متسع لمواصلة المسير 
السيدة : ( تستدرك وتستعيد صلابتها ) ومن قال غير ذلك ,فماهذه الاوجاع الا افق تحث له خطانا كي يكتمل العقد الذي انفرط باوجاع هنا وحزن هناك .
الرجل : اين انت من هذا الوطن ؟
السيدة : اما ان تكون مصاب بعمى بصر او بصيرة .
الرجل : لم ارى الا انثى جريحة , وام مصابة بالوجع المستدام .
السيدة : انا وطن ابتلي بأن لا يهنا براحة قط , انا وطن اودع ابناءه للموت راضياً مرضيا سواء كانوا صرعى الرصاص او المرض , والامراض الصفراء في بلدي اشد فتكاً من الرصاص المجهول .
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية تختبيء السيدة خلف قبر خائفة والرجل يختبيء وراء قبر وقاتل ببندقيته )
السيدة : ( تصرخ ) كفى فلم يتبقى لدي شيء لتأخذوه ( والرصاص مستمر ومن م تصيح بلهجة شعبية ) كافي ..كافي ..كافييييييييييييي.
الرجل : ( وهو يقاتل ) بل لديك الكثير  .
السيدة : وماذا عندي غير جسد مبتلى بالوجع وذاكرة تزدحم بالالف من الاحزان  ؟
الرجل : ( وهو يقاتل ) وهم لا يريدون الا ان يستبيحوا رحمك لتلدي لهم ماينقصهم على سواتر الحرب من اجيال مشوهة ؟ .
السيدة : ( من خلف القبور بخوف تضحك ) مستحيل ..العمر تقدم ..وماعد في الرحم متسع للولاده ؟
الرجل : ( وهو يقاتل ) يكفي ان تمنحيهم اللذة ..وان ينتشون في استباحتك في حفل جماعي  ؟ .
( صمت يعم المكان وتسند الفتاة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
السيدة : وهل اجرؤ ان اداع هؤلاء ينتشون ويتلذذون بلحمي حتى وان كان قد مات من ويل السنين؟ بالتاكيد لا .
الرجل : وهذا بالضبط مادفعني الى سواتر الشرف .
السيدة : رجل بعمرك ..اخذ الشيب منه ماأخذه , واميرا في عشيرته, وسيدا في حكومته مالذي يدعه ان يترك كل هذا ويعاقر الرصاص ؟
الرجل :  ( يضحك ) تركت كل ماتتحدثين عنه ..البيت والمشيخه والمسؤولية وحتى كبر السن وحملت بندقيتي دفاعا عن ارض عشت سنين طوال اهيم بها حباً , وفي الحرب لا يوجد امير وفقير فالكل في ساتر دفاع واحد .
السيدة : وزوجتك..وابنائك ؟ .
الرجل :  لا حياة لي ولهم ان استبيح كل شيء ...( بحزن مستتر) وانا ودعتهم مثلك الواحد تلو الاخر لمحطات الوداع الابدي.
السيدة : طيب ... الاهل ؟
الرجل : سيرفعون راسهم بي يوما  
السيدة : والمسؤولية ؟
الرجل : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..والرعية اليوم في خطر ولابد ان اكون راع مسؤول عن رعيته بحق .
السيدة : الموت وليس سوى الموت . 
الرجل : نعم ...فالموت احيانا خطوة نحو النصر .
السيدة : اجيال ماتت و..
الرجل : وبقي الوطن حيا بهم .
السيدة :  متى نهتف ... نعيش نعيش ويحيا الوطن... بدلاً من ان نموت نموت ويحيا الوطن .
الرجل : قدرنا هو ان نموت لتحيا اوطاننا .
السيدة : تحول كل شبر من هذا الوطن العنيد مذبح لابناءه .
الرجل: نعم ...( يترجل بحزن ) رايتهم كيف ساقوهم الى المذبح افواجا افواجا .
السيدة : افواجاً! 
الرجل : ( يستحضر بحزن ويمثل مع السيدة لحظة اقتياد جنود سابيكر واعدامهم ) كانت الشمس قد ابتلعت الفجر وسطع لهيبها على فتية غشيهم النعاس الذي كان اخره نكات وضحكات قبل ان يودعوا لليل اخر احلامهم بأن يحن لحظة نزولهم الجماعي لعوائلهم ,فتية كانوا يسعون الى ان يكونوا جنود في معركة لا جنود في رقعة شطرنج من هربوا وتركوهم فريسة للجراد الذي اقتحم المدينة صباح ذلك اليوم .
السيدة : ( تستحضر وكانها تتخيل ماحدث ) كانت كل احلامهم تتدحرج امامهم وهي تلطم على راسها من هول ماسيلحق بهم من موت محتوم ,حتى اني يخيل لي اعينهم وهي تمتد الى الافق مستنجدة بمنقذ ما , او لربما عيونهم سافرت للحظتها لامهاتهم وابائهم الذي ذرفوا دموعاً اكثر من ذراة الصحراء التي غيب فيها ابنائهم ..
الرجل : رايت كيف كانت احلامهم تغتال بهلاهل الرصاص الذي تساقط عليهم كالمطر ( يرمي السيدة تمثلا للاعدام فتسقط ) 
السيدة : ( وهي مددة على الارض) اذن هو الموت ؟ 
الرجل : الموت في زمن الظلم يعني خلود .
السيدة : انتبذ لك مثلي مكاناً شرقيا 
الرجل : وها انت انتبذتي مكاناً شرقيا ومن دون ان تشعري انت الان في مذبح سبايكر ..من وجع لوجع .


السيدة : ( بخوف وهي تطوف المسرح ) كيف ؟,من قال هذا ؟
الرجل : جئتي هاربة من الوجع فساقتك الاقدار الى ارض كل مافيها من ذرات ترتل ظليمة 1700 وجع عراقي .
السيدة : الفراق شعور مر لا يشعر بمرارته الا الامهات 
( تجلس تحتضن الحقيبة وتنعى كانها احد امهات شهداء سبايكر بصوت حزين جدا )
 دللول الولد ماتسمع الصوت
يمه حظني وحشة ورايح الحيل
خذاك الموت غفلة بيوم ردناك
يوم الطاح حملي وردتك تشيل
يمة البيت وحشة وليش ماجيت
يايمة أعله بختك ترحل شلون
وليدي دموعي ثكيله الصبت أعليك
اطلبنك رباي وهز كواريك
واطلبنك شبابي الصار منعاب
جا كلي شيصبر دمعتي اعليك
ياحزني وفرحتي واغلى الاحباب
كله البيت ينطر صاير عيون
ولأن ماجيت سالت دمعة الباب؟؟؟؟؟
الرجل : كل شيء قابل للتضحية في هذا الكون , الا ان نذبح ونساق كما يساق الخراف ونكابر وتقول الامهات ..فدوه يروح ابني للوطن
السيدة : ( بحزن ) وماهي الا مكابرة نحاول ان نتسامى فيها على جراحنا وقلوبنا التي تقطعها الآه , وليالينا التي تسامرها الدموع ( للجمهور) من منكم جرب ان يكون اب او ام لشهيد , من منكم دفن عزيزا بلا رأس او ابا بلا جسد , ياولياتاه .ياويلتاه .
الرجل : ( يحاول خلال كلامه نبش الارض ولا يجد فيها شيء وكلما نبش تطير حمامة بيضاء في فضاء المسرح ويردد) شواهد بلا قبور .. شواهد بلا قبور .. شواهد بلا قبور ..
السيدة: ( تستدرك ) احمدك يارب ..احمدك يارب لانك جعلتني ادفن ولدي بكامل قيافته وجسده العليل دون نقص هنا او هنا ..احمدك يارب وادعوك من قلب ام تشققت جدران قلبها من انين تنكثه بالصمت...يالهي الطف بانين الامهات ..
الرجل : ( باستسلام ) اننا في زمن الغياب وعلينا ان نمتثل لاوامر الوداع 
السيدة : تعال نركب القطار .
الرجل : القطار لا يفضي الى المحطات .
السيدة : مستحيل 
الرجل: ( يستدرك وباصرار ) لا مناص من الاختيار اما ان اموت بكامل قيافتي او ابقى شاهدة بلا قبر .. وهذا مالا يكون ..... 
السيدة : وانا ..بأي مكان سألوذ؟
الرجل : انت في مرمى هدف ذاتك وعليك الاختيار اما ان تموتي بكامل قيافة عذريتك او ان تعيشي لوقت قصير لتموتي فيمابعد تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن النار ابوابها لاعراس النكاح.
السيدة : ( مع نفسها تردد ) اما ان اموت بكامل قيافة عذريتك او ان  اعيش لوقت قصير لاموت فيمابعد تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن اعراس النكاح ..وهذا مالا يكون ( تحدث الرجل ) كل الذي قلتيه لا اذكر اين قلته ( تتذكر ) اين ..اين ..
الرجل : قلته في سرك ..ورتلته روحك ..
السيدة : نعم ..اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً في .....في ..
( تعاود نفس الاصوات اقدام تركض ترافقها اصوات كلاب واصوات بشرية غير معروفة على شكل تراتيل غير مفهومة اي لغط صوتي مع اصوات رصاص فيتحول المسرح الى معركة صوتية يختفي الرجل وتجد السيدة البندقية بيدها فتختبيء وراء قبر وتقاتل ببندقيتها )
السيدة : ( تردد وهي تقاتل ) اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً.. اتذكر ان كل ماقلته رددته سابقاً
( صمت يعم المكان وتسند السيدة ظهرها لقبر لتلتقط انفاسها )
الرجل : ( يظهر وراء اطار مرآة كبيرة اطار فقط دون زجاج وتقف امامها السيدة وبنفس الحركات كلاهما يلعب بالشعر ويتحسسون القلائد ذاتها التي هي قلائد المقاتلين ) قلتها في سرك وروحك ...
السيدة : (تقف السيدة امام المرآة الاخرى فلا ترى غير ذاتها في الزجاج , فيخيل للمتلقي ان السيدة  كانت في لحظة انشطار عن نفسها فتردد ) قلتها في روحي ..قلتها في سري.. قلتها في روحي ..قلتها في سري..لا مناص من الاختيار ... لا مناص من الاختيار ... اما ان اموت بكامل قيافة عذريتي اوان اعيش لا موت تحت لهاث نشوة المشوهين حينما تعلن النار ابوابها لاعراس النكاح, وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون,( تقوم بفتح الحقيبة وترمي كل مافيها وتخرج منه صورة وعلم , الصورة هي صورتها بشريط اسود تعلقها بجانب الصور فتتطاير عدد من الحمامات البيض في المسرح , اما العلم تلم فيه كل اوجاعها التي في الحقيبة حتى تجعل منه صرة وتحملها على ظهرها وبيدها بندقيتها منحنية الظهر وتخرج من بين الجمهور وتبدا الستار تغلق خلفها ويظهر ضوء كانه الشمس من باب خلف الجمهور وهي خارجة وهي تردد) وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون .. وهذا مالا يكون . ..وهذا مالا يكون ... وهذا مالا يكون.

انتهت

ملاحظة اولى :
النص حاصل على الجائزة الاولى في مسابقة ملبون الدولية التي نظمتها العتبة الحسينية المقدسة لعام 2018 
قدمت في سوريا كعرض على يد المخرج هاشم غزال 
قدمت من قبل اتحاد المسرحيين في ديالى على يد المخرج احمد حمود 
ملاحظة ثانية :
لا يجوز إخراج هذا النص او الاقتباس منه او توليفه او اعداده من قبل أي مخرج دون موافقة المؤلف

للتواصل مع المؤلف عدي المختار ( كاتب ومخرج مسرحي عراقي ) 

Almokhtar_80@yahoo.com

موبايل : 009647721110056

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق