مجلة الفنون المسرحية
التأقرد وعبثية العلاقة
علاوة وهبي :
البداية في نص سعد هدابي هذا تكون من العتبات الاولية فيه وصولا الي المفاتيح التي بها تفتح ابواب الدخول الي احوائه.
العتبة الاولي في النص هي قصة بمعني اننا امام حكاية .العتبة الثانية هي حب بمعني ان الحكاية هي حكاية حب والحب يحتاج الي طرفين محب ومحبوب وقد لا يبادل المحبوب حب المحب له فيكون حبا من طرف واحد وهو اكثر قساوة من الحب المتبادل بين طرفين. العتبة الثالثلة هي الوثنية يعني ان الحكاية التي نحن بصددها والحب الذي فيها زمنه هو الوثنية اي قبل ان يعرف الانسان الله يعني ان وقاىعها في زمن عبادة الاوثان.. وصل الي الاهداء تحت العنوان مباشرة ليقول لنا الكاتب ان قصته مهداة الي ادم ابو البشرية هذا الادم المخبوء في اوردتنا اي ان في داخل كل منا ادم لاننا كلنا ننحدم من صلبه لكن ادم الذي نخباه في اوردتنا الدموية هو اشبه بقصيدة شعر صوفية .والصوفية هي الوفاء للمعبود والموت فيه حبا.ليكون المعني الذي يهدف اليه سعد هدابي صاحب النص هو العلاقة بين اثنين سواء بين عاشق ومعشوق او بين خالق ومخلوق انها الوجد اللا متبادل هكذا اجدني ادخل عالم هدابي في نصه الديودرامي هذا ديودرام لانه بشخصين حتي وان كانت الشخصية الثانية صامتة خرساء وهي الانثي وفيها خرسها رمز ربما اراد بها عبودية المراة .استعبادها من طرف الرجل وتلك قصة تاريخ طويل لصمت المراة واذا ما اردنا قراءة اسماء اشخاص الديودرام وجدنا شبه توافق فيها او في جوهرها فالرجل اسمه صفوان وقد يرمز به الي الصفاء والنقاء واما المراة في ياقوت اي انها جوهرة وفي لقاء الصفاء والجوهر يكون ناتجهما القحية الخالصة وكاني بسعد يريدالقول ان لقاء صفوان وياقوت سيكون ناتجه الثورة علي سلطة التأقرد التي يراها السمسار في صفوان ومن ثمة في شريكته ياقوت .ياقوت التي يطمح صفوان في ان يصنع لها ساق او يمنحهاولدا ولكنه متردد لانه خائف من انجاب ولد تكون حياته ملك للاخر .السلطة القهرية التي تستعبد المخلوقات في وثنية قهرية وترغمها علي عبادتها ولا تري فيها الا قرودا .نص سعد هذا يختلف كثيرا عن نصوصه الاخري علي الاقل ما قراته انا له من نصوص سابقة .اختلاف في الطرح واختلاف علي مستوي لغة الكتابة .النص شاعري للغاية لغة راقية في اسلوب فلسفي ورؤية استفزازية..رؤية استفزازية لان النص المسرحي الذي لا يستفزك لا يستحق منك التصفيق له.
فالنص المسرحي الذي لايستفز المخرج مثلا لا يقدم المخرج علي اخراجه كما تلدور الذي لا يستفز الممثل لا يؤديه الممثل وان اداه مكرها لا يجيد فيه. وهكذا يكون النص الذي لا يدفعك الي التساؤل عند نهاية مشاهدتك له علي الركح اوانتهائك من قراءته يكون نصا فاشلا..ثم ان ظهور العجوزوفي نهاية الديودرام وقد يكون هو صفوان نفسه وحاولة خياطته ساق ليقوت الدمية هو الرمز الذي اراده سعد او اراد ان يرمز به للثورة الثورة علي الوثنية وتخلص المراة من عبوديتها بعد ان تصبح لها ساق تمكنها من الهروب من عبوديتها
الحقيقة ان نص سعد سهداب هذا يمكن قراءته من عدة جوانب وقراءات مختلفة وهو ما يجعله نصا مختلفا ومتعدد الفهم والرمز الي جانبوما فيه من عبثية عميقة هي من عبث الوجود الذي اوجد او وجدت الشخصيات او وجدت نفسها فيه رغما عنها لانها في زمن وثني ولاتملك حريتها الا بعد ما الت اليه مصائرها . الاحتراق وخياطة ساق للدمية ياقوت والخروج من الوثنية الي نور معرفة الوجود واختيار مصيرها والتمتع بحريتها .اليس في هذا الكثير من الاشارات الي الحال التي عليها الانسان العربي في اوطانه وعبودية الزعيم الاوحد الوحيد ثم الثورة التي تعيشها الان الاقطار العربية والتمرد علي التوحيد.في السلطة..باختصار هكذا قرات نص سعد هدابي قصة حب وثنية وقد يقراها غيري بشكل اخر ومن زاوية اخري وفق رؤية غير رؤيتي ويجد فيها غير الذي وجدته انا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق