مجلة الفنون المسرحية
الكاتب قاسم ماضي |
الشخصيات :
- المرأة 1
- المرأة 2
المسرح فارغ تماماً ، الا من " سايك أبيض " على طول المسرح ، وتكون في الخلف ،أمراتان ترتديان ملابس سوادء ، وهما مختفيتان خلف " السايك " ضربات موسيقية فيها من الترقب الكثير
" ترافقها اصوات مع ضربات الموسيقى "
واحدة " تجلس في اليسار وهي مقرفصة ،
وفي اليمين " الثانية " تجلس وهي مقرفصة ،
" تظهران و من خلال بقعة ضوء مسلطة عليهما ، في نفس الوقت "
" نسمع موسيقى حزينة ، وفيها نوع من الطبول ، وكأنها تشييع جنائزي ، وهما تتمايلا بطريقة راقصة ، وفيها نوع من الغضب "
المرأة : 1"
" كأنما تصارع نفسها ، وبطريقة فيها تعبير صارخ من خلال الجسد الذي يتلوى أمام بقعة الضوء
تنسحب الاضاءة من المرأة الأولى " دم "
وتظهر المرأة :2
" وهي تصارع نفسها " دم " وتقوم بنفس الحركات التي قامت بها المرأة 1
تظهر المرأة 1:
" من خلال بقعة الضوء وهي تردد بخوف وتوسل "
المرأة 1: كان يدور في المراعي
والحقول
منادياً بالمحبة
والسلام
وأسمه علي
أسمٌ على مسمى " ولكنه غير علي الذي نعرفه أيها السادة .
" بصوت بكائي فيه افتخار وقوة " ظلام "
المرأة 2: وهي تتموج وبصوت حزين وبكائي "
" أحياناً أتمنى " بتأمل "
لو انني ولدتُ واحداً من الذين يسيئون لنعمة الحياة
حتى لا يتألم أحد من أجلي ، أجل من أجلي
وها ولدي أسمه " عمر " وهو أسم على مسمى . ولكنه غير عمر الذي نعرفه ايها السادة " ظلام "
" المرأة الأولى ، والمرأة الثانية في وسط المسرح " عبر أستخدام قطع الديكور التي يحتاجها المخرج
وممكن أن يكون صراع بجسديهما ، بحركات تعبيرية ، وهما تدوران حول بعضهما ، في حركة تعبر عن حالة الحب بين الأثنتين ، و هما تفتخران بولديهما " مع ضربات موسيقية " وربما حركات راقصة تظهر التماسك بينهما ، أو ممكن أن تحملا صور أبناءهما على ظهريهما عن طريق طبع الصورة على الملابس ،
" الأثنتان " بصوت واحد "
" ولدي ، وولدك نذرٌأ نفسيهما من أجل الوطن
و أن يظلا بعيدان عن كل مايسيئ إلى نقاء هذا العالم وقداسته "
" وهما تدوران حول بعضهما ويكرران هذا الحوار " وفي هذا الحوار نوع من الأفتخار "
المرأة 1: كسرة خبز ، مجد ، محبة ، ينبغي تقاسمهما هكذا تعودنا
المرأة 2 : كان معي دائماً ، يسهر على سلامتنا " تتقدم إلى الجمهور "
المرأة 1: يحبني ، بل ويرعاني ، وليس هذا فقط بل ينزع الأشواك بيديه المباركتين عن طرقاتي التي أسلك " بحرقة وألم "
المرأة 2: لقد منحني كنوزاً لا تقدر بثمن ، قبل رحيله ، بل مقتله
المرأة 1 : فأنا أحبه حدٌ أن أذوب في محبته ، وهو الآن لا أدري أين يرقد ؟
المرأة 1: اه ، اه ، " وهي تولول وكأنها مجنونة وبصوت متعب تقول "
اما زال فوق هذه الأرض شبر دونما جراح
أنها مهزلة ، مهزلة " وهي تبكي "
المر أة 2: أنا " بتردد وتوسل "
أنا وانت ندفع فاتورة أحلامنا ،
كوننا ولدنا أحراراً
وعشنا أحراراً
" يدوران حول بعضهما مما تشكلان جسدأ واحداً "
المرأة 1: أنهم أجل أنهم لديهم أطماع في الثروة " بخوف وتردد " " ممكن ومن خلال " السايك " طائرات غربية "
المرأة 2 : أنهم يريدون الغاءنا، صدقيني أنهم " يدوران "
المرأة 1 : اش ، اش ، أش أنهم في كل مكان ،مثل الحشرات الزاحفة " تنسحب " وهي خائفة
المرأة 2 : لا تعممي مخاوفك ايتها المرأة
المرأة 1 : التجربة التي عشت ، والمسامع التي أمتلأت بأرذل الأقاويل
المرأة 2: أو لهذا خط الأسى قرطاس سريرتك !
المرأة 1: الصمود رغم كل فواجع الزمن ! الصمود
المرأة 2 : ها نحن ركبنا كل شيء ، الجثث ، والارواح ، المعتقة بالموت والتفوق
المرأة 1: أبحرنا في دماء الجرحى ، منذ بداية النفاق والخديعة
المرأة 2 : وها نحن مشينا فوق كساح المشلولين من أجل عبور مؤقت للبقاء وعدم الفناء
المرأة 1: هذه الأيام خديعة وخيانة
المرأة 2 : أخلوا الساحة ، وأحملوا الأحلام والمفاتيح ، أستعداداً لوقف نزيف الدم والموت
المرأة 1: هؤلاء مثل الهررة
المرأة 2 : الهررة " بسخرية " أمثولة مكر ودسائس ورغبات !
المرأة 1 : هؤلاء أكاذيب وأوهام !
المرأة 2 : هؤلاء الهررة ألم تغيرهم أيام المحن وصعوبة المخاوف !
المرأة 1 : هؤلاء لكل منهم درب وطريق !
المرأة 2 : ما أقبح هزائم هؤلاء !
المرأة 1 : ليتني أراهم ؟
المرأة 2 : ها أنت تحدثين نفسك !
المرأة 1 : ما أكثر أحلام الأمهات !
المرأة 2 : أحلام موحشة تسودها الكراهية والخوف !
المرأة 1 : عذاب الأزمنة !
المرأة 2 : وخراب الأفئدة !
المرأة 1 : وها نحن واقفون على مقاعد الضجر الذي لا ينتهي
المرأة 2 : من أين تأتي هذيانات الريح !
المرأة1: طرقات وأرصفة وأقدام ، دم ، دم يسيل في هذه الأرض " ممكن أن تكون هناك أغنية عن الوطن متماشية مع الحوار أو قصيدة .
المرأة 2: دم ، اقتحام المكان من قبل ذئب يلاعب مؤخرته " وهي تفرك بيديها "
المرأة 1 : تمور قبورنا بالصراخ والتوسل
المرأة 2 : وتعج آذاننا بغبار النداءات المسرعة باتجاه ما ندري من المجهولات
المرأة1: لا ندري متى ، وكيف ، ولماذا تجيء هذه الرياح !
المرأة 2: ثمة تواريخ تُعلن موتَها !
المرأة 1: وأخرى تؤسس لموت آتٍ !
المرأة 2: أن ثمة حروب تُشن بعقل المليارات
المرأة 1: انظروا إلى الطرقات كيف تموت !
المرأة2: أنظروا إلى الإثارة كيف تموت !
المرأة 1: انظروا إلى بحار الأعماق كيف تموت !
المرأة 2: انظروا سماواتنا كيف تموت !
المرأة 1: ثمة ظلام يلفُ الليل !
المرأة2: أن الإنسان هنا ، قد مل ما تبقى من فرح الأوهام
المرأة1: امرأة في آخر سنواتها تتوسل حجر القبور
المرأة 2: بومضة ضوءٍ لتراه الولدَ الفار بأتجاه شراسة الموت
المرأة 1: فادية نفسها لغيابه الساطع الوضوح
المرأة 2: وهي تهمس لجدار وحشتها
" الأثنان معا ً " وبصوت فيه حزين كبير مع موسيقى فيها جنائزية "
ان الأمهات وملح رغبات الأولاد " بحزن "
المرأة 1: مررنا بين ضربات قلوب الأمهات ، مرور الر..
ستار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق