تصنيفات مسرحية

الجمعة، 19 يونيو 2020

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

دمشق - العرب 

المسرحية السورية موجهة لليافعين لا للأطفال، وتحاول من خلال قصة حب عجيبة أن تبث قيما إنسانية رهانها الجمال والخير.

وفق الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفايروس كورونا يستقبل مسرح القباني يومياً جمهوره من اليافعين وأسرهم في سلسلة عروض لمسرحية “الموجة وطائر النورس”، المأخوذة عن الأدب العالمي ترجمها الراحل سعد صائب وهي من إعداد وإخراج هدى الخطيب.

وعن المسرحية قالت مخرجتها هدى الخطيب في تصريح لها “اخترت هذه القصة من الأدب العالمي وأعددتها لتكون مسرحية لأنها عالقة في ذاكرتي منذ سن الطفولة ولطالما حلمت بتقديمها على الخشبة وأضفت عليها بعض قصائد شكسبير لإغناء حالة الحب في الحكاية بين الموجة وطائر النورس”.

وتابعت الخطيب “المسرحية تقدم قصة حب بنهاية غير تقليدية وهي موجهة لليافعين وأردنا من خلالها تقديم شيء مختلف عما يقدم من مسرحيات لهذه الشريحة العمرية”، معتبرة أن الإجراءات الوقائية المتبعة في المسرح قللت من عدد حضور العرض.

الممثلة رنا جمول التي تجسد شخصية الحوت ملكة البحار الداعمة للحب والمحبين قالت “مقولة المسرحية إنسانية وتحمل الجمال والخير وهي مناسبة لجيل اليافعين ولاسيما مع الحاجة إلى المزيد من العروض الموجهة للناشئة في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية”.

مسرحية من الأدب العالمي

ويبيّن الفنان تاج الدين ضيف الله، الذي يقوم بدور البطريق ويمثل الجانب الشرير في القصة، أن العرض مختلف بطرحه لخصوصية جمهوره، مع إشارته إلى أنه عرض يمكن أن يحضره الكبار ولكنه لا يناسب الصغار، مشيراً إلى أهمية وجود مثل هذه العروض التي تخاطب فئة مهملة مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً، مع تأكيده على أن هذا العرض وإن خُصِّص لليافعين إلا أن العائلة عندنا اعتادت على حضور العروض المسرحية بعيداً عن هكذا تصنيف. لذلك سيأتي الجميع برأيه لحضوره، وأشار إلى أنه يجسد شخصية البطريق الذي يستأذنه طائر النورس للزواج من الموجة إلا أنه يرفض ويحاول منع هذا الزواج لتكون النهاية مفاجئة للجميع.

وقدمت الممثلة الشابة روجينا رحمون دور الموجة، وعن شخصيتها قالت “كانت هناك صعوبة في أنسنة الموجة وتقديمها للجمهور ولكن من خلال العمل توصلنا إلى بعض الحلول في الأداء والشكل لتصل إلى شريحة اليافعين بشكل صحيح والتي يحتاج التعامل معها إلى المزيد من الانتباه لأنها تمزج ما بين عمري الطفولة والشباب”، لافتة إلى أن المسرحية جاءت بالعربية الفصحى مع إشعار لشكسبير بطريقة مبسطة بعيدة عن الاستسهال.

الممثل الشاب نجيب السيد يوسف، جسد شخصية طائر النورس الذي يعشق إحدى الموجات على شاطئ البحر لتكون نهاية هذا الحب نهاية غير تقليدية، وقد عبر عن سعادته بالعمل مع “كادر فني أكاديمي مميز في عرض يحمل العديد من الرسائل إلى جانب المتعة التي يحققها، كما أنه متنفس للناس وطقس لممارسة الحياة ويرمز لاستمراريتها وخاصة في ظل الظروف الحالية”.

وأكد السيد يوسف أن العمل مع المخرجة هدى الخطيب مغامرة فيها روح التحدي والاكتشاف في كل مرة، مشددا على الإضافة التي تحققت له بوجوده ضمن فريق يضم أسماء مهمة في عالم المسرح، منوهاً بأن أكثر ما أعجبه في هذا العمل هو سونيتات شكسبير وتقديمه للدور باللغة العربية الفصحى.

والمسرحية هي التجربة الثانية لهدى الخطيب بعد تجربتها الأولى في مجال الإخراج المسرحي بعنوان “قارع الطبل”.

لم تكتفِ الخطيب كمعدّة بتحويل القصة إلى نص مسرحي، ولإغنائها ضمَّنتها سونيتات لشكسبير هي عبارة عن حواريات حب بين روميو وجولييت، ليتناول العرض قصة حب أرادت لها أن تكون لليافعين، وهي الفئة التي نادراً ما يتم التوجه إليها، مع حرصها على أن تذكر للجمهور أن هذه المسرحية لليافعين وليست للأطفال، مع أنها وبسبب الظرف العام لا تستبعد أن تحضرها العائلة بغضّ النظر عن الشريحة المستهدفة لها، مؤكدة أن موضوعة الحب من الموضوعات التي تحرص دائماً على تناولها في أعمالها ولها تجارب سابقة في هذا المجال.

اشتغلت الخطيب بمسرح الطفل بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخصصت  في جامعة باريس الثامنة بمسرح الدمى والمسرح المدرسي، مبيّنة أنها منذ البداية كانت لديها رغبة في مخاطبة اليافعين مع إدراكها أن مسرح اليافعين ليس بالأمر السهل، خاصة أن “الموجة وطائر النورس” يتضمن أشعاراً قد تكون صعبة وأن تقبّلها من قِبَل الجمهور لن يكون بالأمر اليسير لكنها بعد تجربة طويلة في مجال المسرح تعوّل كثيراً على ذكاء الطفل واليافع للتفاعل مع هذا العرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق